الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة



مَعَارِف إِلْهِيَّة : (401) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (401) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (67) / / القراءة القدريَّة / من أَخطر القراءات علىٰ الدِّين القراءة القدريَّة(1)، وقد ورد في ذَمّها والتَّحذير منها الكثير من بيانات الوحي؛ لأَنَّها تمسخ الفكر الإِسلامي وفكر المجتمع عن حسِّ المسؤوليَّة، والقيام بها. فانظر: 1ـ بيان سيِّد الأَنبيّاء صلى الله عليه واله : «صِنْفَان مِنْ أُمَّتِي ليس لهم في الإِسلام نصيب : المرجئة والقدريَّة»(2). 2ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «يُجاء بأَصحاب البِدَع يوم القيامة، فترىٰ القدرية من بينهم كالشَّامة البيضاء في الثور الأَسود، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: ما أَردتم؟ فيقولون: أَردنا وجهك، فيقول: قد أَقلتكم عثراتكم، وغفرت لكم زلَّاتكم إِلَّا القدريَّة، فإِنَّهم دخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون»(3). 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً: «إِنَّ أَرواح القدريَّة تُعْرَض علىٰ النَّار غدوّاً وعشيّاً حتَّى تقوم السَّاعة، فإذا قامت السَّاعة عُذِّبُوا مع أَهل النَّار بأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، فيقولون: يا ربّنا عذَّبتنا خاصَّة وتعذّبنا عامَّة، فيردّ عليهم : [ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ](4)» ( 5). 4ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «يُحشر المُكذِّبون بِقَدَرِ اللَّـهِ مِنْ قُبُوْرِهِم، قَدْ مُسِخُوا قِرَدَةً وخنازير»(6). ودلالة الجميع واضحة. وقد فُسِّرَت القدريَّة تارة بالتَّفويض، وأُخرىٰ بالجبر. والنُّكْتَّة: أَنَّ باطن التَّفويض جبر، وباطن الجبر تفويض، فكُلٌّ منهما يرجع إِلى الآخر، وحينئذٍ يصحّ كِلَا التَّفسيرين. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وهُم القائلون: أَنَّ كُلَّ أَفعالهم مخلوقة لهم، وليس لِلَّـه تعالى فيها قضاء ولا قدر. (البحار). (2) مختصر البصائر: 354/ح388 ـ 13. عقاب الأَعمال: 252/ح3. بحار الأَنوار، 5: 118/ح52. (3) مختصر البصائر: 355/ح391 ـ 16. عقاب الأَعمال: 253/ح6. بحار الأَنوار، 5: 119/ح57. (4) القمر: 48 ـ 49. (5) مختصر البصائر: 353/ح386ـ 11. عقاب الأَعمال: 252/ح1. بحار الأَنوار، 5: 117/ح50. (6) مختصر البصائر: 354/ح389ـ14. عقاب الأَعمال: 253/ح4. بحار الأَنوار، 5: 118/ح53
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (402) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (402) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (68) / / أَحَد مناشئ النِّفَاق / من مناشئ النِّفَاق: حصول خواء في دين الشَّخص، وهو معنىٰ مُقَارِب لمادَّة النِّفَاق. / الْفَائِدَةُ : (69) / / معنى كلمة (حتَّى) / المراد من كلمة (حتَّى) الواردة في بيانات الوحي وأَبواب المعارف الإِلٰهيَّة، كبيان قوله تقدَّس ذكره: [لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ](1) ليست الغاية والنهاية، بل الوصول والاستمرار، وهذا المعنىٰ يتمُّ في بيان قوله تعالىٰ: [وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ](2) وإِن فُسِّر اليقين بالموت. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشعراء: 201. (2) الحجر: 99
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (403) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (403) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (70) / / العلاقة بين اللُّغَة العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة واللُّغَة العربيَّة / / اللُّغة العربيَّة أَعظم اللُّغات / إِنَّ التَّعَرُّف علىٰ اللُّغَة(1) العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة والتَّعاطي معهما أَمرٌ مُهمٌّ في أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة؛ لنزول الوحي الإِلٰهيّ بهما، وهما خَتَنُ اللُّغة العربيَّة؛ ومن شجرتها إِلَّا أَنَّ اللُّغَة العربيَّة أَقوىٰ وأَفْصَحَ وَأَتْقَنَ، بل الثَّابت علميّاً: أَنَّها أَقوىٰ اللُّغَات العلميَّة في كافَّة العلوم ـ كالعلوم التَّجريبيَّة والإِنسانيَّة ـ وَأَكفاؤها وَأَتْقَنُها وَأَدَقُّها وأَرْصَنُها وأَرْصَفُها وَأَحْصَفُها وَأَجْدَرُها وَأَثْرَاها علىٰ الإِطلاق، وأَضْعَفَها اللُّغة الانكليزيَّة؛ ومِنْ ثَمَّ توجد في اللُّغَة العربيَّة (١٢) مليون مفردة، وفي اللُّغَة الإنكليزيَّة (٦٠٠) أَلف مفردة، بل اللُّغَة اللَّاتينيَّة ـ ومن فروعها اللُّغَة الانكليزيَّة ـ هي أَفشل واَبْذَل وأَرْخَىٰ اللُّغَات تَرَهُّلاً، ولغة مُبْتَذَلة ومُنْفَرِطَة، لا تَضْبِط حدود وتعاریف العلوم. بل مَنْ يتأَمَّل علوم جملة اللُّغات فسيجدها عَالَة علىٰ اللُّغَة العربيَّة؛ ومحتاجة إِليها، وَمِنْ ثَمَّ اِقْتَطَفَت تلك اللُّغَات ـ كاللُّغَة: الفارسيَّة والأُرْدِيَّة والهنديَّة، وسائر اللُّغات الأُوربيَّة كاللُّغَة الفرنسيَّة والإِنكليزيَّة ـ كثيراً من إِنْجَازَات اللُّغَة العربيَّة ـ كعلوم: البلاغة والبيان والنحو والصَّرف والاِشتقاق ـ؛ كيما تُقَوِّي وَتُرَصِّن نفسها عن التَّرَهُّل، فاللُّغَة الفارسيَّة ـ مثلاً ـ اِقْتَبَسَت علوم: البلاغة والبيان واللُّغَة وما شاكلها بتمامها من علوم اللُّغَة العربيَّة، بل علوم البلاغة لدىٰ كافَّة اللُّغَات مسروقة من اللُّغَة العربيَّة. وإِلىٰ كُلِّ هذا تُشير بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله في جوابه علىٰ تساؤل الصَّحَابة: «... يا رسول الله، ما رأينا أَفصح منك، قال: وما يمنعني وَأَنَا أَفصح العرب، وأَنزل الله القرآن بلغتي وهي أَفضل اللُّغَات ...»(2). 2ـ بيان الإِمام الرِّضا (صلوات اللّٰـه عليه): «... والحروف هي المفعول بذلك الفعل، وهي الحروف الَّتي عليها مدار الكلام والعبادات كُلّها من الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَّمَها خلقه، وهي ثلاثة وثلاثون حرفاً، فمنها ثمانية وعشرون حرفاً تدلُّ علىٰ لغات العربيَّة، ومن الثمانية والعشرون اثنان وعشرون حرفاً تدلُّ علىٰ لغات السُّرْيَانِيَّة والْعِبْرَانِيَّة، ومنها خمسة أَحرف مُتَحَرِّفة في سائر اللُّغات كُلّها، وهي خمسة أَحرف تَحَرَّفَت من الثمانية والعشرين حرفاً من اللُّغَات، فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفاً ...»(3). ودلالتهما واضحة. / نُكْتَة تسمية اللُّغَة العربيَّة بذلك / سُمِّيت اللُّغة العربية بذلك لأَنَّ فيها اِظهار واعراب وبيان واِفصاح عمَّا تقتضيه الفطرة، الُمشار إِليها في بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله عزَّ من قائل: ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) اللُّغة: نظام آلي جبَّار. (2) بحار الأَنوار، 17: 158/ح2. (3) عيون أَخبار الرضا عليه السلام ، 1/ب12: 133/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (404) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (404) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (70) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « العلاقة بين اللُّغَة العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة واللُّغَة العربيَّة » ، وعنوان : « اللُّغة العربيَّة أَعظم اللُّغات » ؛ فإِنَّ التَّعَرُّف علىٰ اللُّغَة العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة والتَّعاطي معهما أَمرٌ مُهمٌّ في أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة؛ لنزول الوحي الإِلٰهيّ بهما، وهما خَتَنُ اللُّغة العربيَّة؛ ومن شجرتها إِلَّا أَنَّ اللُّغَة العربيَّة أَقوىٰ وأَفْصَحَ وَأَتْقَنَ، بل الثَّابت علميّاً: أَنَّها أَقوىٰ اللُّغَات العلميَّة في كافَّة العلوم ـ كالعلوم التَّجريبيَّة والإِنسانيَّة ـ وَأَكفاؤها وَأَتْقَنُها وَأَدَقُّها وأَرْصَنُها وأَرْصَفُها وَأَحْصَفُها وَأَجْدَرُها وَأَثْرَاها علىٰ الإِطلاق، وأَضْعَفَها اللُّغة الانكليزيَّة؛ ومِنْ ثَمَّ توجد في اللُّغَة العربيَّة (١٢) مليون مفردة ، بل علوم البلاغة لدىٰ كافَّة اللُّغَات مسروقة من اللُّغَة العربيَّة.ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / نُكْتَة تسمية اللُّغَة العربيَّة بذلك / سُمِّيت اللُّغة العربية بذلك لأَنَّ فيها اِظهار واعراب وبيان واِفصاح عمَّا تقتضيه الفطرة، الُمشار إِليها في بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله عزَّ من قائل: [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ](1). 2ـ بيان أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه): «... فبعث فيهم رسله، وواتر إِليهم أَنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فِطرته، ويذَكِّروهم منسيَّ نِعمته، ويحتجُّوا عليهم بالتَّبليغ، ويُثيرُوا لهم دفائن العقول، ويُروهم آيات المقدِرَة ...»(2). والفطرة عبارة عن ولاية اللّٰـه تعالىٰ، وولاية سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وولاية سائر أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم). وهذا هو دين اللّٰـه القويم. فلاحظ: بيانات الوحي المعرفيَّة، منها: بيان تفسير الإِمام الصَّادق (صلوات اللّٰـه عليهم): «في قول اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ: [فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا](3)، قال: التَّوحيد، ومُحمَّد رسول اللّٰـه، وعَلِيٌّ أَمير المؤمنين»(4). ومنه يتَّضح: عنوان ولفظ (العربي)؛ فإِنَّ معناه: المؤمن، وهو عنوان شامل لصاحب القوميَّة العربيَّة وغيره من الأَعاجم؛ فبمقتضيات فِطْرَته يعرب ويُفصِح عن إِيمانه باللّٰـه وبرسوله صلى الله عليه واله ، وبأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم). وإلى هذا المعنىٰ تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ، منها: بيان الإِمام الصَّادق (صلوات اللّٰـه عليه): «... إِنَّ العرب لا تبغض عليّاً عليه السلام ...»(5). أَي: أَنَّ المطابق إِيمَانه للفِطْرَة ، وهو مَن آمَنَ بالله وبرسوله صلى الله عليه واله وبسائر أَهل البيت عليهم السلام لا يبغض أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت عليهم السلام . وكذا يتَّضح: عنوان ولفظ (الأَعجمي)؛ فإِنَّ معناه: الضَّال، ومنكوس الفطرة. / طبيعة اللُّغة العربيَّة ونُكْتَة اِخْتِيَارها لنزول القرآن بلسانها / وَمِنْ كُل ّهذا تتَّضح: نكتة نزول القرآن الكريم باللُّغة العربية؛ فإِنَّها مُنفتحة بطبيعتها على معانٍ مُتعدِّدة، وفيها بيان وإِحْكَام لم يُوجد في لغةٍ أُخرىٰ قَطُّ، توصل إِلى حقائق غير متناهية. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)الروم: 30. (2) نهج البلاغة، الخطبة الأُولىٰ: 45ـ 46. (3) الروم: 30. (4) بحار الأَنوار، 3: 278/ح9. (5) بحار الأَنوار، 8: 22/ح16. ثواب الأَعمال: 202
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (405) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (405) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (71) / / وصف الأُنوثة والرُّجُوْلَة في أَصل اللُّغة وبيانات الوحي / إِنَّ المراد من عنوان (الأُنوثة) في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها: بيان قوله تعالىٰ: [إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا](1) وصف، ومعناه: النَّقص. والمراد من عنوان (الرُّجُوْلَة) أَيضاً في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي، منها: بيان الحديث القدسي الوارد في تبليغ سورة براءة: «... وقد دفعها النَّبيّ صلى الله عليه واله إِلَى أَبي بكر لينبذ بها عهد المشركين، فلَمَّا سار غير بعيدٍ نزل جبرئيل عليه السلام علىٰ النَّبِيّ صلى الله عليه واله فقال: إِنَّ الله يقرئكَ السَّلام، ويقول لك: لا يُؤَدِّي عنكَ إِلَّا أَنْتَ أَو رجل منكَ، فاستدعىٰ رسول الله صلى الله عليه واله عَلِيّاً عليه السلام ، وقال له: اركب ناقتي العضباء، وألحق أَبا بكر، فخذ براءة من يده، وأَمْضِ بها إِلى مكَّة وانبذ بها عهد المشركين إِليهم ...»(2)ـ(3): الصَّلابة وكمال الِاسْتِقَامة، ومن ثَمَّ ينطبق ـ هذا العنوان ـ علىٰ كُمَّل النِّساء؛ صَلْبَات الإِيمان، كاملات الِاسْتِقَامة والاِصِطِفَاء والعصمة كفاطمة الزهراء (صلوات اللّٰـه عليها)، فلذا ورد في تفسير بيان قوله جلَّ قدسه: [رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ](4) شموله لها (صلوات اللّٰـه عليها)(5)؛ فإِنَّه وارد في مقام المدح علىٰ صَلَابَةِ الإِيمان، وكمال الِاسْتِقَامة. وهذا ما يُوضِّح كثير من بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: «سألتُ أَبا جعفر عليه السلام عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ: [وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ](6) قال: ... أُنزلت في هذه الأُمَّة، والرِّجَال هم الأَئِمَّة من آل مُحمَّد صلى الله عليه واله ...»(7). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن بشر بن حبيب، قال: «أَنَّه سُئِلَ عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ: [وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ](8) قال: سور بين الجنَّة والنَّار، قائم عليه مُحمَّد صلى الله عليه واله وَعَلِيّ والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السلام فینادون: أَين محبُّونا، أَين شيعتنا...»(9). ودلالتهما واضحة. ومنهما تتَّضح القضيَّتين التَّاليتين: الأُوْلَى: / لا بُدَّ من مراجعة عدَّة مصادر تفسيريَّة لمَنْ يُريد اِستيضاح آية / / الفحص والتنقيب العلمي باب شاسع جِدّاً / أَنَّه يجب على مَنْ يُريد استيضاح بيانات أَهل البيت عليهم السلام المُفسِّرة لآية من آيات القرآن الكريم أَنْ لا يخدعه الفحص بمراجعة تفسير أَو تفسيرين، بل عليه ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 117. (2) بحار الأَنوار، 21: 275/ح10. ارشاد المفيد: 33 ـ 34. (3) هذه الشارطة عِدلٌ للشارطة المُتقدِّمة في صدر هذه الفائدة، أَي: قبل كلمة (منها). (4) النور: 37. (5) فانظر: فضائل أَمير المؤمنين عليه السلام لابن عقدة الكوفي: 199/ح203.مناقب آل أَبي طالب، 2/سورة النور، آية 35: 146/ح359. (6) الأَعراف: 46. (7) بحار الأَنوار، 8: 335/ح3. بصائر الدرجات: 496/ح5. مختصر البصائر: 173/ح150 ـ 4. (8) الأَعراف: 46. (9) بحار الأَنوار، 24: 255/ح19. تأويل الآيات، 1: 176/ح12. مُختصر البصائر: 174ـ 175/ح152ـ6
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (406) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (406) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (71) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « وصف الأُنوثة والرُّجُوْلَة في أَصل اللُّغة وبيانات الوحي » ؛ فإِنَّ المراد من عنوان (الأُنوثة) في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها: بيان قوله تعالىٰ: [إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا](1) وصف، ومعناه: النَّقص. والمراد من عنوان (الرُّجُوْلَة) أَيضاً في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي : الصَّلابة وكمال الِاسْتِقَامة، ومن ثَمَّ ينطبق ـ هذا العنوان ـ علىٰ كُمَّل النِّساء؛ صَلْبَات الإِيمان، كاملات الِاسْتِقَامة والاِصِطِفَاء والعصمة كفاطمة الزهراء (صلوات اللّٰـه عليها)، فلذا ورد في تفسير بيان قوله جلَّ قدسه: [رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ](2) شموله لها (صلوات اللّٰـه عليها) (3)؛ فإِنَّه وارد في مقام المدح علىٰ صَلَابَةِ الإِيمان، وكمال الِاسْتِقَامة. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا ما يُوضِّح كثير من بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: «سألتُ أَبا جعفر عليه السلام عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ: [وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ](4) قال: ... أُنزلت في هذه الأُمَّة، والرِّجَال هم الأَئِمَّة من آل مُحمَّد صلى الله عليه واله ...»( 5). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن بشر بن حبيب، قال: «أَنَّه سُئِلَ عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ: [وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ](6) قال: سور بين الجنَّة والنَّار، قائم عليه مُحمَّد صلى الله عليه واله وَعَلِيّ والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السلام فینادون: أَين محبُّونا، أَين شيعتنا...»(7). ودلالتهما واضحة. ومنهما تتَّضح القضيَّتين التَّاليتين: الأُوْلَى: / لا بُدَّ من مراجعة عدَّة مصادر تفسيريَّة لمَنْ يُريد اِستيضاح آية / / الفحص والتنقيب العلمي باب شاسع جِدّاً / إِنَّه يجب على مَنْ يُريد استيضاح بيانات أَهل البيت عليهم السلام المُفسِّرة لآية من آيات القرآن الكريم أَنْ لا يخدعه الفحص بمراجعة تفسير أَو تفسيرين، بل عليه التَّيقُّظ والتَّفطُّن إِلى موارد وجود هذه الآية بأَلفاظها أَو بما يُقارب أَلفاظها ومعانيها في بيانات الوحي الأُخرىٰ، وعليه أَيضاً أَنْ لا يُراجع مصدراً واحداً من مصادر التَّفسير، بل عِدَّة مصادر. وبالجملة: باب الفحص والتَّنقيب العلمي باب واسع وشاسع جِدّاً، ومن ثَمَّ لا ينخدع الباحث بدرجةٍ من الفحص والتنقيب، ولا بدرجةٍ من التَّفكير والتَّأمُّل، وإِذا ظَنَّ أَن ما توصَّل إِليه هو الذروة ورأس الهرم فليعلم أَنَّه اِرْتَطَمَ بغفلةٍ شَنيعةٍ؛ وجهالةٍ عمياءٍ، وضلالةٍ صَمَّاءٍ؛ فإِنَّ ما توصَّل إِليه بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة لا بُدَّ أَنْ يكون متناهياً ومحدوداً، ومعاني وحقائق بيانات الوحي غير متناهية وغير محدودة أَبداً بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة أَيضاً، ولا توجد نِسبة رياضيَّة بين المحدود وغير المحدود؛ فإِنَّه دائماً إِذا قيس المحدود إِلى غير المحدود كان لا شيء وصفراً على جهة الشِّمال، وإِلَّا لانقلبت ماهيَّة غير المحدود وصارت متناهية، وبطلان انقلاب الماهيَّة من الواضحات، بل هو خُلف الفرض. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 117. (2) النور: 37. (3) فانظر: فضائل أَمير المؤمنين عليه السلام لابن عقدة الكوفي: 199/ح203.مناقب آل أَبي طالب، 2/سورة النور، آية 35: 146/ح359.7 (4) الأَعراف: 46. (5) بحار الأَنوار، 8: 335/ح3. بصائر الدرجات: 496/ح5. مختصر البصائر: 173/ح150 ـ 4. (6) الأَعراف: 46. (7) بحار الأَنوار، 24: 255/ح19. تأويل الآيات، 1: 176/ح12. مُختصر البصائر: 174ـ 175/ح152ـ6
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (407) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (407) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (71) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « وصف الأُنوثة والرُّجُوْلَة في أَصل اللُّغة وبيانات الوحي » ؛ فإِنَّ المراد من عنوان (الأُنوثة) في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها: بيان قوله تعالىٰ: [إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا](1) وصف، ومعناه: النَّقص. والمراد من عنوان (الرُّجُوْلَة) أَيضاً في أَصل اللُّغَة وجملة من بيانات الوحي : الصَّلابة وكمال الِاسْتِقَامة، ومن ثَمَّ ينطبق ـ هذا العنوان ـ علىٰ كُمَّل النِّساء؛ صَلْبَات الإِيمان، كاملات الِاسْتِقَامة والاِصِطِفَاء والعصمة كفاطمة الزهراء (صلوات اللّٰـه عليها)، فلذا ورد في تفسير بيان قوله جلَّ قدسه: [رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ](2) شموله لها (صلوات اللّٰـه عليها) (3)؛ فإِنَّه وارد في مقام المدح علىٰ صَلَابَةِ الإِيمان، وكمال الِاسْتِقَامة. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وممَّا تقدَّم تتَّضح القضيَّتين التَّاليتين، ووصلنا الى القضيَّة الثَّانية: / طريقة الوحي في إِيْصَال المعلومة / الطَّريقة التعليميَّة السَّاريَّة عليها بيانات الوحي في إِيْصَال المعلومة للطرف هي: التَّدرُّج في التَّعليم وعلىٰ مراحل. / فاطمة الزَّهراء عليها السلام منبع لنُبُوَّة أَبيها صلى الله عليه واله / / شمول بيان الحديث القدسي المُتقدِّم للزَّهراء عليها السلام / وممَّا تقدَّم يتَّضح: أَنَّ بيان الحديث القدسيّ المُتقدِّم شامل لفاطمة الزهراء (صلوات اللّٰـه عليها)، فتكون منبع لنُبُوَّة أَبيها (صلَّىٰ الله عليهما وعلىٰ آلهما)، فما ينزل من مقام سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله النُّوري ـ المشار إِليه في بيان الحديث القدسي: «لا يُؤَدِّي عنكَ» أَي: المرتبة النُّوريَّة لحقيقته صلى الله عليه واله وطبقة قلبه المبارك؛ أَي: طبقة البيت المعمور في السَّماء الرَّابعة، وبيانه: «إِلَّا أَنْتَ»، أَي: طبقة حقيقته صلى الله عليه واله النَّازلة وبدنه الأَرضي الشَّريف، وبيانه: «أَو رَجُل منكَ» إِشارة إِلى أَمير المؤمنين وفاطمة وسائر أَهل البيت عليهم السلام ، فـ ـ تتلقَّاه (صلوات اللّٰـه عليها) وسائر أَهل البيت عليهم السلام بوجوداتهم الشَّريفة في هذه النَّشْأَة الأَرضيَّة، وبتوسُّط طبقات حقائقهم الُمتوسِّطة في السَّماء الرَّابعة. / حقيقة مصحف فاطمة عليها السلام / وهذا ما يوضِّح: بيانات الوحي الواردة في بيان حقيقة مصحف فاطمة عليها السلام ، جمعاً بين بيانات الوحي الدَّالَّة علىٰ أَنَّه (أَملاه سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله عليها؛ وخطَّه أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه) بيده الشَّريفة)، وبياناته الأُخرىٰ الدَّالَّة علىٰ أَنَّه (حصل ذلك بعد استشهاده صلى الله عليه واله)، ومعناه: ما تقدَّم؛ وأَنَّها كانت تتلقَّاه من قلب ونور أَبيها (صلوات الله عليهما وعلىٰ آلهما) في طبقة البيت المعمور من السَّمآء الرَّابعة، وتذكره لأَمير المؤمنين فَيَخُطَّه بیمینه. فانظر: أَوَّلاً: بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام: «... وعندنا والله مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب الله، وإِنَّه لإِملاء رسول الله صلى الله عليه واله ، وخَطَّه عَلِيٌّ عليه السلام بيده ...»(4). ثانياً: بيانه عليه السلام أَيضاً: «مصحف فاطمة عليها السلام ما فيه شيء من كتاب الله، وإِنَّما هو شيءٌ أُلقي عليها بعد موت أَبيها صلَّىٰ الله عليهما وعلىٰ أَولادهما»(5). ودلالتهما قد اِتَّضَحَت. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 117. (2) النور: 37. (3) فانظر: فضائل أَمير المؤمنين عليه السلام لابن عقدة الكوفي: 199/ح203.مناقب آل أَبي طالب، 2/سورة النور، آية 35: 146/ح7ـ 359 . (4) بصائر الدرجات، 1: 310/ح587 ـ5. (5) المصدر نفسه: 321/ح609 ـ 27
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (408) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (408) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (72) / / مُصْطَلَح (الفيض الأَقدس) و(الفيض المُقدَّس) و(الفعل الأَقدس) و(الفعل المُقدَّس) / هناك عناوين اِسْتَفَادها أَهل المعرفة من بيانات الوحي، منها: (الفيض الأَقدس) و(الفيض المُقدَّس)، و(الفعل الأَقدس) و(الفعل المُقدَّس). والمراد من (الفيض الأَقدس): أَفعال الله في السَّاحة أَو السَّاحات أَو العوالم الرُّبوبيَّة، والَّتي لا تُشَمّ منها رائحة وشائبة المخلوقيَّة، والخالصة والفانية ـ فناء إِراءة وحكاية ـ في الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة، وليست فيها إِشارة أَو آية أَو اسم أَو صفة لغير باريها (تقدَّس ذكره). وهذه الأَفعال هي طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة؛ في عَالَم الأَسماء والصِّفَات الإِلٰهيَّة؛ عَالَم السَّرمد والأَزل، والمُعبَّر عنه في بيانات الوحي بعنوان: (عنده)، بل ويُعبَّر عن عوالم هذه المخلوقات بـ: (العوالم الرُّبُوبيَّة)، لعدم وجود صفة أَو اسم أَو تجلِّي أَو آية فيها لغيره تعالىٰ. والمراد من (الفيض المُقدَّس): أَفعال الله عَزَّ وَجَلَّ الملكوتيَّة العالية المُقدَّسة، والَّتي لم تنمحِ فيها شائبة المخلوقيَّة. مثالها: عَالَم النُّور، وَعَالَم الأَمر، وروح القدس، والعرش، والكرسي، واللُّوح، والقلم، والعقل، والبحر الفرات، والبحر الأُجَاج، والملائكة، وعَالَم: الهواء، وحجب النُّور، وجِبَال البَرَد، والبحر المكفوف، والسَّماوات السَّبع، والجنَّة والنَّار، والحور العين، والولدان المخلَّدون، وشجرة طوبىٰ، وسدرة المنتهىٰ. وهلمَّ جرّاً. ومنهما يتَّضح: عنوان ومُصْطَلَح: (الفعل الأَقدس) و(الفعل المُقدَّس). وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (409) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (409) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (73) / / معنى عنوان (الحضرة الرُّبوبيَّة) الوارد في بيانات المعارف الإِلهيَّة / معنىٰ الحضرة الرُّبوبيَّة: ذلك العَالَم الحاوي علىٰ مخلوقات مُكرَّمة، لا يُشمُّ منها رائحة المخلوقيَّة، والخالصة من شائبة الأَنا والفرعونيَّة، والفانية فناء حكاية في ذيها: (الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة). ومخلوقات هذا العَالَم : طبقات حقائق أَهل البيت صلوات الله عليهم الصَّاعدة، والَّتي لا يُرىٰ فيها ماهيَّة: (مُحمَّد، وعَلِيّ، وفاطمة، والحسن، والحسين...)، بل عكوسات وتجليَّات ربوبيَّة. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (410) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (410) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (74) / / المراد من عنوان(الْقَلَم) و(اللَّوْح) الواردان في بيانات الوحي / المراد من عنوان (القلم) الوارد في بيانات الوحي ـ منها: 1ـ بیان قوله تعالىٰ: [ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ](1). 2ـ بیان قوله تبارك اسمه: [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ](2) ـ : الأَمر والموجود التَّكويني؛ صاحب القابليَّة علىٰ النَّقش والتَّأثير والإِيجاد والفيض؛ وخلق أُمور وَأَطْوَار وكمالات وإِرَادَات تكوينيَّة علىٰ ما دونه من النُّفوس الكُلِّيَّة والجزئيَّة، ويُعبَّر عن تلك النُّفوس ـ لا سيما الكُلِّيَّة ـ بـ:«أَلْوَاح القدر». فالمراد من عنوان (اللُّوح) الوارد في بيانات الوحي: الموجود الَّذي تُنتقش فيه أُمور وحقائق تكوينيَّة، وليس نقش تطريز وخرائط وأُمور اِعتباريَّة. إِذَنْ: القلم قوَّة فوقيَّة، شفَّافة ومُجرَّدة تجرُّداً نسبيّاً(3)، من قوىٰ النَّفس(4)، يُمْلِي ويُفيض علىٰ ما دونه من النُّفوس(5) أُموراً وإِرَادَات تكوينيَّة. وبالجملة: عنوان (القلم) يُشار به في بيانات الوحي وفي أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة عادة إِلى درجة وجوديَّة لموجودات أَعظم وأَعلىٰ من اللَّوْح. وعليه: فالنُّفوس الكُلِّيَّة، بل والعقول بلحاظ ما تحتها أَقلام، وبلحاظ ما فوقها أَلوَاح، فالعقل ـ مثلاً ـ ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) القلم: 1. (2) لقمان: 27. (3) أَي: بلحاظ ما تحتها. (4) المراد من عنوان (النَّفس) في المقام: معناها الوسيع؛ فتشمل: النَّفس بالمعنىٰ الأَخصّ ـ الكُلِّيَّة والجزئيَّة ـ والعقل. (5) كُلِّيَّة كانت تلك النُّفوس أَم جزئيَّة، ويُعبَّر في بيانات الوحي عن النُّفوس بهذا اللِّحاظ بـ: (الأَلواح)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (411) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (411) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (74) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « المراد من عنوان(الْقَلَم) و(اللَّوْح) الواردان في بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ المراد من عنوان (اللُّوح) الوارد في بيانات الوحي: الموجود الَّذي تُنتقش فيه أُمور وحقائق تكوينيَّة، وليس نقش تطريز وخرائط وأُمور اِعتباريَّة. والمراد من عنوان (القلم) الوارد في بيانات الوحي أَيضاً : قوَّة فوقيَّة، شفَّافة ومُجرَّدة تجرُّداً نسبيّاً ، من قوىٰ النَّفس ، يُمْلِي ويُفيض علىٰ ما دونه من النُّفوس أُموراً وإِرَادَات تكوينيَّة.ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبالجملة: عنوان (القلم) يُشار به في بيانات الوحي وفي أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة عادة إِلى درجة وجوديَّة لموجودات أَعظم وأَعلىٰ من اللَّوْح. وعليه: فالنُّفوس الكُلِّيَّة، بل والعقول بلحاظ ما تحتها أَقلام، وبلحاظ ما فوقها أَلوَاح، فالعقل ـ مثلاً ـ أَحَد منابع وإِلهام ونقش الصُّور التَّكوينيَّة والمعلومات والميول علىٰ ما تحته من النُّفوس؛ فما يُفيضه العقل علىٰ النُّفوس ـ كُلِّيَّة كانت أَم جزئيَّة ـ من معلومات هو نوع كتابة ونقش تكويني حقيقي، فيصدق عليه بهذا اللِّحَاظ عنوان (القلم)، ويصدق عليه أَيضاً؛ لكن بلحاظ ما فوقه عنوان (اللَّوْح)؛ لأَنَّه تُملىٰ وتُفاض عليه إِرَادَات وبرامج وميول من جواهر فوقيَّة، أَعلىٰ وأَشَف وَأَلْطَف منه. وعلىٰ هذا قس حال النُّفوس ـ كُلِّيَّة كانت أَم جزئيَّة ـ ؛ فإِنَّ طبيعتها مُتعلِّقة بأَجسامٍ ـ كبيرة كانت أَم صغيرة ـ ، يُعطيها ذلك التَّعَلُّق قابليَّة وكفاءة تدبير وتقدير وهندسة مقادير ـ زمانيَّة جغرافيَّة بيئيَّة ـ لإِيْجَاد الأَفعال في ما تحتها من النُّفوس والأَبدان الجزئيَّة ـ بل والكُلِّيَّة. وعليه: فالعقول والنُّفوس أَقلام وأَلوَاح؛ فهي أَقلام بلحاظ ما تحتها، وهي أَلوَاح بلحاظ ما فوقها، تُمْلَىٰ وتُفاض عليها إِرَادَات وبرامج وميول من جواهر فوقها أَعلىٰ وَأَشف وأَلطف منها. مثاله: عَالَم السَّماء الأُولىٰ ـ وهي بدن الملك إِسماعيل عليه السلام ، ونفسها الكُلِّيَّة نفسه ـ ؛ فإِنَّها تُدير أُمور وشؤون ما تحتها من مجرَّات وكواكب والأَرضين السَّبع، وتُملي وتُفيض عليها إِرَادَات وبرامج وميول، فالسَّماء الأُولىٰ قلم بلحاظ ما تحتها، وهي لوح بلحاظ عَالَم السَّماء الثَّانية؛ فإِنَّه يُدير ويُدبِّر أُمورها وشؤونها، ويُمْلِي ويُفيض عليها إِرَادَات وبرامج ومیول، فكانت السَّماء الأُولىٰ لوح للسَّماء الثانية. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (412) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (412) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (75) / / المقصود من عنوان (غضب الله) / المراد من عنوان: (غضب الله) الوارد في بيانات الوحي، منها: 1ـ بیان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله: «اِشْتَدَّ غضب الله وغضب رسوله علىٰ مَنْ أَهْرَقَ دَمِي وآذاني في عترتي»(1). 2ـ بيان سيِّد الشُّهداء (صلوات اللّٰـه عليه) يوم العاشر من الُمحَرَّم: «اِشْتَدَّ غضب الله علىٰ اليهود إِذ جعلوا له ولداً ...»(2): غضب ملائكته عَزَّ وَجَلَّ وَأَوليائه المُمَثِّلين للجهة السَّماويَّة العليا؛ فإِنَّه سبحانه وتعالىٰ لا تطرأ عليه الحالات؛ لِاخْتِصَاصها بالمخلوقات. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 27: 205/ح9. عيون الأَخبار: 196. صحيفة الرِّضا عليه السلام : 31. (2) بحار الأَنوار، 45: 12
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (413) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (413) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (76) / / المقصود من عنوان (بكاء السَّماوات والأَرضين) وما شاكلهما / المراد من عنوان: (بُكاء السَّماوات والأَرضين) الوارد في بيانات الوحي، منها: بيان قوله تعالىٰ: [فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ](1): تعابير حقيقيَّة لا يشوبها شوب المجاز؛ فإِنَّ المُراد منه: بُكاء الملائكة؛ لأَنَّ السَّماوات والأَرضين أَبدان للملائكة، ونفوسها نفوس لها. مثاله: السَّماء الأُولى، فإِنَّها بدن للملك إِسماعيل عليه السلام ، ونفسها الكُلِّيَّة نفسه، وهذه النُّفوس الكُلِّيَّة لها شعور وتأثُّر، بل شعورها وتأثُّرها أَشَدُّ بمراتب من شعور وتأثُّر النُّفوس الجزئيَّة، وطريقة ونمط بكاؤها: اِحْمِرَارها. والى كُلِّ هذا وما شاكله تُشِير بيانات الوحي والنقول التَّارِيخِيَّة ، منها : ما ورد في الدُّرِّ المنثور للسيوطي وتَأْرِيخِ دمشق لابن عساکر وغيرهما وبأَسانيد مستفيضة، بل متواترة عند الفريقين: أَنَّ بعض المدن الإِسلاميَّة ـ كالمدينة المُنوَّرة والكوفة ـ بكت جدرانها دماً بعد مقتل سيِّد الشُّهداء (صلوات اللّٰـه عليه) لمدَّة وصل بعضها إِلى أَربع سنين متواصلة أَدَّىٰ إِلى جزع أَهلها. فلاحظ: 1ـ ما رواه ابن أَعثم في الفتوح عن كعب، قال: «صدق عبدالله بن عبَّاس فيما رواه عن النَّبي صلى الله عليه واله من هول وعظمة ما سيحدث في الكون من قتل الحسين عليه السلام... قال کعب: ... أَوَ لَا تعلمون أَنَّه يُفتح كُلّ يوم وليلة أَبواب السَّماء كُلّها ويؤذن للسَّماء بالبكاء؛ فتبكي دما عبيطاً؟ فإِذا رأيتم الحُمْرَة قد اِرْتَفَعَتْ من جنباتها شرقاً وغرباً فاعلموا بأَنَّها تبكي حسيناً، فتظهر هذه الحُمْرَة في السَّماء ...»(2). 2ـ ما ورد في تفسير الطبري في ذيل قوله تعالىٰ المُتَقَدِّم: «لَـمَّا قُتِلَ الحسين بن عَلِيّ (رضوان اللّٰـه عليه) بكت السَّماء عليه، وبكاؤها حُمْرَتها»(3). 3ـ عن جعفر بن سلمان، قال: حدَّثتني خالتي أُمّ سالم، قالت: «لَـمَّا قُتِلَ الحسين بن عَلِيّ مطرنا مطراً كالدَّم علىٰ البيوت والجُدُر». وعن الثعلبي زيادة، قال: «وبلغني أَنَّه كان بخراسان والشَّام والكوفة»(4). بل أُرِّخ في الموسوعة البريطانيَّة: أَنَّ سُكَّان الغرب لاحظوا في عام (٦٠٠م) ــ المصادف لسنة (٦١ هـ) ـ حالة ملفتة للنَّظر، وهي: أَنَّ مآكلهم ومشاربهم قد خُلطت بالدَّمِّ (5). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الدخان: 29. (2) الفتوح لابن أَعثم، 4: 327. (3) تفسير جامع البيان، ابن جرير الطبري، 25: 160. الدر المنثور، السيوطي، 5: 748. (4) تهذيب الكمال، 6: 433. ذخائر العقبىٰ، للطبري: 145. تاريخ مدينة دمشق، 14: 228. (5) لاحظ: كتاب : (The Angle Saxo chronical): ص38 و35 و42. وقد سُجِّلَ هذا الكتاب في مكتبة: (Every Mans Libyary)، تحت رقم (642)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (414) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (414) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (77) / / المقصود من عنوان (الظِّل) الوارد في بيانات الوحي / إِنَّ لعنوان ولفظ (الظِّل) الوارد في بيانات الوحي ـ منها: بيان الإِمام الصَّادق (صلوات اللّٰـه عليه)، عن حَمَّاد بن عمرو النَّصِيبيِّ، قال: «سأَلتُ أَبا عبدالله عن: [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ](1)، فقال: نِسْبَة الله إِلى خَلْقِهِ أَحداً صمداً أَزلِيَّاً صَمَديّاً، لا ظِلَّ له يُمْسِكُهُ، وهو يُمْسِك الأَشياء بأَظِلَّتِها ...»(2) ـ عِدَّة تفاسير ومعاني، منها: 1ـ أَصل الشَّيء. 2ـ التَّابع ـ وهو عكس الأَوَّل ـ. 3ـ ماهيَّة الشيء. 4ـ الطِّينة والنَّشْأَة والكينونة الأَصليَّة للرُّوح. 5ـ روح الأَشياء، وسُمِّيَّت بالظِّل؛ إِمَّا لكونها تُظلِّل البدن، أَي: تُهيمن وتُسيطر عليه، أَو لكونها خفيَّة؛ فسُمِّيت الرُّوح (ظِلّاً)؛ لكونها جسماً خفيّاً غير مرئيٍّ. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) التَّوحيد: 1. (2) أُصول الكافي، 1/29: باب النِّسبة: 65/ح3
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (415) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (415) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (78) / / المقصود من عنوان (الكائنات الفضائيَّة) / يُطلق عنوان: (الكائنات الفضائيَّة) في تَعْبِيْرَات العلوم الغربيَّة الحديثة ويُراد منه: الجنّ والشَّياطين، ومرادهم: الكائنات النَّازلة من الفضاء والسَّماء. / الْفَائِدَةُ : (79) / / المقصود من عنوان (اليوم) و(اللَّيلَة) / إِنَّ عنوان: (اليوم) و(اللَّيْلَة) الواردين في بيانات الوحي لا يختصَّان بالظَّرف الزَّمَانِي، بل يُطْلَقَان على الْأَعَمّ من العوالم الزَّمَانِيَّة والعوالم الْمُجَرَّدَة عن الزَّمَانِ . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي، منها: 1 ـ بيان قوله تعالىٰ: [تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ](1). 2 ـ بيان قوله تقدَّس ذكره : [وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّون](2). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المعارج : 4. (2) الحج: 47
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (416) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (416) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (80) / / المقصود من عنوان (محض الإِيمان) و(محض الكفر) / إِنَّ عنوان: (محض الإِيمان) يُطلق في بيانات الوحي ويُراد منه أَحَد معنيين: أَحدهما: أَعلىٰ درجات الإِيمان. الآخر: أَدْنَىٰ درجات الإِيمان وَأَدْنَىٰ مُسَمَّيَاته. وعلىٰ هذا قس عنوان: (محض الكفر) الوارد في بيانات الوحي. وإِلى النَّحو الثَّاني تُشير بيانات الوحي الواردة في باب عَالَم الرَّجعة، وبياناته الواردة في حساب عَالَم القبر وعَالَم البرزخ؛ فإِنَّها دالَّة علىٰ أَنَّ مَنْ يرجع في عَالَم الرَّجعة ومَنْ يُحاسب في عَالَم القبر وعَالَم البرزخ : مَنْ مُحِّض الإِيمان وَمَنْ مُحِّض الكفر فقط؛ أي : أَنَّ مَنْ يرجع في عَالَم الرَّجعة ومَنْ يُحاسب في عَالَم القبر وعَالَم البرزخ مَن اِتِّصَفَ بأَدْنَى درجات ومراتب الْإِيمَان فضلا عن اعلاها، ومَن اِتِّصَفَ بأَدْنَى دركات الْكُفْرِ فضلا عن اعتاها ، وما عداهم ـ وهم: الُمستضعفون، والأَطفال، والمجانين ـ يُلهىٰ عنهم ويُعطون مُهلة في هذه العوالم الثلاثة . وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (417) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (417) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (81) / / المراد من عنوان (ترك الأَولى) / إِنَّ عنوان: (ترك الأَولىٰ) الوارد في بيانات الوحي في حقِّ ما يصدر أَحياناً من المعصوم عليه السلام ليس معناه العتاب علٰى اِرْتِكَاب معصية، وإِنَّما العتاب علىٰ ترك الأَكمل؛ فإِنَّ الحقيقة والواقعيَّة بعدما كانت علىٰ مراتب وطبقات متفاوتة وغير متناهية، كان هناك كمال وهناك أكمل علىٰ مراتب وطبقات غير متناهية أَيضاً. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (418) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (418) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (82) / / النِّسْبَة المنطقيَّة بين عنوان (المُشَبِّهَة) و(المُجَسِّمَة) العموم المُطلق / إِنَّ عنوان: (المُشَبِّهَة) أَعمُّ مُطلقاً من عنوان: (المُجَسِّمَة)؛ فإِنَّ كُلَّ مُجَسِّمٍ للّٰـه تعالىٰ مُشبِّه له عَزَّ وَجَلَّ ، ولا عكس؛ فإِنَّ المخلوق قد يُشَبِّه ذات الباري أَو صفاته أَو أَسمائه أَو أَفعاله تبارك وتعالىٰ بذوات المخلوقات أَو صفاتها أَو أَسمائها أَو أَفعالها المُجرَّدة تجرُّداً تامّاً عن الجسميَّة، فیصدق علىٰ ما قام به في المقام عنوان: (التَّشبيه)، ولا يصدق عليه عنوان: (التَّجسيم). وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (419) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (419) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (83) / / شمول عنوان (الحسّ) لجملة من العوالم الصَّاعدة / هناك قضيَّة لابُدَّ من الِالتفات إِليها في مباحث أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة، حاصلها: أَنَّ عنوان (الحسّ) شامل في اِستعمالات بيانات الوحي إِلى عَالَم الحسِّ بالمعنىٰ الأَخَصّ، وعَالَم الخيال(1)، وَعَالَم الوَهْم، وَعَالَم الإِدْرَاك العقلي. فانظر: بيانات الوحي، منها: بيان دعاء السمات: «... وأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ! بِمَجْدِكَ الَّذِي كلَّمْتَ به عبدك ورسولك موسىٰ بن عمران عليه السلام في المُقَدَّسِيْنَ، فوق إِحْسَاس الكَرُّوبِيِّين ...»(2). ودلالته واضحة؛ فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ كاشفٌ عن أَنَّ بعض ما يصدر من الكَرُّوبِيِّين نحو إِحساس، والكرُّوبيِّين ملائكة عظام، أَصحاب أَجسام لطيفة أَعلىٰ وَأَشَفّ من أَجسام الآخرة الأَبديَّة، ولهم ذبذبات إِحساس ببعض مراتب الوحي الِإلٰهيّ الصَّاعدة. وعلىٰ خلاف ذلك قامت اِستعمالات أَصحاب مدارس البشر المعرفيَّة ـ كالفلاسفة والمُتكلِّمين والعرفاء ـ؛ فإِنَّهم يطلقونه ويريدون به: عَالَم الحسِّ بمعناه الأَخَصّ فقط. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عَالَم الخيال: عَالَمٌ حسيٌّ بالفعل، لكن بما يُناسب درجته. (2) مصباح المُتهجِّد: 417
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (420) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (420) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (84) / / حقيقة الموت وما شاكلتها / إِنَّ عنوان: (الموت) وما جرى علىٰ شاكلته من العناوين الواردة في بيانات الوحي حسبها البعض أُموراً عدميَّة. ولا يخفىٰ علىٰ ذي لُبٍّ، وَمَنْ حَكَّمَ عرفانه، ونصف وجدانه: أَنَّ بيانات الوحي الشَّريف أَدَلَّ كالشَّمس الضاحية علىٰ عكس المدَّعىٰ، لكن ليس من الغريب اِتِّباع النَّفس لِـمَا تهواه، واِنْبِعَاثها لِـمَا تطلبه، واِنْعِطَافها نحو ما تحبَّه، وحينئذٍ ليس للمُدَّعي من جَوَابٍ في ميزان النقد العِلْمِيّ وميدان المحاجَّة إِلَّا التقليد الأَعمى لبعض مَنْ سَلَف، والتَّلَقِّي بالقبول والتَّسليم لحكمه بكُلِّ ما لفَّق وهتف. فلاحظ: أَوَّلاً: بيان قوله تعالىٰ: [الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا](1). ثانياً: بيان قوله تقدَّس ذكره: [وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ](2). فإِنَّهما برهان وحيانيَّان يهتفان علىٰ مرِّ الدُّهور والأَزمان: أَنَّ الموت ليس أمراً عدميّاً ـ أَي: انفصال الرُّوح عن الجسد ـ بل وجوديٌّ، أَي: حركة الرُّوح وخروجها من الجسد الغليظ، واِنْبِعَاثها في جسدٍ أَلطف، وهو: الجسد البرزخي أَو المثالي، ومِنْ ثَمَّ ورد بيان قوله تعالىٰ: [وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ](3). والخروج والاِنْبِعَاث: حركة وجوديَّة، ونقل وانتقال. وعصارة القول: الموت: حركة، وطورٌ تكامليٌّ، وتطوُّر ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الملك: 2. (2) الأَعراف: 93. (3) المؤمنون: 100
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (421) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (421) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (84) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « حقيقة الموت وما شاكلتها » ؛ فإِنَّ عنوان: (الموت) حسبه البعض : أَنَّه أَمرٌ عدميٌّ ـ أَي: انفصال الرُّوح عن الجسد ـ . لكنَّ الثابت في بيانات الوحي : أَنَّه أَمرٌ وجوديٌّ، أَي: حركة الرُّوح وخروجها من الجسد الغليظ، واِنْبِعَاثها في جسدٍ أَلطف، وهو: الجسد البرزخي أَو المثالي، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وعصارة القول: الموت: حركة، وطورٌ تكامليٌّ، وتطوُّر(1).... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لا بأس بصرف النَّظر في المقام إِلى القضيَّتين التَّاليتين: القضيَّة الأُولىٰ: / بدايات دفن الَميِّت / / قبر المَيِّت علىٰ طبقات وقبور / / جوار الأَخيار في عَالَم القبر وقاية من عذاب القبر / إِنَّ المَيِّت يُجعل في بداية دفنه في مناطق حدوديَّة لعَالَم البرزخ، وفي أَبواب بين عَالَم الدُّنيا الأُوْلَىٰ وَعَالَم البرزخ. ومعناه: أَنَّ قبر المَيِّت علىٰ طبقاتٍ وقبورٍ، وليس علىٰ طبقةٍ فاردةٍ وقبرٍ واحدٍ. وبعبارة أُخرىٰ: أَنَّ بدن الميّت عندما يوضع في القبر يُجعل في دهلیز البرزخ. ومن ثَمَّ إِذا كان صالحاً وعُذِّب (والعياذ بالله تعالىٰ) سمعته ورَأَته الجنُّ والشَّياطين والحيوانات؛ كالطيور والدَّجاج؛ فلذا تراها تفزع أَحياناً. بل ويتأَذَّىٰ من عذابه مَنْ يَجاوره من الأَموات. نعم، إِنْ كان من جيرانه مؤمناً صالحاً رُفِعَ العذاب عنه، حرمة وكرامة له. إِذَنْ: جوار المؤمن الخيِّر في عَالَم القبر حرز وطلسم لجيرانه من الأَموات، بل ولكافَّة أّهل المقبرة. ثُمَّ إِنَّ مَنْ يُريد الاِطِّلاع علىٰ صُوَر وملَفَّات عن أَحوال وشؤون المَيِّت فليراجع: المجلَّد الثالث من كتاب الكافي. القضيَّة الثَّانية: / للإِنسان رجعات بعد موته إِلى هذه النَّشْأَة الأَرضيَّة في عَالَم الرَّجعة / إِنَّ لِكُلِّ إِنسانٍ ـ عدا مَنْ اُصْطُلِيَ بالعذاب في عَالَم الدُّنيا الأُوْلَىٰ كقوم لوط ـ بعد موته عِدَّة رجعات من عَالَم البرزخ الصَّاعدة؛ إِلى هذه النَّشْأَة الأَرضيَّة؛ في عَالَم آخرة الدُّنيا (عَالَم الرَّجعة)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (422) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (422) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (84) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « حقيقة الموت وما شاكلتها » ؛ فإِنَّ البعض حسب أَنَّ حقيقة الموت أَمرٌ عدميٌّ ـ أَي: انفصال الرُّوح عن الجسد ـ . لكنَّ الثابت في بيانات الوحي : أَنَّه أَمرٌ وجوديٌّ، أَي: حركة الرُّوح وخروجها من الجسد الغليظ، واِنْبِعَاثها في جسدٍ أَلطف، وهو: الجسد البرزخي أَو المثالي، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وللتوضيح أَكثر نقول: إِنَّ الإِماتة نوع من الِارتباط والجذب الرُّوحي بين المُمِيت والمَيِّت، ومن ثَمَّ تحتاج عمليَّة قبض الرُّوح إِلى حضور المُميت ـ كـ: عزرائيل عليه السلام (1)ـ وقربه وبُعده ومحاذاته الرُّوحيَّة الخاصَّة لروح المَيِّت، وَتَبَاشِره ومباشرته مع روحه لجذبها، والباري تعالىٰ مُنَزَّه عن جميع ذلك؛ لأَنَّه ليس بجسم ولا عقل ولا روح. فانظر: بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام في أَجوبته علىٰ تساؤلات الزِّندِيق: «... قال للزِّنديق حين سأله: ... فما هو؟ قال أَبو عبدالله عليه السلام : هو الرَّبُّ، وهو المعبودُ، وهو الله ... قال السَّائلُ: فيُعَاني الأَشياء بنفسه؟ قال أَبو عبدالله عليه السلام: هو أَجَلُّ من أَنْ يُعانِيَ الأَشياءَ بِمُبَاشَرَةٍ ومُعَالَجَةٍ؛ لأَنَّ ذلك صِفَةُ المَخلُوقِ الَّذي لا تجيءُ الأَشياءُ له إِلَّا بالمُبَاشَرَةِ والمُعالجةِ، وهو مُتَعَالٍ، نافذُ الإِرادةِ والمشيئَةِ، فَعَّالٌ لِـِمَا يَشَاءُ»(2). 2ـ بيان الإِمام الكاظم عليه السلام: «... إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ لا يَنْزِل، ولا يحتاج إِلى أَنْ ينزل، إِنَّما منظره في القرب والبُعد سواءٌ، لم يبعد منه قريب، ولم يقرب منه بعيد ...»(3). 3ـ بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام: «... فكُلّ ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكُلّ ما يمكن فيه يمتنع من صانعة، لا تجري عليه الحركة والسُّكُون، وكيف يجري عليه ما هو أَجْرَاه، أَو يعود إِليه ما هو اِبتدأه، إِذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزَّأ كُنْهُهُ...»(4). ودلالة الجميع واضحة. نعم، يحتاج إِلى ذلك عزرائیل وجنده عليهم السلام ،... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الِالتفات: أَنَّ ملك الموت عزرائيل عليه السلام ليس مُوكَّلاً بقبض أَرواح الإِنس فحسب، بل وبقبض أَرواح الجنِّ والملائكة والحيوانات، بل والنباتات؛ لكونها ذوات أَرواح نباتيَّة. / غرابة تحسُّس أَصحاب المدارس المعرفيَّة من إِسناد أَفعال الملائكة لأَهل البيت عليهم السلام / ثُمَّ إِنَّه من الغريب ما يصدر من أَصحاب المدارس المعرفيَّة البشريَّة؛ فإِنَّهم لا يتحسَّسُون من إِسناد هذه الأَفعال وماشاكلها ـ كالإِحياء ـ إِلى الملائكة عليهم السلام ، ولا يرمون مُعْتَقِدها بالغُلُوّ وتأليه الملائكة، لكنَّهم يَتَحَسَّسُون من إِسنادها لأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم)، ويرمون مُعتقِدها بالغُلُوِّ في حقِّهم (صلوات اللّٰـه عليهم) وتأليههم، وبحلول اللَّاهوت في النَّاسوت، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا، بعد دلالة الدَّليل ووحدة القاعدة العقليَّة في كليهما، بل وعُلُوّ مقاماتهم (صلوات اللّٰـه عليهم)، وتقدُّم مراتب وطبقات حقائقهم (صلوات اللّٰـه عليهم) علىٰ مراتب وطبقات حقائق جملة الملائكة، بل الملائكة وحقائقهم ووجوداتهم رَشْحَة من رَشْحَات حقائقهم (صلوات اللّٰـه عليهم) الصَّاعدة؛ فيكون ما أُعطي للملائكة وما تمتَّعوا به من كرامات وفضائل وکمالات ومقامات ثابت بالأَولىٰ لأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم)؛ لأَنَّهم علل فاعليَّة لوجود وخلقة الملائكة، بل وجملة العوالم والمخلوقات، وعلىٰ الأَقلِّ وسائط فيض إِلٰهيَّة لكافَّة العوالم وجميع المخلوقات منهم جملة الملائكة. وجميع ما حوته المعلولات من فضلٍ وكمالٍ ومقامات إِلٰهيَّة موجودة في عللها وزيادة ـ ورأس هرم تلك العلل طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصاعدة ـ ، وإِلَّا ففاقد الشيء لا يُعطيه. فتدبر جِيِّداً. (2) أُصول الكافي، 1: 60ـ61/ح6. (3) توحيد الصدوق: 178/ح18. (4) المصدر نفسه: 41/ح2
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (423) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (423) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (84) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « حقيقة الموت وما شاكلتها » ؛ فإِنَّ البعض حسب أَنَّ حقيقة الموت أَمرٌ عدميٌّ ـ أَي: انفصال الرُّوح عن الجسد ـ . لكنَّ الثابت في بيانات الوحي : أَنَّه أَمرٌ وجوديٌّ، أَي: حركة الرُّوح وخروجها من الجسد الغليظ، واِنْبِعَاثها في جسدٍ أَلطف، وهو: الجسد البرزخي أَو المثالي، إِذَنْ: الإِماتة نوع من الِارتباط والجذب الرُّوحي بين المُمِيت والمَيِّت، ومن ثَمَّ تحتاج عمليَّة قبض الرُّوح إِلى حضور المُمِيت ـ كـ: عزرائيل عليه السلام ـ وقربه وبُعده ومحاذاته الرُّوحيَّة الخاصَّة لروح المَيِّت، وَتَبَاشِره ومباشرته مع روحه لجذبها، والباري تعالىٰ مُنَزَّه عن جميع ذلك؛ لأَنَّه ليس بجسم ولا عقل ولا روح ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : نعم، يحتاج إِلى ذلك عزرائیل وجنده عليهم السلام ، ومن ثَمَّ ورد في حقِّه في بيانات الروايات: (أَنَّه يمرُّ علىٰ أَهل كُلّ بيتٍ في اليوم الواحد خمس مرَّات)، ومعناه: أَنَّه قد يحضر وقد يغيب. أَمَّا الباري عَزَّ وَجَلَّ ، فلا يتَّصف بهذا الحضور الُمتحيِّز بالجغرافية، أَو الحضور التَّعليقي بالرُّوح، أَو الِارتباط النَّفساني والغرائزي، أَو الغيبة الجغرافيَّة أَو التَّعليقيَّة أَو الرُّوحيَّة ونحو ذلك. وعلىٰ هذا قس نفخ الرُّوح ـ الَّذي يقوم به اسرافيل عليه السلام ـ؛ فإِنَّه يحتاج أَيضاً إِلى حضور وقرب وبُعد ومُحاذاة روحيَّة خاصَّة، وتباشر مباشرة، والباري جلَّ شأنه مُنَزَّه عن جميع ذلك، ومن ثَمَّ لا يجوز أَن يُقال: أَنَّ الله تعالىٰ مباشر للأُمور، وإِنَّما هو (علا ذكره) مُهَيْمِن ومُسيْطِر علىٰ الأُمور وقاهر لها. وبالجملة: إِسناد الفعل إِلى الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقَدَّسة لا يكون بمعنىٰ المباشرة، وإِنَّما بمعنىٰ الإِيجاد. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (424) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (424) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (85) / / كلمة (ثُمَّ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة / المراد من كلمة: (ثُمَّ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها: 1ـ بیان قوله تعالىٰ: [وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى](1). 2ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «إِنَّ الله خَلَقَنِي وخَلَقَ عَلِيّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أَنْ يَخْلُقَ آدم عليه السلام حين لا سماء مبنيَّة، ولا أرض مدحيَّة، ولا ظُلْمَة ولا نُور ولا شمس ولا قمر ولا جنَّة ولا نار، فقال العبَّاس: كيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عَمّ ، لَـمَّا أَراد الله أنْ يخلقنا تكلَّم بكلمة خَلَقَ منها نوراً، ثُمَّ تَكَلَّمَ بكلمة أُخْرَى فَخَلَقَ منها روحاً، ثُمَّ مَزَجَ النُّور بالرُّوح ... فلمَّا أَرَادَ الله تعالى أَنْ يُنْشِئَ خَلْقَه فَتَقَ نوري فَخَلَقَ مِنْهُ العرش فالعرش مِنْ نوري، ونوري من نور الله، ونوري أفضل مِنَ العرش، ثُمَّ فتق نور أخي عَلِيّ فَخَلَقَ مِنْهُ الملائكة ... ثُمَّ فتق نور ابنتي فخلق منه السَّماوات والأَرض...»(2) ـ ليس معناها المعهود (التَّراخي الزَّماني)؛ إِذ العوالم الفوقيَّة ـ كعَالَم النُّور والسَّرمد (عَالَم الأَسماء والصِّفات الإلهيَّة) وعَالَم الدَّهر ـ ليست من عوالم الأَجسام ؛ كيما تكون لها : مقادير ، وزمان ، ومكان ، وهذا ما أَشار إليه بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المُتقَدِّم ، بقوله: « ... حين لا سماء مبنيَّة ، ولا أَرض مدحيَّة ، ولا ظُلْمَة ولا نُور ، ولا شمس ولا قمر ...»، بل المراد: تراتب وتعاقب عوالم ، وإِنشاء ونشأة في عَالَم مُتأَخِّر؛ وَأَقلُّ كمالاً من سابقه. ومنه يتَّضح: عنوان : ( السبق ) و( التأَخُّر) الواردان في بيانات الوحي المعرفيَّة أَيضاً؛ فإِنَّ المراد منهما: أَطوار ومراتب كمال وعُلُوّ، واِنْحِطَاط ونقص في الكمال. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النجم: 7ـ 10. (2) بحار الأَنوار، 15: 10/ح11. كنز الفوائد: (مخطوط)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (425) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (425) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (86) / / معاني: الفاعل الإِبْدَاعي والإِبْدَاع / إِنَّ للفاعل الإبْدَاعي والإِبْدَاع معان عِدَّة، ينبغي التَّفطُّن إِليها؛ كيما لا يقع الخلط والْاِلْتِبَاس لدى الباحث في أَبواب المعارف(1)، منها: 1ـ المُوجِد للشيء لا من شيء(2). 2ـ المبتكر لا على حذو مثال(3). 3ـ عَالَم المُجرَّدات عن: الجسم، والمقدار، والزمان، والمكان، والمادَّة الجسمانيَّة، وهو ما يُعبَّر عنه بـ: (عَالَم الدَّهر). 4ـ الإيجاد لا من شيء ولا علىٰ حذو مثال وشيء. وهذا المعنىٰ قد ركَّزت عليه بيانات أَهل البيت عليهم السلام كثيراً وفي موارد عديدة(4). وبالجملة: عنوان: (الإِبْدَاع) الوارد في بيانات الوحي والأَبحاث المعرفيَّة يُستعمل تارة ويُراد منه عوالم المجرَّدات ومخلوقاتها، ويُستعمل أُخرىٰ ويُراد منه عوالم الأَجسام اللَّطِيْفَة ومخلوقاتها. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من مهارة البحث المعرفي: يقظة الباحث وتفطُّنه لتعدُّد وجوه ومعاني المعارف ومصطلحاتها. (2) أمَّا المُوْجِد للشيء من شيء فليس بفاعل إِبْدَاعيّ، ولا إِبْدَاع وإِنْ كان فعلاً إِلهيّاً، بل تخليق. (3) وهذا هو المعنىٰ اللُّغوي، والمُسْتَعْمَل في العرف العام. (4) على هذا المعنى وكذا الأَوَّل والثَّاني يصحُّ إِطلاق عنوان (الإبداع) على خلق العوالم الجسمانيَّة ـ كالسَّماوات والأَرضين ـ بخلاف الثالث. فعلى المعنى الأَوَّل يكون الباري سبحانه وتعالى بديع السَّماوات والأَرض؛ لأَنَّهما لم تُخلق من مادَّة، وكذا المعنى الثَّاني؛ فإِنَّها خُلقت لا على نحو مثال، وعليهما قس الرَّابع
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (426) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (426) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (87) / / إِطْلَاقَات الاسم الالهي الواردة في المعارف الْإلَهِيَّة/ يجدر بالباحث وغيره لاسيما في أَبواب المعارف الْإلَهِيَّة ، وتفادياً من حصول الخلط والْاِشْتِبَاه في المباحث والمعارف الْإلَهِيَّة الْاِلْتِفَات إِلى إِطْلَاقَات واستعمالات الأَسماء الْإلَهِيَّة الواردة في بيانات الوحي ؛ فإِنَّه تارة يُراد منها : المُسَمَّىٰ (جلَّ شأنه) صاحب الذات الْإلَهِيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وأُخرىٰ يُراد منها : الاسم الإِلٰهي. وهو مخلوق مهول ، طبقات حقائق أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعِدَة في عَالَمِ السَّرْمَد والْأَزَلِ ؛ عَالَم الْأَسْمَاء والصِّفَات الْإلَهِيَّة ، والمُعَبَّرُ عنه في بيانات الوحي تحت عنوان : (عنده) ، وتشخيص ذلك يعتمد على القرائن ، كقرينة السياق. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (427) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (427) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (88) / / الكلام الإِلهيّ / إِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا](1). 2ـ بيان قوله تقدَّس ذكره: [وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ](2). 3ـ بيان قوله عظمت آلاؤه: [وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ](3)، ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ. وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي، منها: أَوَّلاً: بيان قوله تقدَّست أَسماؤه: [وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ](4). ثانياً: بيان أَمير المؤمنين عليه السلام أَيضاً: «... قائل لا باللَّفظ ...»(5). ثالثاً: بيان الإِمام موسىٰ بن جعفر عليهما السلام : «... وإِنَّما تكون الأَشياء بإِرادته ومشيَّته من غير كلام ولا تردّدٍ في نَفْس، ولا نطق بلسان»(6). ودلالة الجميع واضحة. ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي، منها: ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 164. (2) البقرة: 117. (3) الأَعراف: 22. (4) الشورى: 51. (5) التوحيد: 299 /ح1. (6) التوحيد: 97/ح8. النساء: 171
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (428) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (428) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ](1). 2ـ بيان الزيارة الجامعة: «... فَنَطَقَتْ شَوَاهِدُ صُنْعِكَ فِيهِ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّـهُ ...»(2). وليس في ذلك نحو مجاز، بل حقيقة، بل هو أَبيَّن من الحقيقة اللُّغويَّة والكلام المتعارف؛ لِاعْتِمَاد الكلام المتعارف على الوضع والاِعتبار، بخلاف الكلام الإِلهي، فإِنَّه يجري من خلال الحقائق. نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية. وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي، منها: بيان قوله تعالىٰ: [وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ * فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً * إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ](3). لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 171. (2) بحار الأَنوار، 99: 167. مصباح الزائر: 241. المزار الكبير: 96. (3) الحاقة: 9 ـ 12
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (429) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (429) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّه الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي(1)، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ . وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي، منها: ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الِالتفات في المقام إِلى القضيَّة المُهمَّة التَّالية، وهي: / طاعة الله تزيد في تنمية الأَرض وبركاتها وعلىٰ ضدِّها المعصية / / اِصلاح النَّفس أَعظم طريق مُقَرِّب لظهور الُحجَّة عجل الله تعالى فرجه ولنصرة أَهل البيت عليهم السلام / / كُلُّ عملٍ لم يُرد به وجه الله جريمة اِفساد في حقِّ عوالم الخِلْقَة ومخلوقاتها / إِنَّه ورد في بيانات الوحي: «أَنَّ طاعة المخلوق لخالقه تقدَّس ذكره تزيد في تنمية الأَرض وبركاتها أَكثر مِمَّا تُعطيه الصناعات والمهارات والزراعة والتجارة وهلمَّ جرّاً». فأَمْوَاج الطَّاعات تؤثِّر علىٰ البيئة وعلىٰ الإِنسان والحيوانات والنباتات والماء والمطر والحجر والمَدَر وهلمَّ جرّاً. وقس علىٰ ضدِّها المعاصي؛ فإِنَّها ـ كالطَّاعات ـ تتجسَّم وبأَجسام غير مرئيَّةٍ تهلك الحرث والنسل، وتكون أَخطر علىٰ جملة البيئات من الكاربون وأَبخرة المصانع والنفايات الكيميائيَّة والنوويَّة والغازات الضَّارَّة. فلاحظ: بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «إِذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة، وإِذا طففت المكيال أَخذهم الله بالسِّنين والنَّقص، وإِذا منعوا الزكاة منعت الأَرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلّها، وإِذا جاروا في الأَحكام تعاونوا علىٰ الظُّلم والعدوان، وإِذا نقضوا العهد سَلَّطَ الله عليهم عدوهم، وإِذا قطعت الأَرحام جعلت الأَموال في أَيدي الأَشرار، وإِذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتبعوا الأَخيار من أَهل بيتي سَلَّطَ الله عليهم أَشرارهم فتدعوا خيارهم فلا يُستجاب لهم». علل الشرائع: 584/ ح26. 2ـ بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام ، عن مُحمَّد بن سنان: «أَنَّ أَبا الحسن عَلِيّ بن موسىٰ الرِّضا عليه السلام كتب إِليه فيما كتب من جواب مسائله: عِلَّة تحريم الذكران للذكران، والْإِنَاث للْإِنَاث ... انقطاع النسل، وفساد التَّدبير، وخراب الدُّنيا». علل الشرائع: 389/ح1. ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة. بل الوارد في بيانات الوحي أَيضاً: «أَنَّ المؤمن لو أَصلح نفسه بينه وبين ربّه لكان أَعظم طريق مُقَرِّب لظهور الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه من الجهد السياسي والِاجتماعي والأَمني والعسكري المبذول في سبيل ذلك». وبالجملة: أَعظم طريقٍ لنصرة أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) نصرتهم في معسكرات نفوسنا قبل البيئة السياسيَّة والْاِجْتِمَاعِيَّة والعسكريَّة والأَمنيَّة والمادِّيَّة وهلمَّ جرّاً، فلا تُنكث بيعة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في قلاع نفوسنا، من خلال المعصية؛ فإِنَّها نكث لتلك البيعة. بل كُلُّ شيءٍ أُريد به غير وجه الله تعالىٰ جريمة إِفساد في حَقِّ عوالم الخِلْقَة ومخلوقاتها. وَكُلّ ما دون الله ووجهه جبت أَو طاغوت أَو فرعون يُعبد من دون الله تعالىٰ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (430) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (430) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّه الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ (1) . وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالى مُقتصّاً خبر أَهل النَّار: [وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ](2). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يجدر صرف النظر في المقام إلى القضيتين التاليتين: القضيَّة الأُوْلَىٰ: / للإِنسان في العوالم السَّابقة عدَّة نَشَآت / إِنَّ الثَّابت في بيانات الروايات المتواترة بين الفريقين: أَنَّ للإِنسان قبل عَالَم الدُّنيا وفي العوالم العلويَّة نَشَآت عديدة، وهي وإِنْ لم تكن فيها تكاليف شرعيَّة؛ لكن فيها تكاليف دينيَّة. إِذَنْ : الثَّابت في بيانات الوحي: أَنَّ الإِنسان مرَّ بِنَشَآت سابقة كثيرة، وعاش بأَبداٍن عديدة تختلف عن بدنه الدُّنيوي هذا، وكانت له كينونة حيَّةً بحياةٍ شاعرةٍ أَعظم من كينونة عَالَم الدُّنيا وشؤونها. ثُمَّ إِنَّ هذه النَّشَآت بعضها جسمانيَّة، والأُخرىٰ عقليَّة وفوق عَالَم الآخرة الأَبدية، وثالثة نوريَّة وفوق عَالَم العرش. وهذا البحث له اِرتباط ببحث عَالَم الرَّجعة الَّذي لم تلجه مدارس البشر المعرفيَّة، كـ: الفلسفيَّة، والكلاميَّة، والعرفانيَّة، والصوفيَّة، والتَّفسيريَّة. وهذه القضيَّة مع ثبوتها في بيانات الوحي المُتواترة؛ لكن لم يستوعبها أَصحاب مدارس البشر المعرفيَّة ـ كـ: أَصحاب المدرسة: الكلاميَّة، والعرفانيَّة، والصُّوفيَّة، والتَّفسيريَّة، والفلسفيَّة؛ بما فيهم المَشَّآء والإِشراق القائلين بـ: (قِدَم الرُّوح)؛ فإِنَّهم لا يقولون بـ: (أَنَّ للرُّوح أَبدان سابقة) ـ ومن ثَمَّ غُيِّبَت في ثقافتهم. ومنه يتَّضح: أَنَّ ما رُسم من خريطةٍ معرفيَّةٍ في علم: الفلسفة، والكلام، والعرفان، والتَّصَوُّف، والتَّفسير بناءٌ بشريٌّ ضئيل؛ فلذا أَوَّلُوا حقائق وحيانيَّة دامغة، واردة في بيانات وحيانيَّة وصريحة، وحملوها علىٰ معانيها المجازيَّة. وهذا ما يُوضِّح: سبب كثير من الإِشكالات والِاعتراضات والشُّبُهات الواردة والنَّاشئة علىٰ مشهد الثقافة الإِسلاميَّة والإِيمانيَّة؛ فإِنَّها حصلت نتيجة البناء علىٰ قناعات مرسومة في المدارس المعرفيَّة البشريَّة. القضيَّة الثَّانية: / باطن ذات الإِنسان ينطوي علىٰ ملَفَّات علوم مُركَّزَة / ثبت في العلوم العلميَّة الحديثة، والعلوم: (العقليَّة) و(الرُّوحيَّة) و(الإِنسانيَّة): أَنَّ لذات الإِنسان مخازناً، وعقلاً باطناً، وذاكرة إِجماليَّة، وارتكازاً باطناً تنطوي وتُلَفّ فيه علومه ومعلوماته بشكل مُرَكَّز. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي، منها: بيان أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه): «... فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ ... وَيُثِيرُوا لَـهُمْ دَفَائِنَ اَلْعُقُولِ ...». نهج البلاغة/خ1: 45ـ 46. (2) الملك: 10
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (431) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (431) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّه الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالى مُقتصّاً خبر أَهل النَّار: [وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ](1). 2ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «ما أَكْثَر الْعِبَر وأَقَلَّ الْاِعْتِبَار»(2). 3ـ بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام ، عن مُحَمَّد بن عبد الله الخراساني، قال: «دخل رَجُلٌ مِنَ الزنادقة على الرِّضا عليه السلام ... قال الرَّجُل: فما الدَّليل عليه؟ قال أبو الحسن عليه السلام : إِنِّي نظرتُ إِلى جسدي ... عَلِمْتُ أنَّ لهذا البنيان بانياً فأقررتُ به، مع ما أَرىٰ من دَوَران الفلك بقدرته وإنشاء السَّحَاب وتصريف الرِّياح ومجرىٰ الشَّمس والقمر والنُّجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقَنات علمتُ أَنَّ لهذا مُقدِّراً ومُنْشِئاً. قَالَ الرَّجُل: فَلِمَ اِحْتَجَب؟ فقال أَبو الحسن عليه السلام : إنَّ الاحتجاب عن الْـخَلْقِ لكثرة ذنوبهم، فأَمَّا هو فلا يخفى عليه خافية في آناء اللَّيل والنَّهار»(3). ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي: صدور هواتف ونداءات من السَّاحة الإلهيَّة ـ كما في ليالي الجُمَع (4) ـ مُوجَّهة للبشر، لكن مَنْ الَّذي يلتقطها ويسمعها!! ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الملك: 10. (2) بحار الأَنوار، 71: 328/ح25. نهج البلاغة، 2: 217. (3) التوحيد: 245/ح3. (4) أنظر: بحار الأَنوار، 87: 164
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (432) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (432) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّها الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي : صدور هواتف ونداءات من السَّاحة الإلهيَّة ـ كما في ليالي الجُمَع ـ مُوجَّهة للبشر، لكن مَنْ الَّذي يلتقطها ويسمعها!! ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : بل ورد أَيضاً: أَنَّ بعض الحيوانات تسمع ما يجري في العوالم الأُخرىٰ الصَّاعدة ما لا يسمعه الإِنسان. فلاحظ: بيانات الوحي، منها: بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى خَلَقَ الملائكة في صُوَرٍ شتَّىٰ، إلَّا أَنَّ للَّـه تبارَكَ وتَعَالَىٰ مَلَكاً في صورة دِيك أَبحّ أَشهب، براثنه في الأَرض السَّابعة السُّفلى وَعُرْفه مَثْنىٰ تحت العرش، له جناحان ... فإِذا حضر وقت الصَّلاة قَامَ عَلَىٰ براثنِهِ ثُمَّ رَفَعَ عنقه مِنْ تَحْتِ العرش، ثُمَّ صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم ... فَيُنَادي: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إلَّا اللهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ، لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً سَيِّد النَّبِيِّين، وأنَّ وصيَّه سَيِّد الوصيِّين، وأَنَّ الله سبوح قُدُّوس رَبّ الملائكة والرُّوح، قال: فتخفُق الديكة بأجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله، وهو قوله تعالى: [وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ](1) مِنَ الدِّيَكَة في الأَرْضِ»(2). ودلالته واضحة. نعم، الواعز النَّفساني وما يدفع المؤمن إِلى فعل أَعمال الخير كالصَّلاة والتهجُّد والاِستغفار وسائر الأُمور العباديَّة نوع ودرجة سماع وشعور واستشعار الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلٰهيّ. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النور: 41. (2) التوحيد: 275 ـ 276/ح10
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (433) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (433) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّها الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي : صدور هواتف ونداءات من السَّاحة الإلهيَّة ـ كما في ليالي الجُمَع ـ مُوجَّهة للبشر، لكن مَنْ الَّذي يلتقطها ويسمعها!! بل ورد أَيضاً: أَنَّ بعض الحيوانات تسمع ما يجري في العوالم الأُخرىٰ الصَّاعدة ما لا يسمعه الإِنسان. نعم، الواعز النَّفساني وما يدفع المؤمن إِلى فعل أَعمال الخير كالصَّلاة والتهجُّد والاِستغفار وسائر الأُمور العباديَّة نوع ودرجة سماع وشعور واستشعار الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلٰهيّ. ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وقد ثبت علميّاً: أَنَّ بدن الإنسان ـ فضلاً عن نفسه وروحه وسائر طبقات حقيقته ـ مزوَّد بأُمورٍ وطاقات وإمكانيَّات عظيمة ومهولة جِدّاً؛ وهبتها له يد السَّماء، لكنَّ صاحبها لا يُحْسِنُ إِدارتها وتفعيلها أَو قد قضى عليها بالخطايا والمعاصي. مثال ذلك: ثبت علميّاً: أَنَّ عامَّة البشر لم يستعملوا من خلايا أَدْمِغَتهم إِلَّا (3%) والباقي ـ وهو (97%) ـ مُعَطَّل، نعم نوابغ البشر اِسْتَعملوا منها (7%)، لكن بقي منها (93%) معطَّلَة أَيضاً. ولم يتوصَّل الْعِلْم إِلى الآن إِلَى نسبَةِ ما استعملها الأَنبياء والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام من أَدمغتهم. وبالجملة: هناك طاقات وقدرات وإِمكانيَّات هائلة مُتِّع بها كافَّة البشر، لكنَّها لم تُفَعَّل، والمُعْضِلَةُ غَالِباً في إِدارتها. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (434) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (434) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّها الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي : صدور هواتف ونداءات من السَّاحة الإلهيَّة ـ كما في ليالي الجُمَع ـ مُوجَّهة للبشر، لكن مَنْ الَّذي يلتقطها ويسمعها!! بل ورد أَيضاً: أَنَّ بعض الحيوانات تسمع ما يجري في العوالم الأُخرىٰ الصَّاعدة ما لا يسمعه الإِنسان. نعم، الواعز النَّفساني وما يدفع المؤمن إِلى فعل أَعمال الخير كالصَّلاة والتهجُّد والاِستغفار وسائر الأُمور العباديَّة نوع ودرجة سماع وشعور واستشعار الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلٰهيّ. وقد ثبت علميّاً: أَنَّ بدن الإنسان ـ فضلاً عن نفسه وروحه وسائر طبقات حقيقته ـ مزوَّد بأُمورٍ وطاقات وإمكانيَّات عظيمة ومهولة جِدّاً؛ وهبتها له يد السَّماء، لكنَّ صاحبها لا يُحْسِنُ إِدارتها وتفعيلها أَو قد قضى عليها بالخطايا والمعاصي ؛ وبالجملة: هناك طاقات وقدرات وإِمكانيَّات هائلة مُتِّع بها كافَّة البشر، لكنَّها لم تُفَعَّل، والمُعْضِلَةُ غَالِباً في إِدارتها . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبهذا يتحطَّم اِعتراض مَنْ تطرَّف بأَوهامٍ بعثها التَّشكيك، وخواطر دفعها التَّوهُّم مِنْ عدم جعله من الكُمَّل كالأَنبياء والأَوصياء والأَصفياء، فإِنَّهم عليهم السلام عرفوا من أين تؤكل الكتف، ففعَّلوا ونَشَّطوا ما لديهم من طاقات وإِمكانيَّات وقدرات، ففازوا وسعدوا، بخلاف سائر البشر، وهذا ما يقتضيه عدله سبحانه وتعالىٰ؛ فإِنَّه لا يميِّز بين أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. فلاحظ: بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ] (1). 2ـ بيان قوله تقدَّس ذكره: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ] (2). 3ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... إِنَّ حُكْمَهُ في أَهْلِ السَّماءِ وأَهل الأَرض لَوَاحِدٌ، ومَا بَيْنَ اللَّـه وبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ في إِباحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ عَلَى العالَمين...» (3). ودلالة الجميع واضحة. وَمِنْ ثَمَّ يتَّضح: تفسير بيان قوله تعالىٰ: [وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ] ( 4). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 40. (2) يونس: 44. (3) نهج البلاغة، خ (192): 316. (4 ) الأَنعام : 124
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (435) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (435) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (89) / / اِشتقاق لفظ ومعنى: (الْجِبْت)/ إِنَّه لا يبعد: أَنَّ بين لفظ ومعنىٰ: (الجب) ولفظ ومعنىٰ: (الْجِبْت)(1) اِشتقاق لغويّ؛ فإِنَّ معنىٰ لفظ: (الجب): القاطع. ومعنىٰ لفظ: (الْجِبْت): القاطع للطريق الموصل للخير والسَّاحة الإِلٰهيَّة، كالأَصنام، وكُلّ ما يُعبد من دون اللّٰـه، ويُطاع من غير إِذنه تقدَّس ذكره، الصَّارف عن السَّبيل والصِّراط المُستقيم الموصل للخير والسَّاحة الإِلٰهيَّة. وإِلى هذا أَشارت بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، الوارد في تفسير بيان قوله تعالىٰ: «... [وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ](2)، أَخذ الْعِلْم من أَهله، [وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ](3)، والخبائث قول مَنْ خالف ... [وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ](4)، يعني: الَّذين اجتنبوا الْجِبْت والطَّاغوت أَنْ يعبدوها، والْجِبْت والطَّاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة: طاعة النَّاس لـهم ...»(5). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن داود الرقي، قال: «قلتُ لأَبي عبداللّٰـه عليه السلام : حَدِّثِنِي عن أَعداء أَمير المؤمنين وأَهل بيت النُّبوَّة، فقال: الحديث أَحبُّ إِليك أَم المعاينة؟ قلتُ: المعاينة، فقال لأَبي إِبراهيم موسىٰ عليه السلام : ائتني بالقضيب، فمضىٰ واحضره إِيّاه، فقال له: يا موسىٰ، اضرب به الأَرض، وأَرهم أَعداء أَمير المؤمنين عليه السلام وأَعداءنا، فضرب به الأَرض ضربة فانشقَّت الأَرض عن بحرٍ أَسودٍ، ثُمَّ ضرب البحر بالقضيب، فانفلق عن صخرةٍ سوداءٍ، فضرب الصخر فانفتح منها باب، فإِذا بالقوم جميعاً لا يحصون لكثرتهم، وجوههم مسودَّة، وأَعينهم زرق، كُلُّ واحدٍ منهم مصفد مشدود في جانب مِنْ الصخرة، وهم ينادون: يا مُحمَّد! والزبانية تضرب وجوههم، ويقولون لهم: كذبتم ليس مُحمَّد لكم، ولا أَنتم له، فقلتُ له: جُعِلْتُ فِدَاك! مَنْ هؤلاء؟! فقال: الْجِبْت، والطَّاغوت، والرجس، واللَّعين ابن اللَّعين، ولم يزل يُعدِّدهم كلّهم مِنْ أَوَّلهم إِلى آخرهم حتَّىٰ أَتَىٰ على أَصحاب السَّقيفة، وَأَصحاب الفتنة، وبني الأَزرق والاوزاع، وبني أُميَّة، جدَّد اللّٰـه عليهم العذاب بكرة وأَصيلاً، ثُمَّ قال للصَّخرة انطبقي عليهم إِلى الوقت المعلوم»(6). وعلى ضدِّه قام معنىٰ الآية الإِلٰهيَّة؛ فإِنَّها: الوسيلة(7) والصِّراط الحصري المُستقيم؛ والعاصم، والموصل لساحة القدس الإِلٰهيَّة والخير، والمُنجي من اِكتناه الذَات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة، ومن التَّشبيه والتَّعطيل. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الاِلتفات لعناوين ثلاثة، وردت في بيانات الوحي؛ والتفرقة بينها : أَحدها: (الْجِبْت)؛ فإِنَّه يُطلق في بيانات الوحي الإِلٰهيّ الشَّريف ويُراد منه: صاحب أَصل البِدْعَة والفتنة، القاطع للطَّريق المُستقيم بوجه المخلوق بعد سلوكه. مثاله: المستولي الأَوَّل. الآخر: (الطَّاغوت)؛ فإِنَّه يُطلق أَيضاً في بيانات الوحي ويُراد منه: المروج للفتن، والمُمِدُّ للجوابيت والفراعنة. مثاله: المستولي الثَّاني. ثالثها: (الفرعون)؛ فإنَّه يُطلق كذلك في بيانات الوحي ویُراد منه: الصَّاد للعبد مِنْ سلوك الصراط المُستقيم من بداية الطَّريق. مثاله: أَبو جهل، والمستولي الثَّالث. هذه ثلاثة عناوين دينيّة ووحيانيَّة خطيرة ومُهمَّة جِدّاً. (2) الأَعراف: 157. (3) الأَعراف: 157. (4) الأَعراف: 157. (5) بحار الأَنوار، 24: 353 ـ 354/ح73. (6) بحار الأَنوار، 28: 84/ح14. عيون المعجزات: 86. (7) يجدر الاِلتفات: أَنَّ أَعظم أَنواع التَّوسُّل، بل أَعظم شيء في الدِّين هو: التَّوسُّل بالمعرفة والعقيدة الحقَّة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (436) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (436) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (89) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « اِشتقاق لفظ ومعنى: (الْجِبْت)» ؛ فإِنَّه لا يبعد: أَنَّ بين لفظ ومعنىٰ: (الجب) ولفظ ومعنىٰ: (الْجِبْت) اِشتقاق لغويّ؛ فإِنَّ معنىٰ لفظ: (الجب): القاطع. ومعنىٰ لفظ: (الْجِبْت): القاطع للطريق الموصل للخير والسَّاحة الإِلٰهيَّة، كالأَصنام، وكُلّ ما يُعبد من دون اللّٰـه، ويُطاع من غير إِذنه تقدَّس ذكره، الصَّارف عن السَّبيل والصِّراط المُستقيم الموصل للخير والسَّاحة الإِلٰهيَّة. وعلى ضدِّه قام معنىٰ الآية الإِلٰهيَّة؛ فإِنَّها: الوسيلة، والصِّراط الحصري المُستقيم؛ والعاصم، والموصل لساحة القدس الإِلٰهيَّة والخير، والمُنجي من شبهة اِكتناه الذَات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة، ومن التَّشبيه والتَّعطيل . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : بعد الاِلتفات: أَنَّ الآيات الإِلٰهيَّة على نحوين: تارة تكون ناطقة وصاحبة دعوىٰ، وهذا النَّحو يصحُّ اِتِّصاف مَنْ يتَّبع تلك الآيات الإِلٰهيَّة بـ: (التَّصديق بها)، ومَنْ لَم يتَّبعها بـ: (التَّكذيب بها). وأُخرىٰ غير ناطقةٍ وليست صاحبة دعوىٰ، وهذا النَّحو لا يصحُّ اِتِّصافه بذلك؛ لكون صفة الصِّدق أَو الكذب في حقِّ هذا النَّحو من باب السَّالبة بانتقاء الموضوع؛ وذلك لاِحتياج مُتعلَّق الصِّدق(1)ـ أَي: التَّصديق بتلك الآيات ـ ومُتعَلَّق الكذب ـ أَي: التَّكذيب بتلك الآيات ـ إِلى تمتُّع الآيات الإِلٰهيَّة بالنُّطقِ اللِّساني؛ وأَنْ تكون صاحبة دعوىٰ. وإِنَّما يتَّصف هذا النَّحو ويُنعت من يعتقد بها ويتَّبعها بـ: (الإِقبال عليها)، وَمَنْ لا يعتقد بها ولا يتَّبعها بـ: (الإِعراض عنها). فانظر: بيانات الوحي المُشيرة إِلى هذا النَّحو الثَّاني، منها: 1ـ بیان قوله تقدَّس ذكره: [وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ](2). 2ـ بیان قوله جلَّ قدسه: [اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ](3). ودلالتهما واضحة. ولاحظ: بيانات الوحي الأُخرىٰ المُشيرة إِلى النَّحو الأَوَّل، منها : بیان قوله جلَّ قوله: [إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ](4). ودلالته واضحة أَيضاً . / أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ هم رأس هرم الآيات الإِلٰهيَّة الناطقة / وينبغي الاِلتفات : أَنَّ كمل المخلوقات هم الآيات الإِلٰهيَّة الناطقة ؛ رأس هرمها سيِّد الأَنبياء وسائرأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام ويعاب فيه مسلم، إن الله يقول: [وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ](5) » (6) . 2 ـ بيان تفسير علي بن ابراهيم ؛ لبيان قوله تعالى : « [وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ] (7) قال: آيات الله هم الائمة عليهم السلام » (8) . وصلى الله على محمد واله الاطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مُتعلَّق: (الصِّدق) و(الكذب) في المقام هو: (الآِيات الإِلٰهيَّة). (2) الأَنبياء: 32. (3) القمر: 1ـ2. (4) الأَعراف: 40 . (5) الأنعام :68 . (6) بحار الأنوار،71 : 195/ح24 . مجالس المفيد : 73 . (7) النساء :140 . (8) بحار الأنوار، 31: 511/ح3 . تفسير القمي ، 1 : 156
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (437) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (437) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : ( 90) / / أَحَد معاني التَّقيَّة / إِنَّ للتقيَّة بالمعنىٰ المعهود معانٍ عديدة، منها: المداراة ، واللين ، والأَمن ، والاخفاء ، ومراعاة الحسّ الأَمني ، ومراعاة المنظومة العقليَّة الأَمنيَّة ، وعدم الصخب، والعمل والتَّغيير ببطئ وحكمة وتودُّد. وهذا المعنىٰ يُعطي مساحة وقوَّة وقدرة للتَّغيير أَكبر، بخلاف الاستعجال. وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي، منها : بيان الإِمام الجواد (صلوات اللّٰـه عليه) الوارد في ترقُّب ظهور الحُجَّة ابن الحسين عجل الله تعالى فرجه ، وظهور دولته المباركة: «... له غيبة تكثر أَيّامها، ويطول أَمدها؛ فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكثر فيها الوقَّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها الُمسلِّمون» (1) . ودلالته قد اِتَّضحت؛ فإِنَّ الاستعجال خلاف التَّقيَّة المأمور بها شرعاً، وهو يكشف عن أَنَّ صبر الُمستعجل ضعيف، وتحمُّله قلیل، فيكون تخطيطه وبناءه ـ لا سيما في التَّغيير الاجتماعي ـ ليس بالذَّكيِّ القويِّ الرَّصين الحكيم، بخلاف التَّقيَّة بهذا المعنىٰ. وصلى الله على محمد واله الاطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 51: 30/ح4
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (438) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (438) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (91) / / التَّقيَّة لا يمكن قراءتها بعمق إِلَّا تحت مظلَّة القواعد الاِعتقاديَّة / إِنَّ التَّقيَّة كبرنامج وكقاعدة ونظام فقهي في التَّغيير والْإِصْلَاح الاجتماعي لا يمكن قراءتها بعمق وتفسيرها باتزان إِلَّا بعد أَنْ تُقرأ تحت مظلَّة واشراف الأُصول والقواعد الاِعتقاديَّة، منها: قاعدة: «لا جبر ولا تفويض ولكن أَمرٌ بين أَمرين». وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (439) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (439) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (92) / / للتَّقيَّة حدود وموازين / كثير مِنَّا إِنْ لزمته التَّقيَّة في مجالٍ جرَّه إِلى سائر المجالات، وهذا ليس بالأَمر السَّديد، كما نبَّهت عليه بيانات الوحي، منها: بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام حينما حجب مُحبِّيه ومواليه من أَهل قم في خراسان عن الدُّخول عليه ستِّین یوماً، وأَحد مُؤاخذاته عليهم بعد أَنْ فسح لهم المجال: «... أَنَّكم ... تتَّقون حيث لا يجب التَّقيَّة، وتتركون التَّقيَّة حيث لا بُدَّ من التَّقيَّة ...» (1) . ومعناه: أَنَّ للتَّقيَّة حدوداً وموازيناً. وصلى الله على محمد واله الاطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 68: 157ـ 159. التَّفسير المنسوب إِلى الإِمام العسكري عليه السلام : 123 ـ 125
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (440) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (440) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (93) / / خطورة بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الوارد في رواية زينب العطَّارة / إِنَّ ما ورد في بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله في رواية زينب العطَّارة (1) ، والَّتي ذكرها صلى الله عليه واله كفهرسة ومختصر إِجمالي لعوالم الخلقة، وشارحة لعظمة فعل اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ ؛ الُمنبئ عن عظمة فاعلها العزيز الجبَّار لم يوجد لها نظير في كُتُب جملة البشر قَطُّ، بل ولا في الكُتُب السَّماويَّة السَّابقة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 57: 83/ح10. توحيد الصدوق: 269ـ 270/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (441) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (441) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (94) / / المراد من عنوان : (القلب) الوارد في أَبواب المعارف / يُطلق عنوان ولفظ: (القلب) في بيانات الوحي وعلوم المعارف على معانٍ وحقائقٍ مُتَعَدِّدة، فيُطلق تارة على العضو الصنوبري، ويُطلق أُخرىٰ على الرُّوح، ويُطلق ثالثة على مراتب الرُّوح العُليا ـ مُقابل الغرائز في الأَرواح والنُّفوس النَّازلة، أَي: يُطلق على مرتبة من مراتب الرُّوح فوق العقل النَّظري ـ ، ويُطلق رابعة على طبقات أَعلىٰ في الرُّوح، وهي: بدايات العقل العملي، ويُطلق خامسة على العقل العملي، ويُطلق سادسة على طبقات الرُّوح الصَّاعدة، فوق العقل العملي. وبعبارة أُخرىٰ: المراد من عنوان ولفظ (القلب) الوارد في بيانات الوحي وإِطلاقات أَصحاب المعارف غالباً ليس العضو الصنوبري المادِّي المعهود، بل الرُّوح، وحيث إِنَّها على مراتب وطبقات فيكون هذا الاستعمال على مراتب وطبقات أَيضاً. وإِذا أُطلق ـ هذا العنوان ـ على العضو الصنوبري المادِّي المعهود، فباعتبار أَنَّه آلة لتلك الحقيقة. وبعبارة ثالثة: أَنَّ المراد من عنوان: ( القلب ) ، بل و ( السِّرّ ) و ( الخفي ) و (الأَخفىٰ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة: ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (442) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (442) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (94) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « المراد من عنوان : (القلب) الوارد في أَبواب المعارف » ؛ فإِنَّ عنوان ولفظ: (القلب) يُطلق في بيانات الوحي وعلوم المعارف على معانٍ وحقائقٍ مُتَعَدِّدة، فيُطلق تارة على العضو الصنوبري، ويُطلق أُخرىٰ على الرُّوح، ويُطلق ثالثة على مراتب الرُّوح العُليا ـ مُقابل الغرائز في الأَرواح والنُّفوس النَّازلة، أَي: يُطلق على مرتبة من مراتب الرُّوح فوق العقل النَّظري ـ ، ويُطلق رابعة على طبقات أَعلىٰ في الرُّوح، وهي: بدايات العقل العملي، ويُطلق خامسة على العقل العملي، ويُطلق سادسة على طبقات الرُّوح الصَّاعدة، فوق العقل العملي . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبعبارة ثالثة: أَنَّ المراد من عنوان: ( القلب ) ، بل و ( السِّرّ ) و ( الخفي ) و (الأَخفىٰ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة: طبقات أَعماق ذات وحقيقة الإِنسان الصَّاعدة، وهي مراتب من أَعالي طبقات الرُّوح والعقل العملي بتعبير بيانات الوحي المعرفيَّة. وَسُمِّيَت الرُّوح والنَّفس بـ: (القلب)؛ وذلك لتقلُّب أَحوالها. ثُمَّ إِنَّ جميع مُسمَّيات هذه الإِطلاقات أَجسامٌ، ولها حواسها ـ كما صرَّحَت بذلك بيانات الوحي، فيكون مُسمَّىٰ القلب على كافَّة هذه الإِطلاقات جسم وله عين وسمع وسائر الحواس. بعد الاِلتفات: أَنَّ الحواس بلحاظ ما فوقها تُسَمَّىٰ: (حواس)، وبلحاظ ما دونها تُسَمَّىٰ: (قلب) أَو (بصر). وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (443) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (443) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (95) / / خطورة قلب المؤمن وباطنه / إِنَّ ما ورد في بيان الحديث القدسي: «لَمْ يسعني سمائي ولا أَرضي، ووسعني قلب عبدي المؤمن» (1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ قلب المؤمن وباطنه عَالَمٌ عَظِيمٌ ومَهُولٌ جِدّاً، أَوسع من السَّماوات والأَرضين، وله قابليَّات وقوىٰ وطاقات مَهُولة جِدّاً تصل إِلى أَعماق خطيرة جِدّاً لتدرك آيات الله الكبرىٰ. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 55: 39
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (444) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (444) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (96) / /دور الأَعمال البدنيَّة تهيئة الأَرضيَّة في ذات فاعلها / إِنَّ أَخطر ما في الأَعمال البدنيَّة أَنَّها تُهَيِّئ الأَرضيَّة؛ فإِنْ كانت تلك الأَعمال صالحة هيَّأت أَرضيَّة البناء الرُّوحي القلبي، وَإِنْ كانت طالحة هيَّأت عدم القابليَّة الرُّوحيَّة والقلبيَّة. / خطورة رين القلب / وينبغي الاِلتفات: أَنَّ القلب ـ بإطلاقاته المُتقدِّمة ـ إِذا ران فليس له دواء. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (445) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (445) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (97) / / الْاِرْتِبَاط بين القلب الصَّنَوبَريّ والقلب الْمُجَرَّد عن الْمَادَّة الْغَلِيظَة / حصل في الْعِلْمِ الحديث اِكْتِشَاف مُذْهِل يرتبط بالقلب الصَّنَوبَريِّ، حاصله: أَنَّ في القلب الصَّنَوبَريِّ خلايا أَعصاب أَضعاف ما في المخ . والمراد من (الأَعصاب) في اللُّغَةِ الحديثة : أَرواح وطاقات غير مرئيَّةٍ ، مرتبطة بالرُّوح، وَمِنْ ثَمَّ لَا يُسمح في الْعِلْمِ الحديث لِمَنْ أَراد التَّخصُّص في عِلْمِ الأَعصاب إِلَّا أَنْ يخوض في البُعد الفلسفي للرُّوح ؛ لأَنَّه ليس في الأَعصاب بُعْدٌ بيولوجيٌّ وكِيمِيَائِيٌّ فحسب، وكذا ليس فيها بُعْدٌ فِسْيُولُوجِيٌّ فقط، بل كلاهما معاً . ومِنْ ثَمَّ مَنْ يلتفت إِلى هذا المبحث فسيلتفت إِلى بُحُوثٍ عِلْمِيَّةٍ ومَعْرِفيَّةٍ وروحيَّةٍ كثيرةٍ جِدّاً، منها: ما يرتبط بالسِّحر، وما يرتبط بالتَّجرُّد ، والمشي على الماء، أَو على الهواء، وما يرتبط بملكوتيَّات عجيبة وغريبة. وهذه بحوث عِلْمِيَّةٌ ومَعْرِفيَّةٌ وروحيَّةٌ ضروريَّةٌ يُرَدُّ من خلالها على مُدَّعيات الوهابيَّة والسَّلَفيَّة ومَنْ جرىٰ على شاكلتهم كالحداثويِّين والماديِّين، منها: قولهم : ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (446) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (446) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (97) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الْاِرْتِبَاط بين القلب الصَّنَوبَريّ والقلب الْمُجَرَّد عن الْمَادَّة الْغَلِيظَة » ؛ فإِنَّه حصل في الْعِلْمِ الحديث اِكْتِشَاف مُذْهِل يرتبط بالقلب الصَّنَوبَريِّ ، حاصله : أَنَّ في القلب الصَّنَوبَريِّ خلايا أَعصاب أَضعاف ما في المخ . والمراد من (الأَعصاب) في اللُّغَةِ الحديثة : أَرواح وطاقات غير مرئيَّةٍ ، مرتبطة بالرُّوح ، ومِنْ ثَمَّ مَنْ يلتفت إِلى هذا المبحث فسيلتفت إِلى بُحُوثٍ عِلْمِيَّةٍ ومَعْرِفيَّةٍ وروحيَّةٍ كثيرةٍ جِدّاً . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذه بُحُوثٌ عِلْمِيَّةٌ ومَعْرِفيَّةٌ وروحيَّةٌ ضروريَّةٌ يُرَدُّ من خلالها على مُدَّعيات الوهابيَّة والسَّلَفيَّة ومَنْ جرىٰ على شاكلتهم كالحداثويِّين والماديِّين، منها: قولهم: إِنَّه کیف يقف الإِنسان أَمام قبر وحَجَر وتراب ويتأثَّر وينتفع به، إِنَّ هذا لشيءٍ عُجَاب ؟ ! والجواب : قد اِتَّضح ؛ فإِنَّه كيف لا يتأَثَّر وكيانه وبدنه مُزْدَحِمٌ ومَلِيءٌ بالأَعصاب، وهي منصَّات موج وبث حَيّ غير مرئيٍّ على الرُّوح . وطاعة الإِنسان ومعصيته وما يسمعه وما يتكلَّم به كُلّ ذلك وغيره يُؤثِّر على روحه وقلبه وبدنه، ويُؤثِر المرض والصحة والشفاء والعافية والحب والبغض والنقمة. وهذا مُقرَّرٌ في العلوم الحديثة. إِذَنْ : هناك ارتباط وطيد ووثيق ـ عبر الأَرواح ، أَي : الأَعصاب غير المرئيَّة ـ بين القلب الصَّنَوبَريِّ صاحب المادَّة الغليظة ، وبين القلب المُجرَّد عن المادَّة الغليظة ، وهو يُطلق على طبقات مُتَعدِّدة في الرُّوح . وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (447) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (447) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (98) / / المقصود من عنوان : (الذِّهن) ، و (الأَفئدة) الواردان في أَبواب المعارف / ليس المراد من عنوان ولفظ : (الذِّهن) الوارد في أَبواب المعارف المُخ ، بل الرُّوح . والمراد من عنوان ولفظ : (الأَفئدة) الوارد أَيضاً في أَبواب المعارف : الأَرواح ، ويُطلق أَيضاً على طبقات الرُّوح الصَّاعدة . وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (448) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (448) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (99) / / المراد من عنوان : (رُوحُ القُدُسِ) الوارد في بيانات الوحي/ ينبغي الْاِلْتِفَات : أَنَّه يطلق البعض خطأً واشتباهاً عنوان : (رُوحُ القُدُسِ) على جَبْرَئِيل عليه السلام ، لكنَّ الثابت في بيانات الوحي المَعْرِفِيَّة : أَنَّه عنوان يُطلق على حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ، والَّتي يُطلق عليها أَيضاً عنوان : (الرُّوحُ الأَمري). نعم ، جَبْرَئِيل عليه السلام يُطلق عليه في بيانات الوحي عنوان : (الرُّوحُ الأَمين). ثُمَّ إِنَّ الثابت في بيانات الوحي المَعْرِفِيَّة أَيضاً ، منها : بيان قوله جلَّ قوله : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا] (1) ، أَنَّ رُوحَ القُدُسِ شريحةٌ وشعاعٌ يسيرٌ من أَرواحِ سيِّد الأَنبياء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ عليهم. وجَبْرَئِيلُ عليه السلام وإِنْ كان مَلَكاً عظيماً ؛ وقد وصفه الباري تقدَّس اسمه في كتابه الكريم بأَوصافٍ عظيمةٍ ، كما ورد في بيان قوله تعالىٰ : [إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ] (2) ، لكنَّه إِذ قيس إِلى (رُوحِ القُدُسِ) ـ حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ـ فهو (3) قطرةٌ في بحره . وهو (4) ليس إِلَّا قطرة في بحور حقيقة سيِّد الأَنبياء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الزخَّارة الطَّمْطَامة المُتلاطمة. وقد مَرَّ وسيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) مزيد بيان وأَدلَّة على جميع ذلك. وهذه النُّتَفُ والحقائق المَعْرِفِيَّة لو لم يُبيِّنها أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَمَنْ الَّذي يشمُّها وترد على خاطره. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشورى : 52 . (2) التكوير : 19 ـ 21 . (3) مرجع الضمير : (جَبْرَئِيلُ عليه السلام ) . (4) مرجع الضمير ، في ( بحره ) و ( هو ) : ( رُوحُ القُدُسِ )
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (449) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (449) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (100) / / المقصود من عنوان: (المحو) و (الفناء) الواردان في أبواب المعارف / إِنَّ لعنوان : (المحو) و (الفناء) الواردين في أبواب المعارف معانٍ : أَحدها : الحكاية ؛ ومن ثَمَّ لا يوجد في المخلوق الحاكي رائحة المخلوقيَّة ، وجبل الأَنانيَّة والفرعونيَّة . ثانيها : طفيليٌّ في الوجود . ثالثها : أَنَّ الحاكي عين المحكي . وبطلان هذا المعنىٰ وفساده من الواضحات ؛ لأَنَّه يعني : (الوحدة الشَّخصيَّة) . وسيأتي (إِنّ شاء اللّٰـه تعالىٰ) بيانها في محلِّها وبيان أَدلَّة فسادها . وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (450) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (450) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (101) / (ترك الأَوْلَى) على مراتبٍ / إِنَّ معنىٰ: (ترك الأَوْلَىٰ) المُكلَّف به كُمَّل المخلوقات ليس علىٰ مرتبةٍ ودرجةٍ فاردةٍ ونسقٍ واحدٍ ، بل علىٰ مراتبٍ ودرجاتٍ بحسب فضائلهم ومراتبهم ودرجاتهم ، أَعلاها مُطلقاً ما كُلِّفَ به سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، فلو أُعطيت الأَولويَّات الَّتي كُلِّف بها صلى الله عليه واله لسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لَـمَا أَطاقوها ، ومِنْ بعدها أَولويَّات ما كُلِّف به سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ فإِنَّها لو أُعطيت لسائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام لَـمَا أَطاقوها أَيضاً (1). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) إِنَّ المخلوق كُلَّما اِزْدَادَ كرامةً من اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ كُلَّمَا اِزْدَادَ فاقةً وفقراً إِليه سبحانه وتعالىٰ ، واِزْدَادَت عبوديَّته وخُضُوعه واِنْقِيَاده له وتقوُّمه به (عزَّ اسمه) أَكثر؛ لأَنَّ كرامته قائمة بالِامْدَاد والمَدَد منه (جَلَّ ثناؤه) ، لا أَنَّها تستلزم اِستقلاليَّته عن الذَّات الإِلٰهيَّة المقدَّسة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (451) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (451) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (102) / /اِسْتِعْمَالَات (الكيف) و (الأَيْنَ) الواردة في بيانات الوحي / إِنَّ لعنوان : (الكيف) و(الأَيْنَ) الواردين في بيانات الوحي اِسْتِعْمَالين : أَحدهما : يُطلقان ويُراد بهما سِنْخٌ ونَمَطٌ وُجُودِيٌّ غَنِيٌّ بالذَّاتِ ، وليسا هما عارضين أَو حادثين ، وهذا النَّحو يُثْبَتُ للذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة، وإِليه أَشارت بيانات الوحي منها : 1ـ بيـان تقريـر أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لسؤال الـجاثليق : «... قال: فأَخبرني عن اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ أَيْنَ هو؟ قال عليه السلام : هو ها هنا، وها هنا، وها هنا ...» (1). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «سبحان مَنْ لَا يَعْلَم كيف هُوَ إِلَّا هُوَ ...» (2) . فيُراد من الأَيْن والكيف في هذين البيانين الوحيانيِّين وما شاكلهما : مُطلق الحقيقة والواقعيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة. ثانيهما : يُطلقان ويُراد بهما الحقيقة والواقعيَّة الحادثة والعارضة ـ كـ : غضب المخلوق وحزنه وفرحه ـ ، وهذا النَّحو مَنْفِيٌّ بالضَّرورةِ الوحيانيَّةِ والْعَقْلِيَّةِ عن الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة. وإِليه أَشارت بيانات الوحي الْأُخْرَى ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... إِنَّ الخالق... كيَّفَ الكيف فلا يُقال له : كيف ، وأَيَّن الأَيْنَ ، فلا يُقال له : أَين ...» (3) . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 30: 71. (2) بحار الأنوار، 3: 301/ح35. (3) بحار الأَنوار، 3: 303 ـ 304/ح40
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (452) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (452) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (103) / عنوان (الْقَدِيم الزَّماني) / يُعبِّر الباحثون من أَصحاب المدارس الْمَعْرِفِيَّة البشريَّة ـ کالفلاسفة والمُتكلِّمين والعرفاء ـ عن عنوان (الْقَدِيم الزَّماني) بأَنَّه : أَزَليٌّ زمانيٌّ . لكن: بيانات الوحي لا تطلق عنواني (الأَزلي) على القديم الزَّماني؛ لأَنَّ الأَزلي وعاءٌ لعَالَم السَّرمد، وهو عَالَم أَعظم من عَالَم الدَّهر. بيانات الوحي لا تطلق عنواني (الأَزلي) على القديم الزَّماني؛ لأَنَّ الأَزلي وعاءٌ لعَالَمِ السَّرمد، وهو عَالَمٌ أَعظمُ من عَالَمِ الدَّهر. نعم، عَالَم الدَّهر لَـمَّا كانت طبيعته قديمة زماناً، ولیست له بداية زمانيَّة صحَّ إِطلاق عنوان (القديم الزَّماني) عليه. هذا وقد كَفَّرَ الُمتكلِّمون كُلَّ مَنْ يطلق عنوان (القِدَمَ الزَّماني) على المخلوقات؛ لاستلزامه التَّأليه. والحقُّ: أَنَّ صفةَ (القِدَم الزَّماني) صفة يتمتَّع بها عَالَم الدَّهر؛ فقد أُفيضت عليه وتجلَّت وظهرت فيه من القِدَم الإٰلٰهيّ، وحينئذٍ لا إِشكال، ولا يلزم محذور التَّأْليه وما شاكله. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (453) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (453) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (104) / / مفهوم كلمة: (الجديد) / إِنَّ المعنى اللُّغَوِيّ لمفهوم كلمة: (الجديد) ليس ما هو مركوز في الأَذهان في العصر الرَّاهن ، وهو: (المغايرة)، بل الحيّ ، الغض الطَّري . ومنه يتَّضح : مفهوم ومعنىٰ : (مُجَدِّدُوا الدِّين) كصفةٍ ثابتةٍ في بيانات الوحي لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ و: (الإِتْيَان بدينٍ جديدٍ) كصفةٍ ثابتةٍ لمولانا الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه . فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ؛ الوارد في حَقِّ الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه : «يقوم القائم عليه السلام في وتر من السِّنين ... فوالله ، لکأنِّي أَنظر إِليه بين الرُّكن والمقام ، يُبايع النَّاس بأمرٍ جديدٍ ، وكتابٍ جديدٍ ، وسلطانٍ جديدٍ من السَّماء ...»(1). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «لو قد خرج قائم آل مُحمَّد صلى الله عليه واله ... يقوم بأمرٍ جديدٍ ، وسُنَّةٍ جديدة ، وقضاءٍ جديدٍ ، علىٰ العرب شديدٍ ...»(2). 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... القائم عليه السلام ... يقوم بأمرٍ جديدٍ، وكتابٍ جديدٍ، وسُنَّةٍ جديدٍ، وقضاءٍ [جديدٍ]، علىٰ العرب شديدٍ ...»(3). ودلالتها قد اِتَّضحت ؛ فإِنَّ معناها : الإِتيان بإِسلامٍ حيٍّ حيويٍّ غضٍّ طريٍّ ، كما كان علىٰ عهد سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : الأَوَّل : بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «إِنَّ قائمنا إِذا قام دعا النَّاس إِلى أَمرٍ جديدٍ كما دعا إِليه رسول الله صلى الله عليه واله ، وإِنَّ الإِسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ؛ فطوبىٰ للغرباء»(4). الثَّاني : بيان الدُّعاء لإِمام زماننا الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه في مكاتبته الشَّريفة : «... اللَّهُمَّ صلِّ على وليِّك المحيي سُنَّتك ... اللَّهُمَّ جَدِّد به ما مُحِيَ من دينِكَ، وأَحي به ما بُدِّلَ من كتابِك، وأَظْهِر بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حتَّى يعود دينكَ بِهِ وعلى يديه غضّاً جديداً خالصاً مُخلصاً لا شَكَّ فيه، ولا شُبْهَة معه، ولا باطل عنده، ولا بِدْعَة لديه...»(5). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 52: 235/ح103. (2) المصدر نفسه: 348ـ 349/ح99. (3) المصدر نفسه: 231/ح96. (4) المصدر نفسه: 366/ح147. (5) المصدر نفسه : 17/ح14
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (454) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (454) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (105) / مفهوم : (غَيْبَة الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه)/ إِنَّ مفهوم : (غَيْبَة الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه) فهمته أَجيالاً من الوسط الدَّاخلي فضلاً عن غيره ولقرون واعتقدت أَنَّ معناه : النئي والاِنْكِفَاء والاِنْقِطَاع والجمود والمُتاركة ؛ وعدم تحمُّل المسؤوليَّة ، فهي فترة ضُعْف شؤون الأُمَّة الإِسلاميَّة ، بل البشريَّة. لكنَّه : مناقض لحقيقة غيبته عجل الله تعالى فرجه ، فإِنَّ معناها : (الحضور مع إِخفاء الهويَّة) في مقابل الظُّهور، فهو عجل الله تعالى فرجه حاضر في كبد الحقيقة ، ويُكابد طوال هذه القرون المُتمادية في إِدارة شؤون البشريَّة ، وبمزيد اِستحكام في الإِدارة والنَّشاط والسُّلطَة والمسؤوليَّة ، وبمزيد من الإِصْرَار والتَّصَلُّب في الوصول لإِنجاز الغاية والهدف الإِلهيّ . إِذَنْ : فترة الغَيْبَة ليست فترة ضعف وخمول ، بل تنامي وازدياد قُوَّة . وهذا مفاد : أَوَّلاً : بيان الإِمام أَبي جعفر الباقر عليه السلام : «لا بُدَّ لصاحب هذا الأَمر من عُزْلَةٍ ، ولا بُدَّ في عُزْلَتِه مِنْ قُوَّةٍ ، وما بثلاثين مِنْ وحشةٍ ...»(1). ثانياً : بيان الإِمام أَبي الحسن الرِّضا عليه السلام : «... لَو خَلَت الأَرض طَرْفَة عَيْنٍ مِنْ حُجَّةٍ لَسَاخَت بأَهلها»(2). فعالمنا وأَسباب العيش في هذا الكوكب ، والأَمْنُ الصِّحِّيُّ والْإِدَارِيّ والْاِقْتِصَادِيّ والْأَخْلَاَقِيّ والأُسَرِيّ وهَلُمَّ جرّاً متوقِّف على إِدارته عجل الله تعالى فرجه ، فالأُسرة مثلاً إِذا أُبِيْدَت أُبيدت مُطْلَق المجتمعات البشريَّة، وهو عجل الله تعالى فرجه : الحَافِظُ والمُرَاقِبُ والمُدَبِّرُ لشؤونها. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كتاب الغَيْبَة، الشَّيخ الطوسي: 117. (2) بصائر الدرجات، 2: 427/ح1757 ـ 7. كمال الدِّين: 204/ح15
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (455) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (455) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (106) / / التَّلاعب في مفهوم الإِرهاب ومواجهته / إِنَّه حصل في (مفهوم الإِرهاب) ومواجهته دجلٌ وتلاعبٌ ، قامت به الدُّول العظمىٰ(1) ومَنْ جَرَىٰ علىٰ شاكلتها في العصر الرَّاهن ، فإِنَّ السلميَّة في منظورها تعني : أَنْ لا يكون للشخص والجهة والدَّولة أَظَافِيْر وأَنياب تُدافع بها عن نفسها وعِرْضِها ومالها ، وإِلَّا كان إِرهاباً . لكنَّه : مسخ وتغيير للمفاهيم ؛ فإِنَّ مواجهة الإِرهاب لا تتحقَّق إِلَّا بردعه . وأَعظم خطر وغدر يحصل في البشريَّةِ ، بل أَخطر شيءٍ على الإِطلاق : التَّلاعب في المفاهيم ؛ فإِنَّه خَطَرٌ مُحْدِقٌ بالبشريَّةِ عظيمٌ . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الدول العظمىٰ هي المُؤَسسة والراعية للإِرهاب . ثُمَّ إِنَّ المعروف في الدول الغربيَّة : أَنَّ الحاكم يتبدَّل لديهم بعد دورة أَو دورتين اِنتخابيَّتين علىٰ أَكثر التَّقادير، وبعدها تنتقل السُّلطة والقدرة والقوَّة بِكُلِّ سلاسة ومن دون أَنْ ينشب المُتقدِّم مخالبه في السُّلطَة ، لكنَّها دعوىٰ صوريَّة ؛ لأَنَّ حقيقة الحاكم في تلك البلدان ليس مَنْ يجلس علىٰ كرسي الرئاسة ، بل عوائل وعصابات المال المُتخفِّية ؛ فإِنَّها الدَّولة الخفيَّة الوارثة للسُّلطَة والإِدارة والقوَّة والقدرة ؛ بنظامٍ مُعَقَّدٍ جارٍ بينهم ، وهذه الدَّولَة الخفيَّة باقية تبدَّل الحاكم أَم لا ، والحاكم تمثال في المسرح الأَمامي ، نعم ، له نِسْبَة من سُلطَة الدَّولَة وإِدارتها وقدرتها وقوَّتها ، وله نِسْبَة من سبب ثبات أَنظمتهم ، لكن ليس له تمام السُّلطَة والإِدارة والقدرة والقوَّة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (456) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (456) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (107) / خطورة حديث (جُنْد العقل والجهل) للإِمام الصَّادق عليه السلام / إِنَّ حديث : (جنود العقل والجهل) للإِمام الصَّادق عليه السلام (1) بيان لفلسفة تشريعات كثيرة ؛ فيصلح أَنْ يكون بياناً منظوميّاً كبيراً للفلسفة الأَخلاقيَّة في نظام الإِسلام ، ويصلح أَيضاً أَنْ يكون منظومة نظام مُتكامل لفلسفة تشريعات الواجبات والمُحرَّمات في مُطلق العبادات والمعاملات . وبالجملة : فقرات بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام في حديث : (جُند العقل والجهل) عبارة عن بيانات لأُسس التَّشريع الإِسلامي ، وبيانات لمقاصد الشَّريعة ، وبيانات لأُسس عامَّة في المعرفة الدِّينية المرتبطة بفصل النُّبوَّة والإِمامة ؛ والمرتبطة بارتباط فقه الفروع بفقه العقائد . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)اصول الكافي ، 1 : 17 ـ 18 /ح 14
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (457) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (457) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (108) / / المراد من عنوان (الْجَهْل) الوارد في حديث جند العقل والجهل / مراد الإِمام الصَّادق عليه السلام من عنوان (الْجَهْل) الوارد في حديث جند العقل والْجَهْل (1) كناية عن النَّفس الأَمَّارة بالسُّوْءِ والشَّهوات والَّتي تكون مبدأ لكلِّ خطيئةٍ ، لا الْجَهْل المقابل للعِلْمِ ؛ وذلك لقرائن ، منها : 1ـ إِنَّ المقابل للْـجَهْل هو العِلْم وليس العقل ، بل صرَّحَ عليه السلام في تعداد جنودهما بذلك ، فقال : «... والعِلْمُ وضِدَّه الْـجَهْلَ ...». 2ـ إِنَّ الْـجَهْلَ ـ المقابل للعقل ـ لو أُريد منه ـ الْجَهْل ـ معناه الحقيقي لم يصحَّ أَخذه ـ الْجَهْل ـ جُنْداً من جنوده ـ الْجَهْل ـ . 3ـ ما ذكره عليه السلام من جُنْدٍ للْـجَهْل هي بنفسها جُنْد وأَعْوان معهودة للنفس . وعليه : لا بُدَّ منْ حمل (الْجَهْل) الَّذِي أَخذه الإِمام عليه السلام في صدر بيانه الشريف ـ وهو صاحب الجُنْد ـ علىٰ مخلوقٍ آخَر ، وهو النَّفس . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)اصول الكافي ، 1 : 17 ـ 18 /ح 14
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (458) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (458) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (109) / / إِطْلَاقَات عنوان : (الْجَهْل) الوارد في اِستعمالات بيانات الوحي/ يُطلق عنوان: (الْجَهْل) الوارد في اِستعمالات بيانات الوحي ويُراد منه أَحد معنيين : أَحدهما: عدم الْعِلْمِ . الآخر: ما يترتَّب منه عملاً سيِّئاً وقبيحاً ومذموماً عقلاً أَو عقلائيّاً ، أَو ما يصدر منه فعلاً يُسَفَّه ويُذم . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : بيان قوله تعالىٰ : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] (1) . وهذا المعنىٰ هو المراد للإِمام الصَّادق عليه السلام في بيان حديث جنود العقل و الْجَهْل (2). وهذا المعنىٰ من نفائس حقائق المعارف الواردة في بيانات مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . ومنه يتَّضح : الفارق بين هذا المعنىٰ والمعنىٰ الأَوَّل ؛ فإِنَّه علىٰ هذا المعنىٰ يكون عنوان : (الْجَهْل) مُشيراً إِلى قوَّةٍ مخلوقةٍ ؛ غریزيَّةٍ أَو فطريَّةٍ . بخلافه علىٰ المعنىٰ الأَوَّل ؛ فإِنَّه فعل تلك القوَّة الغريزيَّة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الحجرات: 6. (2)اصول الكافي ، 1 : 17 ـ 18 /ح 14
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (459) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (459) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (110) / / وصف النَّفس بعنوان (الْجَهْل) / إِنَّ النَّفس توصف بعنوان : (الْجَهْل) ؛ وذلك إِذا كانت غير مُسَخَّرةٍ وغير مُنْقَادةٍ للعقل ، وإِلَّا فلا توصف بذلك . / الفَائِدَةُ : (111) / / تجنيد جُنْد العقل لصالح الشَّرِّ وجُنْده / إِنَّ الموضة في الفلسفات والْأُطْرُوحَات الغربيَّة تحاول تجنيد جُنْد العقل الجميلة الطبع لصالح الشَّرِّ وجُنْده ، وهذه مغالطةٌ شنيعةٌ وخطيرةٌ جِدّاً . وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (460) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (460) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (112) / / إِطْلَاقَات عنوان: (الشيء) الوارد في اِستعمالات بيانات الوحي / ينبغي الِالتفات : أَنَّ عنوان : (الشيء) يُطلق في بيانات الوحي ويراد به أَحد معنيين : أَحدهما : الحقيقة المُتعلِّقة بها المشيئة الإِلٰهيَّة ، وَمِنْ ثَمَّ سُمِّي المخلوق شَيْئًا لأَجل هذه النُّكْتَه . ثانيهما : مُطلق الحقيقة والواقعيَّة . وهذا المعنىٰ ـ الثَّاني ـ يصحُّ إِطْلَاقه علىٰ الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، خلافاً للمعنىٰ الأَوَّل ، فالتفت . وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (461) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (461) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (113) / / المقصود من عنوان : (الْعَوَالِم الْمَعْرِفِيَّة) / إِنَّ عنوان : (الْعَوَالِم الْمَعْرِفِيَّة) الوارد في بيانات الوحي الإِلٰهيّ يُطلق ويراد به مرتبة ورتب من الْعَوَالِم . / الفَائِدَةُ : (114) / الأُمور العباديَّة كـ : (زيارة المعصوم عليه السلام) على مراتب / إِنَّ معنىٰ ما ورد في بيانات الوحي في فضل بعض العبادات(1) ؛ كـ : (زيارة سيِّد الشَّهداء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ)؛ فإِنَّ بعضها صرَّح بأَنَّها تعدل حَجَّة وعُمْرَة ، والآخر صرَّحَ بأَنَّها تعدل حَجَّتين وعُمْرَتين وهلمَّ جرّاً ، بل کُلُّ خطوةٍ تعدل حَجَّة وعُمْرَة : أَنَّ المعصوم عليه السلام ليس في صدد بيان تمام الحقيقة ؛ لعدم قابليَّة السَّامع لتلقِّي وتحمُّل المعلومة . وعلىٰ هذا قس الأَشباه والنظائر. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الِالتفات: أَنَّ لكُلِّ عبادةٍ فلسفةً وأَسْرَاراً، ولها غاياتاً وَأَهدافاً ، وليست هي أَمراً قشريّاً وصُوْرِيّاً
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (462) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (462) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (115) / / أَحَدُ معاني التَّقِيَّة / يجدر الْاِلْتِفَات : أَنَّ أَحَدَ معاني التَّقِيَّة : إِعداد واِستعداد ووقاية . وهذا بلا ريب ليس حُكْماً ثانويّاً ، بل حُكْمٌ أَوَّلِيٌّ ، ليس له بداية ولا نهاية ، ويستمر ، ومطلوب وفي زيادة ودوام السَّعي والتبديل ولو بآليات هَادِئَة ، أَو قُل بآليَّات خفيَّة . إِذَنْ : هذا المعنىٰ من التَّقِيَّة لا يقتضي السُّكون والضَّعف والاِسْتِكَانة وعدم الحركة ، وإِنَّما يقتضي : عدم الوهن وعدم الضَّعف وعدم الاِسْتِكَانة ، ويَصُبُّ في بيان قوله تعالىٰ : [إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] (1). ويَصُبُّ أَيضاً في ولاية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومن شُعَبها ، فمع أَنَّ بُعْدَهُ شرعيٌّ ومن فروع الدِّين، لكنَّه اِنعكاس لولايتهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) وصيغة لها ؛ ومن ثَمَّ ليس له بداية ولا نهاية ، ولا زمان ولا مكان ، ولا حدّ ولا درجة، كحال ولايتهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) . ويَصُبُّ أَيضاً في المشروع الإِلٰهي المُقرَّر لمشروع الإِمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ، ولمشروع أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ فإِنَّه مشروعٌ ضخمٌ ومهول جِدّاً لانهاية ولا حَدَّ له، ومن ثَمَّ جُعِلَ الإِعداد له لانهاية ولا حدَّ ولا غاية ولا منتهىٰ له. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الرعد: 11
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (463) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (463) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (116) / / عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها / إِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار .
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (464) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (464) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (116) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها » ؛ فإِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة .ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ولا يبعد إِشارة بيان قوله تقدَّس ذكره : [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ](1) إِلى هذه اللُّغة . بتقريب : أَوَّلاً : إِنَّ المراد من (اللِّسَانِ) في البيان الشَّريف ليس الأَلفاظ واللُّغة المعهودة ، وإِنَّما لِسَان ولُغَة الثقافة الموجودة لدىٰ أَقوام الأَنبياء والمرسلين ، فيُبعث النَّبيّ بثقافة قومه ؛ كيما لا يكون فرداً شاذّاً . وإِلى هذا أَشارت بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان الإمام الرِّضا عليه السلام ، عن أَبي يعقوب البغداديّ ، قال : «قال ابن السِّكِّيت لأَبي الحسن عليه السلام : لِماذا بَعَثَ اللهُ موسىٰ بن عِمْرَان عليه السلام بالعَصَا، ويده البيضاء ، وآلة السِّحْر؟ وبَعَثَ عيسىٰ عليه السلام بآلَةِ الطِّبِّ؟ وبَعَثَ مُحمَّداً صلَّىٰ الله عليه وآله وعلىٰ جميع الأَنبياء بالكلام والخُطَب؟ فقال أَبو الحسن عليه السلام : إِنَّ الله لَـمَّا بَعَثَ موسىٰ عليه السلام كان الغَالِبُ علىٰ أَهل عصره السِّحْرَ فأَتاهم من عند الله بما لم يكن في وُسْعِهِم مِثْله ، وما أَبْطَلَ به سِحْرَهُمْ ، وأَثْبَتَ به الحُجَّة عليهم ، وإِنَّ الله بَعَثَ عيسىٰ عليه السلام في وقتٍ قد ظهرت فيه الزَّمَانَاتُ واحتاجَ النَّاسُ إِلى الطِّبِّ ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهُم مِثْلُهُ ، وبما أَحيا لهم الموتىٰ ، وَأَبرأ الأَكمه والأَبرص بإذن الله ؛ وَأَثبت به الحُجَّة عليهم ، وإِنَّ الله بَعَثَ مُحمَّداً صلى الله عليه واله في وقتٍ كان الغالبُ علىٰ أَهل عصره الخُطَبَ والكلام ـ وأظنَّه قال: الشِّعْرَ ـ فَأَتاهُمْ من عند الله من مَوَاعِظِهِ وحِكَمِهِ ما أَبطل به قولهم، وأَثبت به الحُجَّة عليهم . قال : فقال ابن السِّكِّيتِ : تاللّٰـهِ ، ما رأَيتُ مِثْلَكَ قَطُّ ...»(2). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّ بعثة كُلّ رسولٍ جاءت على وفق الغالب مِنْ أَحوال وثقافة عصره ؛ فبُعثَ النَّبيُّ موسىٰ عليه السلام بـ : (العصا) بعدما كان الغالب علىٰ أَحوال وثقافة قومه : السِّحْر، فإِذا هي حَيَّة تسعىٰ تلقف ما يُؤفكون ، وفلق بها البحر يبساً ؛ فأَبهرت كُلّ ساحرٍ، وأَذلَّت كُلَّ كافرٍ . وَبُعِثَ النَّبيّ عيسىٰ عليه السلام بعدما كان الغالب علىٰ أَحوال وثقافة قومه : الطِّبّ بـ : (إِبْرَاء الزمنىٰ) ، و(إِحْيَاء الموتىٰ) ؛ فأَدهَشَ كُلَّ طبيبٍ وأَذْهَلَ كُلَّ لبيبٍ . وبُعِثَ سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله بعدما كان الغالب علىٰ أَحوال وثقافة قومه : الفصاحة والبلاغة بـ : (القرآن الكريم) ؛ فإِذا هو في الفصاحة والبلاغة والإِيجاز ما بَهَرَ به الفُصَحَاء ، وَأَعيىٰ البلغاء ، وقهر الشعراء ، فكان العجز والتقصير عنه أَقهر وَأَظهر . ثانياً : لو تنزَّلنا ـ وقلنا : إِنَّ بيان قوله تقدَّس ذكره محمول علىٰ اللُّغة اللِّسانيَّة المُتعارفة ـ فنقول : إِنَّ لبيانات الوحي الإِلٰهيّ القابليَّة علىٰ الحمل ـ بالدلائل والقرائن والشَّواهد العلميَّة ـ علىٰ معانٍ غير متناهية . فانظر : 1ـ بیان قوله تعالىٰ : [ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ] (3). 2ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... وَأَنَّ الكلمة من آل مُحمَّد تنصرف إِلى سبعين وجهاً ...»(4). والعدد في المقام لبيان الكثرة لا الحصر، كحال بيان قوله تقدَّس ذكره : [إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ](5). ومن ثَمَّ يمكن حمل بيانات أَهل البيت عليهم السلام ـ بالدلائل والقرائن والشَّواهد العلميَّة ـ علىٰ معانٍ غير متناهية ، كحال بيانات القرآن الكريم ؛ لأَنَّ الجميع وحي إِلٰهيّ . وحيث إِنَّ القرائن والدَّلائل العلميَّة في المقام تُساعد علىٰ سراية وشمول عنوان ولُغَة : (اللِّسان) إِلى كُلِّ لُغَةٍ تؤدِّي مؤدَّاها والإِيصال إِلى ما ورائها ، فيكون صدق وبیان قوله تقدَّس ذكره على اللُّغَة والثقافة الرَّائجة ، واللُّغَات : العلميَّة والعقليَّة والمعادلات البرهانيَّة وما شاكلها كصدقه علىٰ اللُّغة المُتعارفة . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) إِبراهيم : 4. (2) بحار الأنوار، 17: 210/ح15. أُصول الكافي، 1/ كتاب العقل والجهل: 19ـ 20/ح20. (3) لقمان: 27. (4) بحار الأنوار، 25: 173. (5) التوبة: 80
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (465) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (465) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (116) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها » ؛ فإِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة .ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / فلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام لعِلْمِ الفنِ والجمالِ / ومن كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام وتوظيفه لعِلْمِ الفنِ والجمالِ المُحلَّل ؛ للدعوة إِلى التَّوحيد . وهذا أَمْرٌ بَدِيعٌ كشفت عنه بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جلَّ شأنه المُقتصّ لخبره عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ : [ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] (1). فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ ، وأَصلٌّ قرآنيٌّ مُشرِّع لجواز اِستعمال الفنّ والجمال في الدَّعوة الإِلٰهيَّة . ومعناه : أَنَّ نشر الدَّعوة إِلى الحقِّ لا يتوقَّف على البرهان العقلي والفكر الجاف ، بل أَدقُّ المعاني المُعقَّدة والصعبة يمكن تسويقها في أَذهان ونفوس وأَرواح البشر لإِيجاد الجذبات المعنويَّة في دخيلة ذواتهم ؛ بتوسُّط لُغَة الفن والجمال ؛ ولعلَّ بلقيس لم تستجب لِلُغَة البرهان العقلي كما استجابت لِلُغَة الفنّ والجمال ؛ نتيجة أَنَّها صاحبة فنون وسلطات وإِمكانيَّات دولة ؛ فلمست ـ من خلال إِمكانيَّات دولة النَّبيّ سليمان عليه السلام ؛ ومهاراتها الخارجة عن مُكْنَة قدرات دُوَل البشر ـ : التَّوحيد، لكن لا بلُغَة البرهان العقلي واللُّغة الفكريَّة ؛ والدَّليل الفلسفي أوالكلامي أوالعرفاني ، وإِنَّما ـ لمسته ـ من خلال لُغَة : (علم الفن والمهارات والجمال). وهذا ما يُوضِّح ـ كما تقدَّم ـ : نُكْتَة تعدُّد معاجز الأَنبياء والرُّسل عليهم السلام ؛ في السِّحر، والطب ، والنحت ، والفنِّ ، والبلاغة ، وَهَلُمَّ جَرّاً . وهذا ما نفتقده بشكلٍ اِستراتيجيّ كبير في الدَّعوة إِلى هدي نور الثقلين؛ فنحن أَتباع مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لم نستخدم الفنّ والجمال في جانبه المُحلَّل لجهة الخير والصلاح كما استخدمه أَعدائهم عليهم السلام لجهة الشرّ والفساد ونشر الرذيلة ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النمل: 44
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (466) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (466) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (116) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها » ؛ فإِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة . ومنه تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام وتوظيفه لعِلْمِ الفنِ والجمالِ المُحلَّل ؛ للدعوة إِلى التَّوحيد . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا ما نفتقده بشكلٍ اِستراتيجيّ كبير في الدَّعوة إِلى هدي نور الثقلين ؛ فنحن أَتباع مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لم نستخدم الفنّ والجمال في جانبه المُحلَّل لجهة الخير والصلاح كما استخدمه أَعدائهم عليهم السلام لجهة الشرّ والفساد ونشر الرذيلة ، ومن ثَمَّ كانت شعوب كثير من البلدان الإِسلاميَّة قبل فترة موالية لأَهْلِ الْبَيْتِ عليهم السلام ، لكن الوهابيَّة وعِبر فنّ وجمال قراءة القرآن الكريم وجماليَّة صوت ترتيله وتجويده قلبت ولائهم إِلى عداء لأَهْلِ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (467) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (467) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (116) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها » ؛ فإِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة . ومنه تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام وتوظيفه لعِلْمِ الفنِ والجمالِ المُحلَّل ؛ للدعوة إِلى التَّوحيد . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ولك أَنْ تقول : هناك عَقَائِد و مَعَارِف ولطائف توحيديَّة عظيمة جِدّاً ؛ أَصحرت بها بيانات الوحي من خلال لُغَة القصص وما شاكلها من سائر اللُّغات ، ولم تُبيِّنها بلُغَة البرهان العقلي ، أَو بلُغَةِ الحِكْمَة والْأَحْكَام ، ومن ثَمَّ لا يظنّ الباحث أَنَّ تراث وبيانات الثقلين تُبيَّن من خلال قالب تعليميّ فارد ؛ وهو قالب البرهان العقلي ، فلذا ذكر جملة من المُحَقِّقين البارعين في علم التَّفسير وسائر علوم المعارف : أَنَّ بيانات الثقلين تصحر بمعارف عظيمة ومهولة جِدّاً في التَّوحيد بلُغَة الدُّعاء ؛ فإِنَّه أَحد اللُّغات والأَساليب البيانيَّة التعليميَّة ، الَّتي لا تقتصر على قالب : الحكمة والبرهان العقلي ، بل لها عدَّة قوالب ، منها : القصص ـ كما تقدَّم ـ ، والأَمثال ، والزيارات ، والأَذكار ، والخطابة ، والمواعظ ، والجدل ، والمغالطة ، والشعر ، والزجر ، والطلب ، والسنن ، والآداب ، والْأَحْكَام ، والتأريخ ، والتصوير والتمثيل والتخييل ؛ لأنَّ طبيعة قوالب بيانات المعارف الإِلٰهيَّة مُتداخلة وبأَثواب مُتعدِّدة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (468) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (468) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (116) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها » ؛ فإِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين ، والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة . ومنه تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام وتوظيفه لعِلْمِ الفنِ والجمالِ المُحلَّل ؛ للدعوة إِلى التَّوحيد . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : إِذَنْ : في جملة العلوم يقينٌ عَقْلِيٌّ ، لكنَّه لا ينحصر بالبرهان الْعَقْلِيِّ ـ خلافاً لِـمَا ادَّعاه أَرسطو ، وابن سينا ، وسائر فلاسفة المَشَّاء وفَلاسفة الإِشْرَاق ـ ؛ فلا ينحصر البرهان بِعِلْمِ الفلسفة ، ولا بِعِلْمِ الكلام ، ولا بِعِلْمِ العرفان ، وإِنَّما يعمُّ كافَّة العلوم ، ومن ثَمَّ يحصل لكثير من نوابغة علم الفيزياء وعلم الكيمياء ، وغيرهم من نوابغة سائر العلوم مُشاهدات عظيمةً ، وحالات انبهار مَعْنَوِيّ رهيبةً تُضعضع ذواتهم ونفوسهم ، ويشتدُّ بسببها خضوعهم وخشوعهم لساحة القدس الْإلَهِيَّة ، ويدركون ببركتها براهيناً عَقَلِيَّةً وعِلْمِيَّةً قد لا تحصل لفيلسوفٍ أَو مُتكلِّمٍ أَو عارفٍ ما ، تكشف عن مدىٰ هول وعظمة السَّاحة الْإلَهِيَّة وأَفعالها(1). إِذَنْ : البراهين والشُّهود والمُشاهدات لا تختصُّ بِعِلْمِ الفلسفة وعِلْمِ الكلام وعِلْمِ العرفان ، بل تشمل جميع العلوم . وعليه : فرُبَما يُثبِت الأَحْيَائيّ : التَّوحيد وسائر مباحث وحقائق أَبواب العقائد والمعارف كالنُّبُوَّة والإِمامة والمعاد بِعِلْمِ الأَحياء(2) . وهذا أَمر دارج ومعروف . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الحكمة الْإلَهِيَّة ـ الإِلٰهيَّات بالمعنىٰ الأَعم ـ ، وهي : الخطوط العامَّة للأُلوهيَّة والرؤية العقائديَّة والمعرفيَّة بتسالم جميع أَصحاب العلوم هي أَساس إِنطلاق جملة العلوم . (2) موضوع علم الأَحياء أَو (البيولوجيا) : نمو الأَجسام ، ونمو الشُّعور والإِحساس
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (469) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (469) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (117) / / تعدُّد الأَحْكَام التَّكوينيَّة باللِّحَاظِ الذِّهْنِي / إِنَّه قد يُعبَّر عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ للجسمانيَّات بـ : (الْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ) ، ومرادهم : الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . وهكذا قد يُعبَّر عن الأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ بـ : (الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ) ، ومرادهم أَيضاً : الْأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . إِذَنْ : سوآء عُبِّر عن هذه الأَحْكَام بـ : (الْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ) أَو بـ : (الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ) فالمراد واحد . نعم ، هناك فارق بينهما باللِّحَاظ الذِّهْنِي ؛ فإِنَّ تسميتها بالْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ وذلك صفة للحُكْم بلحاظ آلة الِإدْرَاك ، وهو العقل ، فهذا وصف لآليَّة إِدْرَاك الحُكْم ، لا أَنَّه وصف لنفس الحُكْم ، بخلاف تسميتها بالْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ ؛ فإِنَّه وصف لنفس الحُكْم . وأَيضاً يُعبَّر عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ بالْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ ؛ لتمييز الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل من دون واسطة عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ الَّتي يُدْرِكها العقل أَيضاً ؛ لكن بتوسُّط العلوم التَّجريبيَّة في العلوم الطَّبيعيَّة(1) ـ الفيزياء والكيمياء ـ فَيُدْرِكها العقل ، لكن بتوسُّط الآليَّات التَّجريبيَّة . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الاِلتفات في المقام إِلى الأُمور التَّالية : الأَوَّل : أَنَّ العلوم الطبيعيَّة ـ كعلم الفيزياء ـ مُؤثِّرةٌ جِدّاً في علوم المعارف الْإلَهِيَّة ، وتُروِّض الباحث فيه بشكل أَعظم ، وهذا ما أَكَّدت عليه بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام في توحيد المُفَضَّل ؛ فإِنَّه عليه السلام بدأ في البحوث الطبيعيَّة ـ كتشريح بدن : الإِنسان ، والحيوان ، والنبات ، ووظائف الأَعضاء ـ ليصل إِلى دفئ التَّدبير الملكوتي . ومعناه : أَنَّ الاِطِّلاع الثقافي على باب الطبيعيَّات والمُعَبَّر عنه حديثاً بـ : (العلوم التجريبيَّة) ـ والَّتي جرت سيرة الفلاسفة في أَبحاثهم وتصانيفهم من التَّعَرُّض إِليه ـ والاِطِّلاع على لباب علوم هذا الباب نافعٌ جِدّاً . / نُكْتَة اِهْتِمَام أَصحاب المدارس المعرفيَّة البشريَّة بمباحث الطَّبيعيَّات / وبعبارة أُخرىٰ : قد تسأل عن سبب اِهتمام الفلاسفة والمتكلِّمين والعرفاء والصُّوفيَّة بمباحث الجسم والصُّورة وعوالم الجسمانيَّات ، فمع أَنَّها القسم الأَصغر من عَالَم التَّكوين والخلقة والمخلوقات والوجود ـ وغيرها هو الأَعظم هولاً وتكويناً وقدرة وكمالاًـ ، لكنَّهم خصَّصوا لها ـ تقريباً ـ ثلثي مباحث الأُمور العامَّة (الإِلٰهيَّات بالمعنىٰ الأَعم) . والجواب : أَنَّ نُكْتَة ذلك الْاِهْتِمَام مراعاة لحال الإِنسان ؛ فإِنَّ إِدراك المخلوق لِـمَا هو أَقرب إِليه يكون أَوضح لديه . ثُمَّ إِنَّ اتقان هذا المبحث بشكلٍ رياضيّ وهندسيٍّ ضروري جِدّاً . بعد الاِلتفات : أَنَّ ظاهره وإِنْ كان سهلاً لكنَّ في واقعه زوايا غامضة جِدّاً وصعبة المراس . فالتفت . إِذَنْ : الاِطِّلاع على نتائج البحوث الطبيعيَّة ومتابعتها ، والاِطِّلاع والأُنس بالعلوم الطبيعيَّة اجمالاً مفيد ومؤثِّر في علوم المعارف الْإلَهِيَّة ؛ لأَنَّها ـ العلوم الطبيعيَّة ـ فعل من أَفعال السَّاحة الْإلَهِيَّة المُقدَّسة . ثُمَّ إِنَّ الباحث حينما يتعرَّف على طبائع العلوم والطَّبائع المُختلفة تبدأ أَبواب المعرفة بالله ؛ ومعرفة توحيده وَأَسماءه وصفاته وأَفعاله جلَّ قدسه ومعرفة سائر أَبواب ومباحث التَّوحيد تنفتق لديه شيئاً فشيئاً . الثَّاني : أَنَّ علم الفيزياء قديماً وحديثاً مُفيد لبحوث التَّوحيد ، بل لبحوث مُطلق المعارف الْإلَهِيَّة ؛ فإِنَّه لغةٌ علميَّةٌ . الثَّالث : أَنَّ علم الفيزياء : عبارة عن خواص الأَجسام أَو المواد
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (470) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (470) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (117) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تعدُّد الأَحْكَام التَّكوينيَّة باللِّحَاظِ الذِّهْنِي » ؛ فإِنَّه قد يُعبَّر عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ للجسمانيَّات بـ : (الْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ) ، ومرادهم : الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . وهكذا قد يُعبَّر عن الأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ بـ : (الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ) ، ومرادهم أَيضاً : الْأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . إِذَنْ : سوآء عُبِّر عن هذه الأَحْكَام بـ : (الْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ) أَو بـ : (الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ) فالمراد واحد . نعم ، هناك فارق بينهما باللِّحَاظ الذِّهْنِي ؛ فإِنَّ تسميتها بالْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ وذلك صفة للحُكْم بلحاظ آلة الِإدْرَاك ، وهو العقل ، فهذا وصف لآليَّة إِدْرَاك الحُكْم ، لا أَنَّه وصف لنفس الحُكْم ، بخلاف تسميتها بالْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ ؛ فإِنَّه وصف لنفس الحُكْم . وأَيضاً يُعبَّر عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ بالْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ ؛ لتمييز الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل من دون واسطة عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ الَّتي يُدْرِكها العقل أَيضاً ؛ لكن بتوسُّط العلوم التَّجريبيَّة في العلوم الطَّبيعيَّة ـ الفيزياء والكيمياء ـ فَيُدْرِكها العقل ، لكن بتوسُّط الآليَّات التَّجريبيَّة .ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : إِذَنْ : حقيقة أَحْكَام الفيزياء والكيمياء ليست أَحْكَاماً تجريبيَّة ، وإِنَّما أَحْكَامٌ تكوينيَّةٌ أَيضاً، لكنَّ العقل يُدْرِكها بتوسُّط التَّجربة، وتُسَمَّىٰ أَحكاماً تجريبيَّة بلحاظ آليَّة الإِثبات والإِحراز والِاكتشاف . إِذَنْ : هذا الوصف ـ كالأَحْكَام العقليَّة ـ وصف لآليَّة إِدْرَاك الحُكْم ، لا أَنَّه وصف لحقيقة الحُكْم وذاته ، وإِلَّا فالحُكْم في الثَّلاثة واحدٌ ، وهو (الحُكْم التَّكويني) . وبالجملة : الأَحْكَام التَّكوينيَّة قد يُعَبَّر عنها تارة بـ : (الأَحْكَام العقليَّة) ، وأُخرىٰ بـ : (الأَحْكَام التَّكوينيَّة) ، وثالثة بـ : (الأَحْكَام التَّجريبيَّة) والمراد واحدٌ . وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (471) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (471) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (118) / / الفارق بين مُصطلح : (الْاِعْتِبَار) و (التنزيل) / هناك فارقان بين مُصطلح : (الْاِعْتِبَار) ومُصطلح : (التنزيل) ، أَحَدُهُمَا نظريٌّ ، وَالْآخَرُ عمليٌّ ، حاصلهما : أَمَّا النَّظري : فإِنَّه في باب الْاِعْتِبَار يكون نظر المُعْتَبِر غير مُتوجِّهٍ اِبْتِدَاءً إِلى الآثار ، بل لا يلحظها ؛ فلو اِعْتَبَرَ ـ مثلاً ـ الأَمارة فرداً من أَفراد الْعِلْمِ ومصداقاً له ؛ فيوسِّع من عقد وضع الْعِلْم ويجعل له مصداقاً إِضافيّاً ، وهذا ما يُصطلح عليه بـ : (الْحَقِيقَة السَّكَّاكِيَّة). إِذَنْ : نظر المُعْتَبِر لم يتمركز ويتوجَّه إِلى الآثار ، وإِنَّما توجَّه إِلى اِعْتِبَار هذا فردٌ من أَفراد ذاك. وهذا بخلافه في باب التنزيل ، فإِنَّ مصبَّ نظر المُنزِّل اِبْتِدَاءً مُتَوَجِّهاً إِلى الآثار ، فحينما يقول ـ مثلاً ـ : نزَّلتُ الأَمارة منزلة الْعِلْم ؛ يعني : بلحاظ آثارها . فأركان التنزيل ثلاثة ، ففي المثال : 1ـ المُنزَّل ، وهو : (الأَمارة). 2ـ المُنزَّل عليه ، وهو : (الْعِلْم). 3ـ الآثار . وهذا هو الركن الأَساسي في عمليَّة التنزيل . وأَمَّا الفارق العملي : فإِنَّه في الْاِعْتِبَار لا يُمكن التَّمسُّك بإِطلاقات الأَدلَّة لشمولها للآثار. نعم ، من باب صيانة كلام الحكيم عن اللَّغْوِيَّة لا بُدَّ من ملاحظة بعض الآثار ، ويُقتصر فيها على القدرة المُتيقَّن. وهذا بخلاف التنزيل ؛ فإِنَّ الآثار ما دامت ملحوظة للمُنزِّل فيُتمسَّك بإِطلاقات الأَدلَّة ـ أَي : إِطلاق التنزيل ـ لشمول جميع الآثار ، حيث يُقال : لَـمَّا لم يُقيَّد التنزيل بأثرٍ لزم أَنْ يكون ـ التنزيل ـ بلحاظ جميع الآثار. وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (472) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (472) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (119) / / المُستحبَّاتُ مُستحبَّةٌ من جهةٍ وواجبةٌ من جهةٍ أُخرى / يظنُّ البعض خطأً واشْتِبَاهاً : أَنَّ المُستحبَّات الشَّرعيَّة والدِّينيَّة مُستحبَّةٌ من جميع الجهات . والْحَقُّ : أَنَّها مُستحبَّةٌ من جهةٍ ، وواجبةٌ من جهةٍ أُخرىٰ . مثاله : (الأَذان) ؛ فإِنَّه وإن كان مُستحبّاً ، لكنَّه واجبٌ كفائيٌّ ؛ فهو مُسْتَحَبٌّ من جهة فرديَّته ، لكنَّه واجب شرعيٌّ ودينيٌّ بلحاظ أَصله وطبيعته ، ومِنْ ثَمَّ ورد اِستِحْلَال قتال أَهل المدينة التَّاركين له ، بل نقل الشَّيخ البهائي في الحبل المتين : إِجماع العلماء علىٰ وجوب قتال أَهل المدينة التَّاركين رفع الأَذان بصوتٍ عالٍ في صلواتهم ؛ لأَنَّه شعارٌ دينيٌّ ظاهرٌ وضروريٌّ ومن صُلْبِ الدِّين ؛ فلذا مَنْ يرفع اليد عنه فقد فسد وفسق ومَرَق وبَان عن الدِّين ؛ فوجب قتاله . وعلىٰ هذا قس سائر المُستحبَّات ، كـ : (زيارة الأَربعين) وغيرها من سائر زيارات المعصومين (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم) ؛ فإِنَّها مُستحبَّةٌ من جهةٍ ، وواجبةٌ من جهةٍ أُخرىٰ ، فهي مُسْتَحَبَّةٌ من جهة فرديَّتها ، لكنَّها واجبة بالوجوب الْكِفَائِيّ من جهة أَصلها وطبيعتها . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (473) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (473) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (120) / / إِعداد القوَّة لدى المسلمين برويَّة وحرمة التَّفريط بها / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي من نهي ، كالوارد في بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن عبد الرحمٰن بن کثیر ، قال : «کُنْتُ عند أَبي عبدالله عليه السلام إِذْ دخل عليه مهزم ، فقال له : جُعِلْتُ فداك ، أَخبرني عن هذا الأَمر الَّذي ننتظره متى هو؟ فقال : يامهزم ... وهلك المستعجلون ، ونجا المُسلِّمون»(1) ليس عن بناء القوَّة والحَثِّ علىٰ قِلَّة النَّشَاط ـ كما يقرؤه الكثير بهذه القراءة الخاطئة ـ بل النهي عن العجلة والإِثارة والصَّخَب ؛ فعلىٰ مَنْ يبغي بناء مشروع خيري أَنْ يسعىٰ بِرَوِيَّةٍ ، وَنَفَسٍ طَوِيْلٍ ، ونشاطٍ كبيرٍ ، فإِنَّه مشمول ببیان قوله تعالیٰ : [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ](2). فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ أَنَّ اِستعمال القوَّة لدىٰ المؤمنين ـ سوآء كانت قوَّةً اِقتصاديَّة أَو فكريَّة أَو عسكريَّة أَو أَمنيَّة أَو ماليَّة أَو سكانيَّة وغيرها من سُبُلِ الخير والقوَّة ـ للدِّفاع عن جسد الإِسلام والمسلمين والمؤمنين واجبٌ شرعيٌّ ـ عينيٌّ كان أَم كفائيّاً ، جماعياً أَو مجموعيّاً واجب ـ علىٰ كُلِّ مسلمٍ يتمكَّن من تقوية جسم القوَّة في بدن الإِسلام والمسلمين ، ويُحرَّم علىٰ مَنْ يتقاعس ، بل مَنْ يُفرِّط بِبَذْرَةٍ مِنْ قوَّةٍ يمكنه الإِعداد لها يعضد بها جسم الإِسلام والمسلمين. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) شرح أُصول الكافي للمازندراني، 6: 333/ح2. (2) الأَنفال: 60
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (474) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (474) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (120) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « إِعداد القوَّة لدى المسلمين برويَّة وحرمة التَّفريط بها » ؛ فإِنَّ بيانات الوحي ـ منها : بیان قوله تعالیٰ : [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ](1) ـ دَالَّةٌ علىٰ أَنَّ اِستعمال القوَّة لدىٰ المؤمنين ـ سوآء كانت قوَّةً اِقتصاديَّة أَو فكريَّة أَو عسكريَّة أَو أَمنيَّة أَو ماليَّة أَو سكانيَّة وغيرها من سُبُلِ الخير والقوَّة ـ للدِّفاع عن جسد الإِسلام والمسلمين والمؤمنين واجبٌ شرعيٌّ علىٰ كُلِّ مسلمٍ يتمكَّن من تقوية جسم القوَّة في بدن الإِسلام والمسلمين ، ويُحرَّم علىٰ مَنْ يتقاعس ، بل مَنْ يُفرِّط بِبَذْرَةٍ مِنْ قوَّةٍ يمكنه الإِعداد لها يعضد بها جسم الإِسلام والمسلمين . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / القوَّة البشريَّة أَعظم أَسباب القوَّة / ثُمَّ إِنَّ أَحَد أَسباب القوَّة الَّتي حثَّتْ عليها بيانات الوحي : القوَّة البشريَّة . فانظر : 1ـ بیان قوله جلَّ ثناؤه : [ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا](2) . 2ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «تزوجوا فإِنَّي مُكَاثِر بكم الأُمم حتَّى أَنَّ السُّقْطَ لِيَظِلَّ مُحْبَنْطئاً علىٰ باب الجنَّة ، يُقال له : أُدْخُل ، يقول : حتَّى يَدْخُلُ أَبوَاي »(3) . ودلالتهما واضحة . بل القوَّة البشريَّة أَصبحت في العصر الرَّاهن أَعظم سلاح عسكريّ واِقتصاديّ وتنمويّ وعلميّ ، بل وإِسْتَرَاتِجِيّ ودُوَلِيّ . وقد أَجمعت الدِّراسات العصريَّة علىٰ أَنَّ ما قاله سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في المقام أَعظم سبباً للقوَّة ولو بالسُّقْطِ . وبعبارة أُخرىٰ : أَنَّ بيانات الوحي مع أَنَّها لا تحصر القوَّة بالكَثرة، بل هناك أُمورٌ أُخرىٰ، منها : الإِيمان ، والصَّبر ، والجَلْد ، والحرب النفسيَّة ـ فإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ ـ . فلاحظ : أَوَّلاً : بيان قوله تعالىٰ ذكره : [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ](4). ثانياً : بيان قوله عَزَّ وَجَلَّ ذكره : [ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ](5). لكن مرادها : أَنَّ مجموع الأَسباب مُؤثِّرٌ بالقوَّة ، ومن تلك الأَسباب المُهمَّة القوَّة البشريَّة . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَنفال: 60. (2) الإِسراء: 6. (3) بحار الأَنوار، 79: 117. (4) براءة (التوبة): 25. (5) البقرة: 249
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (475) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (475) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (121) / / ورود كلمة (إِنَّ) في بيانات القرآن الكريم / ذهب جملة من الباحثين العصريين في نظم العلوم إِلى أَنَّه : « كُلَّما وردت كلمة (إِنَّ) في القرآن الكريم فهي دلالة على وجود معادلة عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة أَساسيَّة ومُهمَّة » . نعم نحن البشر قد لا نُدْرِكهَا . فلاحظ : بياناته الشَّريفة ، منها : 1ـ بيان قوله تعالىٰ : [إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ](1) . 2ـ بيان قوله تقدَّست أَسماؤه : [إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ](2). 3ـ بيان قوله جلَّ قوله : [إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ](3). 4ـ بيان قوله عَظُمَت آلاؤه : [إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ](4). 5ـ بيان قوله جلَّ اسمُهُ : [إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ](5). 6ـ بيان قول تقدَّس ذكره : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ](6). 7ـ بيان قوله عزَّ قوله : [إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا](7). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البقرة: 164. (2) الأَعراف: 54. (3) التوبة: 36. (4) يونس: 6. (5) الرَّعد: 11. (6) الحج: 73. (7) الطلاق: 3
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (476) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (476) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (122) / / العلاقةُ بين اللُّغَة العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة واللُّغَة العربيَّة / / اللُّغَةُ العربيَّةُ أَعظم اللُّغات / إِنَّ التَّعَرُّف علىٰ اللُّغَةِ(1) العِبْرَانِيَّةِ والسُّرْيَانِيَّةِ والتَّعاطي معهما أَمرٌ مُهمٌّ في أَبواب المعارف الْإِلَهِيَّة ؛ لنزول الوحي الْإِلَهِيّ بهما ، وهما خَتَنُ اللُّغَة العربيَّة ؛ ومن شجرتها إِلَّا أَنَّ اللُّغَة العربيَّة أَقوىٰ وأَفْصَحَ وَأَتْقَنَ ، بل الثَّابت عِلْمِيّاً : أَنَّها أَقوىٰ اللُّغَات العِلْمِيَّة في كافَّةِ العلوم ـ كالعلوم التَّجريبيَّةِ والإِنسانيَّةِ ـ وَأَكفاؤها وَأَتْقَنُها وَأَدَقُّها وأَرْصَنُها وأَرْصَفُها وَأَحْصَفُها وَأَجْدَرُها وَأَثْرَاها علىٰ الإِطلاق ، وأَضْعَفَها اللُّغَة الإِنكليزيَّة ؛ ومِنْ ثَمَّ توجد في اللُّغَةِ العربيَّةِ (١٢) مليون مفردة ، وفي اللُّغَةِ الإنكليزيَّةِ (٦٠٠) أَلف مفردة ، بل اللُّغَةُ اللَّاتينيَّة ـ ومن فروعها اللُّغَة الإِنكليزيَّة ـ هي أَفشل واَبْذَل وأَرْخَىٰ اللُّغَات تَرَهُّلاً ، ولغَةُ مُبْتَذَلة ومُنْفَرِطَة ، لا تَضْبِط حدود وتعاریف العلوم . بل مَنْ يتأَمَّل علوم جملة اللُّغَات فسيجدها عَالَة علىٰ اللُّغَةِ العربيَّةِ ؛ ومحتاجة إِليها ، وَمِنْ ثَمَّ اِقْتَطَفَت تلك اللُّغَات ـ كاللُّغَةِ : الفارسيَّةِ ، والأُرْدِيَّةِ ، والهنديَّةِ ، وسائر اللُّغَات الأُوربيَّة كاللُّغَةِ الفرنسيَّةِ والإِنكليزيَّةِ ـ كثيراً من إِنْجَازَات اللُّغَة العربيَّة ـ كعلوم : البلاغة ، والبيان ، والنحو ، والصَّرف ، والاِشتقاق ـ ؛ كيما تُقَوِّي وَتُرَصِّن نفسها عن التَّرَهُّل ، فاللُّغَة الفارسيَّة ـ مثلاً ـ اِقْتَبَسَت علوم : البلاغة والبيان واللُّغَة وما شاكلها بتمامها من علوم اللُّغَة العربيَّة ، بل علوم البلاغة لدىٰ كافَّة اللُّغَات مسروقة من اللُّغَةِ العربيَّةِ . وإِلىٰ كُلِّ هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في جوابه علىٰ تساؤل الصَّحَابة : « ... يا رسول الله ، ما رأينا أَفصح منك . قال : وما يمنعني وَأَنَا أَفصح العرب ، وأَنزل الله القرآن بلغتي وهي أَفضل اللُّغَات ... »(2). 2ـ بيان الإِمام الرِّضا (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) : « ... والحروف هي المفعول بذلك الفعل ، وهي الحروف الَّتي عليها مدار الكلام والعبادات كُلّها من الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَّمَها خلقه ، وهي ثلاثة وثلاثون حرفاً ، فمنها ثمانية وعشرون حرفاً تدلُّ علىٰ لُغَات العربيَّة ، ومن الثمانية والعشرون اثنان وعشرون حرفاً تدلُّ علىٰ لُغَات السُّرْيَانِيَّة والْعِبْرَانِيَّة، ومنها خمسة أَحرف مُتَحَرِّفة في سائر اللُّغَات كُلّها ، وهي خمسة أَحرف تَحَرَّفَت من الثمانية والعشرين حرفاً من اللُّغَات ، فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفاً ... »(3). ودلالتهما واضحة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) اللُّغة: نظام آلي جبَّار. (2) بحار الأَنوار، 17: 158/ح2. (3) عيون أَخبار الرضا عليه السلام ، 1/ب12: 133/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (477) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (477) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (122) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « العلاقةُ بين اللُّغَة العِبْرَانِيَّة والسُّرْيَانِيَّة واللُّغَة العربيَّة » ، وعنوان : « اللُّغَةُ العربيَّةُ أَعظم اللُّغات » ؛ فإِنَّ التَّعَرُّف علىٰ اللُّغَةِ العِبْرَانِيَّةِ والسُّرْيَانِيَّةِ والتَّعاطي معهما أَمرٌ مُهمٌّ في أَبواب المعارف الْإِلَهِيَّة ؛ لنزول الوحي الْإِلَهِيّ بهما ، وهما خَتَنُ اللُّغَة العربيَّة ؛ ومن شجرتها إِلَّا أَنَّ اللُّغَة العربيَّة أَقوىٰ وأَفْصَحَ وَأَتْقَنَ ، بل الثَّابت عِلْمِيّاً : أَنَّها أَقوىٰ اللُّغَات العِلْمِيَّة في كافَّةِ العلوم ، وَأَكفاؤها وَأَتْقَنُها وَأَدَقُّها وأَرْصَنُها وأَرْصَفُها وَأَحْصَفُها وَأَجْدَرُها وَأَثْرَاها علىٰ الإِطلاق ، وأَضْعَفَها اللُّغَة الإِنكليزيَّة ؛ ومِنْ ثَمَّ توجد في اللُّغَةِ العربيَّةِ (١٢) مليون مفردة ، وفي اللُّغَةِ الإنكليزيَّةِ (٦٠٠) أَلف مفردة ، بل اللُّغَةُ اللَّاتينيَّة ـ ومن فروعها اللُّغَة الإِنكليزيَّة ـ هي أَفشل واَبْذَل وأَرْخَىٰ اللُّغَات تَرَهُّلاً ، ولغَةُ مُبْتَذَلة ومُنْفَرِطَة ، لا تَضْبِط حدود وتعاریف العلوم. بل مَنْ يتأَمَّل علوم جملة اللُّغَات فسيجدها عَالَة علىٰ اللُّغَةِ العربيَّةِ ؛ ومحتاجة إِليها ، وَمِنْ ثَمَّ اِقْتَطَفَت تلك اللُّغَات ـ كاللُّغَةِ : الفارسيَّةِ ، والأُرْدِيَّةِ ، والهنديَّةِ ، وسائر اللُّغَات الأُوربيَّة كاللُّغَةِ الفرنسيَّةِ والإِنكليزيَّةِ ـ كثيراً من إِنْجَازَات اللُّغَة العربيَّة ـ كعلوم : البلاغة ، والبيان ، والنحو ، والصَّرف ، والاِشتقاق ـ ؛ كيما تُقَوِّي وَتُرَصِّن نفسها عن التَّرَهُّل ، فاللُّغَة الفارسيَّة ـ مثلاً ـ اِقْتَبَسَت علوم : البلاغة والبيان واللُّغَة وما شاكلها بتمامها من علوم اللُّغَة العربيَّة ، بل علوم البلاغة لدىٰ كافَّة اللُّغَات مسروقة من اللُّغَةِ العربيَّةِ . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / نُكْتَة تسمية اللُّغَة العربيَّة بذلك / سُمِّيت اللُّغة العربية بذلك لأَنَّ فيها اِظهار واعراب وبيان واِفصاح عمَّا تقتضيه الفطرة ، الُمشار إِليها في بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله عزَّ من قائل : [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ](1). 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... فبعث فيهم رسله ، وواتر إِليهم أَنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق فِطرته ، ويذَكِّروهم منسيَّ نِعمته ، ويحتجُّوا عليهم بالتَّبليغ ، ويُثيرُوا لهم دفائن العقول ، ويُروهم آيات المقدِرَة ... »(2). والفطرة عبارة عن ولاية اللّٰـه تعالىٰ ، وولاية سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، وولاية سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا هو دين اللّٰـه القويم . فلاحظ : بيانات الوحي المعرفيَّة ، منها : بيان تفسير الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « في قول اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ : [فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا](3)، قال: التَّوحيد ، ومُحمَّد رسول اللّٰـه ، وعَلِيٌّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ »(4). ومنه يتَّضح : عنوان ولفظ (العربي) ؛ فإِنَّ معناه : المؤمن ، وهو عنوان شامل لصاحب القوميَّة العربيَّة وغيره من الأَعاجم ؛ فبمقتضيات فِطْرَته يعرب ويُفصِح عن إِيمانه باللّٰـه وبرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، و بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وإلى هذا المعنىٰ تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... إِنَّ العرب لا تبغض عليّاً عليه السلام ... » (5). أَي : أَنَّ المطابق إِيمَانه للفِطْرَة ، وهو مَن آمَنَ بالله وبرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وبسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لا يبغض أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وكذا يتَّضح : عنوان ولفظ (الأَعجمي) ؛ فإِنَّ معناه : الضَّال ، ومنكوس لفِطْرَة . / طبيعة اللُّغة العربيَّة ونُكْتَة اِخْتِيَارها لنزول القرآن بلسانها / وَمِنْ كُل ّهذا تتَّضح : نُكْتَة نزول القرآن الكريم باللُّغة العربيَّة ؛ فإِنَّها مُنفتحة بطبيعتها على معانٍ مُتعدِّدة ، وفيها بيان وإِحْكَام لم يُوجد في لغةٍ أُخرىٰ قَطُّ ، توصل إِلى حقائق غير متناهية . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)الروم: 30. (2) نهج البلاغة، الخطبة الأُولىٰ: 45ـ 46. (3) الروم: 30. (4) بحار الأَنوار، 3: 278/ح9. (5) بحار الأَنوار، 8: 22/ح16. ثواب الأَعمال: 202
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (478) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (478) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (123) / / أَهَمِّيَّةُ علوم اللُّغَة العَرَبِيَّة / بلغت علوم اللُّغَة الْعَرَبِيَّة في العصر الرَّاهن ثلاثة عشر عِلْماً ، أَحدها : (عِلْم الاِشتقاق) ، وهو على أَسناخ وأَنواع خمسة ، سيأتي (إٍنْ شاء اللّٰـه تعالىٰ) بيانها(1) . وينبغي الاِلتفات : أَنَّ مَنْ يترك جملة علوم اللُّغَة الْعَرَبِيَّة أَو بعضها سيهبط لديه لا محالة سطح العلوم الأُخرىٰ ؛ لأَنَّها (2) ـ لا سيما علوم المعاني في الأَدب ـ بحر زَخَّار لا ينزف ، ولو اُكتشف كلّ شيءٍ فيها لاُكتشف سرّ إِعجاز بلاغة القرآن الكريم . وكثير من ظواهر اللُّغَة الْعَرَبِيَّة لم تُدْرَس حتَّىٰ اللَّحْظَة ، وأَدلُّ دليل على ذلك : عجز البشريَّة إِلى الآن من اِكتشاف سرّ بلاغة القرآن الكريم . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1) المسائل والفوائد والقواعد النجفية في معارف الامامية ، ج 3 / المسألة : ( 3 / 12 ) : ص13 . ( 2) مرجع الضمير : ( علوم اللُّغَة الْعَرَبِيَّة )
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (479) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (479) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (124) / / خطورةُ عِلْمُ الاِشتقاق / إِنَّ التَّدقيق في الاِشتقاق اللُّغوي مفتاحُ مفاتيح الأَبحاث الْمَعْرِفِيَّة ، ويختصرُ في البحوث الْمَعْرِفِيَّة الطَّريق أَمام الباحث والْمُسْتَنْبِط ، ومؤثِّرٌ كثيراً في علوم شتَّىٰ، ويوقفُ الباحث و الْمُسْتَنْبِط ـ من خلال الموازين العِلْمِيَّة ـ على أَسرار: (علوم المعارف)، و(عِلْم الفقه)، و(عِلْم أُصول الفقه)، و(عِلْم الأَخلاق)، و(عِلْم التفسير)، و(عِلْم الفَلَك)، والعلوم الغريبة ـ القسم المحلل منها ـ كـ : (عِلْمِ الجفر)، و(عِلْمِ السحر)، و(عِلْمِ الرمل)، و(عِلْمِ العزائم)، و(عِلْمِ الطلسمات)، ويأتي في عِلْمِ التَّأويل والاستظهار ، وقد مارسه أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في عِلْمِ التَّأويل ، كما سيتَّضح من الأَمثلة اللَّاحِقَة . وقد اِكتشف وأَسَّسَ قواعده روَّاد علوم اللُّغة القدامىٰ ، لكنَّها اِنْدَرَسَت واِنْطَمَسَت في الثقافة العِلْمِيَّة الأَكاديمِيَّة الحديثة ، وهي في طور الاِنْدِثَار في الحوزات العِلْمِيَّة والعلوم الدِّينيَّة (1). إِذَنْ : لعِلْمِ الاِشتقاق أُسس وقواعد وضوابط ودلائل وشواهد وموازين علميَّة لابُدَّ للباحث والْمُسْتَنْبِط من الاِطِّلاع عليها وضبطها ؛ لتحديد قوالب المعاني بدقَّة قبل الدُّخول في البحث والاستدلال والوصول إِلى النتائج . ومنه يتَّضح : أَنَّ الفيلسوف والعارف وغيرهما قد يبتعدوا مسافات بعيدة عن المادَّة الحقيقيَّة لأبحاثهم ؛ نتيجة جهلهم بخطوة لغويَّة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) اندثر عِلْم الاِشتقاق في العصر الراهن في الجامعات والمعاهد والمدارس الأَكاديميَّة ، وهُجِرَ في الحوزات العِلْمِيَّة إِلَّا من القِلَّة ، وأَولوه نحو اِهتمام
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (480) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (480) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (125) / / الكَمُّ الغفيرُ من صيغ اللُّغَة الْعَرَبِيَّة لم يُحدَّد بَعْدُ معناها / تبلغ صيغ اللُّغَة الْعَرَبِيَّة في إِجمالها نحو أَربع مائة صيغة ، لكن لم تُحدَّد معانيها ـ سوآء كان في كُتُب الصرف أَوغيرها ـ إِلَّا نحو سبعين صيغة ، مع أَنَّ هذا من صميم عمل اللُّغَويِّين عامَّة والصرفيِّين خاصَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (481 ) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (481) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (126) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / لكلِّ صيغةٍ من صِيَغ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ معناها مع اشتراك جملة منها / إِنَّ الصِّيَغ أَو القوالب الَّتي تُسَكّ فيها كلم اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تبلغ زُهَاء أَربع مائة صِيَغَة ، بل بعض العلماء فصَّلها إِلى خمس مائة وأَلف صِيَغَة ، لكلِّ صِيَغَةٍ معانيها ، وكثيراً ما تشترك بعض الصِّيَغ في التَّعبير عن معنىٰ واحد ؛ كالفاعليَّة والمفعوليَّة والآليَّة والمبالغة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (482) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (482) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (127) / / الْفَارِقُ بين اِسْتِعْمَالَات فقه الشريعة وفقه الدِّين / إِنَّ اِسْتِعْمَالَات الوحي الواردة في أَبواب المعارف ليست على نسق اِسْتِعْمَالَاته في أَبواب الفروع ؛ لأَنَّ معاني الأَوَّل كمعارفه لا تختصُّ بالنشأة الأَرضيَّة، بل شاملة لمطلق العوالم والنَّشَآت . بخلاف الثاني ؛ فإِنَّه غالباً ما يختصُّ بهذه النَّشْأة . وهذا يرسم فارقاً مُهمّاً في اِسْتِعْمَالَات اللُّغويَّة الواردة في بيانات الوحي بين فقه المعارف وفقه الفروع . وهذا مؤيِّد ومُؤكِّدة لصحَّة القاعدة اللُّغويَّة المختارة : (خذ الغايات واترك المبادئ)(1) ؛ لأنَّ أَبواب الـمعارف ـ كهذه القاعدة ـ شاملة لـمطلق العوالم سواء كانت قبل هذه النشأة ـ كعَالَمِ : الذَّرّ والْمِيثَاق(2) ...... وعَالَمِ الأَظلَّة والأشباح ، وعَالَمِ الأَصلاب، والأَرحام ـ أَم في هذه النشأة أَم بعدها ـ كعَالَمِ : البرزخ ، وعَالَمِ الرَّجعة، وعَالَمِ القيامة، وعَالَمِ الآخرة الأَبديَّة ، وبعدها ـ .... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سياتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى)بحثها وبيان ادلَّتها ؛ في كتاب : (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد النجفيَّة في معارف الْإمَامِيَّة ) ، ج1 : ص : 13 ـ 291 . (2) ينبغي صرف النَّظر في المقام إِلى الأُمور التَّالية : الأَمر الأَوَّل: / عوالم الذَّرّ جسمانيَّة بالجملة وعوالم الْمِيثَاق عوالم جسمانيَّة في الجملة / المستفاد من بيانات الوحي : أَنَّ عوالم الذَّرّ عوالم جسمانيَّة لطيفة . لكن : ليس بالضَّرورة أَنْ تكون عوالم الْمِيثَاق جسمانيَّة أَيضاً وإِنْ كانت مثاليَّة . الأَمر الثَّاني : / الذَّرُّ مادَّة جسمانيَّة أَسبق من مادَّة النُّطفة / يجد المُتَصفِّح لبيانات الوحي الُمتعرِّضة لعَالَم الذَّرّ: أَنَّ (الذَّرّ) مادَّة جسمانيَّة إِنسانيَّة أَسبق وأَشَفّ من مادَّة النُّطفة. الأَمر الثَّالث: / الذَّرُّ عَوالِـمٌّ / الوارد في بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّ هناك ذرّاً أَوَّل وذرّاً ثاني. الأَمر الرَّابع: / تسميات عَالَم الذَّرّ والْمِيثَاق الأَوَّل / يُسمَّىٰ عالم الذَّرّ الأَوَّل وعَالَم الْمِيثَاق في بيانات الوحي وأَبواب المعارف بأَسمآء أُخرىٰ، منها: (عَالَم الطينة)، و(عَالَم الأَظلَّة)، و(عَالَم الأَشباح). الأَمر الخامس: / المِيثَاقُ عقليٌّ ونوريٌّ / إِنَّه أُخذ على الإِنسان في بداية الخلقة والعوالم السَّالفة والصَّاعدة مِيثَاقٌ عقليٌّ وآخر نوريٌّ . ومعناه : أَنَّ ذات الإِنسان محكومةٌ بفِطْرَةٍ عقليَّةٍ وفِطْرَةٍ نوريَّةٍ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (483) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (483) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (127) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الْفَارِقُ بين اِسْتِعْمَالَات فقه الشريعة وفقه الدِّين » ؛ فإِنَّ اِسْتِعْمَالَات الوحي الواردة في أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ليست على نسق اِسْتِعْمَالَاته في أَبواب الفروع ؛ لأَنَّ معاني الأَوَّل كمعارفه لا تختصُّ بالنشأة الأَرضيَّة ، بل شاملة لمطلق العوالم والنَّشَآت . بخلاف الثاني ؛ فإِنَّه غالباً ما يختصُّ بهذه النَّشْأة . وهذا يرسم فارقاً مُهمّاً في الاِسْتِعْمَالَات اللُّغويَّة الواردة في بيانات الوحي بين فقه الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة وفقه الفروع . وهذا مؤيِّد ومُؤكِّدة لصحَّة القاعدة اللُّغويَّة المختارة : (خذ الغايات واترك المبادئ) ؛ لأنَّ أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ـ كهذه القاعدة ـ شاملة لـمطلق العوالم سواء كانت قبل هذه النشأة ـ كعَالَمِ : الذَّرّ والْمِيثَاق ، وعَالَمِ الأَظلَّة (1) وعَالَمِ الأشباح (2)، وعَالَمِ الأَصلاب، والأَرحام ـ أَم في هذه النَّشْأَة أَم بعدها ـ كعَالَمِ : البرزخ (3) ، وعَالَمِ الرَّجعة، وعَالَمِ القيامة، وعَالَمِ الآخرة الأَبديَّة ، وبعدها . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وعليه : لا بُدَّ من اِختلاف ضوابط الاِسْتِعْمَالَات والظُّهورات في أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة عن ضوابطهما في أَبواب الفروع ؛ وذلك بحكم اِختلاف موضوع البحث . لكن : هناك رهط من الأُمَّة ، ضرب الله بينهم وبين الحقِّ بسورٍ ظاهره الرَّحمة وباطنه العذاب ، لم يراعوا هذه الضابطة ؛ فوقعوا بين إفراط وتفريط . فمنهم مَنْ لم يُحَكِّم هذه القاعدة في أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، ومن ثَمَّ وسَّعَ حُكم الماديَّات والنَّشْأَة الأَرضيَّة إِلى العَالَم الربوبي وعَالَم النُّور والملائكة . ومنهم ـ كبعض العرفاء والصوفيَّة وأَصحاب الفرق الباطنيَّة ـ حَكَّمَ العكس في فقه الفروع ، وقال : إِنَّه ناظر حصراً إِلى الباطن والنَّشْأَة الخفيَّة والغيبيَّة ، وليس بناظر إِلى المصاديق والنَّشْأَة الماديَّة . مثاله : ماهيَّة الصَّلاة وحقيقتها ؛ فإِنَّها ليست ما هو معهود من أَجزاء وشرائط ، بل غايتها ، وهي : ذكر الله سبحانه وتعالى . وماهيَّة الصُّوم وحقيقته ؛ فإِنَّها ليست ما هو معهود ، وإِنَّما : الإِعراض عمَّا عدا الله عَزَّ وَجَلَّ ؛ وإِن اِرْتَكَبَ الصائم المفطِّرات المعهودة . وماهيَّة الحَجِّ وحقيقته ؛ فإِنَّها ليست ما هو معهود ، وإِنَّما : التوجُّه إِلى كعبة القلوب : (الذَّات المقدَّسة) وإِنْ لَمْ تُقصد الديار المُقدَّسة ؛ ولم يُؤتَ بأفعال الحجِّ خارجاً . وإِنَّ قوله تعالىٰ : [وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ](4) دليل على ذلك ؛ وأَنَّ غاية العبادة : ( اليقين )، فإذا حصل اِنتفت الغاية ، فلا عبادة . وهي كما ترى تخطب على نفسها ؛ بأَنَّ أَصحابها عملوا بالشُّبهات ، وساروا في الشَّهوات ، فخالفوا ما أَنجبته بيانات الوحي الشريف ، وطاهر كلماته ، منها : 1ـ بيان الإمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن الهيثم التميميّ ، قال : « قال أَبو عبداللَّـه عليه السلام : يا هيثم التميميّ ، إِنَّ قوماً آمنوا بالظَّاهر وكفروا بالباطن فلم ينفعهم شيء ، وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظَّاهر فلم ينفعهم ذلك شيئاً ، ولا إِيمان بظاهر إِلَّا بباطن ، ولا بباطن إِلَّا بظاهر »(5) . ـ .... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات في المقام إِلى القضايا التَّالية : القضيَّة الأُوْلَىٰ : / حقيقة جسم (عَالَم الأَظلَّة) / إِنَّ جسم (عَالَم الأَظلَّة) : جسم ظلِّـيٌّ للجسم الدُّنيوي الأَرضي الغليظ وعلى مثاله ، وهو جسم نورانيٌّ أَعظم قوَّة وقدرة ونورانيَّة من الجسم البرزخي فضلاً عن الجسم الدُّنيوي الأَرضي الغليظ . القضيَّة الثَّانية : / (عَالَم الأَظلَّة) من العوالم الروحانيَّة / إِنَّ (عَالَم الأَظلَّة) ـ والَّذي وردت فيه بيانات وحیانيَّة متواترة ـ : عَالَمٌ روحيٌّ ، خلافاً لِـمَا ذهبت إِليه الفرق الباطنيَّة المُنحرفة والإِسماعيليَّة وبعض الصُّوفيَّة . القضيَّة الثَّالثة: / (عَالَم الأَظلَّة) يتحكَّم في الأَرواح / إِنَّ (عَالَم الأَظلَّة) دون العرش ، وهو العَالَم الَّذي يتحكَّم في أَرواح الشَّخص الواحد . (2) إِنَّ (عَالَم الأَشباح) من العوالم الروحانيَّة ، وهو فوق عَالَم الآخرة الأَبديَّة ودون العرش ، بل ودون عَالَم الأَظلَّة . (3) يُعبّر ـ في أَبواب المعارف ـ عن الجسم البرزخي بـ : (الجسم المثالي) . (4) الحجرات : 99 . (5) بصائر الدرجات ، 2 : 518/ح1896 ــ 5
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (484) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (484) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (127) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الْفَارِقُ بين اِسْتِعْمَالَات فقه الشريعة وفقه الدِّين » ؛ فإِنَّ اِسْتِعْمَالَات الوحي الواردة في أَبواب المعارف ليست على نسق اِسْتِعْمَالَاته في أَبواب الفروع ؛ لأَنَّ معاني الأَوَّل كمعارفه لا تختصُّ بالنَّشْأة الأَرضيَّة ، بل شاملة لمطلق العوالم والنَّشَآت . بخلاف الثاني ؛ فإِنَّه يختصُّ غالباً في هذه النَّشْأة . وهذا يرسم فارقاً مُهمّاً في الاِسْتِعْمَالَات اللُّغويَّة الواردة في بيانات الوحي بين فقه المعارف وفقه الفروع . وهذا مؤيِّد ومُؤكِّدة لصحَّة القاعدة اللُّغويَّة المختارة : (خذ الغايات واترك المبادئ) ؛ لأنَّ أَبواب الـمعارف ـ كهذه القاعدة ـ شاملة لـمطلق العوالم سواء كانت قبل هذه النشأة ، أَم في هذه النَّشْأة ، أَم بعدها . وعليه : لا بُدَّ من اِختلاف ضوابط الاِسْتِعْمَالَات والظُّهورات في أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة عن ضوابطهما في أَبواب الفروع ؛ وذلك بحكم اِختلاف موضوع البحث . لكن : هناك رهط من الأُمَّة لم يراعوا هذه الضابطة ؛ فوقعوا بين إفراط وتفريط ؛ فمنهم مَنْ لم يُحَكِّم هذه القاعدة في أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، ومن ثَمَّ وسَّعَ حُكم الماديَّات والنَّشْأَة الأَرضيَّة إِلى العَالَم الربوبي وعَالَم النُّور والملائكة . ومنهم ـ كبعض العرفاء والصوفيَّة وأَصحاب الفرق الباطنيَّة ـ حَكَّمَ العكس في فقه الفروع ، وقال : إِنَّه ناظر حصراً إِلى الباطن والنَّشْأَة الخفيَّة والغيبيَّة ، وليس بناظر إِلى المصاديق والنَّشْأَة الماديَّة . مثاله : ماهيَّة الصَّلاة وحقيقتها ؛ فإِنَّها ليست ما هو معهود من أَجزاء وشرائط ، بل غايتها ، وهي : ذكر الله سبحانه وتعالى . وماهيَّة الصُّوم وحقيقته ؛ فإِنَّها ليست ما هو معهود ، وإِنَّما : الإِعراض عمَّا عدا الله عَزَّ وَجَلَّ ؛ وإِن اِرْتَكَبَ الصائم المفطِّرات المعهودة . وماهيَّة الحَجِّ وحقيقته ؛ فإِنَّها ليست ما هو معهود ، وإِنَّما : التوجُّه إِلى كعبة القلوب : (الذَّات المقدَّسة) وإِنْ لَمْ تُقصد الديار المُقدَّسة ؛ ولم يُؤتَ بأفعال الحجِّ خارجاً . وإِنَّ قوله تعالىٰ : [وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ](1) دليل على ذلك ؛ وأَنَّ غاية العبادة : ( اليقين ) ، فإذا حصل اِنتفت الغاية ، فلا عبادة . وهي كما ترى تخطب على نفسها ؛ بأَنَّ أَصحابها عملوا بالشُّبهات ، وساروا في الشَّهوات ، فخالفوا ما أَنجبته بيانات الوحي الشريف ، وطاهر كلماته ، منها : تقدم الكلام عن الدليل الاول ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الدليل الثاني : 2ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، عن المفضَّل : « أَنَّه كَتَبَ إِلى أَبي عبد الله عليه السلام ، فجاءه هذا الجواب مِنْ أَبي عبد الله عليه السلام : ... كتبتَ تَذْكُر : أَنَّ قُوماً أَنَا أَعرفهم كان أَعجبك نحوهم وشأنهم ، وأَنَّكَ أُبْلِغْتَ عنهم أُموراً تُرْوَى عنهم كرهتها لهم ، ولَمْ تَرَ بهم إِلَّا طريقاً(2)حسناً وورعاً وتخشّعاً ، وبَلَغَكَ أَنَّهم يزعمون أَنَّ الدِّين إِنَّما هو معرفة الرِّجال ، ثُمَّ بعد ذلك إِذا عرفتهم فاعمل ما شئتَ ... وَذَكَرْتَ : أنَّه بلغكَ أَنَّهم يزعمون أَنَّ الصَّلاة والزَّكاة وصوم شهر رمضان والحجّ والعمرة والمسجد الحرام ، والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هو رَجُل(3) ، وأَنَّ الطهر والإِغتسال من الجنابة هو رَجُل ، وكلُّ فريضة افترضها الله على عباده هو رَجُل(4)، وأَنَّهم ذكروا ذلك بزعمهم : أَنَّ مَنْ عرف ذلك الرَّجُل فقد اكتفى بعلمه به من غير عمل ، وقد صَلَّـى وآتى الزَّكاة وصام وحجَّ واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهَّر وعظَّم حرمات الله والشَّهر الحرام والمسجد الحرام(5)، وأَنَّهم ذكروا : أَنّ من عرف هذا بعينه وبحدِّه ، وثبت في قلبه جاز له أنْ يتهاون ، فليس له أَنْ يجتهد في العمل ، وزعموا أَنَّهم إِذا عرفوا ذلك الرَّجُل فقد قُبِلَت منهم هذه الحدود لوقتها وإِنْ لم يعملوا بها ... ويزعمون أَنَّ لهذا ظَهْرَاً وبَطْناً يعرفونه ، فالظَّاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم ، والباطن هو الَّذي يطلبون ، وبه أُمروا بزعمهم ... وأَنا أُبيِّنه حتَّى لا تكون من ذلك في عمى ولا شُبْهَة ... أُخبرك أَنَّه مَنْ كان يدين بهذه الصِّفة الَّتي كَتَبْتَ تسألني عنها فهو مشرك بالله تباك وتعالى ، بيّن الشّرك لا شَكّ فيه ، وأُخبرك أَنَّ هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أَهله ، ولم يعطوا فَهْمَ ذلك ، ولم يعرفوا حدّ ما سمعوا ، فوضعوا حدود تلك الأَشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم ، ولم يضعوها على حدود ما أُمروا كذباً وافتراء على الله ورسوله ، وجرأة على المعاصي ، فكفى بهذا لهم جهلاً ... ومَنْ أَطاع حرَّم الحرام ظاهره وباطنه ، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظَّاهر ، إِنَّما حرَّم الظَّاهر بالباطن ، والباطن بالظَّاهر معاً جميعاً ، ولا يكون الأَصل والفروع وباطن الحرام حرام وظاهره حلال ، ولا يحرّم الباطن ويستحلّ الظَّاهر ، وكذلك لا يستقيم أَن يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظَّاهر ، ولا الزَّكاة ولا الصوم ولا الحجّ ولا العمرة ولا المسجد الحرام وجميع حرمات الله وشعائره وأَنْ يترك معرفة الباطن ؛ لأَنَّ باطنه ظهره ، ولا يستقيم إِنْ ترك واحدة منها إِذا كان الباطن حراماً خبيثاً فالظَّاهر منه إِنَّما يشبه الباطن ، فمن زعم أَنَّ ذلك إِنَّما هي المعرفة وأنَّه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأَشرك ذاك لم يعرف ولم يطع ، وإِنَّما قيل : « اعرف واعمل ما شئت من الخير » ...»(6). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة . وبالجملة : فإِنَّ المعنىٰ المراد من لفظ (الظَّاهر) ـ في قاموس الدِّين ـ : الشريعة ، فإذا لم تُتَّبع لم يلج المخلوق في الدِّين والباطن . وسبب هذا الاِنحراف : التَّطبيق الخاطئ لقاعدة : (خذ الغايات واترك المبادئ) في باب فقه الفروع ؛ فإنَّ حقيقة هذه القاعدة تتوخَّى عدم حصر الوضع في المبادئ ، بل يشمل الغايات ، وليس معناها نسف المبادئ . إِذَنْ : على الباحث الِالتفات بدقَّة إِلى موارد تطبيق هذه القاعدة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الحجرات : 99 . (2) خ . ل: (إِلَّا هدياً حسناً). (3) في المختصر: (هم رجال). (4) في المختصر: (فهي رجال). (5) في المختصر: (والمسجد الحرام، والبيت الحرام). (6) بحار الأَنوار، 24: 286/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (485) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (485) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (128) / / لا تَلازُمَ في الْمَعَارِف بين الحقيقة اللُّغويَّة والْعَقَلِيَّة / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : إِنَّه لا يوجد تَلازُمَ في أَبواب الْمَعَارِف بين الحقيقة اللُّغويَّة والحقيقة الْعَقَلِيَّة ؛ فإِنَّ اللفظ إِنْ اُستُعْمِل في ما وضع له كان اِستعمالاً حقيقياً لغة ، لكنَّه إِنْ أُسند المصداق ـ والحال هذه ـ إِلى غير ما هو له تكويناً كان مجازاً عَقَلِيّاً(1) . وَمِنْ ثَمَّ تكون أَبواب الْمَعَارِف غير قائمة على الحقائق اللُّغويَّة فحسب ، بل وعلى الحقيقة الْعَقَلِيَّة ، وهي الأَهمُّ . وهذا أَمر بالغ الخطورة والثَّمرة في أَبواب الْمَعَارِف الدِّينيَّة . فالتفت . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)لَا بَأْسَ بالْاِلْتِفَات : أَنَّ المصاديق الْمُسْتَعْمَلَة في دار الدُّنيا دائماً تكون مجازات عَقَلِيَّة وإِنْ لم تكن مجازات لُغويَّة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (486) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (486) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : . / الفَائِدَةُ : (129) / / السِّيَادَةُ في أَبواب الْمَعَارِف للحقيقة الْعَقَلِيَّة / إنَّ أَبواب الْمَعَارِف غير قائمةٍ على المجهر الحِسِّيِّ فحسب ، بل وقائمة أَيضاً على المجهر الْعَقْلِيِّ ، وهو عَيْنٌ نَافِذَةٌ مُسَلَّحةٌ ، تثقب وتتجاوز عوالم خطيرة ومهولة جِدّاً ، بل ينبغي أَن تسود فيها(1) لُغَةُ الحقيقةُ الْعَقَلِيَّةُ ؛ لأَنَّها أَوسع باعاً ، وأَخطر مدى ـ من دون قياس ـ من الحقيقة التَّكوينيَّة الخارجيَّة الحِسِّيَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع الضمير: (أَبواب الْمَعَارِف)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (487) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (487) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (130) / / الاِرتياض في اِقتناص غاية المعنى / إِنَّهُ يَنْبَغِي للباحث في أَبواب المعارف : تدريب فكره وترويضه ـ من خلال الضوابط والموازين الْعِلْمِيَّة ـ على اقتناص روح وغاية كلّ مَعْنى يواجهه ، وحينئذٍ تنفتق له أبوابٌ وأَسرارٌ مُهمَّةٌ وخطيرةٌ جِدّاً ؛لِأَنَّهُ كلَّمَا لَطُفَ حِسِّ المخلوق وأَدْرَكَ روح المعنى وغايته وكمالاته كُلَّما قويت معرفته . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (488) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (488) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (131) / / التعاطي مع الاِعتبار والغفلة عن الحقيقة / هناك مبحثٌ لطالما أُكِّد عليه في أَبواب المعارف ، حاصله : « أَنَّ مصاديق المعاني الَّتي يتعاطاها أَهل الدُّنيا غالباً ما تكون اِعتباريَّة ومجازيَّة ، ويعيشون حالة الغفلة عن الحقيقيَّة منها ، والحال أَنَّ عَالَم الاِعتبار والمجاز مهدٌ تربويٌّ تُستفاق من خلاله الحقائق » . فالملكيَّة وما شاكلها من أَبواب المعاملات ، بل عامَّة فقه الفروع والأَسماء والأَقوال والكلمات والأَدبيَّات الفقهيَّة والقانونيَّة ، بل وغيرها الَّتي يُتعاطى بها في عَالَمِ الدُّنيا أُمورٌ اعتباريَّة لما وراءها من حقائق . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (489) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (489) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (131) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التعاطي مع الاِعتبار والغفلة عن الحقيقة » ؛ فإِنَّ هناك مبحثاً لطالما أُكِّد عليه في أَبواب المعارف ، حاصله : « أَنَّ مصاديق المعاني الَّتي يتعاطاها أَهل الدُّنيا غالباً ما تكون اِعتباريَّة ومجازيَّة ، ويعيشون حالة الغفلة عن الحقيقيَّة منها ، والحال أَنَّ عَالَم الاِعتبار والمجاز مهدٌ تربويٌّ تُستفاق من خلاله الحقائق » . فالملكيَّة وما شاكلها من أَبواب المعاملات ، بل عامَّة فقه الفروع والأَسماء والأَقوال والكلمات والأَدبيَّات الفقهيَّة والقانونيَّة ، بل وغيرها الَّتي يُتعاطى بها في عَالَمِ الدُّنيا أُمورٌ اِعتباريَّةٌ لما وراءها من حقائق . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وخذ على ذلك المثال التَّالي : (الرِّفْعَةُ) و(الْعِزَّةُ)(1) ؛ فبحسب ما يتصوَّره ويتخيَّلَه أَرباب الهوى وأَبناء الدُّنيا : أَنَّهما يحصلان بكثرة : الأَولاد ، والأَتباع ، والأَموال ، والجاه ، والمظهر الخارجي الـمُمِيِّز . فلاحظ : ما أَشارت إِليه بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله تعالى : [فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ](2). ثانياً : بيان قوله تقدَّس ذكره : [وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا](3). ومن ثَمَّ كان الظَّالم هو الأَعزُّ بحسب المحاسبات الدُّنيويَّة ؛ فيُحسب أَنَّ الرِّفْعَةَ والْعِزَّةَ تتمُّ من خلال : سفك الدِّماء ، وهتك الأَعراض ، ونهب الأَموال ، لكنَّ : واقعهما أَنَّهما : للَّـه عَزَّ وَجَلَّ ، ولسَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، ولسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر : ما أَشارت إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تعالى : [وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ] (4). 2ـ بيان قوله جلَّ قدسه : [وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا](5). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يَجْدُرُ صرف النَّظر في المقام إِلى القضيَّتين التَّاليتين : الأُوْلَىٰ : / تداخل بين عناوين الفضائل والكمالات وأَضدادها/ يوجد غالباً بين عناوين الفضائل والكمالات ـ كالخضوع لِلّٰـه ولأَوليائه ـ وبين أَضدادها من عناوين الرذائل ـ كالذلِّ لغير اللّٰـه ولغير أَوليائه ـ تداخل وتشابه واشتباه. القضيَّة الثَّانية : /اِبْهَام في المباحث النَّظريَّة في عِلْمِ الأَخلاق/ /اِنعكاس المنظومة الأَخلاقيَّة على التَّشريعات القانونيَّة والحقوقيَّة/ إِنَّ كثير من المباحث النَّظريَّة في عِلْمِ الأَخلاق مُجملةٌ ومُبهمةٌ ، وليست معروفة في الأَوساط الْعِلْمِيَّةِ فضلاً عن غيرها . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ المنظومةَ الأَخلاقيَّةَ : أَرضيَّةٌ لفلسفة : القانون والحقوق ، ومن ثَمَّ وقع اختلاف كثير ـ نتيجة عدم إِلمام المُشرِّع للقوانين والحقوق الوضعيَّة بالمنظومة الأَخلاقيَّة ـ بين نفس مُشرِّعي القوانين الوضعيَّة ، بل وبين نفس مُشرِّعي الحقوق الوضعيَّة ؛ وذلك بسبب اختلافهم في فلسفة قوانين المنظومة الأَخلاقيَّة والتَّنظير الأَخلاقي . (2) القصص : 79 . (3) الكهف : 34 . (4) المُنَافِقُون : 8 . (5) الفرقان : 27
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (490) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (490) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (131) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التعاطي مع الاِعتبار والغفلة عن الحقيقة » ؛ فإِنَّ هناك مبحثاً لطالما أُكِّد عليه في أَبواب المعارف ، حاصله : ( أَنَّ مصاديق المعاني الَّتي يتعاطاها أَهل الدُّنيا غالباً ما تكون اِعتباريَّة ومجازيَّة ، ويعيشون حالة الغفلة عن الحقيقيَّة منها ، والحال أَنَّ عَالَم الاِعتبار والمجاز مهدٌ تربويٌّ تُستفاق من خلاله الحقائق ) . فالملكيَّة وما شاكلها من أَبواب المعاملات ، بل عامَّة فقه الفروع والأَسماء والأَقوال والكلمات والأَدبيَّات الفقهيَّة والقانونيَّة ، بل وغيرها الَّتي يُتعاطى بها في عَالَمِ الدُّنيا أُمورٌ اِعتباريَّةٌ لما وراءها من حقائق . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبالجملة : المشهد الحقيقي الَّذي يعيشه البشر في عَالَمِ الدُّنيا عبارة عن مسرحيَّات تمثيليَّة لِمَا وراء ذلك من حقائقٍ ، وهذا أَحد تفاسير : أَوَّلاً : بيان قوله تعالى : [فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ](1). ثانياً : بيان قوله تقدَّس ذكره : [اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ](2). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) قٓ : 22. (2) الحديد : 20
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (491) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (491) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (131) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التعاطي مع الاِعتبار والغفلة عن الحقيقة » ؛ فإِنَّ هناك مبحثاً لطالما أُكِّد عليه في أَبواب المعارف ، حاصله : ( أَنَّ مصاديق المعاني الَّتي يتعاطاها أَهل الدُّنيا غالباً ما تكون اِعتباريَّة ومجازيَّة ، ويعيشون حالة الغفلة عن الحقيقيَّة منها ، والحال أَنَّ عَالَم الاِعتبار والمجاز مهدٌ تربويٌّ تُستفاق من خلاله الحقائق ) . فالملكيَّة وما شاكلها من أَبواب المعاملات ، بل عامَّة فقه الفروع والأَسماء والأَقوال والكلمات والأَدبيَّات الفقهيَّة والقانونيَّة ، بل وغيرها الَّتي يُتعاطى بها في عَالَمِ الدُّنيا أُمورٌ اِعتباريَّةٌ لما وراءها من حقائق . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ثُمَّ إِنَّ لُغَة الاِعتبار وإِنْ أُخذت في أَبواب فقه الفروع كطريق موصل للحقائق ، لكنَّها لم تُؤخذ كذلك في غيرها من أَبواب فقه المعارف والعقائد ، فإنَّ الحاكم فيها لُغَة الحقائق . وهذه توصية وقاعدة مُهمَّة ، وقاموس وناموس مطَّرد ، وأَصل أَصيل لا بُدَّ من ضرورة مراعاته ، لكنَّه يُغفل عنه عادةً . وهذا ما تشير إِلَيْه بيانات الوحي ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «النَّاس نيام فإِذا ماتوا انتبهوا»(1) ، فنفس ما يحسبه الإنسان يقظة في عَالَم الدُّنيا رقدة ونومة عميقة وسكرة عن الحقيقة ، نظيرها : رؤى المنامات ، فإنَّ صاحبها يأخذها حال نومه مأخذ الجدِّ والحقيقة ، فيُصيبه الجَذَل والبهجة ويبكي سروراً إِنْ كانت زاهرة ، ويصيبه السدم والوجل والوهل ، وترتعد فرائصه ويحصل له : البكاء والشهيق والزفير والحركات البدنيَّة إِن كانت سيِّئة ، غير أَنَّه سرعان ما تنكشف له الحقيقة بعد ما يستفيق ليجدها كرماد تذروه الرِّياح ، ليس لها عين ولا أَثر . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 50: 134
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (492) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (492) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (131) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التعاطي مع الاِعتبار والغفلة عن الحقيقة » ؛ فإِنَّ هناك مبحثاً لطالما أُكِّد عليه في أَبواب المعارف ، حاصله : ( أَنَّ مصاديق المعاني الَّتي يتعاطاها أَهل الدُّنيا غالباً ما تكون اِعتباريَّة ومجازيَّة ، ويعيشون حالة الغفلة عن الحقيقيَّة منها ، والحال أَنَّ عَالَم الاِعتبار والمجاز مهدٌ تربويٌّ تُستفاق من خلاله الحقائق ) . فالملكيَّة وما شاكلها من أَبواب المعاملات ، بل عامَّة فقه الفروع والأَسماء والأَقوال والكلمات والأَدبيَّات الفقهيَّة والقانونيَّة ، بل وغيرها الَّتي يُتعاطى بها في عَالَمِ الدُّنيا أُمورٌ اِعتباريَّةٌ لما وراءها من حقائق . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : فعلى اللَّبِيبِ أَنْ يكون ذا عينين ، ويُشَمِّر عن ساق الْجِدِّ والاِجتهاد ؛ ليتخلَّص من هذه الرَّقْدَةُ والسَّكْرَةُ ؛ ليفوز بالحسنيين قبل الفوات . وهذا ما دعت إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « موتوا قبل أنْ تموتوا »(1). والتخلُّص من ذلك وإِنْ كانت فيه حزازة ومرارة لكنَّهما(2) حلم ، يجد لذَّته(3)بعد اِنكشاف الحقيقة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الانوار ، 69 : 59 . (2) مرجع الضمير: الـ (حزازة) والـ (مرارة). (3) مرجع الضمير: (التخلُّص)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (493) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (493) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (131) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التعاطي مع الاِعتبار والغفلة عن الحقيقة » ؛ فإِنَّ هناك مبحثاً لطالما أُكِّد عليه في أَبواب المعارف ، حاصله : ( أَنَّ مصاديق المعاني الَّتي يتعاطاها أَهل الدُّنيا غالباً ما تكون اِعتباريَّة ومجازيَّة ، ويعيشون حالة الغفلة عن الحقيقيَّة منها ، والحال أَنَّ عَالَم الاِعتبار والمجاز مهدٌ تربويٌّ تُستفاق من خلاله الحقائق ) . فالملكيَّة وما شاكلها من أَبواب المعاملات ، بل عامَّة فقه الفروع والأَسماء والأَقوال والكلمات والأَدبيَّات الفقهيَّة والقانونيَّة ، بل وغيرها الَّتي يُتعاطى بها في عَالَمِ الدُّنيا أُمورٌ اِعتباريَّةٌ لما وراءها من حقائق . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : والتخلُّص من ذلك وإِنْ كانت فيه حزازة ومرارة لكنَّهما(1) حلم، يجد لذَّته(2)بعد اِنكشاف الحقيقة. فلاحظ: بيان سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ (3) : « ... الدُّنيا حلوها ومرّها حلمٌ والإنتباه في الآخرة »(4)، فسفك الدِّماء في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ وإِن كانت فيه مرارة ، لكنَّ مَنْ يستفيق يجده شهد المذاق ، وجراحات السلاح والحديد برداً وسلاماً . ومن ثَمَّ ورد في بيان الدُّعاء في زيارة سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « اللَّهُمَّ اِجعَل ما أَقُولُ بلساني حقيقته في قلبي وشريعته في عملي »(5). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع الضمير: الـ (حزازة) والـ (مرارة). (2) مرجع الضمير: (التخلُّص). (3) يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات في المقام إِلى الأُمور التَّالية : الأَمر الأَوَّل: / لسَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ خصائص تفرَّد بها / إِنَّ لسَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ خصائص تفرَّد بها من بين أَئِمَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، منها : أَنَّ له سؤدد وهيبة تأتي بعد سؤدد وهيبة سَيِّد الْأَنْبِيَاء وأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم وعلى آلهم)، ومن ثَمَّ لم يقتله فردٌ ولا مجموعة، بل جيش، ولم يُقتل مباغتة ولا علانيَّة بالمبارزة، وإِنَّما من بعيد؛ فقد اِجتمع عليه أَهل الكوفة وأَحاطوا به، واَفترقوا عليه أَربع فِرَق من جهاته الأَربع: فِرْقَة بالسيوف، وهم الأَدنون منه ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ). وفِرْقَة بالرماح، وهم الجوالة حوله. وفِرْقَة بالنِّبَال، وهم الرُّمَاة من أَعالي التلال. وفِرْقَة بالخشب والعصا والحجارة، وهم الرَّجَّالة المنبثَّة حوالي الخيَّالة. واثخنوا جثمانه ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بالجراح الدامية، وأَكثرها في مقاديمه حتَّىٰ قطَّعوه إِرْبَةً إِرْبَةً. وهذه سُنَّة إِلٰهيَّة وناموس إِلٰهيّ. وقد ورث ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بالوراثة الاِصطفائيَّة شجاعة وجرأة جَدِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ . الأَمر الثَّاني: / إِصْرَارُ سَيِّد الشُّهَدَاء عليه السلام على مشروعه مع تخاذل الأُمَّة واِنكفائها عن تحمُّل المسؤوليَّة / / حسّ تحمُّل المسؤوليَّة درس خطير تحتاجه الأُمَّة / / سفك الدِّماء وسلب الأَموال وما شاكلها ضرائب لتحمُّل المسؤوليَّة / / تحمُّل المسؤوليَّة أَحد المعاني الأَساسيَّة للدِّين / هناك صفحة عظيمة ومُهمَّة جِدّاً ومشرقة؛ ومن الملاحم البديعة في شخصيَّة سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، ونبض حيّ في حياته صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، ومشهد بدیع صاحبه من المدينة الُمنوَّرة إِلى كربلاء المُقدَّسة عِبر مَكَّة الُمكَّرَمة، لم تُسلَّط عليه الأَضواء، حاصله: أَنَّه خلال مسيرته ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) إِلى كربلاء واجه تخاذل من الأُمَّة، بل وتخاذل نخبها وروَّادها، وتقاعس عجيب وغريب، واِنْكِفَاء عن تحمُّل المسؤوليَّة، ولزموا جانب التَّفَرُّج، وكانت الأوراق تتساقط عن نصرته وعونه بعضها تلو الأُخرىٰ، ونُكِثَتْ معه العهود والمواثيق، لكنَّه ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بقي جبلاً فنداً وحجراً صَلْداً، مُصرّاً على القيام بالمسؤوليَّة وإِنْ بقي وحيداً، ونكص القوم كأَنَّهم لم يسمعوا، وتناسوا وكأَنَّهم لم يعوا، قد ضرب اللّٰـه بينهم وبين الحقّ بسور ظاهره الرَّحمة وباطنه العذاب والنقمة، بعدما ملكت سجايا الحيوانيَّة أعِنَّة نفوسهم، وأَفْسَدَت ضواري الشَّهوات قلوبهم، وسيطرت مخازي العبوديَّة على طبائعهم؛ فعميت بصائرهم، وتاهت أَفكارهم، وسفهت أَحلامهم، وغشي الظَّلام الضِّياء، وسينجلي لهم القسطل، ويجنون ثمر فعلهم مُرّاً قاتلاً، ويحصدون غرس أَيديهم ذُعَافاً مُـمَقَّراً وسُمّاً قاتلاً، بعدما أَفْحَمَت الحُجَّة واِستفحل الدَّليل، واِنسَدَّ طريق الإِنكار، ولم يبقَ مجال لموقف الشَّكّ، أَو ميدان لمُشكِّك، ولم يجد صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ تلك الظروف مُبرِّرة له للتَّخلِّي عن المسؤوليَّة، بل بَدَرَ منه إِصراراً عجيباً يُحار فيه عقل لبيبها على تحمُّل المسؤوليَّة، فصار صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ وإِنْ كان في أَحلك الأَهوال، وأَصْعَبَ الظروف وأَعْقَدها ـ ينبوعاً مُتفجِّراً ضخَّ في الأُمَّة طابع وحسّ المسؤوليَّة في أَحوال ينقطع فيها الأَمل والرَّجاء، وهذا ـ أَي: حسّ تحمُّل المسؤوليَّة ـ أَحد العوامل والأَسباب الُمهمَّة في مسيرة المؤمن الَّتي يصرُّ عليها أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا الدرس العظيم ـ أَي: حسّ تحمُّل المسؤوليَّة ـ هو الَّذي تحتاجه الأُمَّة في كُلِّ لحظة وطوال القرون المتمادية، ولا يتقاعس الفرد عن المسؤوليَّة وإِنْ تخلَّىٰ عنها ونكث الجميع، وكان يعيش الآلام المريرة. والهروب عن المسؤوليَّة أَو إِلقَائها على كاهل الغير أَو على فئةٍ مرض عضال تُصاب به الأُمَّة يؤدِّي إِلى تقهقرها، وهذا ما حاصل مع مسلم بن عقيل؛ فإِنَّ الْكُلَّ تخلَّىٰ عنه وعن المسؤوليَّة، لكنَّه لم يتخلَّ ويدخل في الصفقة. وكذا ما حصل مع أَبي الفضل العبَّاس، ومِنْ ثَمَّ ورد في بيان زيارته صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... السَّلَام عليك أَيُّها العبد الصَّالح ... الرَّاغب فيما زهد فيه غيره ...» ، [بحار الأَنوار، 98: 219] ، فإِنَّ النَّاس كانوا زاهدين عن نصرة سَيِّد الشُّهَدَاء ، بل كانت في ذلك الزَّمان أَسمآء أَكثر لمعاناً من أَبي الفضل العبَّاس، أَخفقت في هذا الِامتحان والاِبتلاء العظيم، وفاز فيه أَبو الفضل العبَّاس؛ لأَنَّ في اِتِّبَاع سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ السيف والموت ، ومصادرة الأَموال، وخراب الدِّيار، وسبي العيال، وهذه الضَّرائب من لوازم تحمُّل المسؤوليَّة. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي، منها : 1ـ بيان خطية أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أَيُّها النَّاس لا تستوحشوا في طريق الهدىٰ لقلَّة من يسلكه ... ». بحار الأَنوار، 2: 266/ح27. ومعناه : لا يُعذر المخلوق من عدم سلوك طريق الحقّ وإِنْ ندر سالكيه، وسلوك طريق الحقّ يعني تحمُّل المسؤوليَّة. 2ـ بیان سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في طريقه إِلى كربلاء : « النَّاس عبید الدُّنيا ، والدِّين لَعِقٌ على أَلسنتهم ، يحوطونه ما درَّت معايشهم ، فإِذا مُحِّصوا بالبلاء قلَّ الدَّيَّانون » . بحار الأَنوار، ٧٥: 116ـ 117/ح1. ودلالته واضحة . والمسؤوليَّة أَحَد المعاني الأَساسيَّة للدِّين ؛ فإِنَّه مأخوذ من المدينة والمسائلة ، ومِنْ ثَمَّ بقاء الدِّين ببقاء مَنْ يتحمَّل المسؤوليَّة . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بیان سَيِّد الْأَنْبِيَاء الوارد في حقِّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما وعلى آلهما : « إِنَّه مِنِّي وَأَنا منه ». بحار الأَنوار، 20: 96/ح4. الخصال، 2: 121ـ 124. 2ـ بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «فاطمة بضعة مِنِّي وَأَنا منها». بحار الأَنوار، 43: 202. 3ـ بیانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَيضاً : «حسن مِنِّي وأَنا منه». بحار الأَنوار، 43: 306/ح66. 4ـ بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَيضاً : «حسين مِنِّي وأَنا من حسين». بحار الأَنوار، 43: 261/ح1. وأَحد معانيها: أَنَّ دين سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لا يبقىٰ إِلَّا ببقاء ثلَّة من هذه الأُمَّة، وهم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، يوطِّنون أَنفسهم على فقد كُلّ غالٍ ونفيسٍ وخطيرٍ لأَجل تحمُّل المسؤوليَّة. ومنه يتَّضح : بيان سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في مخاطبته لأَصحابه ليلة العاشر من المُحرَّم: «... وأَنتم في حلٍّ من بيعتي، ليست لي في أَعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمَّة، وهذا اللَّيل قد غشيكم فاتَّخذوه جملاً، وتفرَّقوا في سواده؛ فإِنَّ القوم إِنَّما يطلبوني، ولو ظفروا بي لَذَهَلُوا عن طلب غيري. فقام إِليه عبد اللّٰـه بن مسلم بن عقيل بن أَبي طالب عليه السلام فقال: ... وقام إِليه ... زهير بن القين البجليُّ فقال : ... فقال صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ـ له ولأَصحابه : جُزيتم خيراً». بحار الأَنوار، 44: 316. فإِنَّه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَراد اِختبارهم وامتحانهم على مدىٰ تحمُّلهم لحسِّ المسؤوليَّة؛ لأَنَّ منشأ المسؤوليَّة ـ كما تقدَّم في الأَبحاث السَّابقة وما سيأتي (إِنْ شآء اللّٰـه تعالىٰ) في الأَبحاث اللَّاحقة ـ ليس البيعة والمصافقة والعقد الِاجْتِمَاعي، وإِنَّما الاِعتقاد باللّٰـه تعالىٰ وبرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وبسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، والِاعتقاد بلزوم تحقيق الإِنجاز والدور الإِلٰهيّ، وهذا ثابت على الُمكلَّف على كُلِّ حال. الأَمر الثَّالث: / اِستعمال سَيِّد الشُّهَدَاء عَلَيْهِ السلام في مسيره إِلى كربلاء أَساليب لفضح المُعتدي / إِنَّ ما يُثار في قضيَّة كربلاء، وتركيز الكُتَّاب والوعَّاظ وأَصحاب المنابر والخُطباء على بعض الأُمور، من قبيل: جلب سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ النِّساء للمعركة، وقال: «شاء اللّٰـه أَنْ يراهُنَّ سبايا»، وطلبه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الماء من جيش عمر بن سعد، والمجيء بعبد اللّٰـه الرَّضيع للموادعة يراه بعض (والعياذ باللّٰـه تعالىٰ): نوع ذل واِنكسار، لا يُليق به ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وبقضيَّته . ويراه آخر : أَنَّه من ضمن سياسات التَّقدير الإِلٰهيّ الجارية على أَيدي أَوليائه وحُججه (والعياذ باللّٰـه تعالىٰ) إِغراء وتوريط ، وإِيقاع المُعتدي في الاعتداء. والصواب : أَنَّها أَساليب تستعملها رجالات الوحي وحُججه لفضح المُعتدي وأَساليبه ، كيما لا تُستر إِعتداءاته ، وأَنَّ ما يقوم به تحت غطاء الدِّين ليس هو نهج وسبيل دين اللّٰـه القويم ، بل هدم للدِّين . ويَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ مفاهيم الفضائل والكمالات فضلاً عن تطبيقاتها وآليَّاتها غالباً ما تكون من الأُمور الُملبَّدة وغير الواضحة، ومباحثها من أَصعب وأَعقد المباحث. الأَمر الرَّابع: / قداسة دور سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ثابتة لا تتغيَّر / هناك شُبهات وإِثارات وتساؤلات لطالما لهج بها السفسطائيُّون والحداثويُّون والعلمانيُّون والإِباحيُّون وَمَنْ جرىٰ على شاكلتهم، حاصلها: أَنَّه لماذا أَتباع مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ يُركِّزون على قداسة ودور الحسين وعاشوراء؛ والقداسة تُحجِّر وتحجب العقول عن الوصول للحقيقة ؟! وبهذا النَّفس يشكلون على قضايا أُخرىٰ، منها: أَنَّه مَنْ قال: إِنَّ العِفَّة والطَّهارة والكمال وما شاكلها فضائل، وأَنَّ أَضدادها ـ التَّهَتُّك والرِّجس والنَّجَاسة والنَّقص وما شاكلها ـ رذائل؟ والجواب : أَوَّلاً : أَنَّ هذا ليس من باب إِضافة قداسة، وإِنَّما هو كشف عن واقع، وإِلفات نظر المخلوق إِلى مَنْ هو في نفسه مُقدَّس، واستشعارٌ ومعرفةٌ والتزامٌ به. وعلى هذا قس جواب التساؤل الثَّاني. ثانياّ : أَنَّ القداسة على ضربين؛ فتارة تكون لشيءٍ مكذوب، وأُخرىٰ لحقيقة مُتَّصفة بذلك واقعاً، لا سيما إِذا كانت ذاتها وصفاتها وفضائلها وكمالاتها وشؤونها وأَحوالها غير متناهية أَبداً. والأَوَّل نُسَلِّم بأَنَّه تحجير وحجب للعقول والأَفهام عن الوصول إِلى الحقيقة والكمال، بخلاف الثَّاني، لا سيما إِذا كانت ذات الحقيقة وصفاتها وفضائلها وكمالاتها وشؤونها وأَحوالها غير متناهية، وثابتة لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، ولم يصنع لها تقديس المخلوق رفعتها وعلوِّ شأنها، وإِنَّما هي مُقدَّسة وذا رفعة وعلوّ وكمال في ذاتها، وكُشف للمخلوق قداستها ورفعتها وعلوّها وعلوّ صفاتها وفضائلها وكمالاتها وشؤونها وأَحوالها، وحينئذٍ اِلتفات نظر المخلوق إِليها، واِستشعاره بها ومعرفتها والإِقبال عليها والالتزام بها تحثُّ عقله وفهمه على الحركة والتَّطوّر، وتزيد جوهره تلألؤاً ورفعةً وفضلاً وكمالاً، ومن ثَمَّ لو لم يكن للحقيقة في نفسها قدسيَّة وفضيلة وكمالاً فلِمَ تسعىٰ البشريَّة وروَّادها ونخبها للتزوّد من العلم والمعرفة ولا ترتوي منهما. / ثورة سَيِّد الشُّهَدَاء عَلَيْهِ السلام ثورة المسؤوليَّة والمُساءلة على جملة الأَصعدة / نعم، سبب إِثارة هذه التَّساؤلات والشُّبهات يكمن في أَنَّ مشروع سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وعاشوراء مشروع خطير جِدّاً على القوىٰ المُتغطرسة والمُتغلِّبة، فليس هو مشروع هادئ، بل يُحاسب جملة المخلوقات، وثورة ضدَّ الطُّغَاة وكافَّة أَلوان الطُّغيان العجيبة، وعلى جميع الأَصعدة وفي كُلِّ المواقع، فليست هي ثورة على طغیان یزید و عبید اللّٰـه بن زياد وعمر بن سعد فقط، بل وثورة على طغيان عبيد اللّٰـه بن الحر الجعفي الَّذي التقىٰ به سَيِّد الشُّهَدَاء عَلَيْهِ السلام أَثناء مسيره ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) إِلى كربلاء، وطلب منه النُّصْرَة، لكنَّه حرص وحافظ على نفسه، وتخاذل عن المسؤوليَّة ونُصْرَة الحقّ، وعرض بدل ذلك فرسه وسيفه، لكنَّ الإِمام صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ردَّهما عليه. إِذَنْ: ثورة سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ثورة المسؤوليَّة والمساءلة على كافَّة الأَصعدة، وثورة ضد جملة أَنواع الطغيان؛ سواء كان على صعيد طغيان النَّفس، أَو طغيان السَّاسة، أَو طغيان المرأة، أَو طغيان زينة الحياة، أَو طغيان بحبحة الاسم والوجاهة أَو غيرها. ومِنْ ثَمَّ لم تحجب سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فريضة الحجّ عن القيام بالمسؤوليَّة، فتحلَّل يوم التروية وجعلها عمرة مفردة وسلك طريق كربلاء. وهذا برهانٌ وحيانيٌّ عمليٌّ دالٌّ على عدم وجود شيء يحجب المُكلَّف عن القيام بمسؤوليَّاته. ومعناه: أَنَّه كُلَّما كانت المسؤوليَّة أَكبر كُلَّما وجب إِعطاؤها أَولويَّة أَكثر، فالتَّشاغل بالأَولويَّات السفليَّة أَو الوسطىٰ لا يعذر المُكلَّف عن المسؤوليَّة اِتِّجاه الأَولويَّات الأَعظم، والتَّخاذل والتَّقاعس عنها، وحينئذٍ لا ينفعه التَّبرير والاِعتذار تحت أَي ذريعة غير منطقيَّة. الأَمر الخامس: / شعار مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ضرورة الجمع بين منهجهم المجموعي / هناك محورٌ مُهمٌّ في مشروع سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ صَدَّرَهُ كَشِعَار في جملة من خطبه ووصاياه ، منها : بيان وصيَّته لأَخيه مُحمَّد بن الحنفيَّة : «... أَنَّ الحسين يشهد أَنْ لَا إِلٰه إِلَّا اللّٰـه وحده لا شريك له، وأَنَّ مُحمَّداً عبده ورسوله ... وأَنِّي لم أَخرج أَشَراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإِنَّما خرجتُ لطلب الإِصلاح في أُمَّة جدِّي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، وأُريد أَنْ آمر بالمعروف وأَنهىٰ عن المنكر، وأَسير بسيرة جدِّي وأَبي ...». بحار الأَنوار، 44: 329. وهذا المحور موجود أَيضاً في كثير من الزيارات المُستفيضة ، كـ : زيارات سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، وزيارات أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وزيارات سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وجميعها تُبيِّن أَنَّ المُزار الأَوَّل في زيارة كُلّ معصومٍ هو اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ فاطمة الزهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها ، ثُمَّ الحسنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما . فلاحظ : بيان زيارة عاشوراء : «... إِنِّي أَتَقَرَّب إِلى اللّٰـه وإِلى رسوله وإِلى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وإِلى فاطمة وإِلى الحسن وإِليك بِمُوالاتِكَ، وبالبراءة مِمَّن قاتلك ونصب لكَ الحرب ...». بحار الأَنوار، 98: 294. وهذا المحور والشعار عبارة عن ضرورة الجمع بين المنهج المجموعي لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، أَي: التَّركيز على اِتِّباع منهجهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، أَوَّلهم سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ . الأَمر السَّادس : / ظواهر تكوينيَّة حصلت بعد اِستشهاد أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسَيِّد الشُّهَدَاء عَلَيْهِما السلام/ ذكر ابن عساكر الدمشقي في تأريخ دمشق وابن كثير والطَّبري وغيرهم روايات من طرق أَهل الخلاف المُستفيضة، بل المتواترة أَوردوها في ذيل تفسير بيان قوله تعالىٰ: [فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ] [الدخان: 29] في البوادر الكونيَّة الحاصلة بعد استشهاد سَيِّد الشُّهَدَاء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : اَنَّ السَّمآء بكت دماً لاِستشهاده، وأَنَّ بعض البلدان الإِسلاميَّة كالمدينة المنوَّرة والكوفة بقيت جدران مبانيها أَربع سنين من حين اِستشهاده صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَنْضَح دماً بحيث لا تُنشر عليها الثياب إِلَّا وتلطَّخت بالدِّماء. وهذه الظَّواهر الكونيَّة حصلت أَيضاً من قبل عند اِستشهاد أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ. الأَمر السَّابع: / غالبيَّة الكوفة في أَحداث كربلاء أُمويَّة الهوىٰ / إِنَّ الكوفة كانت في زمن أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ والحسن والحسين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، بل وفي زمن المختار ـ وانتصاره كان أَشبه بالمُعجزة ـ تضمُّ تيَّارات مُختلفة؛ فلم تكن جميعها شيعيَّة، وإِنَّما ثلَّة قليلة منها تقرب إِلى الثلث كانت موالية لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، والأَكثر كانوا مُناوئين لهم ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)، وكان يسكنها بعض أَهل الشام وسائر فلول من مناطق أُخرىٰ. إِذَنْ: مدينة الكوفة في أَحداث كربلاء كانت الشيعة فيها أَقلِّيَّة، والأَغلبيَّة أُمويَّة وعثمانيَّة الهوىٰ، وبحسب الرُّوايات التَّأريخيَّة كان ـ بالدِّقَّة ـ ثلاثة أَخماس سُكَّانها على أَقلِّ تقدير نواصب؛ أُمويِّين وعثمانيِّين، ومن ثَمَّ كان اِنتصار المختار إِعجازاً إِلٰهيّاً. الأَمر الثَّامن: / خطورة كتاب (كامل الزيارات) / كان ابن قولويه مرجع الشيعة في بداية الغيبة الکُبریٰ، وكانت مرجعيَّته تُنافس مرجعيَّة الشَّيخ الصَّدوق، هاجر من مدينة قم إِلى بغداد، وتتلمذ على يديه الشَّيخ المفيد في كافَّة دروسه الفقهيَّة، ومع عظم شأن هذا الشَّيخ الجليل وعظم جهوده وتصنيفاته برز من بينها كتاب (كامل الزيارات) والَّذي ركَّز فيه على فقه الشعائر. ولا يَشُمَّ مَنْ لا يتدارس هذا الكتاب أَو لا يتباحث به، و يغوص في أَعماق ما فيه أَبْجَدِيَّات بحث الشَّعائر الحسينيَّة وشعائر الزيارات. الأَمر التَّاسع: / زيارة عاشورء / زيارة عاشوراء منشور عصري عالمي أَبدي، ونور ساطع في العقل البشري. (4) بحار الأنوار، 11: 150. (5) كامل الزيارات: 358/ح1.
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (494) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (494) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَة : (132)/ / الخلط بين المعاني الْعَقَلِيَّة والمعاني الذِّهنيَّة / يَنْبَغِي أَنْ لا يُخلط بين المعاني الْعَقَلِيَّة و المعاني الذِّهنيَّة والفكريَّة المتبادرة في الأَذهان ؛ لأَنَّ الْعَالَمَ الْعَقْلِيَّ ليس ما نتوهمه ويتبادر إِلى أَذهان عامَّة البشر ؛ من أَنَّه صقع مَوْجُودٌ فِكْرِيٌّ وإِدراك ذهنيٌّ ، وإِنَّما هو جَوْهَرٌ وحقيقة تكوينيَّة ، مُنْفَكَّة ومُنحَازة عن ذواتنا ، وله عَالَمه الخاصّ ، وهو فوقَ عَالَم الجنَّة الأَبديَّة ، ومُهَيْمِنٌ على ما دونه من العوالم ، فهو داخل فيها ، لكن لا بالممازجة والمزاولة ـ كدخول اللطيف في الاغلظ ـ ، وخارج عنها ، لكن لا بالمباينة والمزايلة ـ كخروج اللطيف من الاغلظ ـ ، ومعناه : أَنَّ الْعَالَمَ الْعَقْلِيَّ آية من آيات هيمنة الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقَدَّسَة ، فتكون معانيه : جَواهرٌ ووجودات تكوينيَّةٌ خارجةٌ ومُنحازةٌ ومُنْفَكَّةٌ عن ذواتنا. فأعدِ الكَرَّة ، ولاحظ ما تقدَّم من بيانات الوحي وغيرها فستجد صِدْقَ ما ذكرناه واضحاً. ومنها يتَّضِح : أَنَّ العينَ الْعَقَلِيَّةَ والإِدراكَ الْعَقْلِيَّ : جَوْهَرٌ وأَمْرٌ تَكْوِينِيٌّ ، وليس هو الفكر والصُّوَر الذِّهنيَّة ؛ فإِنَّ الفكر والتَّفَكُّر آليَّة العين الْعَقَلِيَّة ، وواقع المرئي بها(1): صقع عَالَمٌ عَقْلِيٌّ ، وَاسِعٌ وشَاسِعٌ ، ومُهَيْمِنٌ على ما دونه . نعم لا يمكنها إِدراك كُنْه العَالَم الْعَقْلِيّ والإِحَاطَة به ، وإِنَّما إِحَاطَتها بمساحات وبقع منه. وهذه القضيَّة مِنْ أَوَّليَّات بحوث المعارف ، لا يمكن للباحث في أَبواب المعارف تخطِّيها. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مرجع الضَّمير في كلمة : (بها) و (لا يمكنها) و (إِحاطتها): العين الْعَقَلِيَّة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (495) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (495) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَة : (133)/ / بَابُ الفحص و التَّنْقِيب الْعِلْمِيِّ بَابٌ شَاسِع جِدّاً / إِنَّه يجب على مَنْ يُريد استيضاح بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ المُفسِّرة لآيةٍ من آيات القرآن الكريم فلا يخدعنَّه الفحص بمراجعة تفسير أَو تفسيرين ، بل عليه التَّيقُّظ والتَّفطُّن إِلى موارد وجود هذه الآية بأَلفاظها أَو بما يُقارب أَلفاظها ومعانيها في بيانات الوحي الأُخرىٰ ، وعليه أَيضاً أَنْ لا يُراجع مصدراً واحداً من مصادر التَّفسير ، بل عِدَّة مصادر. وبالجملة : بَابُ الفحص و التَّنْقِيب الْعِلْمِيِّ بَابٌ واسعٌ وشَاسِعٌ جِدّاً ، ومن ثَمَّ لا يَنْخَدِع الباحث والْمُسْتَنْبِط بدرجةٍ من الفحص والتَّنْقِيب ، ولا بدرجةٍ من التَّفكير والتَّأمُّل . وإِذا ظَنَّ أَنَّ ما توصَّل إِليه هو الذُّرْوَة ورأس الهرم فليعلم أَنَّه اِرْتَطَمَ بغَفْلَةٍ شَنِيعَةٍ وجَهَالَةٍ كبيرةٍ ؛ فإِنَّ ما توصَّل إِليه بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة لا بُدَّ أَنْ يكون متناهياً ومحدوداً ، ومعاني وحقائق بيانات الوحي غير متناهية وغيرمحدودة أَبداً بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة أَيضاً ، ولا توجد نِسبة رياضيَّة بين المحدود وغيرالمحدود ؛ فإِنَّه دائماً إِذا قيس المحدود إِلى غيرالمحدود كان لا شيء وصفراً على جهة الشِّمال ، وإِلَّا لانقلبت ماهيَّة غيرالمحدود وكانت محدودة ، وبطلان انقلاب الماهيَّة من الواضحات ، بل هو خُلف الفرض . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (496) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (496) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَة : (134)/ / صعوبة الجمع بين بيانات الوحي المَعْرِفِيَّة الْمُتَعَارِضَة / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات الى أَنَّ الجمع بين بيانات الوحي المَعْرِفِيَّة الْمُتَعَارِضَة في أَبواب المعارف أَصعب وأَعظم من الجمع بين بياناته الشَّرعيَّة الْمُتَعَارِضَة في أَبواب فقه الفروع . / الفَائِدَة : (135)/ / الجمع العقلي بين الدلالات / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّه إِنْ أَمكن الجمع العقلي في أَبواب المعارف بين بيانات الوحي الَّتي ظاهرها التنافي فلا تصل النوبة إِلى القول بتدافعها وتناقضها. والمراد من الجمع العقلي بين الدلالات : توليف وتنسيق عقلي بين المضامين. وبالجملة : هناك فرق بين جمع الدلالات في علوم الحقائق ـ كـ : (عِلْمِ الكلام) و (علوم المعارف) و (عِلْمِ المعقول) ـ وبين الجمع بينها في العلوم القانونيَّة الْاِعْتِبَارِيَّة ـ كـ : (عِلْمِ فقه الفروع) ـ . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (497) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (497) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (136)/ / استكشاف النصوص الرُّوَائِيَّة من النصوص الْقُرْآنِيَّة / ينبغي للباحث والمُستنبِط اِكتشاف كُلَّ نصٍّ روائيٍّ يُقابل أَيّ نصّ قُرْآنِيّ . / الْفَائِدَةُ : (137)/ / طريقة بيانات الوحي في إِيصَالِ المعلومة / إِنَّ الطريقة التعليميَّة السَّارية عليها بيانات الوحي في إِيصَالِ المعلومة للطرف هي : التَّدرُّج في التَّعليم وعلى مراحل . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (498) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (498) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (138)/ / طريقة قراءة الظَّواهر السياسيَّة في حياة المعصوم عليه السلام وسيرته التَّأْرِيخِيَّة / إِنَّه يجب أَنْ لا تُقرأ الظَّواهر السياسيَّة في حياة المعصوم عليه السلام وسيرته التَّأْرِيخِيَّة بقراءةٍ تأْرِيخِيَّةٍ وسيرويَّةٍ وسياسيَّةٍ وقانونيَّةٍ بحتةٍ ، بل لابُدَّ من قرائتها بقراءةٍ عقائديَّةٍ ومعرفيَّةٍ ، ومن البُعد العقائدي والمعرفي الْإِلَهِيّ أَيضاً ؛ وذلك لوجود جانب غيبيّ ، وجهة تكوينيَّة إِلَهِيَّة غير متناهية فيه عليه السلام . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (499) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (499) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (139)/ / أَجْوِبَةُ المعصوم عليه السلام قد لا تكون على ما يريده السَّائل / إِنّ أَجْوِبَةَ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، بل سائر كُمَّل المخلوقات من الأَنبياء والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام قد لا تكون بالضَّرورة على النقطة الَّتي يُريدها السَّائل ؛ لكون ما ينبغي تسليط النَّظر عليه شيء آخَر ، بل قد يكون التَّركيز على ما يُريده السَّائل شيء خاطئ . / الفَائِدَةُ : (140) / / خطوات والفاظ بيانات الوحي معادلات رهيبة / إِنَّ كُلَّ لبنةٍ وخطوةٍ ولفظةٍ واردةٍ في بيانات الوحي : معادلةٌ مجهريَّةٌ ضخمةٌ ورهيبةٌ جِدّاً. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (500) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (500) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (141)/ / مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي / إِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، ينبغي صرف النَّظر إِليها ، منها : الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . وإِلى هذا أَشارت بياناته الوافرة الباهرة ، منها : 1 ـ بیان قوله جلَّ قوله : [قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً](1). 2 ـ بیان قوله جلَّ اسمه : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ](2). 3 ـ بیان قوله جلَّ ذكره : [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ](3). ودلالة الجميع واضحة . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكهف : 109 . (2) لقمان : 27 . (3) النحل 96
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (501) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (501) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المُـمَيِّز : الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف ؛ فلا يشمل مَنْ يبحر في معاني منظومة قوالب أَلفاظ بيانات الوحي زيغ الفتن، ولا تستولي عليه غشوة : الضَّلال والإِضلال والحيرة والمحن. وهذا أَحد معاني بياناته ، منها : 1 ـ بيان قوله جلَّ قدسه : [فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى](1). 2 ـ سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «إِنِّي تارك فيكم ما إِنْ تمسَّكْتُم به لن تضلُّوا بَعْدِي ، أَحدهما أَعظم من الآخر ، وهو : كتاب الله ، حبل ممدود من الأَرض إِلى السَّماء ، وعترتي أَهل بيتي ، لن يفترقا حتَّىٰ يَرِدا عَلَيَّ الحوض ...»(2). 3 ـ بیان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... فإِنِّي حاملكم إِنْ شاء الله إِنْ أَطعتموني علىٰ سبيل النَّجاة ؛ وإِنْ كانت فيه مشقَّة شديدة ومرارة عتيدة ... »(3). 4 ـ بيان زيارة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « ... السَّلَامُ عليكم يا سفن النَّجَاة ... »(4). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) طه: 123. (2) بحار الأَنوار، 23: 118/ح36. (3) المصدر نفسه، 32: 223. (4) المصدر نفسه ، 98: 345/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (502) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (502) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المُـمَيِّز : الثَّالث : أَنَّها لا تدع لِمَنْ يتمسَّك بها ثغرةً ومجالاً للنقض عليه ، ويكون في حِصْنٍ حَصِين من تشكيك المُشَكِّكين ؛ وسهام المغرضين والمُعترضين . وإِلى هذا أَشارت بياناته ، منها : بيان قوله تعالىٰ ذكره : [قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ](1) . ومنه يتَّضح : أَنَّ اِخْتِرَاع الباحث والمُسْتَنْبِط لأَلفاظ وعناوين ومُصطلحات المعارف لا سيما العقائديَّة ـ كـ : لفظ : (واجب الوجود)، و(علَّة العلل) ويُراد منها : الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ قد تؤدِّي إِلى زللٍ وزيغٍ واِنحرافٍ معرفيٍّ وعقائديٍّ خطيرٍ جِدّاً . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَنعام : 149
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (503) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (503) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف . الثَّالث : أَنَّها لا تدع لِمَنْ يتمسَّك بها ثغرةً ومجالاً للنقض عليه ، ويكون في حِصْنٍ حَصِين من تشكيك المُشَكِّكين ؛ وسهام المغرضين والمُعترضين . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ومنه يتَّضح : أَنَّ اِخْتِرَاع الباحث والمُسْتَنْبِط لأَلفاظ وعناوين ومُصطلحات المعارف لا سيما العقائديَّة ـ كـ : لفظ : (واجب الوجود)، و(علَّة العلل) ويُراد منها : الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ قد تؤدِّي إِلى زللٍ وزيغٍ واِنحرافٍ معرفيٍّ وعقائديٍّ خطيرٍ . إِذَنْ : مَنْ يُريد ترصيف قاعدة أَو ضابطة معرفيَّة ـ لاسيما العقائديَّة ـ فإيَّاه والتَّكلُّف والتَّمحُّل واِختراع الأَلفاظ والعناوين والمُصطلحات من تلقاء نفسه. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِيّاكَ أَنْ تُفَسِّر القرآن برأيكَ ... فإِنَّه رُبّ تنزيل يشبه بكلام البشر ، وهو كلام الله ، وتأويله لا يشبه كلام البشر ، كما ليس شيء من خلقه يشبهه ، كذلك لا يشبه فعله تعالىٰ شيئاً من أَفعال البشر ، ولا يشبه شيء من كلامه بكلام البشر ، فكلام الله تبارك وتعالىٰ صفته ، وكلام البشر أَفعالهم ؛ فلا تُشبِّه كلام الله بكلام البشر فتهلك وتَضِلَّ»(1). ٢ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، مخاطباً کمیل بن زیاد : « ... يا کمیل ، ما من عِلْمٍ إِلَّا وَأَنا أَفتحه ، وما من سرٍّ إِلَّا والقائم عليه السلام يختمه ... یا کمیل ، لا تأخذ إِلَّا عنَّا تكن مِنَّا ، يا كميل ، ما من حركةٍ إِلَّا وأَنت محتاج فيها إِلى معرفةٍ ... يا كميل ، إِنَّما المؤمن مَنْ قال بقولنا ، فَمَنْ تَخَلَّفَ عنَّا قصر عنَّا ، ومَنْ قصر عنَّا لم يلحق بنا ، ومَنْ لم يكن معنا ففي الدرك الأَسفل من النَّار... »(2). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 89: 107/ح2. التوحيد، الباب: 36. (2) بحار الأَنوار، 74: 267
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (504) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (504) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، منها : الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف . الثَّالث : أَنَّها لا تدع لِمَنْ يتمسَّك بها ثغرةً ومجالاً للنقض عليه ، ويكون في حِصْنٍ حَصِين من تشكيك المُشَكِّكين ؛ وسهام المغرضين والمُعترضين . وهذه بعض مرادات كثير من بيانات وبراهين الوحي ، ووصل الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والبرهان الثالث : 3ـ بیان الإِمام الباقر عليه السلام : « إِنَّه ليس عند أَحَدٍ من حَقٍّ ولا صوابٍ وليس أَحد من النَّاس يقضي بقضاءٍ يصيب فيه الحقّ إِلَّا مفتاحه عَلِيّ ، فإِذا تشعَّبَت بهم الأُمور كان الخطأ من قبلهم والصواب من قبله أَو كما قال »(1). 4ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : « ... فوالله لنحبّكم أَنْ تقولوا إِذا قلنا وتصمتوا إِذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبین الله »(2). 5ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : « مَنْ دخل في هذا الدِّين بالرِّجَال أَخرجه مِنه الرِّجال كما أَدخلوه فيه ، وَمَنْ دخل فيه بالكتاب والسُّنَّة زالت الجبال قبل أَنْ يزول »(3). 6ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن محمَّد الحلبي ، قال : « قال لي أَبو عبدالله عليه السلام : إِنَّه مَنْ عرف دينه من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ زالت الجبال قبل أَنْ يزول ، ومَنْ دخل في أَمر بجهلٍ خرج منه بجهلٍ ، قلتُ : وما هو في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ؟ قال : قول الله عَزَّ وَجَلَّ : [مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا](4)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ](5)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ](6) ، وقوله تبارك اسمه : [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ](7)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا](8)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ](9)، ومِنْ ذلك قول رسول الله لِعَلِيّ عليه السلام : « مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيّ مولاه ، اللَّهُمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر مَنْ نصره ، واخذل مَنْ خذله ، وَأَحِبّ مَنْ أَحَبَّه ، وابغض من أَبغضه »(10) . ودلالة الجميع واضحة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه، 2: 95/ح35. (2) المصدر نفسه/ح37. (3) المصدر نفسه : 105/ح67. (4) الحشر: 7. (5) النساء: 80. (6) النساء: 59. (7) المائدة: 55. (8) النساء: 65. (9) المائدة: 67. (10) بحار الأَنوار، 23: 102ـ 103/ح11. بشارة المُصطفىٰ: 156ـ 157
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (505) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (505) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، منها : الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف . الثَّالث : أَنَّها لا تدع لِمَنْ يتمسَّك بها ثغرةً ومجالاً للنقض عليه ، ويكون في حِصْنٍ حَصِين من تشكيك المُشَكِّكين ؛ وسهام المغرضين والمُعترضين ، وهذا ما تُشير إِليه بيانات وبراهين الوحي ، ووصل الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والبرهان السادس : 6ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن محمَّد الحلبي ، قال : « قال لي أَبو عبدالله عليه السلام : إِنَّه مَنْ عرف دينه من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ زالت الجبال قبل أَنْ يزول ، ومَنْ دخل في أَمر بجهل خرج منه بجهلٍ ، قلتُ : وما هو في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ؟ قال : قول الله عَزَّ وَجَلَّ : [مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا](1) ، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ](2) ، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ](3) ، وقوله تبارك اسمه : [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ](4)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا](5) ، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ](6)، ومِنْ ذلك قول رسول الله لِعَلِيّ عليه السلام : «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيّ مولاه ، اللَّهُمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر مَنْ نصره ، واخذل مَنْ خذله ، وَأَحِبّ مَنْ أَحَبَّه ، وابغض من أَبغضه »(7) (8) . ودلالة الجميع واضحة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . (1) الحشر: 7. (2) النساء: 80. (3) النساء: 59. (4) المائدة: 55. (5) النساء: 65. (6) المائدة: 67. (7) بحار الأَنوار، 23: 102ـ 103/ح11. بشارة المُصطفىٰ: 156ـ 157. (8) ) يَنْبَغِي صرف النظر في المقام إِلى النقطتين التَّاليتين : الْأُولَى : / خُطْبَةُ الغدير موسوعةٌ عِلْمِيَّةٌ ومَعْرِفِيَّةٌ تُروىٰ بعدَّة طُرق / إِنَّ خُطْبَة الغدير خُطْبَةٌ عظيمةٌ ، وموسوعةٌ عِلْمِيَّةٌ ومَعْرِفِيَّةٌ ووحيانيَّةٌ كاملةٌ ، ولها عِدَّة طُرُق، وفي كُلِّ طريقٍ تُروىٰ به جملة مقاطع لم تُذكر في الطُّرُق الأُخرىٰ. النقطة الثَّانية : / أَخَذ سَيِّد الْأَنْبِيَاء البيعة لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام مرَّات عديدة / إِنَّ سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَخَذَ البيعة لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ ولسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في غير موقعة الغدير كرَّات ومرَّات : أَحَدَها : في الأَيَّام الأُولىٰ من الدَّعوة السِّرِّيَّة البالغة خمس سنوات ، بحسب جملة من الروايات الحديثيَّة والتَّأريخية ، وحين نزل بيان قوله تعالىٰ : [وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ] [الشعراء : 214] ، وكانت هذه البيعة في نطاق بني هاشم ، وقد وردت في روايات متواترة عند الفريقين ، فعقد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مجلساً لثلاث مرَّات ضَمَّ أَربعين رجُلاً من كُبَّار بني هاشم . الأُخرىٰ : عقدها في نِطَاق المهاجرين . الثَّالثة : عقدها في نِطَاق ثلَّة من الأَنصار. وهلمَّ جرّاً، إِلى نهاية العهد النَّبويّ ، فأَخذها من أَبي طالبٍ وجعفرٍ وحمزةٍ عليهم السلام ، بل كان يأخذها صلى الله عليه واله في ليلة كُلّ غزوةٍ وحربٍ في نِطَاقٍ خاصٍّ، فأَخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ علىٰ أَمير المؤمنين وعلىٰ فاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر عليهم السلام ، بل وأَخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في نِطَاقٍ عامٍّ بين المهاجرين والأَنصار، وفي مواطن عديدة وحسَّاسة. ثُمَّ إِنَّ جميع هذه البُيُوعَات ليست منشأً للإِلزام ـ فإِنَّه تَمَّ عِدَّة مرَّات في بداية عالم الخلقة ، فاخذت في عَالَم : الذَّرِّ ، والميثاق ، والأَصلاب وَهَلُمَّ جَرّاً ـ ، وإِنَّما هي تجديدٌ لذلك العهد وتوكيدٌ له. فلاحظ : بيانات الوحي المُشيرة لذلك ، منها : 1ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء مُخاطباً أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما وعلىٰ آلهما : «أَنْتَ الَّذي احتجَّ الله به في اِبتداء الخلق حيث أَقامهم فقال: [أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ]، قالوا جميعاً : [بَلَى] [الأَعراف: 172]، فقال : محمَّد رسولي ، فقالوا جميعاً : بلىٰ ، فقال : وعَلِيٌّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، فقال الخلق جميعاً : لا ؛ اِستكباراً وعتوّاً عن ولايتكَ إِلَّا نفر قليل ، وهم أَقلّ القليل ، وهم أَصحاب اليمين ». بحار الأَنوار، 26: 285/ح43. اليقين: 46ـ 47. 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنَّ الله عرض ولايتي علىٰ أَهل السَّماوات وعلىٰ أَهل الأَرض ، أَقرَّ بها مَنْ أَقَرَّ وَأَنكرها مَنْ أَنكر ، أَنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتَّىٰ أَقَرَّ بها ». بحار الأَنوار، 26: 282/ح34. بصائر الدرجات: 22. 3ـ بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قال : « لو يعلم النَّاس متى سُمِّيَ عَلِيّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ لم ينكروا حقَّه . فقيل له : متى سُمِّيَ ؟ فقرأ : [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى] الآية [الأَعراف: 172]، قال : مُحمَّد رسول الله صلى الله عليه واله ، وعَلِيّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ». بحار الأنوار، 26: 285/ح٤٤. اليقين: 55. 4ـ بيانه ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) أَيضاً : «إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ حيث خلق الخلق ... قال: [أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ] [الأَعراف: 172]. قال: ثُمَّ أَخذ الميثاق علىٰ النَّبيِّين فقال : أَلستُ بربِّكم ؟ ... وأَنَّ هذا محمَّد رسول الله ، وَأَنَّ هذا عَلِيٌّ أَمير المؤمنين ؟ قالوا : بلىٰ ، فثبتت لهم النُّبوَّة ، وأَخذ الميثاق علىٰ أُولي العزم أَنِّي ربّكم ، ومُحمَّد رسول الله ، وَعَلِيّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وأَوصياؤه من بعده ولاة أَمري وخزَّان علمي ، وأَنَّ المهديّ أَنتصر به لديني ، وأظهر به دولتي ، وأَنتقم به من أَعدائي ، وأُعْبَد به طوعاً وكرها . قالوا : أَقررنا وشهدنا يا ربّ ، ولم يجحد آدم ولم يقرّ فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم يكن لآدم عزم علىٰ الإِقرار به وهو قوله عَزَّ وَجَلَّ : [وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا] [طه: 115]». بحار الأنوار، ٢٦: ٢٧٩/ح22. بصائر الدرجات: 21. 5ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « في قوله : [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ] [الأَعراف: 172]، قال : أخرج الله من ظهر آدم ذرِّيَّته إِلى يوم القيامة كالذَّرِّ فعرَّفهم نفسه ، ولولا ذلك لم يعرف أَحد ربّه ، وقال : أَلَست بربِّكم ؟ قالوا : بلىٰ ، وأَنَّ محمَّداً رسول الله ، وَعَلِيّاً أَمير المؤمنين ». بحار الأَنوار، 26: 280/ح23. بصائر الدرجات: 21. ودلالة الجميع واضحة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (506) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (506) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، منها : الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف . الثَّالث : أَنَّها لا تدع لِمَنْ يتمسَّك بها ثغرةً ومجالاً للنقض عليه ، ويكون في حِصْنٍ حَصِين من تشكيك المُشَكِّكين ؛ وسهام المغرضين والمُعترضين . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا هو المراد من معنىٰ : (التَّعَبُّديَّة) و(التَّوقيتيَّة) و(التَّوقيفيَّة) في أَبْوَابِ مَعَارِفِ الوحي ؛ فما يُقال من أَنَّ الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة(1) ، وَأَسماء سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَصِفَاتهم وَهَلُمَّ جَرّاً أُمورٌ تَعَبُّديَّة تَوقيتيَّة تَوقيفيَّة هي بهذا المعنىٰ . وليس معناه ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام إِلى الْأُمُورِ التَّالية : الْأُمُرُ الأَوَّل : / خطورة بحث الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة/ إِنَّ بحث الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة بحث حسَّاس جِدّاً ، وله بالغ الثمرة والتَّأثير في أَبْوَابِ الْمَعَارِفِ والعقائد الْإِلَهِيَّة . الْأُمُرُ الثَّاني : / حقيقة مُطلق الأَسماء والصِّفَات الْإِلَهِيَّة مخلوقات إِلَهِيَّة مُكَرَّمة / إِنَّ حقائق جملة الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ليست كما يتبادر في الِاستعمالات العرفيَّة أَنَّها : عبارة عن أَصوات ملفوظة ومنطوقة ومنقوشة ، وإِنَّما هي أَوائل المخلوقات الْإِلَهِيَّة الْمُكَرَّمَة الَّتي اِنعكس وتجلَّىٰ فيها كمال الذَّات الْإِلَهِيَّة المُقدَّسة ؛ واِنعكست وتجلَّت فيها قُوَّته (تعالىٰ ذكره) وعظمته وقدرته وهيمنته وسائر صفاته وشؤونه ؛ فكانت آيات إِلٰهيَّة عظيمة ومهولة وخطيرة جِدّاً ، ولِشِدَّة كمالها ـ الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة ـ اِنْطَمَسَت إِنِّيَّتها الخلقيَّة ، وتمحَّضَت في حكاية كمال الذَّات المقدَّسة ، وحكاية قوَّته (جلَّت آلاؤه) وعظمته وقدرته وهيمنته وسائر صفاته وشؤونه . وهذا ما يُشير إِليه بيان القاعدة المعرفيَّة المُطَّردة في أَبْوَابِ الْمَعَارِفِ الْإِلَهِيَّة ، وهي : « أَنَّ المخلوقات الْإِلَهِيَّة الأُولىٰ لقربها من الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزَليَّة المقدَّسة تتجلَّىٰ فيها العظمة الْإِلَهِيَّة أَكثر من سائر المخلوقات » ، ومن ثَمَّ تأخذ بالتَّبع ـ وكوجود ظلِّي وثانياً وبالعرض ـ جملة أَحكام وأَسماء وصفات وشؤون الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً . وبالجملة : أَنَّ مُطلق الأَسماء والصَّفَات الْإِلَهِيَّة ـ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ـ مخلوقات إِلَهِيَّة ، لكن : ليس لها لون خلقي وحدوث مخلوقات ، وإِنَّما حدوث في الحُجُب والسَّدنة الرُّبُوبيَّة ؛ فإِنَّ الواحد غير القادر ، وهما غير الأَوَّل ، وهم غير الآخِرِ ، وهلمَّ جرّاً ، وهذه المُغايرة كاشفة عن وجود حدود خفيَّة ؛ وتناهي خفيّ مُنَزَّه عنه الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ تقدَّس ذكره. وللتَّوضيح أَكثر نقول : إِنَّ حقيقة الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة والقرآن الكريم وسائر المعارف الإِلٰهيَّة لا تكمن بوجوداتها الِاعتباريَّة ـ سوآء كانت صوتيَّة أَم كَتْبِيَّة ـ ولا بالمعاني الذهنيَّة ، بل ولا ببحور المعاني ، وهذه وإِنْ كانت لها قدسيَّة وشعشعانيَّة ونورانيَّة عظيمة جِدّاً، وآثار طلسميَّة عجيبة وغربية وردت في بيانات الوحي الشَّريف ، لكن حقيقة هذه الموجودات الشَّريفة تكمن في وجوداتها وواقعيَّاتها الصَّاعدة ، والَّتي تُهيمن علىٰ ما تحتها وتتصرَّف فيه تصرُّف اللَّطيف في الأَغلظ . إِذَنْ : للأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ـ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ـ وما شاكلها من الحقائق والمعارف الإِلٰهيَّة واقعيَّات تكوينيَّة ملكوتيَّة في عوالم شريفة صاعدة ، مهولة جِدّاً، مُهَيْمِنَة علىٰ ما دونها وتتصَّرف فيها تصرُّف اللَّطيف في الأَغلظ. وعليه : فينبغي للمخلوق أَنْ لا يُسْكِر عقله بوجوداتها الِاعتباريَّة الشَّريفة ، وإِنَّما يمدّ نظره وينشب أَظفاره بتلك المخلوقات المهولة الصَّاعدة . ومن أَراد الاِطِّلاع علىٰ معارف الأَسماء الْإِلَهِيَّة ومعانيها وحقائقها فليراجع بيانات الوحي الوافرة ، منها : سورة الرعد ، ودعاء ليلة عرفة ، ودعاء السمات . بعد الِالتفات : أَنَّ معارف عَالَم الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة من أَعقد المعارف الَّتي تعرَّضَت لها بيانات الوحي . الْأُمُرُ الثَّالث : / اِستعمالات الأَسماء والصِّفَات الْإِلَهِيَّة تارة علىٰ نحو الطريقيَّة وَأُخرىٰ علىٰ نحو الموضوعيَّة / إِنَّ الأَسماء الْإِلَهِيَّة تارة تُطلق ويُراد بها المُسَمَّىٰ تقدَّست أَسماؤه وعظمت آلاؤه ؛ صاحب الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة ، وهذا هو المُنسبق من اِستعمالاتها . وأُخرىٰ تُطلق ویُراد بها نفس الأَسماء الْإِلَهِيَّة . والاِستعمال الأَوَّل آلي، والثَّاني موضوعي؛ لكن الآلية والموضوعيَّة لا تكمن في الأَلفاظ ولا في المعاني، وإِنَّما في ما وراء المعاني من واقع الأَسماء ووجوداتها وحقائقها ؛ فإِنَّه تارة يُنظر إِليها كآيات وعلامات للذَّات الْإِلَهِيَّة ، وأُخرىٰ يُنظر إِليها بما هي هي . وإِرادة الْمُسْتَعْمِل للنَّحو الأَوَّل وتميِّزها عن إِرادته للنَّحو الثَّاني في السُّوَرِ والآيات القرآنيَّة وبيانات أَهل البيت عليهم السلام ، وما تُذكر من شؤون وصفات للأَسماء الْإِلَهِيَّة أَمر بالغ الأَهميَّة والثمرة والخطورة . وتمييز أَحد الِاستعمالين يعتمد علىٰ القرائن الحاليَّة والمقاليَّة . إِذَنْ : إِطلاقات الأَسماء الْإِلَهِيَّة الواردة في بيانات الوحي، تارة يُراد منها نفس الأَسماء الْإِلَهِيَّة ـ وهي مـخلوقات شريفة ومهولة وعظيمـة ، في عوالـم كريمة صاعدة ـ، وأُخرىٰ يُراد منها مُسمَّاها ؛ صاحب الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة، وهو (تقدَّس ذكره) ورائها وفوقها، ومُهَيْمَن عليها، وغنيّ عنها، ومُـمِدُّها، وهي مفتقرة ومحتاجة إِليه كحال سائر المخلوقات من هذه الجهة ، بل أَشَدُّ . ونُكْتَة هذا التَّنبيه ؛ كيما لا يحصل خلط في مباحث المعارف والعلوم الْإِلَهِيَّة. فانظر : بيانات الوحي المشيرة إِلى النَّحو الأَوَّل ، منها : 1ـ بیان قوله تعالىٰ : [اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] [النور: 35]. 2ـ بیان قوله جلَّ ذكره : [وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا] [الفجر: 22]. 3ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : « مَنْ صام أَوَّل يوم من شعبان وجبت له الجنَّة البَتَّة ... ومن صام ثلاثة أَيَّام زاره الله في عرشه من جنَّته في كُلِّ يوم ». [من لا يحضره الفقيه، 2: 92/ح1824]. وقـد أَوَّلَت بيانات الوحي الأُخرىٰ فقرة : « زاره اللّٰـه في عرشه » بـ : (زاره سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله)؛ فإِنَّ طبقات حقيقته صلى الله عليه واله الصَّاعدة ـ كطبقات حقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - هي : أَوَائِلُ الصوادر ، والتَّجلِّيات والظهورات الأَعظم ، والصِّفات والأَسماء الْإِلَهِيَّة الحسنىٰ ، فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة . ولاحظ : بيانات الوحي الأُخرىٰ المُشيرة إِلى النَّحو الثَّاني ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله عزَّ قوله : [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] [الروم: 30]. ثانياً : بيان قوله عزَّ من قائل : [فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيل] [فاطر: 43]. ثالثاً : بيان قوله جلَّ قوله : [لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا] [الأَنبياء: 22]. رابعاً : بيان قوله جلَّ اسمه : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ] [فاطر: 15]. ودلالة الجميع واضحة . الْأُمُرُ الرَّابع : / الدور المعرفي للأَسماء والصِّفَات الْإِلَهِيَّة نفي التَّعطيل والتَّشبيه / إِنَّ دور الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة في المعرفة الْإِلَهِيَّة : نفي التَّعطيل في معرفة الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، ونفي التَّشبيه . الْأُمُرُ الخامس : / عدم معرفة المخلوق للأَسماء والصِّفَات الْإِلَهِيَّة توقعه بانزلاقات عقائديَّة خطيرة / إِنَّ كثير من التَّوهُّمات والتَّساؤلات والإِشكالات والتَّخرُّصات الَّتي يُثيرها المخلوق علىٰ ساحة القدس الْإِلَهِيَّة ناشئة من عدم معرفته بباب الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة ، فإِنَّه باب مُهِمٌّ جِدّاً في توطيد صِلَة وعلاقة المخلوق بخالقه تقدَّس ذكره. مثال ذلك : (اليهود) ؛ فإِنَّ لديهم اِعتقاد بالله تعالىٰ ، لكن لَـمَّا لم تكن لديهم معرفة بالأَسماء والصِّفَات الْإِلَهِيَّة أَرتطموا بمحاذير معرفيَّة وعقائديَّة خطيرة جِدّاً ، منها : نسبة البخل إِلى الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة . فانظر : بيان قوله تقدَّست أَسماؤه : [وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ] [المائدة: 64]. الْأُمُرُ السَّادس : / ترابط وثيق بين الأَسماء الْإِلَهِيَّة والتَّوجُّه بها إِلى السَّاحة الْإِلَهِيَّة / / التَّوجُّه إِلى أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام أَخطر الِاختبارات الكاشفة عن مدىٰ بصيرة المخلوق / هناك صِلَة وثيقة بين الأَسماء الإِلٰهيَّة ـ حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ والتَّوسُّل والتَّوجُّه بها إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بیان قوله تعالیٰ : [وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] [الأَعراف: 180]. 2ـ بيان الإِمام الرضا منظمّاً إِليه بيان الإِمام الصَّادق عليهما السلام ، قال : « ... إِذا نزلت بكم شِدَّة فاستعينوا بنا علىٰ الله ، وهو قول الله : [وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا] . قال : قال أَبو عبدالله عليه السلام : نحن والله الَأسماء الحسنىٰ الَّذي لا يُقبل من أَحدٍ إِلَّا بمعرفتنا ، قال : [فَادْعُوهُ بِهَا] ». بحار الأَنوار، 91: 5ـ 6/ح7. تفسير العياشي، 2: 42. ومنه يتَّضح : أَنَّ التَّوجُّه والِالتجاء إِلى سيِّد الأَنبياء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ من أَعظم وَأَهم الِامتحانات والِاختبارات علىٰ مدىٰ الأَزمان والدُّهور ؛ الكاشفة عن مدىٰ معرفة وبصيرة المخلوق . الْأُمُرُ السَّابع : / تَنَزُّه الذَّات المُقَدَّسة عن مطلق المخلوقات / / كمال جملة الصِّفات الْإِلَهِيَّة من الذَّات المُقَدَّسة / إِنَّ الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة مُنَزَّه عن جملة مخلوقاته ، منها : الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ؛ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة . ولا يُقال : إِنَّ كمال الذَّات الْإِلَهِيَّة الُمقدَّسة بالصِّفات . فإِنَّه يُقال : الحق : أَنَّ كمال مطلق الصِّفات الْإِلَهِيَّة مُنبثق ومُتجلِّي من الذَّات المُقدَّسة ، لا العكس . ومنه يتَّضح : أَنَّه لا يُمكن لمُطلق الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة اِكتناه الذَّات المُقدَّسة. الْأُمُرُ الثَّامن : / خطورة البحث في أَبْوَابِ الْمَعَارِفِ والعقائد الْإِلَهِيَّة / إِنَّ البحث في أُلوهيَّة الْإِلَه (جلَّ وتقدَّس)، وفي التَّوحيد وسائر أَبْوَابِ الْمَعَارِفِ والعقائد الْإِلَهِيَّة ليس دغدغة عواطف ، بل بناء كرامة وبناء عُلُوّ المخلوق ؛ وبرامج لنُبْلِ وكرامة الإِنسانيَّة في المجتمع في هذا الكوكب الأَرضي ؛ وبناء خارطة عقائد ومعارف وخارطة مسار إِنساني لا تحدُّها الأَرضين والسَّماوات السَّبع ، بل لا تحدُّها مُطلق العوالم غير المتناهية ، وباقية لآبادٍ وآزالٍ . إِذَنْ : الِاعتقاد بالتَّوحيد ليس ترنيم عواطفي ، وإِنَّما خارطة طريق تنعكس علىٰ كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في هذه الدُّنيا الدَّنِيَّة حتَّىٰ علىٰ مَنْ جعل الجنس صنماً له ـ مثلاً ـ ، فضلاً عمَّن رفع هِمَّته إِلى عوالم أُخرىٰ ، وحياة كريمة ونجيبة وشريفة ونبيلة ، وعُلُوّ مقامات في هذا العَالَم وفي سائر عوالم الخلقة غير المتناهية . وبالجملة : المعارف الْإِلَهِيَّة والِاعتقاد بالتَّوحيد ليس شيئاً تجريديّاً أَو عاطفيّاً ، وإِنَّما حقيقة مسار يُكَوِّن جملة مسارات المخلوقات ، وتنعكس علىٰ حياتها : (السياسيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الأَمنيَّة)، و(العسكريَّة)، وهلمَّ جرّاً، وتنعكس أَيضاً علىٰ سلوكها ، ومن ثَمَّ تُجعل الدولة دينيَّة والمسار ديني ، والدِّين هو الحياة الكريمة في كَافَّة الاتجاهات ، ويَجعل مَنْ سار علىٰ صراطه كريماً نجيباً ، ومعرفته ترفع همَّة المخلوق وتعلو بتفكيره . والمعصوم عليه السلام هو المُجسِّم للكمال . ثُمَّ إِنَّ مَنْ يُطَلِّق الدين يتبنَّىٰ أَيّ مرام وكُلّ حرامٍ ، ويكون شعاره الْاِسْتِبَاحَة والْإِبَاحِيَّة في جملة الأَشياء ، ويصير وحشاً كاسراً ، وبَهِيْمِيّ الشَّهوة والنَّزْوَة . الْأُمُرُ التَّاسع : / تنزُّه الذَات المُقدَّسة عن جملة من شؤون الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة / / لكُلِّ اسم إِلٰهي مداولة وتغيُّر وتبدُّل خاصّ به / / الأَسماء الإِلٰهيَّة لا تتَّسع بوسع الذَّات المُقدَّسة / إِنَّ ما ورد في دعاء الافتتاح : « ... وأَيقنتُ أَنَّكَ أَرحم الرَّاحمين في موضع العفو والرَّحمة ، وَأَشَدُّ المُعَاقبين في موضع النَّكَال والنَّقِمَة ، وَأَعظم المتجبِّرين في موضع الكبرياء والعظمة ... » [بحار الأَنوار، 94: 337] برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ أَنَّ للأَسماء الْإِلَهِيَّة شؤون ومواطن لا يمكن للّٰـه المُسمَّىٰ؛ صاحب الذَّات الْإِلَهِيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة الِاتِّصاف بها ؛ فإِنَّ الأَسماء الْإِلَهِيَّة بهذه الشؤون والمواطن تكون محدودة ومتناهية بالقياس إِلى الذَّات الإِلٰهيَّة المُقَدَّسة. ودالٌّ أَيضاً : أَنَّ الباري ـ المُسمَّىٰ ـ (جَلَّ ثناؤه) إِذا أَراد رحمة مخلوق فَلَا يتجلَّىٰ له بالكبرياء والعظمة ، بل بالعفو والرَّحمة ، وإِذا أَراد معاقبة مخلوق فلا يتجلَّىٰ له بالعفو والرَّحمة ، وإِنَّما بالنَّكال والنَّقِمَة ، وعلىٰ هذا قس سائر الأَسماء والصفات الْإِلَهِيَّة بالقياس إِلى ما يُناسبها وما لا يُناسبها من شؤون وَمَوَاطِن . وعبَّرَ أَهل المعرفة عن هذا التَّجَلِّي والظهور بـ : « دولة الأَسماء »، وكأَنَّما لكُلِّ اسمٍ إِلٰهيّ دولة ؛ بمعنىٰ : مداولة وتغيُّر وتبدُّل . وهذا التَّغيُّر دليلٌ علىٰ فقر وحاجة الأَسماء الْإِلَهِيَّة للذَّات الُمقدَّسة . ودليلٌ أَيضاً علىٰ أَنَّ الاسم الإِلٰهيّ ـ كـ : اسم (الله) ـ لا يتَّسع بوسع الذَّات الْإِلَهِيَّة المُقدَّسة الثَّابتة بقول مُطلق ، وهذا هو معنىٰ : عُلُوّ قاهريَّة الباري ـ المُسمَّىٰ ـ صاحب الذَّات الْإِلَهِيَّة المقدَّسة ؛ وحاكميَّته علىٰ كافَّة عوالم الخلقة وجملة مخلوقاتها ، منها : الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة ، فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (507) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (507) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، منها : الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف . الثَّالث : أَنَّها لا تدع لِمَنْ يتمسَّك بها ثغرةً ومجالاً للنقض عليه ، ويكون في حِصْنٍ حَصِين من تشكيك المُشَكِّكين ؛ وسهام المغرضين والمُعترضين . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا هو المراد من معنىٰ : (التَّعَبُّديَّة) و(التَّوقيتيَّة) و(التَّوقيفيَّة) في أَبْوَابِ مَعَارِفِ الوحي ؛ فما يُقال من أَنَّ الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة ، وَأَسماء(1) سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَصِفَاتهم وَهَلُمَّ جَرّاً أُمورٌ تَعَبُّديَّة تَوقيتيَّة تَوقيفيَّة هي بهذا المعنىٰ . وليس معناه ـ كما تخیَّله خُلَاة الأَذهان عن طبيعة بيانات الوحي المنان مِنْ الفلاسفة والعَلمانيِّين والماديِّين وَمَنْ شاكلهم(2) ـ : أَنَّ التَّمَسُّك بأَلفاظ وعناوين بيانات الوحي تحجيرٌ للعقل وَإِحْبَاسٌ وإِغلاقٌ للفكر، بل معناه العكس ؛ فإِنَّ التَّمَسُّك بنتاج البشر فقط ـ بعدما كانت سَعَة البشر وطاقته وَمِكْنَته ونتاجه ؛ والأَلفاظ والمعاني والحقائق الَّتي يتعامل بها محدودة ؛ لمحدوديَّة المخلوق كان ـ هو التَّحجير للعقل وحبس وإِغلاق للفكر، فيُحْبَس مَنْ يتمسَّك به فقط عن العروج إِلى آفاق وعوالم معرفيَّة عظيمة ومهولة وخطيرة جِدّاً، لا يحيط بها إِلَّا باعِث الوحي الإِلٰهيّ (تقدَّست أَسماؤه وعظمت آلاؤه) وأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، بخلاف سَعَة الوحي الإِلٰهيّ وطاقته ونتاجه ، والمعاني والحقائق المُتعَامل بها ؛ فإِنَّها بحور متلاطمة زخَّارة ؛ غير متناهية وغير محدودة أَزلاً وأَبَدًا في طُرِّ العوالم غير المتناهية . وَمِنْ ثَمَّ كُلُّ عنوانٍ وكلمةٍ ولفظةٍ ، بل كُلُّ شفرةٍ وزيادةٍ ونقيصةٍ يطلقها المعصوم عليه السلام تُعطي بحوراً من المعاني والحقائق الفيَّاضة غير المتناهية ، وتدلُّ علىٰ عوالم معرفيَّة غير متناهية أَيضاً ، خطيرة وعظيمة ومهولة جِدّاً . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هناك نُكْتَةٌ معرفيَّة يجب الِالتفات إِليها، حاصلها : أَنَّ الثَّابت في بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّ لكُلِّ واحدٍ مِنْهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَسماءً عديدةً ، وكُلّ اسمٍ منها مُشتقّ من اسمٍ إِلٰهيّ . (2) يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات في المقام إِلى التَّنبيهات التَّالية : التَّنبيه الأَوَّل: / الإِيمان بالغيب باعث لتحصيل الفضائل والكمالات / إِنَّ الإِيمان بالغيب أَساس أُسس الْعِلْم والمعلومات الحقَّة، بل لولا الإِيمان بالغيب لَـمَا كان هناك باعث لتحصل الْعِلْم وسائر الفضائل والكَمَالات، ولَـمَا كانت هناك بواعث للحركة في أَيِّ عِلْم من العلوم ، سوآء أَكان ذلك المخلوق ملتفتاً إِلى هذه القضيَّة أَم لا. ولعلَّ هذا هو ما يشير إِليه بيان قوله تقدَّس ذكره : [ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ] [البقرة: 2ـ3]. التَّنبيه الثَّاني: / لا بُدَّ من إِعْطَاء العلوم الدِّينيَّة حقّها / إِنَّ العلوم المعرفيَّة الدِّينيَّة الوحيانيَّة بعد ما كانت علوم ملكوتيَّة وجب النَّظر إِليها ، والتَّعامل معها ، وعدم الِاستهانة (والعياذ بالله تعالىٰ) بها . التَّنبيه الثَّالث: / تملُّص الفلاسفة عن شعارهم الأَوَّل / / الوحي ترشيد للسِّيْرِ والْفِكْرِ إِلى خطىٰ غير متناهية في التَّكامل / هناك إِشكالٌ جذريٌّ وأَساسيٌّ يُسَجَّل علىٰ الفلاسفة وَمَنْ جرىٰ علىٰ شاكلتهم ؛ فإِنَّ ما يرفعونه من شعارٍ هم أَوَّل مَنْ يتملَّص منه منهجيّاً ، فإِنَّهم ادعوا في حَقِّ بيانات الوحي والميزان والمنهج الوحياني أَو التعبُّد الوحياني أَو التَّوقيتيَّة أَو التَّوقيفيَّة علىٰ قوالب بيانات الوحي : أَنَّها حبوسيَّة وتحجير وسلب لحريَّة الْفِكْر ولحريَّة الإِنسان ، وإِرهاب وترهيب . لكنَّه : توهم فاسد . والحقُّ: أَنَّ معناها : ترشيد للسَّيْرِ والْفِكْرِ البشري إِلى خُطىٰ غير متناهية في التَّكامل ـ ومِنْ ثَمَّ مدحت بيانات الوحي العقل والتَّفَكُّر وطلب العلم ، وذمَّت الجهل والشَّكّ والرِّيبة والتَّردُّد ؛ لكونها تُوْقِف حركة الْفِكْرِ وسَيْرَه ـ ، وعاصمة مَنْ يتمسَّك بها من الإِفراط والتَّفريط ، وتبحر به في بحور عوالم المعاني والحقائق غير المتناهية أَبَد الآباد وَدَهَر الدُّهُور، وتعطيه قوالب وبراهين ولغات وأَنظمة ونظم وموازين وحيانيَّة وعقليَّة ؛ أَعظم من دون قياس مِـمَّا يُعطيه الجهد البشري المحدود والمتناهي بمحدوديَّة وتناهي قوىٰ البشر وإِمكانيَّاته . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الباقر عليه السلام المُوجَّه لطالبين العلم من غير أَهل البيت عليهم السلام : «يمصون الثماد ويدعون النَّهر العظيم ، قيل له : وما النَّهر العظيم ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه واله والعلم الَّذي آتاه الله ، إِنَّ الله جمع لِـمُحمَّدٍ صلى الله عليه واله سنن النَّبِيِّين من آدم هلمَّ جرّاً إِلى محمَّدٍ صلى الله عليه واله . قيل له : وما تلك السُّنن؟ قال: علم النَّبيِّين بأسره ، إِنَّ الله جمع لِـمُحمَّدٍ صلى الله عليه واله علم النَّبِيِّين بأسره ، وإِنَّ رسول الله صلى الله عليه واله صيَّر ذلك كلَّه عند أَمير المؤمنين عليه السلام . فقال له رَجُلٌ : يا بن رسول الله ، فأَمير المؤمنين عليه السلام أَعلم أَو بعض النَّبِيِّين ؟ فقال أَبو جعفر عليه السلام : اسمعوا ما يقول!! إِنَّ الله يفتح مسامع مَنْ يشاء ، إِنِّي حدثتُ : أَنَّ الله جمع لِـمُحمَّدٍ صلى الله عليه واله علم النَّبِيِّين ، وإِنَّه جعل ذلك كلّه عند أَمير المؤمنين ، وهو يسألني هو أَعلم أَم بعض النَّبِيِّين؟!». بحار الأَنوار، 26: 166ـ 167/ ح21. بصائر الدرجات: 32ـ 33. ودلالته واضحة. والمراد من الثمد : النَّدىٰ الَّذي يتكوَّن علىٰ الأَحجار. إِذَنْ : الفلاسفة ومَنْ جرىٰ علىٰ شاكلتهم وإِنْ كانوا يتشدَّقون بالتَّحرُّر عن الضِّيق والحبوسيَّة والتَّقليد والتَّسالميَّة، لكنَّها مُجرَّد شعارات تنظيريَّة، وإِلَّا فعلم الفلسفة بعدما قصره أَصحابه عملاً علىٰ نتاج العقل البشري كان محبوساً وضيِّقاً، ولم ينفتح علىٰ أُفق الوحي غير المتناهي، والمُتخطِّي لِسَعَة العقل البشري بما لا يتناهىٰ؛ والمُعطي موادّاً علميَّة وعقليَّة ومعرفيَّة للبشريَّة أَعظم وأَخطر من دون قياس مِـمَّا تُعطيه العلوم والمعارف البشريَّة فلسفيَّة كانت وعقليَّة أَم غيرهما. نعم، لضيق أُفق الباحث في علوم ومعارف بيانات الوحي يُؤَوِّل ويلوي أَعناق دلالاتها علىٰ وفق سَعَة أُفقه وفهمه وأُفق وفهم البشر. وبالجملة : الفلسفة ولغتها لغة عقليَّة بشريَّة ، وهي محدودة ومتناهية ، بخلاف بيانات الوحي المعرفيَّة ؛ فإِنَّ لغتها عقليَّة وحيانيَّة ؛ وقلبيَّة وذوقيَّة وجدانيَّة وحيانيَّة غير محدودة وغير متناهية أَبَد الآباد وَدَهر الدُّهُور
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (508) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (508) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (142)/ / تَعَدُّدُ قَوَالِبُ أَلْفَاظُ المعنى الواحد / إِنَّ للمعنىٰ الواحد قوالبَ أَلْفَاظٍ ، لها قابليَّة الإِشارة إِلى معانٍ أُخرىٰ فوق ووراء المعنىٰ الظَّاهر ، ولها أَيضاً قابليَّة الإِشارة إِلى التَّرابط بين الطَّبقة الأُوْلىٰ للمعنىٰ وسائر الطَّبقات . وخذ على ذلك المثال التَّالي : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وَكَمَالُ التَّصدِيق بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإِخْلَاصُ لَهُ ، وَكَمَالُ الإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ الْـمَوْصَوْفِ ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ ، فَمَنْ وَصَفَ اللَّـهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ ، وَمَنْ قَرَنَه فَقَدْ ثَنَّاهُ ، وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ ، وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ ، وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ ... »(1) فإِنَّهُ برهانٌ وحيانيٌّ كاشف عن معادلات ومحاور وطبقات خمس ، أَشارت إِليها بيانات الوحي الأُخرى بقوالب وألفاظ مُتعدِّدَة ، منها : 1ـ بيان الإِمام الرِّضا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أَوَّل عبادة الله معرفته ، وأَصل معرفة الله توحيده ، ونظام توحيد الله نفي الصِّفَات عنهُ لشهادة العقول أَنَّ كُلَّ صفةٍ وموصوفٍ مخلوق ، وشهادة كلّ مخلوقٍ أَنَّ لَهُ خالقاً ليس بصفةٍ ولا موصوفٍ ، وشهادة كلِّ صفةٍ وموصوفٍ بالِاقتران ، وشهادة الاِقتران بالحدث ، وشهادة الحدث بالاِمتناع من الأَزل الممتنع من الحدث ، فليس الله عرف من عرف بالتشبيه ذاته ، ولا إِيّاه وحَّد من اكتنهه ، ولا حقيقته أَصَاب من مثَّله ، ولا بِهِ صَدَّق مَنْ نَهَّاه ، ولا صَمَدَ صَمَدَه مَنْ أَشَار إِليه ، ولا إِيَّاه عني من شَبَّهه ، ولا لَهُ تذلّل من بعَّضَه ، ولا إِيّاه أَراد من تَوهَّمَه ، كلّ معروفٍ بنفسه مصنوع ، وكلّ قائم في سواه معلول ...»(2). 2ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ... وبالعقول يعتقد التَّصْديق باللَّـهِ ، وبالإِقرار يكمل الإِيمان بِهِ ، ولا ديانة إِلَّا بعد المعرفة ، ولا معرفة إِلَّا بالإِخلاص ، ولا إِخلاص مع التشبيه ، ولا نفي مع إِثبات الصِّفَات للتشبيه ، فكلّ ما في الْـخَلق لا يوجد في خالقه ، وكلّ ما يمكن فيه يمتنع من صانعه... »(3). ثُمَّ إِنَّ الباحث في أَبْوَاب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة قد لا يلتفت لتلك الوحدة الرَّابطة بين معاني طوائف أَلفاظ بيانات الوحي المُتعدِّدة ؛ إِذ ليس من المُتيسِّر لكلِّ باحثٍ القدرة على ربط طبقات المعاني بعضها بالآخر ، مع أَنَّ الرَّبط بين المعاني وطبقاتها ضرورة مُلِحَّة في أَبْوَاب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة أَكثر من غيرها. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) نهج البلاغة: 41/خ1. (2) التوحيد: 36/ح2. (3) التوحيد: 46
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (509) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (509) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (143)/ / متابعةُ الباحث لعناوين باب الفضائل والرَّذائل مُفِيدَةٌ جِدّاً / إِنَّ متابعةَ الباحث لمفردات العناوين في باب المكارم الأَخلاقيَّة وباب الرَّذائل تنظيراً ومفهوماً لغويّاً ستخدمُ لا محالة بحوثه النَّظريَّة ـ الاِعتقاديَّة والمعرفيَّة والتَّربويَّة والأَخلاقيَّة ـ كثيراً؛ لأَنَّ اللُّغَةَ النَّفسانيَّةَ والأَخلاقيَّةَ ، بل والبدنيَّة وَهَلُمَّ جَرّاً من لُغَات المعارف والاِعتقادات يُمكن أَنْ تُكْتَب بها المعارف بكافَّة أَبوابها . ومنه يتَّضح : بطلان ما تخيَّله فلاسفة المشَّاء : من أَنَّ اللُّغَةَ الوحيدة والَّتي لها الأَهليَّة أَنْ يُكتب بها علم الفلسفة : لُغَةُ العقل النَّظري ليس إِلَّا ؛ فإِنَّ صريح بيانات الوحي قاضٍ بأَنَّها(1) أَحَد اللُّغَات ، بل اللُّغَةُ النَّفسيَّة رُبَما تكون أَعظم عموميَّة وفهماً لدىٰ طبقات عموم البشر منها ، والَّتي يَظُنُّ البعض ـ لا سيما الفلاسفة ـ اِشتباهاً أَنَّها لُغَةٌ عالميَّةٌ ، نعم عالميَّتها بين النُّخَب العقليَّة الفلسفيَّة ، أَمَّا نُخب غيرها فلا يفهمونها ؛ بعدما كانت جافَّةٌ ومغلقةٌ ومُعقَّدةٌ . / الفارقُ بين الآداب والأَخلاق / وهناك فَارِقٌ بين الآداب والأَخلاق ، حاصله : أَنَّ الآداب عبارةٌ عن آليَّات بدنيَّة ذكيَّة ملتصقة ومرتبطة بعناوين وهيئات أَخلاقيَّة . بخلاف الأَخلاق ؛ فإِنَّها هيئات نفسانيَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع الضمير في الكلمات التَّالية : (بأَنَّها)، و(منها)، و(أَنَّها)، و(عالميَّتها)، و(فلا يفهمونها)، و(كانت) : لُغَة العقل النَّظري
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (510) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (510) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (144)/ / مَدْرَسَة النَّصِّ : تمسُّكٌ بقوالب بيانات الْوَحْي والغور فيها / إِنَّه حينما يُقال : إِنَّ مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ هي مَدْرَسَة النَّصِّ فليس معناه : حشويَّة وقشريَّة وحبوسيَّة علىٰ أَلفاظ نصوص بیانات الْوَحْي الْإلَهِيّ ؛ وإِلَّا كيف كانت أُمّ التَّأويل بالحقِّ باِعتراف الجميع، وإِنَّما معناه : التَّمَسُّك بقوالب بيانات الْوَحْي ، والغور في لُباب بحور وأَغوار معانيها الطَّمطَامة المُتلاطمة غير المتناهية ؛ فيكون أُفق مَدْرَسَة النَّصِّ ـ وهي مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ غير متناهٍ أَيضاً . وهذا هو معنىٰ قاعدة : (التَّوقُّفيَّة)، أَو (التَّوقيتيَّة)، أَو (التَّعبُّديَّة) الواردة في باب الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّةِ ، بل وسائر أَبْوَابٍ الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ؛ فمِن جهةٍ يُتْمَسَّك بالنَّصِّ الوحياني ؛ ولا يُعْمَل الرَّأْي علىٰ خلافه ، ومِنْ جهةٍ أُخرىٰ يُفتح باب الاِجتهاد والغوص والغور في درجات وطبقات المعاني غير المتناهية لقوالب بيانات الْوَحْي الْإلَهِيّ . ويُعبَّر عن هذا المنهج بـ: «علم التَّحليل». ويحتاج الباحث في هذا المنهج إِلى : (تضلُّع) و(نباهة) و(التفات سريع) و(قدرة تحليلية للمعاني). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (511) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (511) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (145)/ / ضرورة التَّمسُّك بقوالب بيانات الوحي والغور في أَعْمَاقها غير المتناهيَّة / / مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي قاعدة التَّوقيفيّة شاملة لكافَّة الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة / / معنى قاعدة التَّوقيفيَّة : التَّمسُّك بأَلفاظ الوحي والغور في بحور معانيها / هناك توصية وردت في بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ المعرفيَّة ، حاصلها : أَنَّ الباحث والْمُسْتَنْبِط إِذا أَراد الاِسْتِعْصَام والتَّخَلُّص من الضَّلال والزيغ والْاِنْحِرَاف فعليه نشب أَظفاره والتَّمَسُّك بكُلِّ ما أُوتي من قوَّةٍ بأَلفاظ وعناوين وقوالب بيانات الوحي ، وإِلَّا ـ أَي : إِذا استبدل أَلفاظ وعناوين وقوالب بيانات الوحي بألفاظ وعناوين ومصطلحات وقوالب البشر ـ كان في معرض الْاِرْتِطَام في الضَّلال والزَّيغ والْاِنْحِرَاف. وهذا أَحد معاني ما ورد عن أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ عن الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... فواللّٰـه لنحبّكم أَنْ تقولوا إِذا قُلْنا ، وتصمتوا إِذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين اللّٰـه »(1). فإِنَّه شامل بإِطلاقه ـ إِضافة إِلى معاني بيانات الوحي شامل أَيضاً ـ لأَلفاظها . إِذَنْ : حُجِّيَّة المتن المُنطلِقة من أَلفاظ بيانات الوحي هي الأَساس . ومعناه : أَنَّ قاعدة التوقيفيَّة والتَّوقيتيَّة لا تختصُّ بباب الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة ، بل تشمل كافَّة الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة . لكن : ليس معنىٰ هذه القاعدة الجمود على أَلفاظ بيانات الوحي ؛ فإِنَّ ذلك حشويَّة وقشريَّة أَيضاً ، وإِنَّما معناها : التَّمسُّك بالقوالب الوحيانيَّة والغور في بحور معانيها المُتلاطمة الطَّمْطَامة غير المتناهية ، وهنا تكمن الصعوبة ، وتظهر حذاقة الفقيه المُتضَلِّع ، وقوَّة فقاهته . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 2 : 95 / ح37
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (512) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (512) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (146)/ /المقصود من قاعدة : (التَّوْقِيتيَّة) و(التَّوْقِيفِيَّةِ) / إِنَّ قاعدة : التَّوْقِيتيَّة والتَّوْقِيفِيَّةِ والتَّعَبُّديَّة لا تعني ما تخيَّله وتوَهَّمَه الكثير ؛ منهم بعض الإِخباريِّين والأُصوليِّين ، فإِنَّ التَّقييد بالنَّصِّ الوحياني ـ في قِبَال مَدْرَسَة الْاِسْتِحْسَان والرأي ـ لا يعني : الجمود على سطح وظاهر ألفاظ بيانات الوحي ، وإِنَّما يعني : التَّمَسُّك بقوالبها ؛ والغور والغوص في بطونها وبحور معانيها غير المتناهية ؛ والوُغُوْل في بحار معارف الدِّين والحقيقة والعوالم الغيبيَّة الملكوتيَّة غير المتناهية ؛ بالشَّواهد والدلائل والموازين الوحيانيَّة والْعِلْمِيَّةِ . وهذا أَحَد المعاني الخفيَّة والرَّقيقة واللَّطيفة جِدّاً لقاعدة : « لا جبر ولا تفويض ، ولكن أَمر بين أَمرين » (1) . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) اصول الكافي ، 1 : 108 /ح13
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (513) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (513) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (147)/ / خطورة ما موجود بين أَيدينا من بيانات الوحي / إِنَّه يغبطنا الآن ونحن في هذه النَّشأة الأَرضيَّة أَهل البرزخ ، بل وسائر المخلوقات علىٰ ما تحويه أَيادينا من بحور علوم ومعارف القرآن الكريم وتُراث مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غير المتناهية ؛ والمُشار إِلَيْهَا في بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تقدَّس ذکره : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}( 1) . 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وهذا كُلّه لآل محمَّد لا يُشاركهم فيه مُشارك ... علم الأَنبياء في علمهم، وسرّ الأَوصياء في سرِّهم وعزّ الأَولياء في عزّهم كالقطرة في البحر ، والذَّرَّة في القفر ... » (2) . 3ـ بيان الإِمام أَبي الحسن صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُخاطباً عَلِيّ بن أَبي حمزة ، قال : « ... لا تعجب ، فَمَا خفي عليكَ من أَمر الإِمام أَعجب وَأَكثر ، وما هذا من الإِمام في علمه إِلَّا كطيرٍ أَخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماءٍ ، أَفترىٰ الَّذي أَخذ بمنقاره نقص من البحر شيئاً ؟ قال : فإِنَّ الإِمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أَكثر من ذلك ، والطير حين أَخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئاً ، كذلك العَالِم لا ينقصه علمه شيئاً ، ولا تنفد عجائبه » (3). ودلالتها واضحة . وبالجملة : أَنَّ بيانات الوحي الموجودة بين أَيدينا أَصحرت بمعلومات وعلوم ومعارف وحقائق خطيرة ومهولة جِدّاً لم تُشَمَّ رائحتها من قَبْل قَطُّ ، بل لم تُشَمَّ رائحة بعضها إِلى الآن ، بل ولن تُشَمّ رائحة بعض طبقات ومراتب علومها ومعارفها ومعانيها وحقائقها الصَّاعدة وغير المتناهية ؛ وذلك لقصور مِكْنَة المخلوقات وقدراتها وإِدْرَاكَاتها، سوآء أَكان ذلك المخلوق مَلَكاً مُقرَّباً ـ كـ : جبرئيل عليه السلام ـ أَم نبيّاً مُرسلاً ـ كـ : النَّبِيِّ إِبراهيم عليه السلام ـ أَم مؤمناً ممتحناً ـ كـ : سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن أَبي الصَّامت ، قال : « سمعتُ أَبا عبدالله عليه السلام يقول : إِنَّ من حديثنا مالا يحتمله مَلَك مُقَرَّب ، ولا نَبِيٌّ مُرسَل ، ولا عبد مؤمن . قلتُ : فَمَنْ يحتمله ؟ قال : نحن نحتمله »(4) . ودلالته واضحة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لقمان: 27. (2)بحار الأَنوار، 25: 173/ح38. (3) المصدر نفسه ، 26: 190ـ 191/ح2. قرب الإِسناد: 144. (4) بحار الأَنوار، 2: 193/ح36
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (514) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (514) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (148)/ / مديات معاني بيانات الوحي وحقائقها غير متناهية أَبداً/ إِنَّه ليس لقوالب بيانات الوحي أَمد ونقطة مُعيَّنة ومديات متناهية ؛ فقوالب مدياتها غير متناهية أَزلاً وأَبداً. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تعالىٰ : [قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا] (1) . 2ـ بیان قوله جَلَّ قوله : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ](2) . نعم، إِذا اِنتهت مُكْنَة وقدرة سالكها ومُطالعها عند حدٍّ مُعيِّنٍ سلَّمته وأَحالَته إِلى قوالب وحيانيَّة أُخرىٰ غير متناهية أَيضاً . وهذه الخَصْلَة والصِّفة لا تتمتَّع بها قوالب أَلفاظ البشر البَتَّة . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جَلَّ شأنه : [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ] (3) . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكهف: 109. (2) لقمان: 27. (3) النحل: 96
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (515) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (515) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (149)/ / في بيانات الوحي معلومات مُشَفَّرة وصعوبتها تكمن في التَّأليف بينها / إِنَّ خُطُوْرَة بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّها تُعطي مَعْلُومَات مُشَفَّرَةً وخفيَّةً ، وفصولاً وأَبْوَاباً من عُلُومٍ شتَّىٰ . والفصل : مجموعة من المعلومات لها نظم ومنظومة خاصَّة ، والصعوبة تكمن في التَّأليف بينها وبين المنظومات الأُخرىٰ . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (516) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (516) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (150)/ / أَحَدُ وجوه الْإِعْجَاز الْعِلْمِيّ لبيانات الوحي / / بيانات الوحي تكشف عن عناوين غامضة لم يكن بمُكْنَةِ البشر الْاِلْتِفَات إِلَيْهَا / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ أَحَد وجوه الْإِعْجَازات العلميَّة، والعقليَّة، والمعلوماتيَّة، واللُّغويَّة، والبلاغيَّة لبيانات الوحي : أَنَّها تضع الإِصْبَع علىٰ عناوين غامضة لفظاً ومعنىً وحقيقةً لم تكن بمِكْنَة البشر الْاِلْتِفَات إِلَيْهَا وشَمّ رائحتها . مثاله : لفظة وعنوان : (الصِّرَاط ) ، فمع أَنَّها كلمةٌ فاردةٌ ، لكنَّها عبارة عن بحر زخَّار من العلوم والمعلومة عظيم جِدّاً ، فأَيُّ صِرَاطٍ يُراد منه ؛ هل : صِرَاط الْمُسْتَقِيم ؟ أَو صِرَاط الجحيم ؟ أَو صِرَاط العمل ؟ أَو صِرَاط المعارف ؟ أَو صِرَاط الْعِلْم ؟ أَو صِرَاط الرُّوح ؟ أَو صِرَاط النَّفس ؟ أَو صِرَاط البدن ؟ أَو صِرَاط القلب ؟ أَو صِرَاط الجنَّة ؟ أَو صِرَاط النَّار؟ وَهَلُمَّ جَرّاً. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (517) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (517) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (151)/ / بيانات الوحي في الصِّحَّةِ والْأَحَقِّيَّةِ على مراتب / هناك نُكْتَةٌ لطيفةٌ ؛ ومنهاج نظام وَارِدٌ في أَبْوَابٍ الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ؛ وفي بيانات الوحي المعرفيَّة ، ذكرها الحكيم الشيعي الْمُلَّا صدرا ، تأتي في حلِّ ورفع الْاِصْطِكَاك والتنافي والتَّعارض بين بيانات الوحي يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : إِليها ، حاصلها : أَنَّ هناك بيانات وحيانيَّة وغيرها حقّ وصحيحة في نفسها ، وهناك بيانات وحيانيَّة وغيرها أُخرىٰ أَحقّ وأَصحّ ، ثُمَّ إِنَّ الأَحقَّ والأَصحَّ على مراتب ودرجات ، وبذلك يندفع ما ظاهره الْاِصْطِكَاك والتضارب والتنافي بين كثير من بيانات الوحي وغيرها. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (518) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (518) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (152)/ / لا يَأْخُذ المخلوق من معارف الوحي إِلَّا بقدر مُكْنَته / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : بيان قوله تعالىٰ : [أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا] (1) براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على أَنَّ المخلوق مهما بلغ علمه لا يغترف من بيانات الوحي إِلَّا بقدر وُسْعِه ومُكْنته ، وحيث إِنَّ قدرته وقدرة قواه والياته محدودة ومتناهية فلاَ بُدَّ أَنَّ يكون ما حواه من بيانات الوحي فضلا عن غيرها محدوداً ومتناهياً . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)الرعد: 17
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (519) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (519) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (153)/ / ترابط تكويني وثيق بين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والقران الكريم/ إِنَّ ما ورد في بيان ومعادلة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الوحيانيَّة والمتواترة بين الفريقين : « يا أَيُّها النَّاس إِنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي؛ أَهل بيتي فتمسَّكوا بهما ولا تضلُّوا، فإِنَّ اللَّطيف الخبير أَخبرني وعهد إِلَيَّ أَنَّهما لن يفترقا حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض »(1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ عدم تمكُّن السالك لجادَّة الحقّ الأَخذ بأَحد الثقلين وترك الآخر . / معنى كلمة (حَتَّى) الواردة في أَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة / ثُمَّ إِنَّه يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام : أَنَّ المراد من كلمة (حتَّى) الواردة في بيانات الوحي وأَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، كبيان قوله تقدَّس ذكره : [لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ](2) ، وبيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في خطبة الوداع : « إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي ، و إنهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض ... »(3) ، وبيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « عَلِيٌّ مع القرآن ، والقرآن مع عَلِيٌّ ، ولن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض »(4) ليست الغاية والنهاية ، بل الوصول والاستمرار ، وهذا المعنىٰ يتمُّ في بيان قوله تعالىٰ : [وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ](5) وإِن فُسِّر اليقين بالموت. وإِلى كُلِّ ما تقدَّم أَشارت بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن سعد الإِسكاف ، قال : « سأَلتُ أَبا جعفر عليه السلام عن قول النَّبيّ صلى الله عليه واله : إِنِّي تارك فيكم الثقلين فتمسَّكوا بهما فإِنَّهما لن يفترقا (يتفرَّقا خ. ل) حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض . قال : فقال أَبو جعفر عليه السلام : لا يزال كتاب الله والدَّليل مِنَّا يدلُّ عليه حتَّىٰ يردا علىٰ الحوض »(6). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : « مضیٰ رسول الله صلى الله عليه واله وَخَلَّفَ في أُمَّته : كتاب الله ووصيّه عَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام أَمير المؤمنين ، وإِمام المُتَّقين ، وحبل الله المتين ، وعروته الوثقىٰ الَّتي لا انفصام لها ، وعهده المُؤكَّد ، صاحبان مُؤتلفان ، يشهد كُلُّ واحدٍ لصاحبه بالتَّصديق ، ينطق الإِمام عن الله عَزَّ وَجَلَّ في الكتاب بما أَوجب الله فيه على العباد من طاعة الإِمام وولايته ، وأَوجب حقَّه الَّذي أَراه الله عَزَّ وَجَلَّ من استكمال دينه وإِظهار أَمره والاحتجاج بحُجَجَه (خ. ل: بحُجَّته) والاستضاء بنوره في معادن أَهل صفوته ومصطفىٰ أَهل خيرته . فأَوضح الله بأَئِمَّة الهدىٰ من أَهل بيت نبيّنا عن دينه ، وأَبلج بهم عن سبيل مناهجه ، وميَّح (خ. ل : فتح) بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمَنْ عرف من أُمَّة مُحمَّد صلى الله عليه واله واجب حقّ إِمامه وجد طعم حلاوة إِيمانه ، وعلم فضل طلاوة (خ.ل: طلاقة) إِسلامه ؛ لأَنَّ الله (خ. ل: ورسوله) نصب الإِمام عَلَماً لخلقه ، وحُجَّة علىٰ أَهل عَالمَه ، أَلبسه الله تاج الوقار ، وغَشَّاه من نور الجبَّار ، يمدُّ بسبب إِلى السماء لا ينقطع عنه موادّه (خ. ل: موارده)، ولا يُنال ما عند الله تبارك وتعالىٰ إِلَّا بجهة (خ. ل: بجهد) أَسباب سبيله ، ولا يقبل الله أَعمال العباد إِلَّا بمعرفته ، فهو عَالِم بما يرد عليه من ملتبسات (خ. ل: مُلْبَسات) الوحي ، ومعميَّات (خ. ل: مصيبات) السنن ، ومشتبهات (خ. ل: مشبهات) الفتن ، ولم یکن الله ليُضلّ قوماً بعد إِذ هداهم حتَّى يُبيّن لهم ما يتَّقون ، وتكون الحُجَّة من الله علىٰ العباد بالغة »(7). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج، 1: 216. (2) الشعراء: 201. (3)بحار الانوار ، 22 : 311 ـ 312 / ح 14 . أمالي ابن الشيخ : 160 . (4)بحار الانوار ، 34 : 35 . (5) الحجر: 99. (6) بصائر الدرجات، 2: 297/ح1468 ـ 6. (7) بصائر الدرجات، 2/17 ـ باب في قول رسول الله صلى الله عليه واله : إِنِّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأَهل بيتي/294/ح1464 ـ 2
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (520) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (520) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (153) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « ترابط تكويني وثيق بين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والقرآن الكريم » ؛ فإِنَّ الوارد في بيان ومعادلة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الوحيانيَّة والمتواترة بين الفريقين : « يا أَيُّها النَّاس إِنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ؛ أَهل بيتي فتمسَّكوا بهما ولا تضلُّوا ، فإِنَّ اللَّطيف الخبير أَخبرني وعهد إِلَيَّ أَنَّهما لن يفترقا حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض»(1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ عدم تمكُّن السالك لجادَّة الحقّ الأَخذ بأَحد الثقلين وترك الآخر . ثُمَّ إِنَّه يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام : أَنَّ المراد من كلمة (حتَّى) الواردة في هذا البيان الشريف وغيره من بيانات الوحي وأَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « عَلِيٌّ مع القرآن ، والقرآن مع عَلِيٌّ ، ولن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض »(2) ليست الغاية والنهاية ، بل الوصول والاستمرار ، فيكون معنى بيان الثقلين أَنَّ القرآن الكريم لن يفارق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَزْلاً وأَبَدًا . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ومِمَّا تَقَدَّمَ يَتَّضِحُ : أَنَّ المصحف الشَّريف إِذا عُزِل عن أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فلن يكون وحياً مُنزلاً ، فالحافظ له ليس علماء الأُمَّة ، ولا فقهائها ، ولا مُفسِّريها ، ولا الصَّحابة والتَّابعين ـ وإِلَّا كان نتاجاً بشريّاً . وحُجِّيَّة العلماء وإِنْ كانت ثابتة ، لكنَّها ليست مصدراً ومنبعاً وحيانيّاً ـ ، بل مَنْ كان له اتِّصال بالله عَزَّ وَجَلَّ مباشرة ، وهو: مجموع المعصومين الأَربعة عشر من أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن صالح بن سهل ، قال : « كُنْتُ جالساً عنده فقال لي إِبتداءً منه : يا صالح بن سهل ، إِنَّ الله جعل بينه وبين الرَّسول رسولاً ، ولم يجعل بينه وبين الِإمام رسولاً ، قال : قلت : كيف ذاك ؟ قال : جعل بينه و بين الإِمام عموداً من نور ؛ ينظر الله به إِلى الإِمام ، وينظر الإِمام به إِليه ، فإِذا أَراد علم شيءٍ نظر في ذلك النُّورفعرفه»(3). ودلالته واضحة. وَمِنْ ثَمَّ ورد بيان قوله تعالىٰ : [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (4)، أَي: حَافِظُونَ للقرآن الكريم بمجموع أَهْل الْبَيْتِ الأَربعة عشر معصوماً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج، 1: 216. (2)بحار الانوار ، 34 : 35 . (3) بحار الأَنوار، 26: 134 ـ 135/ح10. بصائر الدرجات: 130. (4) الحجر: 9
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (521) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (521) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (153) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « ترابط تكويني وثيق بين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والقرآن الكريم » ؛ فإِنَّ الوارد في بيان ومعادلة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الوحيانيَّة والمتواترة بين الفريقين : « يا أَيُّها النَّاس إِنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ؛ أَهل بيتي فتمسَّكوا بهما ولا تضلُّوا ، فإِنَّ اللَّطيف الخبير أَخبرني وعهد إِلَيَّ أَنَّهما لن يفترقا حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض»(1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ عدم تمكُّن السالك لجادَّة الحقّ الأَخذ بأَحد الثقلين وترك الآخر . ثُمَّ إِنَّه يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام : أَنَّ المراد من كلمة (حتَّى) الواردة في هذا البيان الشريف وغيره من بيانات الوحي وأَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « عَلِيٌّ مع القرآن ، والقرآن مع عَلِيٌّ ، ولن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض »(2) ليست الغاية والنهاية ، بل الوصول والاستمرار ، فيكون معنى حديث الثقلين ـ الْمُتَقَدِّم ـ : أَنَّ القرآن الكريم لن يفارق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَزْلاً وأَبَدًا ، أَي : سواء كان قبل عَالَمِ القيامة ، أم في عَالَمِ القيامة ، أم بعده . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وَمِنْ ثَمَّ ورد بيان قوله تعالىٰ : [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (3) ، أَي : حَافِظُونَ للقرآن الكريم بمجموع أَهْل الْبَيْتِ الأَربعة عشر معصوماً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وعليه : فإِذا أَقَرَّ مخلوق بكافَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلَّا واحداً منهم كالحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه فلا يكون المصحف الموجود بين يديه وحیانیّاً ، بل تراثاً بشريّاً ؛ لتطرُّق الحِسّ إِليه ؛ بانقطاع سلسلة الوحي ، وحينئذٍ تعود المعضلة الَّتي ارْتَطَم بها الطرف الآخر للوَاجِهَة ، ولا تندفع إِلَّا بالِاعتقاد بجملة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ومن ثَمَّ ورد في بيان دعاء النُّدْبَة : « ... أَين وجه الله الَّذي إِليه يتوجَّه الأَولياء ، أَين السَّبب المُتَّصل بين الأَرض والسَّماء ... »(4)، وعلماء الأُمَّة وفقهائها وأَبدالها وأَوتادها ليسوا بأَسباب مُتَّصِلة بين الأَرض والسَّماء. وعليه : فَمَنْ تشدَّق بمقولة : « حسبنا كتاب الله »(5) لم ولن يتمكَّن من التَّحليق بالمُصْحَفِ الشَّريف عن الحِسِّ ، لا من حيث سنده ، ولا من حيث دلالته وإِنْ كانتا قطعيَّتين وحُجَّتين ؛ لأَنَّ حُجِّيَّتهما ليست بالوحيانيَّة، بل نتاج بشري يبقىٰ ملازماً للحِسِّ لا يفارقه، وهو في معرض الخطأ والِاشتباه. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج، 1: 216. (2)بحار الانوار ، 34 : 35 . (3) الحجر: 9. (4) بحار الأَنوار، 99: 107. مصباح الزائر: 230 ـ 234. (5) بحار الأَنوار، 22: 472 ـ 473/ح21. مناقب آل أَبي طالب، 1: 202ـ 203
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (522) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (522) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (154)/ / شمول مَعَارِف بيانات القرآن الكريم لكَافَّة العوالم والمخلوقات غير المتناهية/ يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ القرآن الكريم هو: دستور اللّٰـه الخالد ، لكنَّ دستوريَّته وخلوده ومُؤدَّاه وفائدته وخطره وعلومه وعقائده ومَعَارِفه لا تختصُّ في هذه النَّشأَة الأَرضيَّة ، ولا يُخاطب به الجنّ والإِنس فحسب ، بل شاملة لجملة العوالم وكَافَّة المخلوقات غير المتناهية ؛ لأَنَّه من الدِّين، وهو شامل للجميع ، ومِنْ ثَمَّ خطاباته الواردة بلسان : « يا أَيُّها الَّذين آمنوا » وما شاكلها شاملةٌ لكافَّة المؤمنين ، منهم : جملة الملائكة عليهم السلام ، فلذا ورد في بيانات الوحي : « أَنَّ الملائكة ، منهم المُقَرَّبين ـ كـ : جبرئيل وإِسرافيل وميكائيل عليهم السلام ـ حينما ينزل وحي القرآن الكريم على سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يتعلَّمون منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذلك القرآن المُنَزَّل » . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (523) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (523) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (155)/ / جملة كلمات القرآن الكريم معاجز إِلٰهيَّة / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّ كُلّ كلمةٍ وردت في بيانات القرآن الكريم عبارة عن مُعجزة إِلٰهيَّة . / الفَائِدَةُ : (156) / / جملة القرآن الكريم يَصُبُّ في ذكر الله وخشيته وخشوعه/ لَا بَأْسَ بالْاِلْتِفَات : أَنَّه لا توجد لقطة في القرآن الكريم إِلَّا وتَصُبُّ في ذكر اللّٰـه تقدَّس ذكره وخشيته وخشوعه. / الفَائِدَةُ : ( 157 ) / / سورة الانعام / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات: أَنَّ سورة الأَنعام من أَوَّلها إِلى آخرها انفجارات عقائديَّة ومعرفيَّة ، وتحوي على أُس العقائد. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (524) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (524) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (158)/ / سِعَةُ باب الفحص والتَّنْقِيب الْعِلْمِيّ / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّه يجب على مَنْ يُريد اِسْتِيضَاح بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ المُفسِّرة لآيةٍ من آيات القرآن الكريم أَنْ لا يخدعه الفحص بمراجعة تفسير أَو تفسيرين ، بل عليه التَّيقُّظ والتَّفطُّن إِلى موارد وجود هذه الآية بأَلفاظها أَو بما يُقارب أَلفاظها ومعانيها في بيانات الوحي الأُخرىٰ . وعليه أَيضاً أَنْ لا يُراجع مصدراً واحداً من مصادر التَّفسير ، بل عِدَّة مصادر. وبالجملة : باب الفحص والتَّنْقِيب الْعِلْمِيّ بابٌ واسعٌ وشاسعٌ جِدّاً ، ومن ثَمَّ لا ينخدع الباحث والْمُسْتَنْبِط بدرجةٍ من الفحص والتنقيب ، ولا بدرجةٍ من التَّفكير والتَّأمُّل، وإِذا ظَنَّ أَن ما توصَّل إِليه هو الذروة ورأس الهرم فليعلم أَنَّه أَرتطم بغفلةٍ شنيعةٍ وجهالةٍ كبيرةٍ ؛ فإِنَّ ما توصَّل إِليه لا بُدَّ أَنْ يكون ـ بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة ـ متناهياً ومحدوداً : لتناهي ومحدوديَّة حقيقة البشر وقدرته ومُكْنَته، ومعاني وحقائق بيانات الوحي غير متناهية وغير محدودة أَبداً بالضرورة الوحيانيَّة والعقليَّة أَيضاً ؛ لعدم تناهي ومحدوديَّة الذات الْمُقَدَّسَة ، ولا توجد نِسبة رياضيَّة بين المحدود وغير المحدود ؛ فإِنَّه دائماً إِذا قيس المحدود إِلى غير المحدود كان لا شيء وصفراً على جهة الشِّمال ، وإِلَّا لانقلبت ماهيَّة غير المحدود وكانت متناهيةً ومحدودةً ، وبطلان انقلاب الماهيَّة من الواضحات ، بل هو خُلف الفرض . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (525) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (525) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (159)/ / في بيان كُلّ زيارةٍ معلومات تختلف عن غيره / إِنَّ في بيان كُلِّ زيارةٍ من زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ معلومات ومعطيات وبيانات وحقائق تختلف عن بيانات الزيارات الأُخرىٰ. / الْفَائِدَةُ : (160)/ / أَعظم منابع الْمَعْرِفة تكمن في متون بيانات الزيارات / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ متون زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : مَدْرَسَة ومنبع مَعْرِفِيٌّ عظيم جِدّاً ، بل أَعظم المنابع الْمَعْرِفِيَّة في مَدْرَسَتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . هذا ما صرَّح بِهِ أَعلام الطَّائِفَة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (526) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (526) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (161)/ / خطورة معارف بيانات زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / إِنَّ بيانات زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ عبارة عن طاقات مهولة في المعرفة ، وبنود عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ومَعْنَوِيَّة وعَقَلِيَّة (1) مهولة وعظيمة وخطيرة جِدّاً. / الْفَائِدَةُ : (162)/ / لكُلِّ بَيَانٍ من بيانات زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ خاصِّيَّته/ إِنَّ في كُلِّ بَيَانِ زيارةٍ من بيانات زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ معلومات ومعطيات وحقائق تختلف عن بيانات زياراتهم الأُخرىٰ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عقل وحياني وليس بشري
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (527) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (527) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (163)/ / الزِّيَارَةُ دَرْسٌ من المعصوم عليه السلام لزائره/ إِنَّ زيارة المعصوم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وبياناتها جلسة تعليميَّة لديه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ . نعم ، للمعصوم عليه السلام مراتب من الجلسات التعليميَّة لزواره وجلسائه. / الْفَائِدَةُ : (164)/ / أَحد فوائد أَدعية بيانات زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / إِنَّ أَدعية زيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ عبارة عن التَّعَرُّف علىٰ البطاقة الشَّخصيَّة للمعصوم عليه السلام . وصلى الله على محمد واله الاطهار .
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (528) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (528) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (165)/ / الطبيعة الكُلِّيَّة لزيارة المعصوم عليه السلام واجبة والِاستحباب في مصداقها / المستفاد من بيانات الوحي : أَنَّ زيارة المعصوم عليه السلام واجبة وجوب فريضة ، لكن : المقصود من الوجوب في المقام لیس خصوص الفرد ، بل الطبيعة الكُلِّيَّة ؛ فإِنَّه مَطْوِيٌّ فيها عدَّة واجبات . وفلسفة زيارة المعصوم عليه السلام : تجدید عهد به . وحاجة الزائر إِليها : لتبعده عن رجس خطوات الشَّيطان المليئة بها أَوقات الإِنسان . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنَّ الشَّياطين علىٰ المؤمنين أَكثر من الزنابير علىٰ اللحم ، ثُمَّ قال هكذا بيده : إِلَّا ما دفع الله » (1) . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 64: 239/ح57. الاختصاص: 30
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (529) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (529) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (166)/ / الإِعجاز الْعِلْمِيُّ في أَدعية أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام تحدِّي عِلْمِيّ لساحة البشر الْمَعْرِفِيَّة / إِنَّ هناك تَحَدٍّ عِلْمِيّ وَ مَعْرِفِيّ مطروح في أَرْوِقَة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ البشريَّة في هذا العصر ، بل علىٰ مرِّ الدُّهور والأَزمان يَجْدُرُ الْاِطِّلَاع عليه وصرف النظر إِليه ، حاصله : أَنَّ مَنْ يُرسل الآن الصَّحيفة السَّجَّاديَّة وغيرها من سائر أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلى أَيِّ محفلٍ وأَيِّ مُختبرٍ عِلْمِيٍّ مُتخصِّص في علوم الرُّوح والمعنیٰ ؛ وإِلى المدارس البشريَّة المُتخصِّصة في تربية الرُّوح فسيجد : أَنَّ هذه الصُّروح الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة ليست لها القدرة والْمُكْنَة من الوصول إِلى ضِفَاف منظومة وقدرة وكفاءة وكمال ونظام الصَّحيفة السَّجَّاديَّة وسائر أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وليست لها القدرة والْمُكْنَة أَيضاً من الوصول إِلى شواطئ قدراتها وكفاءاتها وكمالاتها وأَنظمتها ونظمها ؛ وبالطَّرْحِ الموجود فيها . وهذا تَحَدٍّ عِلْمِيّ ؛ ومعاجز مشهودة ومطروقة علىٰ طاولة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة عبر جملة الدُّهُور والأَزمان ؛ فلیأت مَنْ يدَّعي خلاف ذلك بمنظومةٍ كاملةٍ ، بل بدعاءٍ فاردٍ ، بل بمقطعٍ واحدٍ ولو كان صغيراً في بناء وتوازن الرُّوح غیر مسروقٍ من بيانات هذه الصَّحيفة الشَّريفة وسائر بيانات أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وليعرضه للتقييم أَمام أَصحاب النقد الْعِلْمِيّ وَالْمَعْرِفِيّ والْعَقْلِيّ واللُّغَوِيّ . وإِلى هذا المعنىٰ أَشارت بيانات الوحي ، منها : بيان دعاء النُّدْبَة كصفةٍ ثابتةٍ لمولانا الحُجَّة ابن الحسن وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « ... يا بنَ العُلُوم الكاملة ، يا بنَ السُّنَنِ المَشْهُورَةِ ، يا بنَ المَعَالِمِ المَأْثُورَةِ ، يا بنَ المُعْجِزَاتِ المَوجُودَةِ ، يا بن الدَّلَائِلِ المَشْهُودَة (المُشْهُورَةِ) ... » (1) . وهذا التَّحَدِّي هو عين التَّحَدِّي الَّذي خطَّه وضربه الباري عَزَّ وَجَلَّ للمخالفين والمُشكِّكين بوحي القرآن الكريم ؛ لأَنَّهما يرتضعان مِنْ ثدي واحد . فانظر : بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله جلَّ قوله : [قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا](2) . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 99: 1-4ـ 110. مصباح الزائر: 230ـ 234. المزار الكبير: 190ـ 194. (2) الإِسراء: 88
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (530) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (530) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (166) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الإِعجاز الْعِلْمِيُّ في أَدعية أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام تَحَدٍّ عِلْمِيّ لساحة البشر الْمَعْرِفِيَّة » ؛ فإِنَّ هناك تَحَدٍّ عِلْمِيّ وَ مَعْرِفِيّ مطروح في أَرْوِقَة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ البشريَّة في هذا العصر ، بل علىٰ مرِّ الدُّهور والأَزمان ، حاصله : أَنَّ مَنْ يُرسل الآن الصَّحيفة السَّجَّاديَّة وغيرها من سائر أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلى أَيِّ محفلٍ وأَيِّ مُختبرٍ عِلْمِيٍّ مُتخصِّص في علوم الرُّوح والمعنیٰ ؛ وإِلى المدارس البشريَّة المُتخصِّصة في تربية الرُّوح فسيجد : أَنَّ هذه الصُّروح الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة ليست لها القدرة والْمُكْنَة من الوصول إِلى ضِفَاف منظومة وقدرة وكفاءة وكمال ونظام هذه الأَدعية ، وليست لها القدرة والْمُكْنَة أَيضاً من الوصول إِلى شواطئ قدراتها وكفاءاتها وكمالاتها وأَنظمتها ونظمها ؛ وبالطَّرْحِ الموجود فيها . وهذا تَحَدٍّ عِلْمِيّ ؛ ومعاجز مشهودة ومطروقة علىٰ طاولة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة عبر جملة الدُّهُور والأَزمان ؛ فلیأت مَنْ يدَّعي خلاف ذلك بمنظومةٍ كاملةٍ ، بل بدعاءٍ فاردٍ ، بل بمقطعٍ واحدٍ ولو كان صغيراً في بناء وتوازن الرُّوح غیر مسروقٍ من بيانات هذه الصَّحيفة الشَّريفة وسائر بيانات أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وليعرضه للتقييم أَمام أَصحاب النقد الْعِلْمِيّ وَالْمَعْرِفِيّ والْعَقْلِيّ واللُّغَوِيّ . وإِلى هذا المعنىٰ أَشارت بيانات الوحي ، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان التالي : ثانياً : بيان قوله عزَّ قوله : [أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ* فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ](1) . ثالثاً : بيان قوله عزَّ من قائل : [أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] (2) . رابعاً : بيان قوله تبارك اسمه : [وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ* أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ](3) . خامساً : بيان قوله تبارك وتعالىٰ : [وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] (4) . ودلالة الجميع واضحة . ونُكْتَة الوحدة بين بيانات القرآن الكريم وبيانات أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وسائر بياناتهم واضحة ، فإِنَّ كُلّاً منها وحي إِلٰهيّ . فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بیان سيِّد الأَنبياء منضماً إِليه بيان أَمير المؤمنين (صلوات الله عليهما وعلىٰ آلهما) : « ... ولقد سَمِعْتُ رَنَّة الشَّيطان حين نَزَلَ الوحيُ عليه صلى الله عليه واله ، فقُلتُ : يا رسول الله ، ما هذه الرَّنَّةُ ؟ فقال : هذا الشَّيطانُ قد أَيسَ من عبادته ، إِنَّكَ تَسْمَعُ ما أَسمَعُ وَتَرَىٰ مَا أَرَىٰ ، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ، ولكنَّكَ وزيرٌ ، وإِنَّكَ لَعَلَىٰ خَيرٍ ... » (5). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الطور: 32ـ 34. (2) هود: 13. (3) يونس: 37ـ 38 . (4) البقرة: 23 . (5) نهج البلاغة، خ192: 329
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (531) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (531) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (166) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الإِعجاز الْعِلْمِيُّ في أَدعية أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام تَحَدٍّ عِلْمِيّ لساحة البشر الْمَعْرِفِيَّة » ؛ فإِنَّ هناك تَحَدٍّ عِلْمِيّ وَ مَعْرِفِيّ مطروح في أَرْوِقَة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ البشريَّة في هذا العصر ، بل علىٰ مرِّ الدُّهور والأَزمان ، حاصله : أَنَّ مَنْ يُرسل الآن الصَّحيفة السَّجَّاديَّة وغيرها من سائر أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلى أَيِّ محفلٍ وأَيِّ مُختبرٍ عِلْمِيٍّ مُتخصِّص في علوم الرُّوح والمعنیٰ ؛ وإِلى المدارس البشريَّة المُتخصِّصة في تربية الرُّوح فسيجد : أَنَّ هذه الصُّروح الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة ليست لها القدرة والْمُكْنَة من الوصول إِلى ضِفَاف منظومة وقدرة وكفاءة وكمال ونظام هذه الأَدعية ، وليست لها القدرة والْمُكْنَة أَيضاً من الوصول إِلى شواطئ قدراتها وكفاءاتها وكمالاتها وأَنظمتها ونظمها ؛ وبالطَّرْحِ الموجود فيها . وهذا تَحَدٍّ عِلْمِيّ ؛ ومعاجز مشهودة ومطروقة علىٰ طاولة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة عبر جملة الدُّهُور والأَزمان ؛ فلیأت مَنْ يدَّعي خلاف ذلك بمنظومةٍ كاملةٍ ، بل بدعاءٍ فاردٍ ، بل بمقطعٍ واحدٍ ولو كان صغيراً في بناء وتوازن الرُّوح غیر مسروقٍ من بيانات هذه الصَّحيفة الشَّريفة وسائر بيانات أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وليعرضه للتقييم أَمام أَصحاب النقد الْعِلْمِيّ وَالْمَعْرِفِيّ والْعَقْلِيّ واللُّغَوِيّ . وهذا التَّحَدِّي هو عين التَّحَدِّي الَّذي خطَّه وضربه الباري عَزَّ وَجَلَّ للمخالفين والمُشكِّكين بوحي القرآن الكريم ؛ لأَنَّهما يرتضعان مِنْ ثدي واحد . وإِلى هذا المعنىٰ أَشارت بيانات الوحي ، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان التالي : 2ـ بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « كان عَلِيٌّ عليه السلام يعمل بكتاب الله وسنَّة نبيّه ، فإِذا ورد عليه الشي الحادث الَّذي ليس في الكتاب ولا في السُّنَّة أَلهمه الله تعالىٰ الحقّ إِلهاماً ؛ وذلك والله من المعضلات » (1). 3ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن عَلِيّ بن عبد العزيز ، عن أَبيه ، قال : « قلتُ لأَبي عبدالله عليه السلام : جعلتُ فداك ، إِنَّ النَّاس يزعمون أَنَّ رسول الله صلى الله عليه واله وجَّهَ عَلِيّاً عليه السلام إِلى اليمن ليقضي بينهم ، فقال عَلِيٌّ عليه السلام : فما وردت عَلَيَّ قضيَّة إِلَّا حكمتُ فيها بحكم الله وحكم رسول الله صلى الله عليه واله ، فقال : صدقوا . قلت : وكيف ذاك ، ولم يكن أُنزل القرآن كُلّه ؟ وقد كان رسول الله صلى الله عليه واله غائباً عنه ؟ قال : تتلقَّاه به روح القدس »(2) . 4ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « إِنَّ للّٰـه عموداً من نورٍ ، حجبه الله عن جميع الخلائق ، طرفه عند الله ، وطرفه الآخر في أُذن الإِمام ، فإذا أَراد الله شيئاً أَوحاه في أُذن الإِمام صلَّىٰ الله عليه »(3) . 5ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : «... والله ما نقول بأَهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إِلَّا ما قال ربّنا »(4) . ودلالة الجميع واضحة . نعم ، هناك فارق بينهما ، حاصله : أَنَّ وحي القرآن الكريم وحي نبوَّة وبواسطة جبرئيل عليه السلام ، بخلاف وحي بيانات أَهل البيت عليهم السلام ؛ فإِنَّه وحي إِمامة إِلٰهيَّة ووحي علم لدُنِّي ومن دون واسطة . فانظر: بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن صالح بن سهل ، قال : « كُنتُ جالساً عنده فقال لي ابتداءً منه : يا صالح بن سهل ، إِنَّ الله جعل بينه وبين الرسول رسولاً ، ولم يجعل بينه وبين الإِمام رسولاً ، قال : قلتُ : وكيف ذاك ؟ قال : جعل بينه وبين الإِمام عموداً من نور ينظر الله به إِلى الإِمام ، وینظر الإِمام به إِليه ؛ فإِذا أَراد علم شي نظر في ذلك النُّور فعرفه»(5) . ودلالته واضحة . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بصائر الدرجات، 1: 456/ح856 ـ2. (2) بحار الأَنوار، 25: 57/ح23. بصائر الدرجات، 2: 362/ ح1602ـ 10. مختصر البصائر: 46/ح2ـ 2. (3) بصائر الدرجات، 2: 340/ح1570ـ 1. (4) بحار الأَنوار، 2: 173/ح5. (12) الحجر: 9. (5) بحار الأَنوار، 26: 134ـ 135/ح10. بصائر الدرجات، 2: 340/ ح1571ـ 2. مختصر البصائر: 128
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (532) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (532) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (167)/ / الدُّعَاءُ وَسِيلَةٌ ودَرْسٌ مَعْرِفيٌّ خطيرٌ/ يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّ الدُّعاء دَرْسٌ مَعْرِفيٌّ خطيرٌ قبل أَنْ يكون وَسِيلَةً لقضاء الحوائج . / الفَائِدَةُ : (168) / / خطورة متون ومضامين بيانات الَأدعية والزيارات / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ أُسلوب أَدعية وزيارات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أُسْلُوبٌ ذُكِرَ لإِيصال وتعليم العقائد والمعارف الْإِلَهِيَّة لكافَّة طبقات المخلوقات . بل في بيانات الأَدعية والزيارات أَسرار عَالَم الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّة ، وهذا بحثٌ مُعقَّدٌ وصعبٌ وخطيرٌ جِدّاً . بل في كُلّ جملةٍ من بيانات الأَدعية والزيارات معادلات عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة وعَقَلِيَّة مهولة وخطيرة جِدّاً . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (533) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (533) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (169)/ / بَلاغَةُ أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَمْرٌ إِعْجَازَيٌّ خارج عن مُكْنَة المخلوقات/ إِنَّ في أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ زوايا بلاغيَّة إِعجازيَّة عديدة وكثيرة جِدّاً ، منها : أَنَّها بَدْءاً واِنتهاءً مترابطة في منظومة معاني مُتَّسِقَة يتلو بعضها الآخر اِتِّسَاقاً بنيويّاً ثبوتيّاً واقعيّاً كبيراً ، وافاضة تتهذَّل وتُشافع معانيه بانسيابٍ بديع جِدّاً . هذه أَحد معاجز أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . إِذَنْ : سبك أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بنوداً وجُملاً سبكٌ إِعجازيٌّ من حيث نسق المعنىٰ ، ومن حيث سبك الأَلفاظ ومُطاوعتها وتبعيَّتها إِلى نسق المعنىٰ . وَأَحَد ظواهر الإِعجاز في كلام الوحي عموماً ـ القرآن الكريم وتراث أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ : كون النُّظم الموجود في المعنىٰ لا تَكَلُّف فيه ولا نظر فيه إِلى اللفظ ، بل اللفظ فيه يكون ظلاً وتبعيّاً للمعنىٰ ، وفي حينٍ يكون اللفظ فيه ظلاً وتبعيّاً للمعنىٰ يكون اللفظ فيه أَيضاً في أَوَجَه ، وهنا تكمن الصعوبة ويكمن الإِعجاز . بخلاف كلام البشر ؛ فإِنَّ بُلغائهم إِذا أَرادوا الإِتيان بمقطوعة بلاغيَّة تراهم يُنمِّقون أَلفاظها ويُدبجونها ويُرونقونها ، لكن تضيع عليهم المعاني فتتمجمج لديهم ـ المعاني ـ ، ثُمَّ يُكرِّرونها فتهبط لديهم ـ المعاني ـ وتصعد ، بل قد يختل لديهم نظمها . أَمَّا في كلام الوحي فإِنَّها تتصاعد أَوجاً ورفعةً وهيمنةً وسعةً وخطورةً من دون الِالتفات إِلى الأَلفاظ ، بل الأَلفاظ تصعد وتعرج وترتقي تبعاً لصعود وعروج ورُقِيِّ المعاني من دون أَنْ تتخلَّف جماليَّة الأَلفاظ عن الجمال الأَعظم للمعاني . هذا هو الإِعجاز الَّذي يتحدَّىٰ به الوحي كلام أَيّ عَالمٍ ، وَأَيّ فقيهٍ ، وَأَيّ مُفسِّرٍ ، وَأَيّ فیلسوفٍ ، وأَيّ مُتكلِّمٍ ، وَأَيّ أَديبٍ ، فإِنَّه ليس بقدرة ومُكْنَة مخلوق قَطُّ الجمع بتصاعد وتوازي مُستمر لهذين الجناحي ، فلا تتخطَّىٰ المعاني الَّتي يأتي بها البشر حدود قدرة البشر ومُكْنَته إِلَّا أَنْ يقتبسها من بيانات الوحي . وعلىٰ هذا قس الأَلفاظ ؛ فإِنَّها لا تصعد كثيراً إِلَّا أَن تُقتبس من بيانات الوحي أَيضاً . وهذا بخلاف كلام الوحي ، فإِنّه أَوَّلاً يحصل فيه صعوداً للمعاني لا حدود ولا نهاية له ، وثانياً يحصل فيه صعوداً أَيضاً للأَلفاظ لا حدود ولانهاية له ، مع تناسق وجماليَّة بين الأَلفاظ والمعاني لا حدود ولا نهاية له أَيضاً ، وجماليَّة بين الأَلفاظ بمفرداتها وتراكيبها وسبكها مع جماليَّة بين المعاني بمفرداتها وتراكيبها وسبكها لا حدود ولا نهاية لها أَيضاً . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (534) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (534) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (170)/ / خاصيَّة أَدعية الإِمام السَّجَّاد عليه السلام إِثارتها للوجد النَّفسي وتنشيطه / هناك خاصيَّة اِمْتَازت بها أَدعيَّة الإِمام زين العابدين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ؛ فإِنَّها تُنشِّط وتُثير بِقُوَّةٍ حالة الوجد النَّفسي والرُّوحِي ، وتضرب علىٰ هذا الوتر بِقُوَّةٍ جِدّاً في أَعماق النَّفس والرُّوح . مثال ذلك : دُعاء أَبي حمزة الثمالي ؛ فإِنَّه مُثِيرٌ للوجد النَّفسي والرُّوحِي بِقُوَّةٍ جِدّاً ، وبمهارةٍ وعذوبةٍ وصفاءٍ مُنقطع النظير. وهذه هبة اِصطفائيَّة اِتَّصَفَ وامتاز بها (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (535) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (535) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (171)/ / الثَّابت بالتتبُّع النَّاقص : أَنَّ لفاطمة عليها السلام أَربع خُطْب / المعروف : أَنَّ لفاطمة صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها في أَحداث السَّقيفة خُطْبتين . لكنَّه : ثبت بالتتبُّع النَّاقص أَنَّ لها أَربع خُطْب في أَربعة مواطن ، وليست لها أَربع نسخ لخُطْبَةٍ واحدة . أَحَدُها : في المسجد النبوي . وهي الخُطْبَة المعروفة . الأُخرىٰ : عندما أَتتها (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها) نساء المهاجرين والأَنصار . وهذه أَيضاً خُطْبَة معروفة . ثالثها : حينما أَتتها عائشة بنت طلحة ، فَخَطَبَتْ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها) ، ونشرتها ابنة طلحة. رابعها : عند قبر حمزة عليه السلام أَو في مكان آخر. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (536) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (536) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (172)/ / من مُميِّزات خُطْب فاطمة الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها/ إِنَّ خُطْب فاطمة الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها كانت تشريح وتحليل للأَوضاع دقيق ورقيق . / الفَائِدَةُ : (173) / / بين احتجاجات فاطمة صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها في قضيَّة فدك تمام الموائمة / المعروف ـ بحسب تدبُّر كثير من أَكابر الفريقين ـ : أَنَّ فاطمة الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها حينما اِحتجَّت في قضيَّة فدك اِحْتَجَّتْ بِحُجَجٍ لا تدافع بينها ؛ بل بينها تمام الموافقة والموائمة والمؤازرة ؛ فإِنَّه يمكن للإِنسان تَملُّك الشيء الواحد بأسبابٍ مُتعدِّدةٍ لا تضارب بينها. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار .
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (537) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (537) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (173) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « بين احتجاجات فاطمة صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها في قضيَّة فدك تمام الموائمة » ؛ فإِنَّ المعروف ـ بحسب تدبُّر كثير من أَكابر الفريقين ـ : أَنَّ فاطمة الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها حينما اِحتجَّت في قضيَّة فدك اِحْتَجَّتْ بِحُجَجٍ لا تدافع بينها ؛ بل بينها تمام الموافقة والموائمة والمؤازرة ؛ فإِنَّه يمكن للإِنسان تَملُّك الشيء الواحد بأسبابٍ مُتعدِّدةٍ لا تضارب بينها. ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان التالي : الحُجَّة الأُولىٰ : أَنَّها وارثة أَبيها سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وعلى آلهما وراثة اصطفائيَّة . وقد اعترف علماء العامَّة والجمهور بـ : أَنَّ وراثة النَّبيّ سليمان من أَبيه النَّبيّ داود عليهما السلام الواردة في بيان قوله تعالىٰ : [وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ] (1) وراثة اِصطِفائيَّة . وحيث إِنَّ لسيِّد الأَنبياء سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ولاية على الفيء شاملة لكلّ الأَرض ؛ انتقل هذا الإِرث بالوراثة الاِصطِفائيَّة من ضمنه أَرض فدك ـ بنصِّ بيان قوله تعالىٰ المُتقدِّم وغيره ـ بعد استشهاده سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلى قرباه : فاطمة الزهراء وأَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهم . لكن : هذه القضيَّة غفل عنها الكثير من الخاصَّة ، وحصروا وراثتها عليها السلام من أَبيها سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بالوراثة الماليَّة الماديَّة . والحقُّ : أَنَّ إِرث فيء الأَرض وإِن كان ماليّاً ماديّاً ، لكنَّ ماليَّته ليست ماليَّة ماديَّة فرديَّة فقط ؛ لأَنَّه لَـمَّا كانت ـ هذه الماليَّة ـ لها سعة شاملة لجملة الأَرض كانت ولاية اِصطِفائيَّة . الحجَّة الثَّانية : أَنَّ أَبيها سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وهب أَرض فدك لها . الحُجَّة الثَّالثة : أَنَّ أَرض فدك كانت تحت يدها حين استشهاد أَبيها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ؛ فتكون داخلة في ملكها ؛ لقاعدة اليد من دون حاجة إِلى بيِّنة . الحُجَّة الرابعة : أَنَّ أَرض فدك سداد دين مهر أُمّها خديجة ، وهذا إِرث اِصطِفائي ورثته من أُمِّها (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها) . ولَكَ أَنْ تقول : إِنَّ مهر خديجة يتبع ويشبه شيئاً ما مهر إِبنتها فاطمة الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهما ، ولكُلِّ منهما ولاية إِلٰهيَّة ؛ وإِنْ كان مهر الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْه أَعظم وأخطر . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)النمل : 16
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (538) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (538) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (174)/ / خُطْبَة الغدير موسوعة علميَّة ومعرفيَّة تُروىٰ بعدَّة طُرق/ إِنَّ خُطْبَة الغدير خُطْبَة عظيمة ، وموسوعة علميَّة ومعرفيَّة وحيانيَّة كاملة ، ولها عِدَّة طُرُق ، وفي كُلِّ طريقٍ تُروىٰ به جملة مقاطع لم تُذكر في الطُّرُق الأُخرىٰ . / الفَائِدَةُ : (175) / / أَخَذَ سَيِّد الْأَنْبِيَاء البيعة لأَمير المؤمنين وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مرَّات عديدة / إِنَّ سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ واله أَخَذَ البيعة لأَمير المؤمنين ولسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في غير موقعة الغدير كرَّات ومرَّات : أَحَدَها : في الأَيَّام الأُولىٰ من الدَّعوة السِّرِّيَّة البالغة خمس سنوات ـ بحسب جملة من الروايات الحديثيَّة والتَّأريخية ـ وحين نزل بيان قوله تعالىٰ: [وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ] (1) ، وكانت هذه البيعة في نطاق بني هاشم ، وقد وردت في روايات متواترة عند الفريقين ، فعقد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مجلساً لثلاث مرَّات ضَمَّ أَربعين رجُلاً من كُبَّار بني هاشم . الأُخرىٰ : عقدها في نِطَاق المهاجرين . الثَّالثة : عقدها في نِطَاق ثلَّة من الأَنصار . وَهَلُمَّ جَرّاً ، إِلى نهاية العهد النَّبويّ ، فأَخذها من أَبي طالبٍ وجعفرٍ وحمزةٍ عليهم السلام ، بل كان يأخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في ليلة كُلّ غزوةٍ وحربٍ في نطاق خاصٍّ ، فأَخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ علىٰ أَمير المؤمنين وعلىٰ فاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر عليهم السلام ، بل وأَخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في نِطَاقٍ عامٍّ بين المهاجرين والأَنصار ، وفي مواطن عديدة وحسَّاسة . ثُمَّ إِنَّ جميع هذه البُيُوعَات ليست منشأً للإِلزام ـ ؛ فإِنَّه تَمَّ عِدَّة مرَّات ، وفي عوالم مُتعدِّدة في العوالم السَّالفة ، كعَالَم الذَّرِّ والميثاق وعَالَم الأَصلاب ـ ، وإِنَّما هي تجديدٌ لذلك العهد وتوكيدٌ له . فلاحظ : بيانات الوحي المُشيرة لذلك ، منها : ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشعراء: 214
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (539) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (539) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (175) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « أَخَذَ سَيِّد الْأَنْبِيَاء البيعة لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مرَّات عديدة » ؛ فإِنَّ سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ واله أَخَذَ البيعة لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ولسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في غير موقعة الغدير كرَّات ومرَّات ، بل كان يأخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في ليلة كُلّ غزوةٍ وحربٍ في نِطَاقٍ خاصٍّ ، فأَخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ علىٰ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وعلىٰ فاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر عليهم السلام ، بل وأَخذها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في نِطَاقٍ عامٍّ بين المهاجرين والأَنصار ، وفي مواطنٍ عديدةٍ وحسَّاسةٍ . ثُمَّ إِنَّ جميع هذه البُيُوعَات ليست منشأً للإِلزام ـ ؛ فإِنَّه تَمَّ عِدَّة مرَّات ، وفي عوالم مُتعدِّدة في العوالم السَّالفة ، كعَالَم الذَّرِّ والميثاق وعَالَم الأَصلاب ـ ، وإِنَّما هي تجديدٌ لذلك العهد وتوكيدٌ له ، فلاحظ : بيانات الوحي المُشيرة لذلك ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان الْأَوَّل : 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء مُخاطباً أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما وعلىٰ آلهما : « أَنْتَ الَّذي احتجَّ الله به في اِبتداء الخلق حيث أَقامهم فقال : [أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ] ، قالوا جميعاً : [بَلَى] (1) ، فقال : محمَّد رسولي ، فقالوا جميعاً : بلىٰ ، فقال : وعَلِيٌّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، فقال الخلق جميعاً : لا ؛ اِستكباراً وعتوّاً عن ولايتكَ إِلَّا نفر قليل ، وهم أَقلّ القليل ، وهم أَصحاب اليمين » (2) . 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنَّ الله عرض ولايتي علىٰ أَهل السَّماوات وعلىٰ أَهل الأَرض ، أَقرَّ بها مَنْ أَقَرَّ وَأَنكرها مَنْ أَنكر ، أَنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتَّىٰ أَقَرَّ بها » (3) . 3ـ بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قال : « لو يعلم النَّاس متى سُمِّيَ عَلِيّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ لم ينكروا حقَّه . فقيل له : متى سُمِّيَ ؟ فقرأ : [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى] الآية (4) ، قال : مُحمَّد رسول الله صلى الله عليه واله وعَلِيّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ » (5) . 4ـ بيانه (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) أَيضاً : « إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ حيث خلق الخلق ... قال : [أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ] (6) . قال : ثُمَّ أَخذ الميثاق علىٰ النَّبيِّين فقال : أَلستُ بربِّكم ؟ ... وأَنَّ هذا محمَّد رسول الله ، وَأَنَّ هذا عَلِيٌّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ؟ قالوا: بلىٰ، فثبتت لهم النُّبوَّة ، وأَخذ الميثاق علىٰ أُولي العزم أَنِّي ربّكم ، ومُحمَّد رسول الله ، وَعَلِيّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وأَوصياؤه من بعده ولاة أَمري وخزَّان علمي ، وأَنَّ المهديّ أَنتصر به لديني ، وأظهر به دولتي ، وأَنتقم به من أَعدائي ، وأُعْبَد به طوعاً وكرها . قالوا : أَقررنا وشهدنا يا ربّ ، ولم يجحد آدم ولم يقرّ فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم يكن لآدم عزم علىٰ الإِقرار به وهو قوله عَزَّ وَجَلَّ : [وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا] (7) » (8) . 5ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « في قوله : [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ] (9) ، قال : أخرج الله من ظهر آدم ذرِّيَّته إِلى يوم القيامة كالذَّرِّ فعرَّفهم نفسه ، ولولا ذلك لم يعرف أَحد ربّه ، وقال : أَلَست بربِّكم ؟ قالوا : بلىٰ ، وأَنَّ محمَّداً رسول الله وَعَلِيّاً أَمِير الْمُؤْمِنِينَ » (10) . ودلالة الجميع واضحة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَعراف: 172. (2) بحار الأَنوار، 26: 285/ح43. اليقين: 46ـ 47. (3) بحار الأَنوار، 26: 282/ح34. بصائر الدرجات: 22. (4) الأَعراف: 172. (5) بحار الأنوار، 26: 285/ح٤٤. اليقين: 55. (6) الأَعراف: 172 (7) طه: 115. (8) بحار الأنوار، ٢٦: ٢٧٩/ح22. بصائر الدرجات: 21. (9) الأَعراف: 172 (10) بحار الأَنوار، 26: 280/ح23. بصائر الدرجات: 21
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (540) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (540) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (176)/ / تعدُّد الأَحْكَام التَّكوينيَّة باللِّحَاظِ الذِّهْنِي / إِنَّه قد يُعبَّر عن الأَحْكَام التَّكوينيَّة للجسمانيَّات بـ : (الأَحْكَام العقليَّة)، ومرادهم : الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . وهكذا قد يُعبَّر عن الأَحْكَام العقليَّة بـ : (الأَحْكَام التَّكوينيَّة)، ومرادهم أَيضاً : الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . إِذَنْ : سوآء عُبِّر عن هذه الأَحْكَام بـ : (الأَحْكَام العقليَّة) أَو بـ : (الأَحْكَام التَّكوينيَّة) فالمراد واحد. نعم هناك فارق بينهما باللِّحَاظ الذِّهْنِي ؛ فإِنَّ تسميتها بالأَحْكَام العقليَّة وذلك صفة للحُكْم بلحاظ آلة الِإدْرَاك ، وهو العقل ، فهذا وصف لآليَّة إِدْرَاك الحُكْم ، لا أَنَّه وصف لنفس الحُكْم ، بخلاف تسميتها بالأَحْكَام التَّكوينيَّة ؛ فإِنَّه وصف لنفس الحُكْم . وأَيضاً يُعبَّر عن الأَحْكَام التَّكوينيَّة بالأَحْكَام العقليَّة ؛ لتمييز الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل من دون واسطة عن الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل أَيضاً ؛ لكن بتوسُّط العلوم التَّجريبيَّة في العلوم الطَّبيعيَّة(1) ـ الفيزياء والكيمياء ـ فَيُدْرِكها العقل ، لكن بتوسُّط الآليَّات التَّجريبيَّة . وبالجملة : حقيقة أَحْكَام الفيزياء والكيمياء ليست أَحْكَاماً تجريبيَّة ، وإِنَّما أَحْكَامٌ تكوينيَّة أَيضاً ، لكنَّ العقل يُدْرِكها بتوسُّط التَّجربة ، وتُسَمَّىٰ أَحكاماً تجريبيَّة بلحاظ آليَّة الإِثبات والإِحراز والِاكتشاف . إِذَنْ : هذا الوصف ـ كالأَحْكَام العقليَّة ـ وصف لآليَّة إِدْرَاك الحُكْم ، لا أَنَّه وصف لحقيقة الحُكْم وذاته ، وإِلَّا فالحُكْم في الثَّلاثة واحدٌ ، وهو (الحُكْم التَّكويني). وبالجملة : الأَحْكَام التَّكوينيَّة قد يُعَبَّر عنها تارة بـ : (الأَحْكَام العقليَّة)، وأُخرىٰ بـ : (الأَحْكَام التَّكوينيَّة)، وثالثة بـ : (الأَحْكَام التَّجريبيَّة) والمراد واحدٌ . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام إِلى الْأُمُور التَّالية : الأَوَّل : أَنَّ العلوم الطبيعيَّة ـ كعِلْمِ الفيزياء ـ مُؤثِّرة جِدّاً في علوم المعارف الإِلٰهيَّة ، وتُروِّض الباحث فيه بشكل أَعظم ، وهذا ما أَكَّدت عليه بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في توحيد المُفَضَّل ؛ فإِنَّه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بدأ في البحوث الطبيعيَّة ـ كتشريح بدن : الإِنسان ، والحيوان ، والنبات ، ووظائف الأَعضاء ـ ليصل إِلى دفئ التَّدبير الملكوتي . ومعناه : أَنَّ الاِطِّلاع الثقافي على باب الطبيعيَّات والمُعَبَّر عنه حديثاً بـ : (العلوم التجريبيَّة) ـ والَّتي جرت سيرة الفلاسفة في أَبحاثهم وتصانيفهم من التَّعَرُّض إِليه ـ والاِطِّلاع على لباب علوم هذا الباب نافع جِدّاً . / نُكْتَة اِهتمام أَصحاب المدارس المعرفيَّة البشريَّة بمباحث الطَّبيعيَّات/ وبعبارة أُخرىٰ : قد تسأل عن سبب اِهتمام الفلاسفة والمتكلِّمين والعرفاء والصُّوفيَّة بمباحث الجسم والصُّورة وعوالم الجسمانيَّات ، فمع أَنَّها القسم الأَصغر من عَالَم التَّكوين والخلقة والمخلوقات والوجود ـ وغيرها هو الأَعظم هولاً وتكويناً وقدرة وكمالاًـ ، لكنَّهم خصَّصوا لها ـ تقريباً ـ ثلثي مباحث الأُمور العامَّة (الالٰهيَّات بالمعنىٰ الأَعم). والجواب : أَنَّ نُكْتَة ذلك الاهتمام مراعاة لحال الإِنسان ؛ فإِنَّ إِدراك المخلوق لِـمَا هو أَقرب إِليه يكون أَوضح لديه . ثُمَّ إِنَّ اتقان هذا المبحث بشكلٍ رياضيّ وهندسيٍّ ضروري جِدّاً . بعد الْاِلْتِفَات: أَنَّ ظاهره وإِنْ كان سهلاً لكنَّ في واقعه زوايا غامضة جِدّاً وصعبة المراس . فالتفت . إِذَنْ : الاِطِّلاع على نتائج البحوث الطبيعيَّة ومتابعتها ، والاِطِّلاع والأُنس بالعلوم الطبيعيَّة اجمالاً مفيد ومؤثِّر في علوم المعارف الإِلٰهيَّة ؛ لأَنَّها ـ العلوم الطبيعيَّة ـ فعل من أَفعال السَّاحة الإِلٰهيَّة المُقدَّسة . ثُمَّ إِنَّ الباحث حينما يتعرَّف على طبائع العلوم والطَّبائع المُختلفة تبدأ أَبواب المعرفة بالله ؛ ومعرفة توحيده وَأَسماءه وصفاته وأَفعاله (جلَّ قدسه) ومعرفة سائر أَبواب ومباحث التَّوحيد تنفتق لديه شيئاً فشيئاً . الثَّاني : أَنَّ عِلْم الفيزياء قديماً وحديثاً مُفيد لبحوث التَّوحيد ، بل لبحوث مُطلق المعارف الإِلٰهيَّة ؛ فإِنَّه لغةٌ علميَّةٌ . الثَّالث : أَنَّ عِلْم الفيزياء : عبارة عن خواص الأَجسام أَو المواد
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (541) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (541) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (177)/ / المُستحبَّات مُستحبَّةٌ من جهةٍ وواجبةٌ من جهةٍ أُخرى / يظنُّ البعض خطأً واشْتِبَاهاً : أَنَّ المُستحبَّات الشَّرعيَّة والدِّينيَّة مُستحبَّةٌ من جميع الجهات . والْحَقُّ : أَنَّها مُستحبَّةٌ من جهةٍ ، وواجبةٌ من جهةٍ أُخرىٰ . مثاله : (الأَذان) ؛ فإِنَّه وإن كان مُستحبّاً ، لكنَّه واجبٌ كفائيٌّ ؛ فهو مُسْتَحَبٌّ من جهة فرديَّته ، لكنَّه واجب شرعيٌّ ودينيٌّ بلحاظ أَصله وطبيعته ، ومِنْ ثَمَّ ورد اِستِحْلَال قتال أَهل المدينة التَّاركين له ، بل نقل الشَّيخ البهائي في الحبل المتين : إِجماع العلماء علىٰ وجوب قتال أَهل المدينة التَّاركين رفع الأَذان بصوتٍ عالٍ في صلواتهم ؛ لأَنَّه شعارٌ دينيٌّ ظاهرٌ وضروريٌّ ومن صلب الدِّين ؛ فلذا من يرفع اليد عنه فقد فسد وفسق ومَرَق وبَان عن الدِّين ؛ فوجب قتاله . وعلىٰ هذا قس سائر المُستحبَّات ، كـ : (زيارة الأَربعين) وغيرها من سائر زيارات المعصومين (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) ؛ فإِنَّها مُستحبَّةٌ من جهةٍ ، واجبةٌ من جهةٍ أُخرىٰ ، فهي مُسْتَحَبَّةٌ من جهةِ فرديَّتها ، لكنَّها واجبة بالوجوب الكفائي من جهةِ أَصلها وطبيعتها . وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (542) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (542) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (178)/ / إِعداد القوَّة لدى المسلمين برَوِيَّةٍ وحرمةُ التَّفريط بها / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي من نهي ـ كالوارد في بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن عبد الرحمٰن بن کثیر، قال : « کُنْتُ عند أَبي عبدالله عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ دخل عليه مهزم ، فقال له : جُعِلْتُ فداك ، أَخبرني عن هذا الأَمر الَّذي ننتظره متى هو؟ فقال : يامهزم ... وهلك المُستعجلون ، ونجا المُسلِّمون »(1) ـ ليس عن بناء القوَّة والحَثِّ علىٰ قِلَّة النَّشَاط ـ كما يقرؤها الكثير بهذه القراءة الخاطئة ـ بل النهي عن العجلة والإِثارة والصَّخَب ، فعلىٰ مَنْ يبغي بناء مشروع خيري أَنْ يسعىٰ برَوِيَّةٍ ونفس طويل ونشاط كبير ، فإِنَّه مشمول ببیان قوله تعالیٰ : [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ](2). فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ أَنَّ اِستعمال القوَّة لدىٰ المؤمنين ـ سوآء كانت قوَّةً اِقتصاديَّة أَو فكريَّة أَو عسكريَّة أَو أَمنيَّة أَو ماليَّة أَو سكانيَّة وغيرها من سُبُلِ الخير والقوَّة ـ للدِّفاع عن جسد الإِسلام والمسلمين والمؤمنين واجبٌ شرعيٌّ ـ عينيّاً كان أَم كفائيّاً ، جماعيّاً أَو مجموعيّاً واجب ـ علىٰ كُلِّ مسلمٍ يتمكَّن من تقوية جسم القوَّة في بدن الإِسلام والمسلمين ، ويُحرَّم علىٰ مَنْ يتقاعس ، بل مَنْ يُفرِّط ببذرةِ قوَّةٍ يمكنه الإِعداد لها يعضد بها جسم الإِسلام والمسلمين . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) شرح أُصول الكافي للمازندراني، 6: 333/ح2. (2) الأَنفال: 60
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (543) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (543) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (178) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « إِعداد القوَّة لدى المسلمين برَوِيَّةٍ ، وحرمةُ التَّفريط بها » ؛ فإِنَّ ما ورد في بيانات الوحي من نهي ـ كالوارد في بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن عبد الرحمٰن بن کثیر، قال : « کُنْتُ عند أَبي عبدالله عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ دخل عليه مهزم ، فقال له : جُعِلْتُ فداك ، أَخبرني عن هذا الأَمر الَّذي ننتظره متى هو؟ فقال : يامهزم ... وهلك المستعجلون، ونجا المُسلِّمون »(1) ـ ليس عن بناء القوَّة والحَثِّ علىٰ قِلَّة النَّشَاط ـ كما يقرؤها الكثير بهذه القراءة الخاطئة ـ بل النهي عن العجلة والإِثارة والصَّخَب ، فعلىٰ مَنْ يبغي بناء مشروع خيري أَنْ يسعىٰ برَوِيَّةٍ ونفس طويل ونشاط كبير ، فإِنَّه مشمول ببیان قوله تعالیٰ : [وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ] (2). فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ أَنَّ اِستعمال القوَّة لدىٰ المؤمنين ـ سوآء كانت قوَّةً اِقتصاديَّة أَو فكريَّة أَو عسكريَّة أَو أَمنيَّة أَو ماليَّة أَو سكانيَّة وغيرها من سُبُلِ الخير والقوَّة ـ للدِّفاع عن جسد الإِسلام والمسلمين والمؤمنين واجبٌ شرعيٌّ ـ عينيّاً كان أَم كفائيّاً ، جماعيّاً أَو مجموعيّاً واجب ـ علىٰ كُلِّ مسلمٍ يتمكَّن من تقوية جسم القوَّة في بدن الإِسلام والمسلمين ، ويُحرَّم علىٰ مَنْ يتقاعس ، بل مَنْ يُفرِّط ببذرةِ قوَّةٍ يمكنه الإِعداد لها يعضد بها جسم الإِسلام والمسلمين . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى العنوان التالي : / القوَّة البشريَّة أَعظم أَسباب القوَّة / ثُمَّ إِنَّ أَحَد أَسباب القوَّة الَّتي حثَّتْ عليها بيانات الوحي : القوَّة البشريَّة . فانظر : 1ـ بيان قوله جلَّ ثناؤه : [ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا](3). 2ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « تزوجوا فإِنَّي مُكَاثِر بكم الأُمم حتَّى أَنَّ السُّقْطَ لِيَظِلَّ مُحْبَنْطئاً علىٰ باب الجنَّة ، يُقال له : أُدْخُل ، يقول : حتَّى يَدْخُلُ أَبوَاي »(4). ودلالتهما واضحة . بل القوَّة البشريَّة أَصبحت في العصر الرَّاهن أَعظم سلاح عسكريّ واِقتصاديّ وتنمويّ وعِلْمِيّ ، بل وإِسْتَرَاتيجي ودُوَلِيّ . وقد أَجمعت الدِّراسات العصريَّة علىٰ أَنَّ ما قاله سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في المقام أَعظم سبباً للقوَّة ولو بالسُّقْطِ . وبعبارة أُخرىٰ : أَنَّ بيانات الوحي مع أَنَّها لا تحصر القوَّة بالكَثرة ، بل هناك أُمورٌ أُخرىٰ ، منها : الإِيمان ، والصَّبر ، والجَلْد ، والحرب النفسيَّة ـ فإِنَّ الحرب خدعة ـ . فلاحظ : أَوَّلاً : بيان قوله تعالىٰ ذكره : [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ](5). ثانياً : بيان قوله عَزَّ وَجَلَّ ذكره : [ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ](6). لكن مرادها : أَنَّ مجموع الأَسباب مُؤثِّرٌ بالقوَّة ، ومن تلك الأَسباب المُهمَّة القوَّة البشريَّة . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) شرح أُصول الكافي للمازندراني ، 6 : 333/ح2. (2) الأَنفال : 60. (3) الإِسراء : 6. (4) بحار الأَنوار ، 79 : 117. (5) براءة (التوبة) : 25. (6) البقرة : 249
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (544) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (544) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (179)/ / ورود كلمة (إِنَّ) في بيانات القرآن الكريم / ذهب جملة من الباحثين العصريين في نظم العلوم إِلى أَنَّه : « كُلَّما وردت كلمة (إِنَّ) في بيانات القرآن الكريم فهي دلالة على وجود معادلة عِلْمِيَّة وَمَعْرِفِيَّة أَساسيَّة ومُهمَّة » . نعم نحن البشر قد لا ندركها . فلاحظ : بياناته الشَّريفة ، منها : 1ـ بيان قوله (تعالىٰ) : [إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ](1). 2ـ بيان قوله (تقدَّست أَسماؤه) : [إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ](2). 3ـ بيان قوله (جلَّ قوله) : [إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ](3). 4ـ بيان قوله (عَظُمَت آلاؤه) : [إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ](4). 5ـ بيان قوله (جلَّ اسمُهُ) : [إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ](5). 6ـ بيان قوله (تقدَّس ذكره) : [يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ](6). 7ـ بيان قوله (عزَّ قوله) : [إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا](7). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البقرة : 164 . (2) الأَعراف : 54 . (3) التوبة : 36 . (4) يونس : 6 . (5) الرَّعد : 11 . (6) الحج : 73 . (7) الطلاق : 3
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (545) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (545) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (180)/ / الْمُنَبِّه والْمُؤيِّد / المراد من الْمُنَبِّه والْمُؤيِّد : الشيء الَّذي يقوم بالتَّنبيه علىٰ برهانٍ تَامٍّ في دليل غيره ، لا في نفس المُنَبِّه والْمُؤيِّد ، كما يُقرَّر: أَنَّ الرُّؤيا للرَّائِي غير المعصوم في المنام ليست بحُجَّة وإِن كانت صادقة فضلاً عن غيرها ، وإِنَّما قيمة الرُّؤيَا الصَّادقة : أَنَّها مُنَبِّه علىٰ برهانٍ في الكتاب الكريم أَو السُّـنَّة الشَّريفة أَو العقل أَو الوجدان. وصلى الله على محمد واله الاطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (546) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (546) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (181) / / القيمة العِلْميَّة للاِحتمال / إِنَّ للتَّصَوُّرَات والِاحتمالات قيمة عِلْمِيَّة ، ملزمة للباحث في جملة العلوم ؛ لكون الحقيقة والواقعيَّة أَوْسَع نِطَاقاً وأُفْقاً بما لا يتناهىٰ من اِستِكْشَاف القدرة والطَّاقَة البشريَّة ، كما اِعترف بذلك أَصحاب العلوم البشريَّة كالفلاسفة ، فمعرفة البشر للحقائق ليست بِوُسِعِ ما للحقيقة من سَعَةٍ . ومنه يتَّضح : أَنَّ الفلاسفة والعرفاء ومَنْ جرىٰ علىٰ شاكلتهم من الَّذين يتجنَّبون بيانات معارف الوحي ليست لديهم حياديَّة في البحث الْعِلْمِيِّ وَالْمَعْرِفِيِّ ، ولا يطلبون الحقيقة بما هي هي ، وأَغلقوا علىٰ أَنفسهم آفاق من التَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ؛ فإِنَّهم لا يتعاطون مع بيانات الوحي كمواد مُورِثة للتَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ومنبع لهما كما يتعاطون مع كلمات أَصحاب العلوم البشريَّة ـ كالفلاسفة والعرفاء ـ ، فما بالهم يكترثون بكلمات سائر البشر ولا يكترثون بكلمات الوحي وبكلمات رجالاته ؛ ومن باب ومنهج : « لا تنظر إِلى مَنْ قال ، وانظر إِلى ما قال » ، فمع أَنَّهم يرفعون شعار : (حريَّة البحث والتنقيب الْعِلْميّ والمعرفيّ الحر، وعدم التَّقليد)، لكنَّ تعاملهم مع بيانات الوحي ورجالاته علىٰ طرف نقيض من ذلك ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا ، فقد اقحموا الجانب التَّعصُّبي والنَّفسي في بحوثهم من دون مُبَرِّر ، فما دامت هناك علوم ومعارف مُدَّعَاة في بيانات الوحي فعلىٰ الباحث عن الحقيقة الاِنفتاح عليها ، لا من باب التَّعَبُّد والتَّسليم المُبهَم ، ولا بداعي التَّصديق والتَّسليم بالمُسلَّمَات والمشهورات المقبولة ، ولا بداعي الحبّ والخوف من العقوبة وطمع المثوبة ، بل من باب أَنَّها تولِّد تصوُّرات ودرجات من العِلْم والمعرفة ، وآفاق من الِاحتمالات والحِيْطَة والإِحاطة الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (547) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (547) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (181) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « القيمة العِلْميَّة للاِحتمال » ؛ فإِنَّ للتَّصَوُّرَات والِاحتمالات قيمة عِلْمِيَّة ، ملزمة للباحث في جملة العلوم ؛ لكون الحقيقة والواقعيَّة أَوْسَع نِطَاقاً وأُفْقاً بما لا يتناهىٰ من اِستِكْشَافات واِكْتِشَافَات القدرة والطَّاقَة البشريَّة ، كما اِعترف بذلك أَصحاب العلوم البشريَّة كالفلاسفة ، فمعرفة البشر للحقائق ليست بِوُسِعِ ما للحقيقة من سَعَةٍ . ومنه يتَّضح: أَنَّ الفلاسفة والعرفاء ومَنْ جرىٰ علىٰ شاكلتهم من الَّذين يتجنَّبون بيانات معارف الوحي ليست لديهم حياديَّة في البحث الْعِلْمِيِّ وَالْمَعْرِفِيِّ ، ولا يطلبون الحقيقة بما هي هي ، وأَغلقوا علىٰ أَنفسهم آفاق من التَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ؛ فإِنَّهم لا يتعاطون مع بيانات الوحي كمواد مُورِثة للتَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ومنبع لهما كما يتعاطون مع كلمات أَصحاب العلوم البشريَّة ـ كالفلاسفة والعرفاء ـ ، فما بالهم يكترثون بكلمات سائر البشر ولا يكترثون بكلمات الوحي وبكلمات رجالاته ؛ ومن باب ومنهج : « لا تنظر إِلى مَنْ قال ، وانظر إِلى ما قال » ، فمع أَنَّهم يرفعون شعار : (حريَّة البحث والتنقيب الْعِلْميّ والمعرفيّ الحر، وعدم التَّقليد)، لكنَّ تعاملهم مع بيانات الوحي ورجالاته علىٰ طرف نقيض من ذلك ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا ، فقد اقحموا الجانب التَّعصُّبي والنَّفسي في بحوثهم من دون مُبَرِّر ، فما دامت هناك علوم ومعارف مُدَّعَاة في بيانات الوحي فعلىٰ الباحث عن الحقيقة الاِنفتاح عليها ، لا من باب التَّعَبُّد والتَّسليم المُبهَم ، ولا بداعي التَّصديق والتَّسليم بالمُسلَّمَات والمشهورات المقبولة ، ولا بداعي الحبّ والخوف من العقوبة وطمع المثوبة ، بل من باب أَنَّها تولِّد تصوُّرات ودرجات من العِلْم والمعرفة ، وآفاق من الِاحتمالات والحِيْطَة والإِحاطة الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة .. ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا المنهج من الفحص الواسع أَحَد معاني عنوان: (الدِّين)، فإِنَّ لِلدِّين في منطق الوحي مراتب ودرجات من المعاني ؛ فما تَتطَلَّع إِليه البشريَّة من الوصول إِلى الحقائق بأَوْسَعِ قَدَر مع صدق الِالتزام الْعِلْمِيّ بهذا الشعار هو: (الدِّين). وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بیان خُطْبَةُ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أَوَّل الدِّين معرفتُهُ ، وكمال معرفته التَّصديق بِهِ ، وكمالُ التَّصديق به توحیدُهُ ، وكمالُ توحيده الإِخلاصُ له ، وكمالُ الإِخلاص له نفي الصَّفَات عنه ... »(1). فإِنَّ ظاهر كلامه الشَّريف (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) : المُقابلة بين أَصل المعرفة والتَّصديق ، ومن ثَمَّ لا يُظنّ مغايرة منطق الدِّين لمنطق العِلْم ، بل العَلَاقَة بينهما كالعَلَاقَة بين الشيء ونفسه شريطة أَنْ لا يُقحم مع العِلْم سياسات وَأَهداف أُخرىٰ ، وتعصُّبات ومصادرات وتَحَكُّمَات علىٰ الآخَرين ، فالعِلْمُ لو صدق لكان هو الدِّين ، ومن ثَمَّ العَلْمَانِيَّة ليست صيغة مبالغة للعِلْمِ بقدر ما هي شِعَار يُوَظَّف لسياسات مُعيَّنة ؛ تُخَادَع بها فِطَر البشر ، وإِلَّا لكانت ـ العَلْمَانِيَّة ـ نفس الدِّين الخالص . نعم الدِّين قد يُسيَّس أَيضاً تحت مآرب غير المعصوم . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) نهج البلاغة ، الخطبة الأُولىٰ : 45
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (548) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (548) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (181) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « القيمة العِلْميَّة للاِحتمال » ؛ فإِنَّ للتَّصَوُّرَات والِاحتمالات قيمة عِلْمِيَّة ، ملزمة للباحث في جملة العلوم ؛ لكون الحقيقة والواقعيَّة أَوْسَع نِطَاقاً وأُفْقاً بما لا يتناهىٰ من اِستِكْشَافات واِكْتِشَافَات القدرة والطَّاقَة البشريَّة ، كما اِعترف بذلك أَصحاب العلوم البشريَّة كالفلاسفة ، فمعرفة البشر للحقائق ليست بِوُسِعِ ما للحقيقة من سَعَةٍ . ومنه يتَّضح: أَنَّ الفلاسفة والعرفاء ومَنْ جرىٰ علىٰ شاكلتهم من الَّذين يتجنَّبون بيانات معارف الوحي ليست لديهم حياديَّة في البحث الْعِلْمِيِّ وَالْمَعْرِفِيِّ ، ولا يطلبون الحقيقة بما هي هي ، وأَغلقوا علىٰ أَنفسهم آفاق من التَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ؛ فإِنَّهم لا يتعاطون مع بيانات الوحي كمواد مُورِثة للتَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ومنبع لهما كما يتعاطون مع كلمات أَصحاب العلوم البشريَّة ـ كالفلاسفة والعرفاء ـ ، فما بالهم يكترثون بكلمات سائر البشر ولا يكترثون بكلمات الوحي وبكلمات رجالاته ؛ ومن باب ومنهج : « لا تنظر إِلى مَنْ قال ، وانظر إِلى ما قال » ، فمع أَنَّهم يرفعون شعار : (حريَّة البحث والتنقيب الْعِلْميّ والمعرفيّ الحر، وعدم التَّقليد)، لكنَّ تعاملهم مع بيانات الوحي ورجالاته علىٰ طرف نقيض من ذلك ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا ، فقد اقحموا الجانب التَّعصُّبي والنَّفسي في بحوثهم من دون مُبَرِّر . وعصارة القول : أَنَّه ما دامت هناك علوم ومعارف مُدَّعَاة في بيانات الوحي فعلىٰ الباحث عن الحقيقة الاِنفتاح عليها ، لا من باب التَّعَبُّد والتَّسليم المُبهَم ، ولا بداعي التَّصديق والتَّسليم بالمُسلَّمَات والمشهورات المقبولة ، ولا بداعي الحبّ والخوف من العقوبة وطمع المثوبة ، بل من باب أَنَّها تولِّد تصوُّرات ودرجات من العِلْم والمعرفة ، وآفاق من الِاحتمالات والحِيْطَة والإِحاطة الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة .. ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبالجملة : أَنَّ أَحَد معاني الدِّين: الاِنفتاح علىٰ آفاق التَّصوُّر والتَّصوُّرات ، وهو درجة من درجات العِلْم والِاحتمال والحِيْطَة . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله جلَّ وتقدَّس : [إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ](1). فالرَّجاء يعني الِاحتمال ، فإِذا راعاه الإِنسان فهو دين وديانة وتديُّن . 2ـ بیان قوله جلَّ قدسه : [بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ](2). وهذا حوارٌ وحِجَاجٌ منه (عَزَّ وَجَلَّ) مع البشر، وهو دالٌّ علىٰ أَنَّ الفحص والبحث والتَّنْقِيب العِلْمِيّ نوع مُسَاءَلَة ومُدَايَنَة منه ( تَقَدَّسَ ذِكْرُهُ) للبشر ، ولون هذه المُدَايَنَة ليس اِنْقِيَاد مُبهم ، ولا طمع ولا خوف ، ولا صَرَامَة إِكراه ، وَلَا اِنْضِبَاط إِلجَاء ، بل هو اِستجابة للعِلْم التَّصَوُّري والِاحتمال . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يونس : 7 ـ 8. (2) يونس : 39
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (549) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (549) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (181) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « القيمة العِلْميَّة للاِحتمال » ؛ فإِنَّ للتَّصَوُّرَات والِاحتمالات قيمة عِلْمِيَّة ، ملزمة للباحث في جملة العلوم ؛ لكون الحقيقة والواقعيَّة أَوْسَع نِطَاقاً وأُفْقاً بما لا يتناهىٰ من اِستِكْشَافات واِكْتِشَافَات القدرة والطَّاقَة البشريَّة ، كما اِعترف بذلك أَصحاب العلوم البشريَّة كالفلاسفة ، فمعرفة البشر للحقائق ليست بِوُسِعِ ما للحقيقة من سَعَةٍ . ومنه يتَّضح : أَنَّ الفلاسفة والعرفاء ومَنْ جرىٰ علىٰ شاكلتهم من الَّذين يتجنَّبون بيانات معارف الوحي ليست لديهم حياديَّة في البحث الْعِلْمِيِّ وَالْمَعْرِفِيِّ ، ولا يطلبون الحقيقة بما هي هي ، وأَغلقوا علىٰ أَنفسهم آفاق من التَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ؛ فإِنَّهم لا يتعاطون مع بيانات الوحي كمواد مُورِثة للتَّصوُّرات والِاحتمالات الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة ومنبع لهما كما يتعاطون مع كلمات أَصحاب العلوم البشريَّة ـ كالفلاسفة والعرفاء ـ ، فما بالهم يكترثون بكلمات سائر البشر ولا يكترثون بكلمات الوحي وبكلمات رجالاته ؛ ومن باب ومنهج : « لا تنظر إِلى مَنْ قال ، وانظر إِلى ما قال » ، فمع أَنَّهم يرفعون شعار : (حريَّة البحث والتنقيب الْعِلْميّ والمعرفيّ الحر، وعدم التَّقليد)، لكنَّ تعاملهم مع بيانات الوحي ورجالاته علىٰ طرف نقيض من ذلك ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا ، فقد اقحموا الجانب التَّعصُّبي والنَّفسي في بحوثهم من دون مُبَرِّر ، فما دامت هناك علوم ومعارف مُدَّعَاة في بيانات الوحي فعلىٰ الباحث عن الحقيقة الاِنفتاح عليها ، لا من باب التَّعَبُّد والتَّسليم المُبهَم ، ولا بداعي التَّصديق والتَّسليم بالمُسلَّمَات والمشهورات المقبولة ، ولا بداعي الحبّ والخوف من العقوبة وطمع المثوبة ، بل من باب أَنَّها تولِّد تصوُّرات ودرجات من العِلْم والمعرفة ، وآفاق من الِاحتمالات والحِيْطَة والإِحاطة الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة .. ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وعصارة القول : أَنَّ الأَخذ بالتَّصوُّرات والِاحتمالات العِلْمِيَّة أَذْعَن لها أَصحاب المعقول في عِلْمِ المنطق ، بل وأَصحاب الأَبحاث العِلْمِيَّة الحديثة ؛ فإِنَّها قائمةٌ علىٰ ذلك ، بل ويأخذون بالاسطورة ؛ لكونها تُحْدِث تصوُّراً واحتمالاً، لكن جحده الفلاسفة ومن جرىٰ علىٰ شاكلتهم في الجملة ؛ فيأخذون بها في موارد العلوم غير الدِّينيَّة ، ويهجروها في موارد العلوم الدِّينية ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا ، نعم أَحَد أَسبابه : التَّرويج الإِعْلَامي ؛ فإِنَّه مُؤثِّرٌ ويجعل العقل لا يَحْكُم بميزان وبواقعيَّة موضوعيَّة نزيهة ، وهذا نحو تلاعب في الحُرِّيَّات ؛ فإِنَّه لماذا لا يُؤَخذ بالمقولة الدِّينيَّة بنزاهة ومن دون تشويه كما يُؤَخَذ بالمقولة غير الدِّينيَّة ، أَوَ ليس العقل حَاكِماً بضرورة الإِنْصَاف ؛ وأَنَّ العدل في الفِكْرِ أَهمّ من العدل في السياسة والمال والحقوق البدنيَّة والقوانين المدنيَّة ؟!! فهل يُسَوِّغ العقل إِبْعَاد المقولة الدِّينيَّة بذريعة عدم تماميَّة حُجِّيَّتها في نفسها؟! أَوَ ليس المواد الدِّينيَّة ـ وعلىٰ أَقَلِّ الِاحتمالات ـ تُحْدِث تصوُّراً واِحتمالاً؟ أَوَ ليس الِانفتاح العِلْمِيّ والمعرفيّ علىٰ الحقيقة بما لها من سِعَة مسلك سياسي وثقافي ومعرفي ، وأَصْل فِكْرِيّ وعِلْمِيّ وعقليّ لدىٰ أَصحاب المعقول كالفلاسفة ؟! وعليه : فإِذا تشَرْنَقَ الباحث والمُسْتَنْبِط بكلمات البشر ؛ وهجر بيانات الوحي وكلمات رجالاته ـ المُورِثة علىٰ أَقلِّ الِاحتمالات للتَّصوُّرات والِاحتمالات ـ فقد سلك منهجاً للعقل منه نَبْوَة؛ لأَنَّه مع ورود الِاحتمال يبطل الِاستدلال. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (550) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (550) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (182) / / عهد أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لمالك بيان لخارطة مستقبليَّة لإدارة وتنمية حضارة البشر / بيَّن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في عهده لمالك الأشتر (رضوان اللَّـه عليه)(1) : كيفيَّة اللولب النسقي بين وظائف وأجنحة وأَعضاء الدولة . وبعدما يقرب من أَلف وأَربعمائة عام أَبصرت نخب البشر لما يقرب من مئتي دولة في الأُمم المُتَّحدة : أَنَّ في هذا العهد خارطة مستقبليَّة وكفوءة لإِدارة تنمية حضارة البشر . وهذا يُدلِّل ـ بعدما وصلت عقليَّة البشر في العصر الراهن في كيفيَّة إِدارة الدولة إِلى الحكومة الالكترونيَّة ، وهي أَحد آليَّات الإِنسيابيَّة ـ على أَنَّ ما ذكره صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في هذا العهد معادلات جبَّارة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)بحار الانوار ، 74 : 240 ـ 265 . نهج البلاغة ، باب : المختار من كتب أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، 53 : 450 ـ 466
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (551) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (551) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (183) / / تَعَصِّي البعض عن قبول ما ورد في حقِّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ العجب مِـمَّن يدَّعي ويزعم انتسابه إِلى مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وهو لا يقبل ببيانات الوحي الواردة في حقِّهم ، ويرفض طُرق العامَّة فضلاً عن طُرق الخاصَّة ، وكأَنَّه يقطع نفسه عن تراث السُّنَّة الشَّريفة . وقد حكمت كلمة المسلمين بالإِجماع على مَنْ يقطع نفسه عن هذا التراث العظيم والخطير بـ : الخروج عن مِلَّة المسلمين ؛ فإِنَّ أَقلّ وأَدْنَى مراتب الإِسلام ؛ ولا يصير الشخص من عبدة الشَّيطان(1) قبوله بالروايات المتواترة بين الفريقين . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مشكلة (إِبليس) وأزمته السرمديَّة في الخلقة ، الَّتي تذكرها بيانات الوحي لبدء طريق الشَّرِّ تكمن في عدم الولاية لولي اللّٰـه (عَزَّ وَجَلَّ) . وشعاره ليس الإِلحاد ، بل التَّوحيد ، لكن بكفر واِنكار الوسائط . وَمِنْ ثَمَّ ورد في بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّه يُحاجج جملة من الأَنبياء عليهم السلام في التَّوحيد ، ويَدَّعي أَنَّه أَدقُّ تنظيراً في بعضها. وهذا المذهب نفس مذهب الوهابيَّة والسَّلفيَّة حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ . وهو نفس عبادة الشَّيطان الْمُتَّخَذَة في العصر الرَّاهن ، نعم هذه العبادة على مذاهب ، وتتلبَّس بموضات مختلفة ؛ كيما لا تُكشف ، وهي قائمة على الفواحش والفجور ، وسفك الدماء ، وهتك الأَعراض ، وسلب الأَموال
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (552) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (552) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (183) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تَعَصِّي البعض عن قبول ما ورد في حقِّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّ العجب مِـمَّن يدَّعي ويزعم انتسابه إِلى مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وهو لا يقبل ببيانات الوحي الواردة في حقِّهم ، ويرفض طُرق العامَّة فضلاً عن طُرق الخاصَّة ، وكأَنَّه يقطع نفسه عن تراث السُّنَّة الشَّريفة . وقد حكمت كلمة المسلمين بالإِجماع على مَنْ يقطع نفسه عن هذا التراث العظيم والخطير بـ : الخروج عن مِلَّة المسلمين ؛ فإِنَّ أَقلّ وأَدْنَى مراتب الإِسلام ؛ ولا يصير الشخص من عبدة الشَّيطان قبوله بالروايات المتواترة بين الفريقين . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : والإِنسان وإِنْ كان حرّاً في ذلك ، لكن : عليه أَنْ يعلن عن نفسه ، ويكون صريحاً مع الآخرين ، ولا يخدعهم ، ولا يُشبِّه ولا يُزيِّف عليهم : أَنَّه من المُتشبِّثين ببيانات الثقلين ، والصدق هو الأَهم ، والخداع معيب ودجل ومكر وخديعة . وإِلى أَصحاب هذا الخطّ تُشير بيانات الوحي ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... أَيُّها النَّاس ، مالكم إِذا ذُكر إِبراهيم وآل إِبراهيم أَشرقت وجوهكم ، وإِذا ذكر مُحمَّد وآل مُحمَّد قست قلوبكم وعبست وجوهكم ؟! والَّذي نفسي بيده لو عمل أَحدكم عمل سبعين نبيّاً لم يدخل الجنَّة حتَّىٰ يحبّ هذا أَخي عليّاً ووُلْده ، ثُمَّ قال عَلَيْهِ السَّلاَم : إِنَّ للّٰـه حقّاً لا يعلمه إِلَّا أَنا وَعَلِيّ، وإِنَّ لي حقّاً لا يعلمه إِلَّا اللّٰـه وعَلِيّ ، وله حقّ لا يعلمه إِلَّا اللّٰـه وأَنا »(1). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّ أَصحاب هذا الخطّ والمنهج والمسلك ومن جرىٰ على شاكلتهم يُحاولون بكُلِّ ما أُوتوا من صنعةٍ ـ بدعوىٰ التَّحقيق ـ هدم كُلّ ما ورد ـ من شؤونٍ وأَحوالٍ ومقاماتٍ وفضائلٍ وكمالاتٍ ـ في حقِّ أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم تحت ذريعة : الغُلُوّ ؛ وما شاكله من ادِّعاء : ضعف السند ، أَو ضعف الدلالة ، أَو عدم المقبوليَّة ؛ وإِنْ كان ذلك ثابتاً بعشرات ، بل بمئات الطُّرق والبيانات الوحيانيَّة والسِّيَر والنقول التأريخيَّة وما شاكلها ، وكانت دلالاتها صريحة وواضحة كالشَّمس الضاحية ولا غبار عليها ، وفي مقابل ذلك لا يتورَّعون ولا تجد هذه الحساسيَّة موجودة عندهم في حقِّ سائر المخلوقات ، فيتشَبَّثون من دون أَيّ تقوىٰ بكُلِّ شاردةٍ وواردةٍ ، كتشبُّث الغريق بالطحلب ؛ لإِثبات مقامات لهم(2) وكرامات وفضائل وكمالات ، ولا يعتنون بسندها ولا بدلالتها ، فما عدا مِمَّا بدا . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 27: 196/ح56. الروضة : 147. (2) مرجع الضمير: سائر المخلوقات
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (553) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (553) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (184) / / أَعظم ظُلامة جرت على أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ جفوتهم في علومهم / إِنَّ أَعظم ظُلامة وقطيعة تحصل بيننا وبين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : هجرانهم وجفوتهم في علومهم ؛ لاسيما الْمَعْرِفِيَّة والْعَقَائِدِيَّة ، وأَعظم وأَكبر وِصَال وصلة تحصل بيننا وبينهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ والَّذي أَمرنا الله (عَزَّ وَجَلَّ) بصلته ـ ، وأَعظم وأَخطر رَحِم نصلها ونتواصل معها : الاِتِّصَال بهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والتَّواصل معهم في علومهم لاسيما الْمَعْرِفِيَّة والْعَقَائِدِيَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (554) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (554) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (185) / / خطورة زيادة الْمَعْرِفة بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / إِنَّ زيادة مَعْرِفة المخلوق بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ توجب عُلُوَّ مراتبه ودرجاته ؛ وعُلُوَّ تكامل جوهره . / الْفَائِدَةُ : (186) / / تعظيم المخلوق / إِنَّ تعظيم المخلوق مهما بلغ إِذا كان على وفق الموازين والأُسس والأُصول والقواعد الوحيانيَّة لا يكون إِلَّا عين التَّوحيد ، وليست فيه شائبة ورائحة الغُلُوّ والتَّأليه . فالتفت ، وتَدَبَّرَ جَيِّدًا . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (555) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (555) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (187) / / التَّعامل مع معارف أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ / التَّقصير أَشَدُّ جرماً ومُؤاخذة وانحطاطاً من الغُلُوِّ / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّنا نتعامل في هذه المسائل والمطالب المعرفيَّة مع علوم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومعارفهم وعقائدهم ، وهي جسيمة وعظيمة وخطيرة جِدّاً ، بعض مراتبها لا يحتملها مَلَكٌ مُقرَّب ـ كـ : جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم(1) ـ ولا نبيٌّ مرسل ـ كـ : النَّبيِّ إِبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَم ـ ولا مؤمنٌ مُمتحن ـ كـ : سلمان رضوان الله عليه ـ . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن أَبي الصَّامت ، قال : « ... إِنَّ حديثنا صعب مُستصعب ، شريف كريم ، ذكوان ذكيٌّ وعر ، لا يحتمله مَلَكٌ مُقَرَّب ، ولا نَبيٌّ مُرْسَلٌ ، ولا مؤمنٌ مُمتحنٌ . قلت : فَمَنْ يحتمله جُعِلْتُ فداك؟ قال : مَنْ شئنا يا أبا الصامت . قال أبو الصامت : فظننتُ أَنَّ للّٰـه عباداً هم أَفضل مِنْ هؤلاء الثلاثة »(2). ودلالته واضحة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لَا بَأْسَ بالْاِلْتِفَات إِلى أَنَّ اسم (جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم) مأخوذ من الجبروت والجبر ، ولهما معنيان : الأَوَّل : الغضب والقدرة . فلذا كان جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم مظهراً لغضب اللّٰـه تعالىٰ وقدرته وبطشه وجبروته ؛ ومن ثَمَّ جرىٰ العذاب الإِلٰهيّ لكثير من الأَقوام السَّالفة ـ كقوم لوط ـ على يديه . الثَّاني : جبر النقص بالكمال ، ومن ثَمَّ كان جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم يمدُّ الأَنبياء والأَوصياء عَلَيْهم السَّلاَم بالوحي والْعِلْم اللَّدُنِّيّ ، بل ويمدُّ غيرهم من موارد جبر الكائنات . (2) بحار الأَنوار، 2: 192/ح34
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (556) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (556) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (187) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التَّعامل مع معارف أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ، وعنوان : « التَّقصير أَشَدُّ جرماً ومُؤاخذة وانحطاطاً من الغُلُوِّ » ؛ فإِنَّنا نتعامل في هذه المسائل والمطالب المعرفيَّة مع علوم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومَعَارِفهم وعَقَائِدهم ، وهي جسيمة وعظيمة وخطيرة جِدّاً ، بعض مراتبها لا يحتملها مَلَكٌ مُقرَّب ـ كـ : جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم ـ ولا نبيٌّ مرسل ـ كـ : النَّبيِّ إِبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَم ـ ولا مؤمنٌ مُمتحن ـ كـ : سلمان رضوان الله عليه ـ . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : لكن : الشَّكّ والتَّرَدُّد في علوم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومَعَارِفهم وعَقَائِدهم ـ بعد قيام الدَّليل القطعي عليها ـ يكشف عن وجود تقصير وعداء ونصب خفيّ لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «... لا تسمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله الله لنا ، ولا معشار العشر ؛ لأَنَّا آيات الله ودلائله ... ولو قال قائل : لِمَ ، وكيف ، وفيم ؟ لكفر وأَشرك ؛ لأَنَّه لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون ... مَنْ آمن بما قلتُ وصدَّق بما بيَّنتُ وفسَّرتُ وشرحتُ وَأَوضحت ونوَّرتُ وبرهنتُ فهو مؤمنٌ مُمتحن ، امتحن اللهُ قلبه للإِيمان ، وشرح صدره للإِسلام ، وهو عارف مُستبصر ، قد انتهىٰ وبلغ وكمل ، وَمَنْ شَكَّ وعند وجحد ووقف وتحيَّر وارتاب فهو مُقصِّرٌ وناصب ... »(1). ودلالته واضحة، بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ النصب والعداء لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وإِن عدَّه بعض العامَّة : خمسة عشرة دركة ؛ لكنَّ واقعه لا حدَّ ولا مُنتهىٰ له ، وليس له إِلَّا لظىٰ . وعلى المخلوق تحديد موقفه من طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومن معارفهم وعلومهم ؛ فإِنَّه على أَقلِّ تقدير أَنَّ الاِبْتِعَاد عنهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وعن علومهم ومعارفهم لاسيما العقائديَّة تقصير جَلِيّ ، وهو أَشَدُّ ذنباً وجُرماً وانحطاطاً من الغُلُوِّ فيهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وفيها . والوجه : أَنَّ الباري (عَزَّ وَجَلَّ) طعن في قرآنه الكريم على النصارىٰ ونعتهم بالضَّالين ؛ لغُلُوِّهم في النَّبيّ عيسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَم ، لكنَّه (جَلَّ شأنه) طعن في قرآنه الكريم أَيضاً على بني إِسرائيل بأَشَدِّ من ذلك ونعتهم بـ : (المغضوب عليهم) ؛ وذلك لتقصيرهم في معرفته عَلَيْهِ السَّلاَم ، وبين التَّعبيرين بون شاسع ، يكشف عن مدىٰ جرم التَّقصير وشناعته وانحطاطه ؛ لاسيما في معرفة علوم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وحقائقهم لاسيما طبقاتها الصَّاعدة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)بحار الانوار، 26: 1 ـ 7/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (557) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (557) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (187) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التَّعامل مع معارف أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ، وعنوان : « التَّقصير أَشَدُّ جرماً ومُؤاخذة وانحطاطاً من الغُلُوِّ » ؛ فإِنَّنا نتعامل في هذه المسائل والمطالب المعرفيَّة مع علوم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومَعَارِفهم وعَقَائِدهم ، وهي جسيمة وعظيمة وخطيرة جِدّاً ، بعض مراتبها لا يحتملها مَلَكٌ مُقرَّب ـ كـ : جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم ـ ولا نبيٌّ مرسل ـ كـ : النَّبيِّ إِبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَم ـ ولا مؤمنٌ مُمتحن ـ كـ : سلمان رضوان الله عليه ـ . لكن : الشَّكّ والتَّرَدُّد في علوم أَهْل الْبَيْت صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومَعَارِفهم وعَقَائِدهم ـ بعد قيام الدَّليل القطعي عليها ـ يكشف عن وجود تقصير وعداء ونصب خفيّ لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ النصب والعداء لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وإِن عدَّه بعض العامَّة : خمسة عشرة دركة ؛ لكنَّ واقعه لا حدَّ ولا مُنتهىٰ له ، وليس له إِلَّا لظىٰ . وعلى المخلوق تحديد موقفه من طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومن معارفهم وعلومهم ؛ فإِنَّه على أَقلِّ تقدير أَنَّ الاِبْتِعَاد عنهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وعن علومهم ومعارفهم لاسيما العقائديَّة تقصير جَلِيّ ، وهو أَشَدُّ ذنباً وجُرماً وانحطاطاً من الغُلُوِّ فيهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وفيها . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وعليه : فليلتفت الهارب من شائبة الغُلُوّ في أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومعارفهم وعلومهم أَنْ لا يرتطم من حيث لا يشعر بمحذور التَّقصير ، وهو الأَشنع والأَشَدُّ جرماً وانحطاطاً ومُؤاخذة لاسيما في حقِّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وعلومهم ومعارفهم لاسيما العقائديَّة ؛ وذلك عن طريق الاِبتعاد وعدم التَّعَرُّض لمعارفهم وعقائدهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الواردة في طبقات حقائقهم لاسيما الصَّاعدة . والنَّجاة تكمن في الجادَّة الوسطىٰ ، وهي : (الأَمرُ بَيْنَ الأَمرين)، وذلك عن طريق الأَخذ ببيانات الوحي الواردة في حقِّهم بعد عرضها على مُحكمات الشَّرع والدِّين . بل ورد في بيانات الوحي : أَنَّ التَّقصير في حقِّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وعقائدهم ومعارفهم ومقاماتهم وشؤونهم وَأَحوالهم أَشنع وأَشدُّ جرماً ـ والعياذ بالله تعالىٰ ـ من النصب ؛ لأَنَّ النصب عداء لشيعتهم ؛ بخلاف التقصير فإِنَّه عداء لهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وأَيُّ جرمٍ أَعظم وَأَخطر من هذا . فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ جواب الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عن سؤال المُفَضَّل بن عمر(1)، قال : « ... يا مولاي ، مَنْ المُقصِّرة ...؟ قال : يا مُفضَّل ، هم الَّذين هداهم الله إِلى فضل علمنا ، وأَفضىٰ إِليهم سرّنا فشكُّوا فينا ، وَأَنكروا فضلنا ... قال المُفَضَّل : يا مولاي ، أَليس قد روينا عنكم أَنَّكم قلتم ... والتَّالي نلحقه بنا ، قال : ... التَّالي هم من خيار شيعتنا ، القائلين بفضلنا ، المُستمسكين بحبل الله وحبلنا ، الَّذين يزدادون بفضلنا علماً ، وإِذا ورد على أَحدهم خبر قبله وعمل به ولم يشكّ فيه ، فإِنْ لم يطقه ردَّه إِلينا ، ولم يرد علينا ... »(2). 2ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ... النَّاصبة أَعداؤكم ، والُمقَصِّر أَعداؤنا ؛ لأَنَّ النَّاصبة تُطالبكم أَنْ تُقدِّموا علينا أَبا بكر وعُمر وعثمان ، ولا يعرفوا من فضلنا شيئاً ، والمُقَصِّرة قد وافقوكم على البراءة مِـمَّن ذكرنا ، وعرفوا فضلنا فأَنكروه وجحدوه ، وقالوا : هذا ليس لهم ؛ لأَنَّهم بشرٌ مِثلنا ، وقد صدقوا أَنَّنا بشرٌ مِثْلهم إِلَّا أَنَّ الله بما يُفوّضه إِلينا من أَمره ونهيه فنحن نفعل بإذنه ... »(3). ودلالتهما واضحة . ومن ثَمَّ وجب على العاقل ـ لاسيما مَنْ تَزيَّىٰ بجلباب العلم ـ بذل قصار جهده للخروج عن هذه الدَّائرة وعنوان التقصير وما يصاحبه من الأَمراض النفسيَّة والمعنويَّة ـ كـ : الجهل المُرَكَّب ، والقناعات المُسْبَقة ، والشَّكِّ والرِّيبة والتردُّد في قبول ما قام عليه الدَّليل من مقامات لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وشؤونهم وَأَحوالهم . والإِنسان وإِنْ كان حُرّاً في تصرُّفاته واعتقاداته لكنَّنا أَحببنا التَّنبيه على ذلك . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) إِنَّ المفضَّل بن عمر كان من النُّوَّاب الخاصِّين للإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وهو ذو قدم راسخ في المعرفة وأَسرار المعارف والعقائد. (2) الهداية الكبرىٰ: 431. (3) عوالم العلوم: 5/77
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (558) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (558) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (188) / / نُكْتَة عدم استيعاب عقول المخلوقات لشؤون أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ إِنَّه لَـمَّا كانت هذه الْمَعَارِف الإِلٰهيَّة بكراً لم تُفتق من قبل قَطُّ بهذا الشَّكل والبيان الموجود في سلسلة الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة هذه ، ولم يُنبس بها ببنت شفة ـ مع أَنَّ بيانات الوحي زاخرة بها ـ فمن الطبيعي يحصل فيها توقُّف وتردُّد لدىٰ مَنْ يُخبر من ضعيفيِّ الإِيمان بمقاماتهم ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) وبصفاتهم وأَسمائهم وكمالاتهم وفضائلهم وشؤونهم وأَحوالهم ؛ وإِنْ قام عليها الدَّليل القطعي . مضافاً : أَنَّ ما جادت به يد ساحة القدس الإِلٰهيَّة على أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ عطايا لا تتحمَّل تصوُّرها طاقة وقابليَّة مخلوق قَطُّ ، ولا يمكن خطورها على بالٍ قَطُّ فمن الطبيعي أَيضاً حصول توقُّف وتردُّد لدىٰ من يطَّلع عليها من ضعيفيِّ الإِيمان أَو يُخبر بها وإِنْ قام عليها الدَّليل القطعي . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ لازم ذلك التوقُّف والشَّكّ والتردُّد : إِلحاد وشرك وكفر باللَّـه (العزيز الجبَّار). وهذا ما نبَّهت عليه وحذَّرت منه بيانات الوحي ، منها : 1ـ إِطلاق بيان الحديث القدسي : « ... يا مُـحَّمَّد ... وعزَّتي وجلالي ، لو لقيني جميع خلقي يشكُّونَ فيكَ طرفة عين ، أَو يبغضون صفوتي مِنْ ذُرِّيَّتكَ لأَدخلتهم ناري ولا أُبالي...»(1). ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 18: 397/ح100. اليقين في أُمرة أَمير المؤمنين: 89 ـ 91
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (559) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (559) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (188) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نُكْتَة عدم استيعاب عقول المخلوقات لشؤون أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّه لَـمَّا كانت هذه الْمَعَارِف الإِلٰهيَّة بكراً لم تُفتق من قبل قَطُّ بهذا الشَّكل والبيان الموجود في سلسلة الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة هذه ، ولم يُنبس بها ببنت شفة ـ مع أَنَّ بيانات الوحي زاخرة بها ـ فمن الطبيعي يحصل فيها توقُّف وتردُّد لدىٰ مَنْ يُخبر من ضعيفيِّ الإِيمان بمقاماتهم ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) وبصفاتهم وأَسمائهم وكمالاتهم وفضائلهم وشؤونهم وأَحوالهم ؛ وإِنْ قام عليها الدَّليل القطعي . مضافاً: أَنَّ ما جادت به يد ساحة القدس الإِلٰهيَّة على أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ عطايا لا تتحمَّل تصوُّرها طاقة وقابليَّة مخلوق قَطُّ ، ولا يمكن خطورها على بالٍ قَطُّ فمن الطبيعي أَيضاً حصول توقُّف وتردُّد لدىٰ من يطَّلع عليها من ضعيفيِّ الإِيمان أَو يُخبر بها وإِنْ قام عليها الدَّليل القطعي . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ لازم ذلك التوقُّف والشَّكّ والتردُّد : إِلحاد وشرك وكفر باللَّـه (العزيز الجبَّار). وهذا ما نبَّهت عليه وحذَّرت منه بيانات الوحي ، منها : ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان الْأَوَّل : 1ـ إِطلاق بيان الحديث القدسي : « ... يا مُـحَّمَّد ... وعزَّتي وجلالي ، لو لقيني جميع خلقي يشكُّونَ فيكَ طرفة عين ، أَو يبغضون صفوتي مِنْ ذُرِّيَّتكَ لأَدخلتهم ناري ولا أُبالي ... »(1) (2). ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 18: 397/ح100. اليقين في أُمرة أَمير المؤمنين: 89 ـ 91. (2) يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات في المقام إِلى القاعدة المعرفيَّة التَّالية : /الأَدب في باب الاِصطفاء اِنعكاس لحقائق ومقامات إِلٰهيَّة/ هناك قاعدة جارية في أَبواب الْمَعَارِف مُهمَّة جِدّاً ، يَنْبَغِي صَرْف النَّظَر إِليها . لكن غفل عنها الكثير، بل لم يدركوا مغزاها فاِسْتَهَانُوا بها ، وهي : « أَنَّ الآداب في باب الاِصطفاء عبارة عن اِنعكاسات حقائق . كما أَنَّ الفضائل في باب الاِصطفاء ـ أَيضاً ـ الواردة في بيانات الوحي ليست مُجاملات، بل کاشفة عن حقائق ومراتب كمالات ومقامات إِلٰهيَّة ». وعليه : فالآداب بين الباري (جَلَّ ثناؤه) والأَصفياء ، أَو بين نفس الأَصفياء كاشف عن كمالات ومقامات إِلٰهيَّة يتمتَّع بها الأَصفياء . / تعامل أُمّ البنين وأَولادها مع الحسنين عَلَيْهم السَّلاَم/ ومنه يتَّضح : أَنَّ الأَدب الحاصل من أَبي الفضل العبَّاس وإِخوته ووالدتهم أُمّ البنين مع سيِّدا شباب أَهل الجنَّة عَلَيْهم السَّلاَم لدليل على تمتعهم بكمالات ومقامات إِلٰهيَّة . ومن ثَمَّ ذكر علماء المعقول في العلوم العقليَّة : « أَنَّ الآداب انعكاس لهيئات الأَخلاق ». وبعبارة أُخرىٰ : أَنَّ لغة الفضائل ولغة المدح والمديح الواردة في بيانات الوحي : أَحَد مناهج ولغات بيانات الوحي المعرفيَّة ، ومعناها : الُحجِّيَّة ، بخلاف لغة : (الذَّمّ) ، فإِنَّها تعني في بيانات الوحي المعرفيَّة وفي لغة العقل العملي : عدم الحُجِّيَّة . ومنه يتَّضح : ما ورد في كثير من بيانات الوحي المعرفيَّة ، وفي مواطن وموارد عديدة الذَّامَّة والمعاتبة لأَفعال بعض زوجات سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ كما ورد ذلك في سورة التَّحريم ، ومعناها : لغة من لغات المعارف والعقائد الإِلٰهيَّة ـ معلنة ومُثبتة : أَنَّ زوجات سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لا يتمتَّعن بالحُجِّيَّة الإِلٰهيَّة ولا بالاِصطفاء الإِلٰهيّ. وعلى ضدِّه قس المدح والثناء الخاص والصَّادر في بيانات الوحي في حقِّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ كالوارد في سورة الدَّهر ، وسورة الحشر ـ ؛ فإِنَّه ليس كالمدح والثناء البشري ، ولا كالمدح والثناء بمقتضىٰ العادة أَو العرف ، وإِنَّما مدح وثناء إِلٰهيّ ناسوتي وناموسي إِلٰهيّ ، بُيِّنت فيه فضائل أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وكمالاتهم وكراماتهم ومقاماتهم الإِلٰهيَّة بصورة خاصَّة ، ومعناه : تَمتُّع أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بالحُجِّيَّة الإِلٰهيَّة ، وبالاِصطفاء الإِلٰهيّ ، وبوجوب طاعتهم . ولكَ أَن تقول : أَنَّ بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة تُعَبِّر في جملة موارد عن حقائق المعارف والعقائد الإِلٰهيَّة بلغات خاصَّة عديدة ، فبدل أَنْ يُبيِّن الباري (عَزَّ وَجَلَّ) أَحَد فضائل ومقامات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الإِلٰهيَّة ـ مثلاً ـ بلغة : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ] [النساء: 59]، يُبِيِّنُها بلسانٍ ولغةٍ أُخرىٰ ، كلغة : [وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ] [النجم: 7ـ9]، أَو كلغة : [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] [الأَحزاب: 33]، وسائر المدح والثَّناء الَّذي لم يخُصَّ الباري تعالىٰ به أَحَداً من هذه الأُمَّة إِلَّا أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا التَّخصيص وهذه الموازين والحفاوة والكرامة والوجاهة الصَّادرة من سَاحَةِ الْقُدْسِ الْإِلَهِيَّةِ ليست موازین وحفاوة وتكريم وتوجيه بشراً أَو عرفاً أَو عادةً جارية ، وإِنَّما موازين ربوبيَّة وناسوتيَّة وناموسيَّة إِلٰهيَّة قائمة على وفق قاعدة : « ليس بين اللّٰـه (عَزَّ وَجَلَّ) وأَحد قَرَابَة » . وعليه : فحينما يصحر الباري (جلَّ شأنه) بفضائل ويأتي بثناء ومدائح في حقِّ مخلوقٍ فمعناه : اِصطفاءه الالٰهيّ ؛ وحُجِّيَّته ؛ ووجوب طاعته ؛ ولزوم ولايته الالٰهيَّة . نعم ، هناك فارقاً بين لغة بيانات الوحي الُمصرِّحة ، كـ : بیان قوله جلَّ قوله : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ] [النساء: 59]، ولغتها المُعرِّضة ، كـ : بيان قوله عزَّ من قائل : [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] [الأَحزاب: 33]، فإِنَّ لغة الأُولىٰ لغة عقل نظري ، بخلاف لغة الثانية ؛ فإِنَّها لغة عقل عملي . إِذَنْ : لغة الكرامات والفضائل والمدائح الواردة في بيانات الوحي لغة حُجِّيَّة إِلٰهيَّة ، ولغة معارف وعقيدة إِلٰهيَّة ، وليست (والعياذ باللّٰـه تعالىٰ) لغة شعر أَو نثر، أَو مديح بترنُّم فيه مسحة مداعبات خيال ، ومن ثَمَّ يؤكِّد الباري (جلَّ قدسه) كراراً ومراراً : أَنَّ ما ورد في قرآنه الكريم ليس شعر شاعر وما شاكله ، وإِنَّما هو عبارة عن كشَّاف عظيم للحقائق والواقعيَّات الكونيَّة المهولة الثَّابتة في عوالمها غير المتناهية . فانظر: بيانات الوحي ، منها : بيان قوله عزَّ من قائل : [وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ] [يس: 69]. /برهانٌ وحيانيٌّ عظيمٌ يُثبت حُجِّيَّة واصطفاء الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها/ ومنه يتَّضح : برهاناً وحيانيّاً عظيماً على حُجِّيَّة الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها ؛ فإِنَّ الباري في قرآنه الكريم رَكَّز عليها في مواطن وموارد عديدة ، منها : 1ـ بیان قوله عزَّ قوله : [فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ] [آل عمران: 61] . 2ـ بیان قوله عزَّ ذكره الوارد في خصوصها وبعلها وبنيها ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) : [وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا] [الإِنسان: 8ـ10]. وعلى هذا قس بيان آية التطهير وسائر بيانات الوحي الواردة في خصوصها وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ فإِنَّها براهين وحيانيَّة ، ولغة من لغات المعارف والعقائد الإِلٰهيَّة ، تُثبت : أَنَّ لفاطمة الزَّهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْها حُجِّيَّة إِلٰهيَّة واِصطفاء إِلٰهيّ . وهذه نُكْتَة مُهمَّة في منظومة معارف وعقائد الوحي الإِلٰهيّ ، يلزم صرف النَّظر إِليها وإِلى هذه اللُّغة والتَّعامل معها
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (560) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (560) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (188) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نُكْتَة عدم استيعاب عقول المخلوقات لشؤون أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّه لَـمَّا كانت هذه الْمَعَارِف الإِلٰهيَّة بكراً لم تُفتق من قبل قَطُّ بهذا الشَّكل والبيان الموجود في سلسلة الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة هذه ، ولم يُنبس بها ببنت شفة ـ مع أَنَّ بيانات الوحي زاخرة بها ـ فمن الطبيعي يحصل فيها توقُّف وتردُّد لدىٰ مَنْ يُخبر من ضعيفيِّ الإِيمان بمقاماتهم ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) وبصفاتهم وأَسمائهم وكمالاتهم وفضائلهم وشؤونهم وأَحوالهم ؛ وإِنْ قام عليها الدَّليل القطعي . مضافاً: أَنَّ ما جادت به يد ساحة القدس الإِلٰهيَّة على أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ عطايا لا تتحمَّل تصوُّرها طاقة وقابليَّة مخلوق قَطُّ ، ولا يمكن خطورها على بالٍ قَطُّ فمن الطبيعي أَيضاً حصول توقُّف وتردُّد لدىٰ من يطَّلع عليها من ضعيفيِّ الإِيمان أَو يُخبر بها وإِنْ قام عليها الدَّليل القطعي . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ لازم ذلك التوقُّف والشَّكّ والتردُّد : إِلحاد وشرك وكفر باللَّـه (العزيز الجبَّار). وهذا ما نبَّهت عليه وحذَّرت منه بيانات الوحي ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الثاني : 2ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « إِنَّ حديث آل مُـحمَّد صعب مستصعب ، لا يؤمن به إِلَّا مَلَك مُقَرَّبٌ ، أَو نَبِيٌّ مرسل ، أَو عبد امتحن اللَّـه قلبه للإِيمان ... وإِنَّما الهالك : أَنْ يُحدَّث بشيءٍ منه لا يحتمله فيقول : واللَّـه ، ما كان هذا شيئاً ، والإِنكار هو الكفر »(1). 3ـ بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في وصيَّته لابن عبَّاس الواردة في حقِّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... يا بن عبَّاس ، اِحْذَر أَنْ يدخلكَ شَكٌّ فيه ؛ فإِنَّ الشَّكَّ في عَلِيٍّ كُفْرٌ باللّٰـه تعالىٰ » (2). 4ـ بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن جابر بن يزيد ، قال : « ... يا جابر ، حديثنا صعب مستصعب ، أَمرد ، ذكوان ، وعر أَجرد ، لا يحتمله واللَّـه إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَل ، أَو مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أَو مؤمن مُمتحن ، فإذا ورد عليك يا جابر شيءٌ من أَمرنا فلان له قلبكَ فاحمد اللَّـه ، وإِنْ أَنكرته فردَّه إِلينا أَهْل الْبَيْتِ ، ولا تقل : كيف جاء هذا؟ وكيف كان؟ وكيف هو؟ فإنَّ هذا واللَّـه الشرك باللَّـه العظيم »(3). ودلالتها واضحة . وبالجملة : لعِظَم هول ما أُعطي لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وعَظِيم خطره يحصل لدىٰ من يطَّلع عليه أَو يُخبر به وإِنْ كان بدليلٍ قطعيٍّ يقينيٍّ توقُّفاً أَو شَكّاً أَو تردُّداً أَو إِلحاداً أَو شركاً أَو كفراً بعضه جليّ ، والآخر خفيّ على دركات غير متناهية ، مشمولة ببيان قوله تعالىٰ : [وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ](4)، يرجع إِلى مدىٰ تحمُّل قابِليَّات واستعدادات المخلوق . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 2 : 189/ح21 . (2) المصدر نفسه ، 16 : 320/ح74 . مجالس ابن الشَّيخ : 64 ـ 65 . فضائل شاذان بن جبرئيل : 5ـ7. الروضة : 156. (3) بحار الأَنوار ، 2 : 208/ح102. (4) يوسف: 106
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (561) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (561) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (189) / / الإِصلاح الأَكبر يكمن في بث البصيرة/ / إِعداد الكُلّ لمركزيَّة المعصوم من أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / إِنَّ الإِصلاح الأَكبر يقوم على بَثّ البصيرة في الأُمَّة الإِسلاميَّة والإِيمانيَّة ، بل في كافَّة البشريَّة . وأَكبر طريق صلاح وإِصلاح : إِعداد الكُلّ لمركزيَّة المعصوم عَلَيْهِ السَّلاَم ، وبَثُّ منهاج أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، لكن : لا بآليَّة تُنفِّر الطرف . وهذا الطريق يحتاج إِلى توازن ، وهو صعب ومستصعب . والمُحكَّم في المقام قاعدة : (لا يسقط الميسور بالمعسور) . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (562) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (562) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (190) / / كافَّة أَسباب القوَّة والقدرة بيد أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / إِنَّ جميع أَسباب : القوَّة والقدرة والقيادة والإِدارة والحُكم وَهَلُمَّ جَرّاً بيد أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، لكنَّهم يستعملونها بطريقة سلميَّة ، مدنيَّة ، حضاريَّة . فراجع بيناتهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) وسِيَرَهم وأَحوالهم وشؤونهم تجد صدق ما نقول واضحاً وجليّاً. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (563) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (563) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (191) / / عَدْلُ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَحد أَسباب قوَّتهم واِقْتِدَارهم / إِنَّ أَحَّد أَسباب قوَّة واِقْتِدَار أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّهم ينصفون عدوّهم قبل أَنْ ينصفوا وليَّهم ، فذاك أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يأمر ذويه بإِنصاف قاتله ابن ملجم (لعْنَة اللّٰـه عَلَيْهِ) حتَّىٰ في صغائر ومُحَقَّرَاتِ الأُمور ، مع أَنَّه اعتدىٰ عليه بالغدر والغيلة والدَّجل ، وبدناءة لا أَخلاقيَّة في المواجهة والمجابهة ، بل ولا أَخلاقيَّة في العدوان ، ومع كُلّ هذا وغيره لم يكن لِعَلِيِّ الطُّهر (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) إِلَّا الإِنصاف معه ، فأَيُّ نفس هذه . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (564) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (564) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (192) / / تطهير النَّفس من شُبْهَةِ الغُلُوِّ / إِنَّ مَنْ لم يُطَهِّر باطن فِكْره من شُبْهَةِ الغُلُوّ ـ كالوهابيَّة والسَّلفيَّة والأَشعريَّة ومَنْ شَاكَلَهُم من الْفِرَق الْمُنْحَرِفَة بعضها من الوسط الدَّاخلي ـ فسيرتطم لا محالة ـ شَعَر بذلك أَم لا ـ بمحذور التَّقصير ؛ فإِنَّ كُلَّ غُلُوٍّ ـ وبحسب ما عليه البرهان العقلي ـ فيه تقصير ، وكذا العكس ، شبيه التَّشبيه والتَّعطيل ؛ فإِنَّ بينهما استلزام أَيضاً ، والجادَّة الوسطىٰ جادَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ تكمن في : (الأَمر بين الأَمرين) ، وهي : المعرفة بالآيات الإِلٰهيَّة ، وهذا أَمْرٌ معرفيٌّ عظيمٌ وجَسِيمٌ وخَطِيرٌ جِدّاً . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (565) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (565) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (193) / / الغُلُوّ والتَّقْصِير أَحدهما يستبطن الآخر / إِنَّ معنىٰ الغُلُوّ ليس ما يظنَّه الكثير من أَنَّه إِعطاء الحقّ وزيادة ، بل إِيفاء بما للشيء من حقيقةٍ وزيادة . ثُمَّ إِنَّه يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ في كُلِّ غُلُوٍّ تَقْصِير وفي كُلِّ تَقْصِيرٍ غُلُوّ . بيان ذلك يتمُّ من خلال البيان الرياضي والهندسي التَّالي ، وهو : أَنَّه لو أُريد توزيع مادَّة مُعيَّنة على أَقسام ولتكن ثلاثة ـ فلو فرض أَنَّه أُنقص من مادَّة القسم الأَوَّل شيء ، وحصل فيه تَقْصِير فسيحصل تلقائيَّاً غُلُوّ في أَحد القسمين الآخرين أَو في كليهما ؛ فإِنَّه لا بُدَّ أَنْ يُدفع ما أُخذ من القسم الأَوَّل : إِمَّا لأَحد القسمين أَو لكليهما . وعلى هذا قس العكس ؛ فإِنَّه لو دُفِعَ للقسم الأَوَّل أَكثر من مادَّته وحصل فيه غُلُوّ فلازمه وقوع التَّقْصِير في أَحد القسمين الآخرين أَو في كليهما . ومنه يتَّضح : أَنَّ اتباع السقيفة حينما قَصَّروا في حقِّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ونفوا عنهم العصمة والإِمامة وَهَلُمَّ جَرّا من المقامات الْإِلَهِيَّة ، أَثبتوها عمليّاً لأَصحاب السَّقيفة ، وجعلوا الفقهاء الأَربعة ناموس الدِّين وأَئِمَّته . وعلى هذا قس حال الصوفيَّة والعرفاء ؛ فإِنَّهم يسلبون خصوصيَّات ثابتة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ويُثبتوها لغيرهم . وبالجملة : أَنَّ مَنْ يُقَصِّر في جهةٍ كما لو قصَّرَ في عصمة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وإِمامتهم ومقاماتهم وشؤونهم الْإِلَهِيَّة فلابُدَّ أَنْ يدفع بتلك العصمة والإِمامة والمقامات الْإِلَهِيَّة إِلى غيرهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ومن ثَمَّ حصول غُلُوّ في حقِّ ذلك الغير . إِذَنْ: كُلُّ مُغالٍ مُقَصِّر ، وكُلُّ مُقَصِّرٍ مُغالٍ ، والنَّجاة تكمن في سلوك الجادَّة الوسطىٰ غير المتناهية ، جادَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، والَّتي لا تخرج إِلى عوجٍ ، ولا تزيل عن منهج الحقِّ . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (566) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (566) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (194) / / عَظَمَة وخطر وهول الرُّؤْيَة العقائديَّة / هناك فارق بين الرُّؤْيَة العقائديَّة من جهة والرُّؤية الفكريَّة والسياسيَّة والأَخلاقيَّة وفقه الفروع من جهةٍ أُخرىٰ ؛ فإِنَّ طبيعة الرُّؤية العقائديَّة رؤية جبَّارة واسعة الأُفق والمدىٰ ، وعبارة عن ملفَّات وبرامج تبقىٰ فعَّالة في العوالم اللَّاحِقَة غير المتناهية ؛ فلذا صارت العقيدة أَصل الدِّين وعروته الوثقىٰ ، ومن ثَمَّ مَنْ يتمسَّك بالعقيدة والمعرفة الْحَقَّة تكون له أَمان عبر جملة العوالم غير المتناهية ، وضمان واثق جِدّاً أَعظم من دون قياس من ضمان فقه الفروع (1)؛ فلذا مَنْ يمتلك معلومات وخريطة ورؤية عقائديَّة ومعرفيّة حَقَّة يُنتقل به من عَالَمٍ إِلى آخر من دون أَنْ يعتريه اِضطراب أَو حيرة أَو بلبلة ؛ لكون الخريطة العقائديَّة والمعرفيَّة للعوالم اللَّاحِقَة ـ كعَالَم : البرزخ ، والرَّجْعَة ، والقيامة ، والآخرة الأَبديَّة وما بعدها ـ مكشوفة ومعلومة لديه من البداية ، فتهون عليه أَهوال تلك العوالم غير المتناهية ، ولا تحصل لديه مفاجئة واضطراب . بخلاف مَنْ حَرَمَ نفسه أَو حُرِمَ من تلك المعلومات والخريطة والرُّؤية العقائديَّة والمعرفيَّة ؛ فإِنَّه سرعان ما يضطرب بمُجرَّد اِنتيابه أَو اِعتراءه حالة في بدنه أَو في نفسه أَو في روحه أَو عقله أَو قلبه أَو سرِّه أَو خفيِّه أَو أَخفاه ؛ كمفارقة كُلّ واحدةٍ من هذه الطَّبقات لحقيقته . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ أَهوال كُلّ عَالَم ٍمن العوالم الصَّاعدة بالنِّسبَة إِلى ما قبلها من أَهوال العوالم النَّازلة أَكثر اِضطراباً وأَخطر اِنْزِلاقاً . وبالجملة : طبيعة الرُّؤية العقائديَّة : رؤية واسعة المدىٰ ، عظيمة الشأن والتَّأثير والهيمنة والتَّحَكُّم في توازن المخلوق ـ لاسيما الإِنسان ـ في جملة شؤونه وحالاته ، وعبر كافَّة العوالم غير المتناهية ؛ لاسيما في العوالم الصَّاعدة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لَا بَأْسَ بالْاِلْتِفَات إِلى أَنَّ مقصود الفقهاء والمُتكلِّمين من أَنَّ تفاصيل العقائد من الفروع : أَنَّها لا تُخرج مَنْ لا يعتقد بها من حومة الإِيمان . نعم قد يَحْرِمَ نفسه ويُفوِّت عليها في الآخرة الأَبديَّة مراتب وكمالات وفضائل أَبديَّة صاعدة . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان أَبي جعفر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « فضل إِيمان المؤمن بحمله : [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ] [القدر: 1] وبتفسيرها على من ليس مِثْله في الإِيمان بها كفضل الإِنسان على البهائم . وإِنَّ اللّٰـه تعالىٰ ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدُّنيا لكمال عذاب الآخرة لِـمَن علم أَنَّه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين ، ولا أَعلم في هذا الزَّمان جهاداً إِلَّا الحجّ والعمرة والجوار ». بحار الأَنوار، 25: 74/ ح63. كنز الفوائد: 395ـ 398
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (567) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (567) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (195) / / هيمنة المخلوق المُتقدِّم وعلوّ كمالاته / هناك قضيَّة يَجْدُرُ الْاِطِّلَاع عليها ، حاصلها : « أَنَّ المخلوق المُتقدِّم والسَّابق رتبةً مَـمَرٌّ للفيض الإِلٰهي للمخلوق المُتأَخِّر واللَّاحِق رتبة ، ومُحيطٌ به ، ومُهَيْمِنٌ عليه » . وهذا التقدُّم والتأخُّر ، والسبق واللُّحُوق ليس بزماني ، بل رتبي وعوالمي . وهذا ما يُشير إِليه بيان القاعدة المعرفيَّة القائلة : « أَنَّ كُلَّ مقامٍ مُتقدِّمٍ مُهَيْمِن على المقام المُتأَخِّر، ومقتضىٰ الهيمنة عِلْوُ كمالات المُهَيْمِن » . وَحَيْثُ إِنْ رأس هرم طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة أَرفع كمالاً ، وأَعلىٰ مقاماً من الصِّفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ المعهودة ، ومَمَرَّ فيض لها فضلاً عمَّا دونها ، ويتصرَّف فيها ، ومُهَيْمِن ومسيطر عليها ومحيط بها ، ونافذ فيها وفي جميع شراشر وجوداتها نفوذ اللَّطِيف في الأَغلظ ؛ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارج عنها خروج اللَّطِيف عن الأَغلظ ؛ لا بالمباينة والمزايلة ـ كما تقدم تحقيق جميع ذلك في محله ـ (1). وهناك قاعدة معرفيَّة عقليَّة أُخرىٰ ، من خفايا المباحث المعرفيَّة العقليَّة ، تُذكر في أَبواب المعارف ، وهي : أَنَّه : « كلَّما ازدادت اللَّطَافَة : انعدمت النِّسَب والحُجُب والفواصل والأَبعاد ، واشتدَّ العلم والوجود والحضور ، واشتدَّت الإِحاطة والقدرة ، وكانت نِسبة جميع ما دون شديد اللَّطَافة من العوالم والمخلوقات إِليه نِسْبَة واحدة ، لا سيما إِذا كان شديد اللَّطَافة هو الجوهر المُجرَّد ؛ لأَنَّ نسبته إِليها نِسْبَة تقوُّم » . وهذه معادلة فوق العلوم الرياضيَّة . ومنه يتَّضح : حال طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، لا سيما رأس هرمها بلحاظ ما دونها من مخلوقات عَالَم السرمد والأَزل ؛ عَالَم الصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ فضلاً عمَّا دونها . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من اراد الاطلاع على تحقيق هذه القضية فليراجع مبحث : ( علم الحروف وخطورة طبقات حقائق ومقامات أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (568) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (568) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (196) / / أَنواع الإِحاطة / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّ الإِحاطة على أَنحاء ثلاثة : أَحدها : الإِحاطة الْمَادِّيَّة الجغرافيَّة . وهذه لا تُحيط إِلَّا بالسَّطح والظَّاهر فقط . ومجالها : إِذا كان المُحيط من عَالَم الأَجسام الغليظة . مثالها : إِحاطة الكرة الكبيرة بالكرة الصغيرة . وهذا النحو وإِن عُدَّ نحو من أَنحاء الإِحاطة في عِلْمِ : الرياضيِّات والهندسة ، لكنَّه بالدِّقَّة العقليَّة فيه مسامحة ظاهرة . ومنه يتَّضح : أَنَّ الدِّقَّة الْعَقْلِيَّة تفوق الدِّقَّة في عِلْمِ : الرياضيَّات والهندسة ؛ لإِعتمادهما على قوَّة الخيال(1)، بخلاف الدِّقَّة الْعَقْلِيَّة ؛ فإِنَّها أَشرس من دون قياس ؛ لإِعتمادها على قوَّة الْعَقْل . والفارق بين القوَّتين عظيم وشاسع جِدّاً ، بل من دون قياس أَيضاً ؛ فإِنَّ الْعَقْل عين مُسَلَّحَة أَشرس من عين قوَّة الخيال بمراتب غير متناهية . وهذه نُكْتَةٌ نفيسةٌ تأتي في أَبْوَاب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة . ثانيها : الإِحاطة الْمَادِّيَّة غير الجغرافيَّة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عَالَم الخيال : عَالَم أَلطف من عَالَم الحسّ اللَّطيف ، وهو على مراتب وأَقسام وأَنواع ؛ كعَالَم الحسّ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (569) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (569) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (196) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « أَنواع الإِحاطة » ؛ فإِنَّ الإِحاطة على أَنحاء ثلاثة : أَحدها : الإِحاطة الْمَادِّيَّة الجغرافيَّة . وهذه لا تُحيط إِلَّا بالسَّطح والظَّاهر فقط . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى النحو التالي : ثانيها : الإِحاطة الماديَّة غير الجغرافيَّة . وهذه تُحيط بالظَّاهر والباطن ، لكنَّها تبقىٰ ماديَّة وجسمانيَّة ولها مقدار . ومجالها : إِذا كان المُحيط من عَالَم المادَّة وعَالَم الأَجسام اللَّطِيفَة . مثالها : إِحاطة الأَشعَّة البنفسجيَّة أَو الحمراء أَو فوقها أَو تحتها بالأَجسام الأَغلظ . لكن : هناك نواقص في هذه الإِحاطة ، فضلاً عن الإِحاطة الماديَّة الجغرافيَّة ؛ منها : أَوَّلاً: أَنَّ الاحاطة الماديَّة غير الجغرافيَّة ـ فضلاً عن الجغرافيَّة ـ مهما علت وبلغت لا بُدَّ أَنْ تكون ناقصة ، فإِحاطة الأَشعَّة والطَّاقات بالأَجسام الأَغلظ وإِنْ كانت أَكمل نسبيّاً من إِحاطة الجسم الكبير بالصَّغير ، لكنَّها تبقىٰ ناقصة ؛ لأَنَّ عناصر وذرَّات الأَشعة والطَّاقات وإِنْ نفذت في الأَجسام والمواد الأَغلظ ، لكن نفس الأَجسام والمواد الأَغلظ تتكوَّن من لطائف ماديَّة ، وما إِنْ تتساوىٰ درجات اللَّطافة في مواد الأَشعَّة والطَّاقات مع درجات اللَّطافة في المواد الصَّاعدة للأَجسام فلا تنفذ ولا تُحيط تلك الأَشعَّة والطَّاقات بتلك الدَّرجة من الأَجسام ، وتمرُّ على سطوح تلك المواد فيصير لقاء سطح بسطح . إِذَنْ : الدُّخول والنُّفوذ المادِّي الجغرافي ، بل والدُّخول والنُّفوذ المادِّي غير الجغرافي من أَضعف أَنواع الدُّخول والنُّفوذ ؛ لعدم حصول تشابك حقيقي ، بل تلوُّن سطوح . ثانياً : أَنَّ بعض الُمحيط وإِنْ كان حاضراً في جانب من جوانب الُمحاط ، لكنَّه ليس بحاضر في الجوانب الأُخرىٰ ؛ فإِحاطة الأَشعَّة وسائر القوىٰ الماديَّة والطَّاقات بالجسم الأَغلظ وإِنْ كانت نافذة وحاضرة في أَحد جوانبه لكنَّها لا تكون نافذة وحاضرة في جوانبه الأُخرىٰ ؛ لأَنَّ هذه القوىٰ والطَّاقات بعدما كانت من عَالَم الأَجسام والمادة ، وطبيعة هذا العَالَم أَنَّ بعض جوانبه تغيب عن جوانبه الأُخرىٰ . وهذا بخلاف نفوذ وحضور واحاطة المجرَّدات التَّامَّة كنفوذ وحضور واحاطة الباري ـ الُمسمَّىٰ ـ تقدَّس ذكره ونفوذ وحضور واحاطة الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ومرادفاتها العقليَّة الإِلٰهيَّة ـ طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ فإِنَّ جملة ابعاض المُحاط وأَجزاءه وذرَّاته وشراشره وشؤونه وأَحواله حاضرة لدىٰ المُحيط كنقطة واحدة ولا يغيب عنه شيء. ثالثها: الإِحاطة التجرُّديَّة ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (570) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (570) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (196) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « أَنواع الإِحاطة » ؛ فإِنَّ الإِحاطة على أَنحاء ثلاثة : أَحدها : الإِحاطة الْمَادِّيَّة الجغرافيَّة . وهذه لا تُحيط إِلَّا بالسَّطح والظَّاهر فقط . ثانيها : الإِحاطة لْمَادِّيَّة غير الجغرافيَّة . وهذه تُحيط بالظَّاهر والباطن ، لكنَّها تبقىٰ مَادِّيَّة وجسمانيَّة ولها مقدار . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى النحو التالي : ثالثها : الإِحاطة التجرُّديَّة ، وهذه إِحاطة وجوديَّة ، تكون فيها للمُحيط هيمنة وإِحاطة وقدرة أَعظم وجوداً وكمالاً من هيمنة وإِحاطة وقدرة ووجود وكمال المُحاط . ومجالها : إِذا لم يكن المُحيط من عَالَم المادَّة والأَجسام ، وإِنَّما كان من عَالَم المُجرَّدات تجرُّداً تامّاً ـ كـ : الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وعَالَم الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ؛ طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ ، فتكون نِسْبَة المُحيط إِلى جملة المُحاط ظاهره وباطنه نِسْبَة واحدة . نظيره : نقطة مركز الدائرة بلحاظ جميع نقاط محورها(1) ، فإِنَّ نسبتها إِلى الجميع واحدة ؛ من دون أَيّ تبعُّض وتفاوت(2). مثالها : ما أَشارت إِليه بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله جلَّ ثناؤه : [الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى](3). أَي : أَنَّ قربه وقدرته وسيطرته وهيمنته على جملة المخلوقات واحدة ، لا تتبعَّض ولا تتفاوت ، فهو سبحانه وتعالىٰ : [لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ](4) . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع الضمير : (الدائرة). (2) لَا بَأْسَ بالْاِلْتِفَات في المقام إِلى الأَمرين التَّاليين : الأَمر الأَوَّل : /الدَّائرة والكرة من اقدس الأَشكال المخلوقة/ اعتبر علماء الرياضيَّات والهندسة منذ القِدَم : أَنَّ الدائرة أَو الكرة من أَقدس الأَشكال المخلوقة ، وتُؤخذ کمثال حسِّي وتقريبي لبيان أَوَّليَّة الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة الُمقدَّسة وأَنَّها عين آخريَّتها ، وليست للذَّات الإِلٰهيَّة المقدَّسة حالة تصرُّم ولا حالة ترقُّب لأُمور أُخرىٰ ، فهي كالنقطة المركزيَّة في الدَّائرة ؛ فإِنَّها إِذا قيست إِلى نقاط محورها كانت أَوَّليَّة هذه النقاط بالنِّسبة إِلى مركز الدَّائرة عين آخریَّتها ، وليست هناك حالة تصرُّم في الأَوَّليَّة ، ولا حالة ترقُّب في الآخريَّة ، وهي تُحيط بالكُلِّ ؛ فنسبة نقطة مركز الدَّائرة إِلى بدايات نقاط محورها عين نسبتها إِلى مُتوسِّطات نقاط محورها ، وعين نسبتها إِلى نهايات نقاط محورها . الأَمر الثَّاني : /الدَّائرة والكرة رمزان رياضيَّان معرفيَّان يوضِّحان علاقة اللَّطيف بالأَغلظ/ الدَّائرة والكرة رمزان رياضیَّان معرفیَّان عظيمان لتقريب علوم ومباحث المعارف الإِلٰهيَّة إِلى الأَذهان والعقول ، ولشرح وبيان جملة أُمور ، منها : علاقة ونسبة الجسم اللَّطيف إِلى كافَّة بقاع الجسم الأَغلظ واجزاءه وشراشره ؛ فإِنَّها واحدة ، كنقطة مركز الدَّائرة أَو الكرة بلحاظ الجسم المُتحرِّك في مُحيطها ، فإِنَّ نقاط المحيط إِذا قيست إِلى الجسم الُمتحرِّك فيها كانت متفاوتة في البعد والقرب ، لكنَّها إِذا قيست إِلى مركز دائرتها أَو مركز كرتها كانت في البُعد والقرب سوآء ، فأَوَّليَّتها عين آخريَّتها ، وآخريَّتها عين أَوَّليَّتها . وهذا المثال وإِنْ كان جسمانيّاً وحسيّاً وماديّاً ، ويُقرِّب من جهة ويُبعِّد من جهات ، لكنَّه بديع ، ويوضِّح علاقة اللطيف بالأَغلظ ونسبته إِليه ، والمخلوقات وإِنْ كان ماضيها غير حاضرها ومستقبلها ، وحاضرها غير ماضيها ومستقبلها ، ومستقبلها غير ماضيها وحاضرها ، لكنَّها إِذا قیست إِلى باريها (تقدَّس ذكره) كانت نسبتها إِليه تعالىٰ واحدة من دون أَي تفاوت ، فأَوَّليَّته تعالىٰ عين آخريَّته ، وآخريَّته عين أَوَّليَّته ، وأَزلیَّته عین سرمديَّته ، ولا يتجدَّد فيه شيء ، ولا يتصرَّم ولا يتبدَّد منه شيء ، وهو في كُلِّ شيءٍ . وتصوُّر هذه المعادلات يستعصي على أَذهان عقول رواد العلوم البشريَّة ـ كروَّاد : الفيزياء ، والكيمياء ، والاحياء ، والرياضيَّات ، والهندسة ، والفضاء ـ ؛ لكونهم مُتخلِّفين في المعرفة العقليَّة ـ إِلَّا الموحدون منهم ـ فالعين العقليَّة ليست بمُتطوِّرة ولا نامية لديهم ، كحال الحيوانات ؛ فإِنَّ جانب الحسِّ وإِنْ كان قويّاً لديها ، لكن جانب العقل ضعيف عندها . وعليه : فلا تُبْنَىٰ الحضارة والتنمية البشريَّة اعتماداً على الجانب الحيواني والحسِّ فقط ، بل وعلى الجانب العقلي ، وهو الأَخطر والأَعظم والأَهم . (3) طٰه : 5 . (4) الإخلاص : 3
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (571) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (571) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (196) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « أَنواع الإِحاطة » ؛ فإِنَّ الإِحاطة على أَنحاء ثلاثة : أَحدها : الإِحاطة الْمَادِّيَّة الجغرافيَّة . وهذه لا تُحيط إِلَّا بالسَّطح والظَّاهر فقط . ثانيها : الإِحاطة لْمَادِّيَّة غير الجغرافيَّة . وهذه تُحيط بالظَّاهر والباطن ، لكنَّها تبقىٰ مَادِّيَّة وجسمانيَّة ولها مقدار . ثالثها : الإِحاطة التجرُّديَّة ، وهذه إِحاطة وجوديَّة ، تكون فيها للمُحيط هيمنة وإِحاطة وقدرة أَعظم وجوداً وكمالاً من هيمنة وإِحاطة وقدرة ووجود وكمال المُحاط . ومجالها : إِذا لم يكن المُحيط من عَالَم المادَّة والأَجسام ، وإِنَّما كان من عَالَم المُجرَّدات تجرُّداً تامّاً ـ كـ : الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وعَالَم الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ؛ طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ ، فتكون نِسْبَة المُحيط إِلى جملة المُحاط ظاهره وباطنه نِسْبَة واحدة . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : نظيره : نقطة مركز الدائرة بلحاظ جميع نقاط محورها(1) ، فإِنَّ نسبتها إِلى الجميع واحدة ؛ من دون أَيّ تبعُّض وتفاوت . مثالها : ما أَشارت إِليه بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله جلَّ ثناؤه : [الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى] (2). أَي : أَنَّ قربه وقدرته وسيطرته وهيمنته على جملة المخلوقات واحدة ، لا تتبعَّض ولا تتفاوت ، فهو سبحانه وتعالىٰ : [لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ] (3) . إِذنْ : نِسْبَة المخلوقات بالنِّسْبَة إِليه (جلَّ ذكره) تتوحَّد ، فلا يغيب شيء عنه ؛ فجملة العوالم وكافَّة المخلوقات غير المتناهية في حضور واحدٍ لديه . وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ؛ فإِنَّه سُئل : « عن قوله اللَّـه عَزَّ وَجَلَّ : [الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى] ، فقال : استوىٰ من كُلِّ شيء ، فليس شيء أَقرب منه من شيء »(4). 2ـ بيان الإِمام الكاظم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن يعقوب بن جعفر الجعفري ، قال : « ذُكر عنده قوم زعموا أَنَّ اللَّـه تبارك وتعالىٰ ينزل إِلى السَّماء الدُّنيا ، فقال : إِنَّ اللَّـه لا ينزل ولا يحتاج إِلى أَنْ ينزل ، إِنَّما منظره في القرب والبُعد سوآء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج إلى شيءٍ ، بل يُحتاج إِليه ... »(5). 3ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، عن القاسم بن يحيىٰ ، عن جدِّه الحسن ، قال : « وسُئِلَ عن معنىٰ قول اللَّـه : [عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى] ، قال : استولىٰ على ما دقَّ وجلَّ »(6). ثانياً : بيان قوله جلَّ قوله : [أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ](7). ومعناه : أَنَّه (تقدَّس ذكره) لا يحدّه ولا يحبسه مكان ولا زمان . ثالثاً : بيان قوله عزَّ من قائل : [وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا](8). ودلالته قد اِتَّضحت . وبالجملة : النِّسْبَة بين الشيء الواحد والأَشياء الكثيرة إِنْ كانت واحدة ولم تختلف فالإِحاطة منه لها تجرُّديَّة ، وإِلَّا فماديَّة . إِذنْ : في عَالَم المُجرَّدات تجرُّداً تامّاً ـ كـ : طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ لا توجد أَبداً نِسب مُتكثِّرة ، وإِنَّما نِسبة فاردة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع الضمير : (الدائرة). (2) طٰه : 5 . (3) الإخلاص : 3 . (4) بحار الأَنوار ، 55: 7/ح5. (5) المصدر نفسه ، 3: 311/ح5. (6) المصدر نفسه : 336/ح45. أُصول الكافي، 1/باب: معاني الأَسماء واشتقاقها: 80/ح3. (7) فُصِّلَت : 54. (8) النساء : 126
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (572) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (572) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (197) / / أَحد تفاسير بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» / إِنَّ أَحد تفاسير بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ المُتقدِّم : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» (1) أَنَّ رأس هرم طبقات حقيقته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) الصَّاعدة لَـمَّا كانت مُجرَّدة تجرُّداً تامّاً كانت جميع العوالم وكافَّة المخلوقات ـ ما عدا رأس هرم طبقات حقيقة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة ـ بالنِّسْبَة إِلى تلك الطبقة نِسْبَة واحدة. نظيره : ـ ما مرَّ من مثال ـ نقطة مركز الدائرة الهندسيَّة بالنِّسْبَة إِلى نقاط محيطها ؛ فإِنَّها واحدة لا تتفاوت ولا تتبعَّض . فمخلوقات : (عَالَم السَّرمد والأَزل) و (الذَّرَّة) بالنِّسبة إِليه (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بلحاظ تلك الطبقة شيء واحد ، وهيمنته (عَلَيْه السَّلاَم) عليها واحدة من دون تبعُّض وتفاوت . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. تفسير البصائر ، 1/ 24
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (573) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (573) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (197) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « أَحد تفاسير بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»(1) » ؛ فإِنَّ أَحد تفاسير هذا البيان الشريف : أَنَّ رأس هرم طبقات حقيقته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) الصَّاعدة لَـمَّا كانت مُجرَّدة تجرُّداً تامّاً كانت جميع العوالم وكافَّة المخلوقات ـ ما عدا رأس هرم طبقات حقيقة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة ـ بالنِّسْبَة إِلى تلك الطبقة نِسْبَة واحدة . نظيره : ـ ما مرَّ من مثال ـ نقطة مركز الدائرة الهندسيَّة بالنِّسْبَة إِلى نقاط محيطها ؛ فإِنَّها واحدة لا تتفاوت ولا تتبعَّض . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ويضاف إِليه : ما تقدَّم من أَنَّ جملة العوالم وكافَّة المخلوقات على حدٍّ سوآء بالنِّسْبَة إِلى الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، لا تتبعَّض ولا تتفاوت ، وهي كنقطة واحدة إِلى الذات المُقدَّسة . هذا هو شأن الذات المُقدَّسة . وتقدَّم أَيضاً : أَنَّ كُلَّ ما تَّتصف به الذات المُقدَّسة من صفات وأَسماء وكمالات وشؤون إِلَّا الأُلوهيَّة تنعكس من الذات الإِلٰهيَّة وتظهر وتتجلَّىٰ في طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، وتتَّصف بها حكايةً ووجوداً ظلِّيّاً ومن الغير . ومن تلك الصفات والأَسماء والكمالات والشؤون الإِلٰهيَّة : استواء جملة العوالم وطُرّ المخلوقات من الذَّرَّة إِلى أَعلىٰ وأَرفع مخلوق إِلى الذات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة ، وتكون جميعها إِليه (جلَّ شأنه) كـ : نقطة واحدة ؛ لا تتبعَّض ولا تتفاوت . هكذا حال طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّاعدة بلحاظ كافَّة العوالم وسائر المخلوقات غير المتناهية ـ عدا رأس هرم طبقات حقيقة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة ـ مستوية ومهيمنة عليها ، وداخلة فيها دخول اللَّطِيف في الأَغلظ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارجة عنها خروج اللَّطِيف من الأَغلظ لا بالمباينة والمزايلة ، وتكون جميعها إِليه (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بلحاظ تلك الطبقة كـ : نقطة واحدة ؛ لا تتبعَّض ولا تتفاوت من مثقال الذَّرَّة إِلى أَرفع مخلوق يتلو تلك الطبقة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. تفسير البصائر ، 1/ 24
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (574) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (574) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (198) / / غائيَّة الخالق (عَزَّ وَجَلَّ) تختلف عن غائيَّة المخلوق / إِنَّ غائيَّة الخالق تختلف عن غائيَّة المخلوق ، فغائيَّته تعالىٰ : أَنَّ الكُلَّ يستعينُ به (جلَّ وتقدَّس) ، ويتوجَّه إِليه وإِنْ كان ملحداً أَو كافراً أَو عابدِ وثنٍ ؛ شعر بذلك أَم لا ، فإِنَّ من فرَّ منه (تقدَّست أَسماؤه) كرَّ إِليه ، فلا ملجأ منه إِلَّا إِليه ، فمَنْ أَلحد أَو أَشرك أَو كفر به أَو عصاه فقد هرب منه ومن أَسماء الجمال والرَّحمة الإِلٰهيَّة والتجئ إِليه وإِلى أَسماء الجلال والقهر والعذاب الإِلٰهيَّة ، فالمطيع يتوجَّه إِليه (عظمت آلاؤه) ويستعين به من خلال الاسم الإِلٰهي : (الرحمٰن ، والرحيم ، والغفَّار ، والوهاب ، والرزَّاق ، والباسط ، والرافع ، والمُعزّ ، والشكور ، والحفيظ ...) ، بخلاف المُلحد والمُشرك والكافر والعاصي ، فإِنَّهم يتوجَّهون إِليه (جلَّ اسمه) ويستعينون به من خلال الاسم الإِلهي : (القهَّار ، والقابض ، والمُذِل ، والمقيت ، والمنتقم ، والمانع ، والضَّار ...) ، فكلٌّ يعبُد اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ وليس الاسم ـ ويستعين ويلوذ به ، ويتضعضع ويخشع وينقاد ويفتقر إِليه ، ويستمدُّ منه ، لكن ليس الجميع : عبادة واستعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد طائع وطاعة ، وإِنَّما بعضها : استعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد معصية وعاصي . وإِلى كُلِّ هذا تُشير بيانات الوحي الإِلٰهي ، منها : ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (575) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (575) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (198) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « غائيَّة الخالق (عَزَّ وَجَلَّ) تختلف عن غائيَّة المخلوق » ؛ فإِنَّ غائيَّته تعالىٰ : أَنَّ الكُلَّ يستعينُ به (جلَّ وتقدَّس) ، ويتوجَّه إِليه وإِنْ كان ملحداً أَو كافراً أَو عابدِ وثنٍ ؛ شعر بذلك أَم لا ، فإِنَّ من فرَّ منه (تقدَّست أَسماؤه) كرَّ إِليه ، فلا ملجأ منه إِلَّا إِليه ، فمَنْ أَلحد أَو أَشرك أَو كفر به أَو عصاه فقد هرب منه ومن أَسماء الجمال والرَّحمة الإِلٰهيَّة والتجئ إِليه وإِلى أَسماء الجلال والقهر والعذاب الإِلٰهيَّة ، فالمطيع يتوجَّه إِليه (عظمت آلاؤه) ويستعين به من خلال الاسم الإِلٰهي : (الرحمٰن ، والرحيم ، والغفَّار ، والوهاب ، والرزَّاق ، والباسط ، والرافع ، والمُعزّ ، والشكور ، والحفيظ ...) ، بخلاف المُلحد والمُشرك والكافر والعاصي ، فإِنَّهم يتوجَّهون إِليه (جلَّ اسمه) ويستعينون به من خلال الاسم الإِلهي : (القهَّار ، والقابض ، والمُذِل ، والمقيت ، والمنتقم ، والمانع ، والضَّار ...) ، فكلٌّ يعبُد اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ وليس الاسم ـ ويستعين ويلوذ به ، ويتضعضع ويخشع وينقاد ويفتقر إِليه ، ويستمدُّ منه ، لكن ليس الجميع : عبادة واستعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد طائع وطاعة ، وإِنَّما بعضها : استعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد معصية وعاصي . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وإِلى كُلِّ هذا تشير بيانات الوحي الإِلٰهي ، منها : 1ـ بيان قوله عزَّ ذكره : [إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا](1). 2ـ بيان قوله جلَّ ذكره : [وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا](2). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ قد اتَّضحت . 3ـ بيانه جلَّ ثناؤه : [فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيم](3). ودلالته قد اتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ (وجه اللَّـه) تارة وجه رحمة ونعمة ، وأُخرىٰ عذاب ونقمة . 4ـ بيان الإِمام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن حماد بن عمرو النصيبي ، قال : « سألتُ جعفر بن مُحمَّد عَلَيْهِما السَّلاَمُ عن التوحيد ، فقال : واحد ، صمد ... معروف عند كُلّ جاهل ... »(4). ودلالته قد اتَّضحت أَيضاً . إِذنْ : جملة المخلوقات وفي كافَّة العوالم تتَّجه بفطرتها إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة شعر بذلك المخلوق أَم لا ، لكن : العاصي يتَّجه بفطرته إِليه (جلَّ قدسه) من جهة صراط الجحيم وبئس الورد المورود . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مريم: 93. (2) النساء: 78. (3) البقرة: 115. (4) بحار الأَنوار، 4: 286/ح18
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (576) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (576) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (198) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « غائيَّة الخالق (عَزَّ وَجَلَّ) تختلف عن غائيَّة المخلوق » ؛ فإِنَّ غائيَّته تعالىٰ : أَنَّ الكُلَّ يستعينُ به (جلَّ وتقدَّس) ، ويتوجَّه إِليه وإِنْ كان ملحداً أَو كافراً أَو عابدِ وثنٍ ؛ شعر بذلك أَم لا ، فإِنَّ من فرَّ منه (تقدَّست أَسماؤه) كرَّ إِليه ، فلا ملجأ منه إِلَّا إِليه ، فمَنْ أَلحد أَو أَشرك أَو كفر به أَو عصاه فقد هرب منه ومن أَسماء الجمال والرَّحمة الإِلٰهيَّة والتجئ إِليه وإِلى أَسماء الجلال والقهر والعذاب الإِلٰهيَّة ، فالمطيع يتوجَّه إِليه (عظمت آلاؤه) ويستعين به من خلال الاسم الإِلٰهي : (الرحمٰن ، والرحيم ، والغفَّار ، والوهاب ، والرزَّاق ، والباسط ، والرافع ، والمُعزّ ، والشكور ، والحفيظ ...) ، بخلاف المُلحد والمُشرك والكافر والعاصي ، فإِنَّهم يتوجَّهون إِليه (جلَّ اسمه) ويستعينون به أَيْضاً لكن من خلال الاسم الإِلهي : (القهَّار ، والقابض ، والمُذِل ، والمقيت ، والمنتقم ، والمانع ، والضَّار ...) ، فكلٌّ يعبُد اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ وليس الاسم ـ ويستعين ويلوذ به ، ويتضعضع ويخشع وينقاد ويفتقر إِليه ، ويستمدُّ منه ، لكن ليس الجميع : عبادة واستعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد طائع وطاعة ، وإِنَّما بعضها : استعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد معصية وعاصي . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبالجملة : أَنَّه ليس لمخلوق البَتَّة ـ وإِنْ كان غيّاً غاوياً ـ انقطاع تام عن اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ (عزَّ اسمه) ، بل لا بُدَّ له من الاتِّجاه والتوجُّه إِليه (عزَّ وجهه) والإِستعانة به ، لكنَّ اتِّجاه وتوجُّه العاصي ليس اِتِّجاه وتوجُّه واستعانة لدار الجنان وبأسماء الجمال ـ خلافاً لِـمَا توهَّمه ابن عربي(1) وجملة من العرفاء والصوفيَّة ـ وإِنَّما اِتِّجَاه واِسْتِعَانَة إِلى قذف نفسه بين أَغلال ودركات وأَطباق عذاب نار الجحيم ، وبأَسماء الجلال ـ كـ : اسم المنتقم والجبَّار ـ . وقد تقدَّم : أَنَّ جملة أَسماء وصفات وشؤون الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً ـ قد اِنعكست وتجلَّت في حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وحقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، منها : هذه الصِّفة والشأن الإِلٰهيّ ؛ أَي : أَنَّ جملة المخلوقات غير المتناهية وفي كافَّة العوالم غير المتناهية أَيضاً من بداية عَالَم الخلقة إِلى ما لا نهاية مُتَّجهة ومُتوجَّهة إِلى طبقات حقائق أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ شعرت بذلك المخلوقات أَم لا ـ ومستعينة بهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)؛ ومُستمدَّة منهم وجودها وحولها وقوَّتها وقدرتها وغناها واستدامتها ـ شعرت بذلك المخلوقات أَم لا ـ. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لَا بَأْسَ بالْاِلْتِفَات في المقام إِلى الأَمرين التَّاليين : الأَمر الأَوَّل : /مسلك ابن عربي في الفصوص مسلك جبريّ/ إِنَّ صريح مسلك ابن عربي في كتاب الفصوص مسلك جبريٌّ ، كما ذكر ذلك بصريح عبائره في موارد عديدة ؛ ظنّاً منه بأَنَّه معلمٌ توحيديٌّ . لكنَّه زلل معرفي وتوحيديّ . الأَمر الثَّاني: /أَصل فكرة كتاب الفصوص لابن عربي مأخوذة من بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ إِنَّ أصل فكرة كتاب الفصوص لابن عربي مأخوذة من بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . نعم أَخذ من الصوفيَّة أَيضاً ، لكن حيث إِنَّ الصُّوفيَّة من الفرق الباطنيَّة ، والباطنيَّة باتِّفَاق جملة المسلمين أَنَّها مُتشعِّبَة عن مدرسة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، فيعود أَصل ما أَخذه من الصوفيَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، فعادت أَصل فكرة كتابه إِلى بياناتهم ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (577) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (577) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (198) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « غائيَّة الخالق (عَزَّ وَجَلَّ) تختلف عن غائيَّة المخلوق » ؛ فإِنَّ غائيَّته تعالىٰ : أَنَّ الكُلَّ يستعينُ به (جلَّ وتقدَّس) ، ويتوجَّه إِليه وإِنْ كان ملحداً أَو كافراً أَو عابدِ وثنٍ ؛ شعر بذلك أَم لا ، فإِنَّ من فرَّ منه (تقدَّست أَسماؤه) كرَّ إِليه ، فلا ملجأ منه إِلَّا إِليه ، فمَنْ أَلحد أَو أَشرك أَو كفر به أَو عصاه فقد هرب منه ومن أَسماء الجمال والرَّحمة الإِلٰهيَّة والتجئ إِليه وإِلى أَسماء الجلال والقهر والعذاب الإِلٰهيَّة ، فالمطيع يتوجَّه إِليه (عظمت آلاؤه) ويستعين به من خلال الاسم الإِلٰهي : (الرحمٰن ، والرحيم ، والغفَّار ، والوهاب ، والرزَّاق ، والباسط ، والرافع ، والمُعزّ ، والشكور ، والحفيظ ...) ، بخلاف المُلحد والمُشرك والكافر والعاصي ، فإِنَّهم يتوجَّهون إِليه (جلَّ اسمه) ويستعينون به أَيْضاً لكن من خلال الاسم الإِلهي : (القهَّار ، والقابض ، والمُذِل ، والمقيت ، والمنتقم ، والمانع ، والضَّار ...) ، فكلٌّ يعبُد اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ وليس الاسم ـ ويستعين ويلوذ به ، ويتضعضع ويخشع وينقاد ويفتقر إِليه ، ويستمدُّ منه ، لكن ليس الجميع : عبادة واستعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد طائع وطاعة ، وإِنَّما بعضها : استعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد معصية وعاصي . وبالجملة : أَنَّه ليس لمخلوق البَتَّة ـ وإِنْ كان غيّاً غاوياً ـ انقطاع تام عن اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ (عزَّ اسمه) ، بل لا بُدَّ له من الاتِّجاه والتوجُّه إِليه (عزَّ وجهه) والإِستعانة به ، لكنَّ اتِّجاه وتوجُّه العاصي ليس اِتِّجاه وتوجُّه واستعانة لدار الجنان وبأسماء الجمال وإِنَّما اِتِّجَاه واِسْتِعَانَة إِلى قذف نفسه بين أَغلال ودركات وأَطباق عذاب نار الجحيم ، وبأَسماء الجلال ـ كـ : اسم المنتقم والجبَّار ـ . وقد تقدَّم : أَنَّ جملة أَسماء وصفات وشؤون الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً ـ قد اِنعكست وتجلَّت في حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وحقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، منها : هذه الصِّفة والشأن الإِلٰهيّ ؛ أَي : أَنَّ جملة المخلوقات غير المتناهية وفي كافَّة العوالم غير المتناهية أَيضاً من بداية عَالَم الخلقة إِلى ما لا نهاية مُتَّجهة ومُتوجَّهة إِلى طبقات حقائق أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ شعرت بذلك المخلوقات أَم لا ـ ومستعينة بهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)؛ ومُستمدَّة منهم وجودها وحولها وقوَّتها وقدرتها وغناها واستدامتها ـ شعرت بذلك المخلوقات أَم لا ـ . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : نعم، لكُلِّ مخلوقٍ وجهته واتِّجاهه الخاصّ به لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ فإِنْ كان مطيعاً فيتوجَّه إِليهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) بأَسماء وصفات وشؤون الجمال والكمال الإِلٰهيَّة المُتَّصفين بها ؛ كاسم : (الرحمٰن ، والرَّحيم ، والغفَّار ، والوهَّاب ، والرَّافع ، والمُعزّ ...)، وإِنْ كان عاصياً أَو ضالاً ومنحرفاً فيتوجَّه إِليهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) بأَسماء وصفات وشوؤن الجلال والغضب والإِنتقام الإِلٰهيّ المُتَّصفين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بها ، كاسم : (المنتقم ، والقهَّار ، والمُذل، والمقيت، والضَّار ...)، فمَنْ فرَّ منهم عاد إِليهم . وإِلى كُلِّ هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... ويطيعنا كُلّ شيءٍ حتّىٰ السَّماوات والأَرض ، والشَّمس والقمر والنجوم ، والجبال والشَّجر والدواب والبحار ، والجنَّة والنَّار ... ومع كلّ هذا نأكل ونشرب ونمشي في الأَسواق ... »(1). ثانياً : بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن أَبي حمزة ، قال : « قال له رجل : كيف سُمِّيت الجمعة؟ قال : إِنَّ اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ جمع فيها خلقه لولاية مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ووصيِّه في الميثاق ، فسمَّاه يوم الجمعة ؛ لجمعه فيه خلقه »(2). ثالثاً : بيان إِمضاء الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن وهب بن منبّه ، قال : « إِنَّ موسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نظر ليلة الخطاب إلى كلِّ شجرةٍ في الطُّور، وكلّ حجرٍ ونباتٍ ينطق بذكر مُحمَّد واثني عشر وصيّاً له من بعده ، فقال موسىٰ : إِلٰهيّ ، لا أَرىٰ شيئاً خلقته إِلَّا وهو ناطق بذكر مُحمَّد وأوصيائه الاثني عشر ، فما منزلة هؤلاء عندك ؟ قال : يابن عمران ، إِنِّي خلقتهم قبل أَنْ أخلق الأَنوار ، خلقتهم في خزانة قدسي ، ترتع في رياض مشيِّتي ، وتتنسَّم من روح جبروتي ، وتشاهد أَقطار ملكوتي حتَّىٰ إِذا شئتُ بمشيَّتي أَنفذتُ قضائي وقدري ، يابن عمران، إِنِّي سبَّقت بهم السَّبَّاق حتَّىٰ أُزحزح بهم جناني ، يابن عمران ، تمسَّك بذكرهم ؛ فإِنَّهم خزنة علمي ، وعيبة حكمتي ، ومعدن نوري . قال حسين بن علوان : فذكرتُ ذلك لجعفر بن محمَّد عَلَيْهِ السَّلاَمُ فقال : حَقٌّ ذلك ... »(3). رابعاً : بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 26: 7/ح1. (2) بحار الأَنوار، 55: 370. الكافي، 3: 415. (3) بحار الأَنوار، 26: 308 ـ 309/ح73. المحتضر: 151
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (578) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (578) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (198) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « غائيَّة الخالق (عَزَّ وَجَلَّ) تختلف عن غائيَّة المخلوق » ؛ فإِنَّ غائيَّته تعالىٰ : أَنَّ الكُلَّ يستعينُ به (جلَّ وتقدَّس) ، ويتوجَّه إِليه وإِنْ كان ملحداً أَو كافراً أَو عابدِ وثنٍ ؛ شعر بذلك أَم لا ، فإِنَّ من فرَّ منه (تقدَّست أَسماؤه) كرَّ إِليه ، فلا ملجأ منه إِلَّا إِليه ، فمَنْ أَلحد أَو أَشرك أَو كفر به أَو عصاه فقد هرب منه ومن أَسماء الجمال والرَّحمة الإِلٰهيَّة والتجئ إِليه وإِلى أَسماء الجلال والقهر والعذاب الإِلٰهيَّة ، فالمطيع يتوجَّه إِليه (عظمت آلاؤه) ويستعين به من خلال الاسم الإِلٰهي : (الرحمٰن ، والرحيم ، والغفَّار ، والوهاب ، والرزَّاق ، والباسط ، والرافع ، والمُعزّ ، والشكور ، والحفيظ ...) ، بخلاف المُلحد والمُشرك والكافر والعاصي ، فإِنَّهم يتوجَّهون إِليه (جلَّ اسمه) ويستعينون به أَيْضاً لكن من خلال الاسم الإِلهي : (القهَّار ، والقابض ، والمُذِل ، والمقيت ، والمنتقم ، والمانع ، والضَّار ...) ، فكلٌّ يعبُد اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ وليس الاسم ـ ويستعين ويلوذ به ، ويتضعضع ويخشع وينقاد ويفتقر إِليه ، ويستمدُّ منه ، لكن ليس الجميع : عبادة واستعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد طائع وطاعة ، وإِنَّما بعضها : استعانة ولوذ وتضعضع وخشوع وانقياد وافتقار واستمداد معصية وعاصي . وبالجملة : أَنَّه ليس لمخلوق البَتَّة ـ وإِنْ كان غيّاً غاوياً ـ انقطاع تام عن اللَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ (عزَّ اسمه) ، بل لا بُدَّ له من الاتِّجاه والتوجُّه إِليه (عزَّ وجهه) والإِستعانة به ، لكنَّ اتِّجاه وتوجُّه العاصي ليس اِتِّجاه وتوجُّه واستعانة لدار الجنان وبأسماء الجمال وإِنَّما اِتِّجَاه واِسْتِعَانَة إِلى قذف نفسه بين أَغلال ودركات وأَطباق عذاب نار الجحيم ، وبأَسماء الجلال ـ كـ : اسم المنتقم والجبَّار ـ . وقد تقدَّم : أَنَّ جملة أَسماء وصفات وشؤون الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً ـ قد اِنعكست وتجلَّت في حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وحقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، منها : هذه الصِّفة والشأن الإِلٰهيّ ؛ أَي : أَنَّ جملة المخلوقات غير المتناهية وفي كافَّة العوالم غير المتناهية أَيضاً من بداية عَالَم الخلقة إِلى ما لا نهاية مُتَّجهة ومُتوجَّهة إِلى طبقات حقائق أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ شعرت بذلك المخلوقات أَم لا ـ ومستعينة بهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)؛ ومُستمدَّة منهم وجودها وحولها وقوَّتها وقدرتها وغناها واستدامتها ـ شعرت بذلك المخلوقات أَم لا ـ . وإِلى كُلِّ هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الرابع : رابعاً : بيانه ـ أي : الإِمام الصَّادق ـ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ... والَّذي نفسي بيده ، لملائكة اللّٰـه في السَّماوات أَكثر من عدد التراب (في الأَرض) ، وما في السَّماء موضع قدم إِلَّا وفيها ملك (يُسبح للّٰـه ويُقدِّسه) ، ولا في الأَرض شجرة ولا مِثْل غرزة إِلَّا وفيها ملك موكّل بها ؛ يأتي اللّٰـه كلّ يومٍ بعملها(1) ـ واللّٰـه أعلم بها ـ وما منهم أحد إِلَّا ويتقرَّب إِلى اللّٰـه في كُلِّ يومٍ بولايتنا أَهْل الْبَيْتِ ، ويستغفر لمحبّينا ، ويلعن أَعدائنا ، ويسأل اللّٰـه أَنْ يُرسل عليهم العذاب إِرسالاً »(2). خامساً : بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، مخاطباً رَجُلٌ من أهل اليمن : « ... علم عَالِم المدينة ... يسير في ساعة من النهار مسيرة الشَّمس سنة حتَّىٰ يقطع اثنىٰ عشر أَلف عَالَم مثل عَالمَكم هذا ، وما يعلمون أَنَّ اللّٰـه خلق آدم ولا إبليس ، قال : فيعرفونكم ؟ قال : نعم ، وما افترض عليهم إِلَّا ولايتنا ، والبراءة مِنْ عدونا »(3). سادساً : بيان زيارة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « ... يا آل رسول اللّٰـه ... يتقرَّب أَهل السَّماء بحبِّكم ، وبالبراءة من أَعدائكم ، وتواتر البكاء على مصابكم ، والإِستغفار لشيعتكم ومحبّيكم ... »(4). ودلالتها قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ الثَّابت في البراهين الوحيانيَّة والعقليَّة : أَنَّ جملة المخلوقات طائعة ومُسلِّمة للّٰـه (تعالىٰ ذكره) تكويناً ، شعرت بذلك المخلوقات أَم لا. فانظر: بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تبارك وتعالىٰ : [ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ](5) . 2ـ بيان قوله جلَّ قوله : [ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ](6). وحيث إِنَّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ هم الوسيلة والواسطة الإِلٰهيَّة الحصريَّة بينه (جلَّ شأنه) وبين سائر العوالم وجملة المخلوقات ، ولا يمكن وصول مخلوق أَو شأن من شؤونه وأَعماله وعباداته قَطُّ إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة إِلَّا من خلال إِطاعتهم(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) والتَّشَبُّث بهم تكويناً ، وقد ثبت ـ فيما تقدَّم ـ : أَنَّ جملة المخلوقات طائعة وساجدة وذاكرة ومسبحة دائماً للّٰـه تكويناً ، فتكون جميعها طائعة تكويناً لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بالتَّبع ، شعرت بذلك المخلوقات أَم لا. مضافاً : أَنَّه ثبت في الأَبحاث السَّابقة : أَنَّ طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة بعدما كانت حقيقتها فانية في حكاية الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة انعكست فيها جميع شؤون وصفات وأَسماء الذَّات المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة، ومن شؤون الذَّات المُقدَّسة : أَنَّه أَسلم للّٰـه ما في السَّماوات والأَرض كذلك يكون شأن طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) خ . ل: (بعلمها). (2) بصائر الدرجات، 1: 152 ـ 153/ح283 ـ 9. تفسير القمي، 2: 255. (3) بصائر الدرجات، 2: 270/ح1433 ـ 16. الاختصاص: 319. (4) بحار الأَنوار، 99: 164. (5) آل عمران: 83. (6) التغابن: 1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (579) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (579) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (199) / / تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» / وَمِمَّا تَقَدَّمَ يتَّضح : وجهاً وتفسيراً آخرا لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ المُتقدِّم : « أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء » (1) ، وبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » (2) ، فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من عنوان : (الخطِّ) عِدَّة وجوه ، منها : الوجه الأَوَّل : الصِّراط والخطّ المُستقيم الفارد والحصري الموصل إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة. وإِلى هذا أَشارت بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مخاطباً أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « يا عَلِيّ ، أَنتَ ... ركن الدِّين ، وأَنْتَ مصباح الدجىٰ ، وأَنْتَ منار الهدىٰ ... مَنْ تبعك نجا ، وَمَنْ تخلَّفَ عنك هَلَك ، وأَنت الطريق الواضح ، وأَنْتَ الصراط المُستقيم ... »(3). ثانياً : بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، مخاطباً أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « يا عَلِيّ ، أنت حُجَّة اللَّـه ، وأَنْتَ باب اللَّـه ، وأَنْتَ الطَّريق إلى اللَّـه ، وأَنْتَ النبأ العظيم ، وأَنْتَ الصراط المستقيم ... »(4) (5) ثالثاً : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وأَنَا الصراط المُستقيم ، وأَنَا النبأ العظيم الَّذي هم فيه مختلفون ، وَلَا أَحَد اختلف إِلَّا في ولايتي ... »(6). ودلالة الجميع واضحة. ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. تفسير البصائر ، 1/ 24. (2) بحار الأَنوار ، 40 : 165. (3) بحار الأَنوار، 44: 100/ح20. أمالي الصدوق: 184. (4) بحار الأَنوار، 24: 111/ح46. عيون الأخبار: 181. (5) لَا بَأْسَ بِصَرْفِ النَّظَرِ في المقام إِلى القضيَّتين التَّاليتين : القضيَّة الأُولَىٰ: /حقيقة الصِّراط المُستقيم/ إِنَّ (الصِّراط المُستقيم) أَحد أَسماء أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . القضيَّة الثَّانية : إِنَّ ما مذكور في هذا البيان الوحيانيّ الشَّريف من عناوين مرادفات عقليَّة إِلٰهيَّة للوسيلة الإِلٰهيَّة ، واِحتياج المخلوق للوسيلة الإِلٰهيَّة لأَجل إِتمام وإِكمال قابليَّة الاِستفاضة والإِفاضة الإِلٰهيَّة عليه . (6) بحار الأَنوار، 26: 1 ـ 7/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (580) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (580) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ المُتقدِّم : « أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء » (1) ، بل وبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » (2) ، فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من عنوان : (الخطِّ) عِدَّة وجوه ، منها : لا زال البحث في الوجه الأَوَّل ، وهو : أَنَّ المراد من عنوان : (الخطِّ) : الصِّراط والخطّ المُستقيم الفارد والحصري الموصل إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة. ، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ثُمَّ إِنَّ الصِّراط تارة يكون صراط رحمة ونعمة ، مُوصِل إِلى رضا الرَّحمٰن ، ويُورِث سالكه الجنان ونعم الورد المورود ؛ وذلك إِنْ سلك المخلوق صراط الحقّ والنُّور والجمال والكمال ، صراط أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ فتكون نهاية لقائه في الجنان مع الله (عزَّ وجهه) ومع طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ؛ أَسماء وصفات الجمال والكمال الإِلٰهيَّة . وأُخرىٰ يكون صراط غضب ونقمة ، مُوصِل إِلى غضب ونقمة : (العزيز الجبَّار، وطبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ؛ أَسماء وصفات الجلال والغضب والانتقام الإِلٰهيّ) ، ويُورِث سالكه لظىٰ وبئس الورد المورود ؛ وذلك إِنْ سلك المخلوق صراط الِانحراف والضلال والخطيئة ، وخاض في الظُّلمات ، فتكون نهاية لقائه في جهنَّم مع الله (العزيز الجبَّار) وطبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصاعدة ؛ أَسماء وصفات الجلال والنِّقمة والغضب والإِنتقام الإِلٰهيّ . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله تقدَّس ذكره : [فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ](3). و (وجه الله) هم : أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ كما ورد ذلك في جمٍّ غفير من بيانات الوحي المتواترة ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... ونحن وجه الله ... »(4). ثانياً : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن المُفضَّل بن عمر ، قال : « ... فقلتُ له : يا بن رسول الله ، فَعَلِيّ بن أَبي طالب عَلَيْهِ السَّلاَمُ يدخل مُحبَّه الجنَّة ومبغضه النَّار أَو رضوان ومالك؟ فقال: ... يا مُفضَّل ... فَعَلِيّ بن أَبي طالب عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذاً قسيم الجنَّة والنَّار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، ورضوان ومالك صادران عن أَمره بأَمر الله تبارك وتعالىٰ ، يا مُفضَّل، خُذ هذا ؛ فإِنَّه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إِلَّا إِلى أَهله »(5). ودلالته ـ كدلالة سابقيه ـ واضحة. ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. تفسير البصائر ، 1/ 24. (2) بحار الأَنوار ، 40 : 165. (3) البقرة: 115. (4) بحار الأَنوار، 25: 22ـ 23/ح38. رياض الجنان (مخطوط). (5) بحار الأَنوار، 39: 194 ـ 196/ح5. علل الشرائع: 65
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (581) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (581) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ، فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من عنوان : (الخطِّ) عِدَّة وجوه ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الوجه التالي : الوجه الثَّاني : عدم تناهي صفاته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وأَسمائِه وشؤونه وأَحواله أَزلاً وأَبداً، فليست لها بداية ولا نهاية ، كحال خطّ محور الدَّائرة المُحيط بمركزها ونقاط محورها ؛ فليست له بداية ولا نهاية . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... لا تجعلونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لا تبلغون كُنْه ما فينا ولا نهايته ؛ فإِنَّ الله (عَزَّ وَجَلَّ) قد أَعطانا أَكبر وأَعظم مِمَّا يصفه واصفكم ، أَو يخطر على قلب أَحدكم ، فإِذا عَرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون ... لا تسمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله الله لنا ولا معشار العشر ... »(1). 2ـ بيان الإِمام الحسن المجتبىٰ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أَيُّها النَّاس ، إِنِّي لو قمتُ حولاً فحولاً أَذكر الَّذي أَعطانا الله (عَزَّ وَجَلَّ) ؛ وخصَّنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لم اُحصه ...»(2). 3ـ بيان الإِمام الكاظم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... لا تعجب ، فما خفي عليكَ من أَمر الإِمام أَعجب وأَكثر ، وما هذا من الإِمام في علمه إِلَّا كطيرٍ أَخَذَ بمنقاره من البحر قطرةٍ من ماءٍ ، أَفَتَرىٰ الَّذي أَخذ بمنقاره نقص من البحر شيئاً ؟ قال : فإِنَّ الإِمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أَكثر من ذلك ، والطير حين أَخَذَ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئاً ... »(3). 4ـ بيان تفسير الإِمام الهادي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وأَما قوله : وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ](4) فهو كذلك ؛ لو أَنَّ أَشجار الدُّنيا أَقلام والبحر يمدّه سبعة أَبحر وانفجرت الأَرض عيوناً لنفذت قبل أَنْ تنفد كلمات الله ... ونحن كلمات الله الَّتي لا تنفد ولا تُدرك فضائلنا ... »(5). ودلالة الجميع واضحة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 26: 1ـ7/ح1. (2) المصدر نفسه، 10: 142. (3) المصدر نفسه، 26: 190ـ 191/ح2. قرب الاسناد: 144. (4) لقمان: 27 . (5) بحار الأَنوار، 10: 386ـ 390/ح1. تحف العقول: 476ـ 481
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (582) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (582) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ، فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من عنوان : (الخطِّ) عِدَّة وجوه ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الوجه التالي : الوجه الثَّالث : أَنَّ طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّاعدة ـ باعتبار أَنَّها الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ، كالذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة من هذه الجهة ـ مُحيطة بجملة عَالَم الإِمكان والوجود ومخلوقاته غير المتناهية وشؤونه وأَحواله من بداية الخلقة إِلى ما لا نهاية له ، وليست لتلك العوالم والمخلوقات حول وقوَّة واستمداد وغنىٰ واستمرار إِلَّا بطبقات حقيقته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) الصَّاعدة ، وإِلَّا ـ أَي: لولا تلك الطبقات ـ لتفرَّط نظام عَالَم الخلقة ومخلوقاته وانمحىٰ، كاحاطة الخطّ المحيط بدوائر محيط مركز الدائرة ، وليست لها حول وقوَّة واستمداد وغنىٰ واستمرار إِلَّا به ، وإِلَّا لتفرَّطت تلك الدوائر وكانت اعدام . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان زيارته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) : « ... السَّلام عليك يا أَمير المؤمنين عَلِيّ بن أَبي طالب سيِّد الوصيِّين وحُجَّة ربّ العالمين على الأَوَّلين والآخرين ... والحُجَّة على جميع الورىٰ في الآخرة والأُولىٰ ... والحُجَّة على جميع مَنْ خلق الله ... وعين المُهيمن المنَّان ، ووليّ الملك الدَّيَّان ... السَّلام عليكَ يا ... عَالم الخفيَّات ... وعارف الغيب المكنون ، وحافظ السِّرّ المصون ، والعَالِم بما كان ويكون ... السَّلام عليكَ عماد الجبَّار ... يا مشهوراً في السَّماوات العُليا ، ومعروفاً في الأَرضين السَّابعة السُّفلىٰ ... وعارف السِّرّ وأَخفىٰ ، السَّلام عليك أَيُّها النَّازل من عليين ، والعَالِم بما في أَسفل السَّافلين ... يا مَنْ حظي بكرامة ربّه فجلَّ عن الصِّفات ، واشتقَّ من نوره فلم تقع عليه الأَدوات ... واجتهد في النصح والطَّاعة فخوَّله جميع العطيَّات ... أَشهد بذلك يا مولاي ... أَنَّكَ ... اجتباكَ الله لقدرته فجعلك عصا عزِّه ... فأَنت عينه الحفيظة الَّتي لا تخفىٰ عليها خافية ... وقلبه الواعي البصير المُحيط بكُلِّ شيءٍ ... بأَبي أَنتَ وأُمِّي يا أَمير المؤمنين ... مُفوِّض أَمري إِليكَ ، مُتوكِّل فيه عليكَ ... فعندها ... يأمن المُتوكِّل عليكَ ... أَشهدُ أَنَّك تراني وتبصرني ، وتعرف كلامي وتجيبني ، وتعرف ما يجنَّه قلبي وضميري ... »(1). 2ـ بيان زيارة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « ... السَّلام عليكم يا أَهل بيت النُّبوَّة ... ساسة العباد ، وأَركان البلاد ... والحُجَّة على مَنْ في الأَرض والسماء ، والآخرة والأُولىٰ ... »(2). ودلالتهما قد اِتِّضحت . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 97: 347ـ 352/ح34. المزار الكبير: 97ـ 101. (2) بحار الأَنوار، 102: 148
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (583) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (583) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ومراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من : (النقطة) أُمورٌ ، منها : أَوَّلاً : نقطة (باء الِاسْتِعَانَة) ، وهي(1) روحها ومركزها ، ولولاها لَـمَا تشخَّصت ، وهي(2) أَوَّل حرف ورد في القرآن الكريم ، ومعناها : أَنَّ جملة العوالم وسائر المخلوقات ـ مؤمنة كانت أَم لا ـ لا يمكنها إِلَّا أَنْ تستعين بالذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وتمدّ حولها وقوتها وفقرها الذاتي ليس إِلَّا منه (جلَّ شأنه) . وهذه الصفة الإِلٰهيَّة والاسم والكمال والشأن الإِلٰهي قد انعكس وظهر وتجلَّىٰ في طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وحقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، فكانت طُرّ العوالم وجميع المخلوقات ـ شعرت بذلك أَم لا ـ لا يمكنُها إِلَّا أَنْ تستعين بتلك الطبقات ، وتمدُّ منها حولها وقوَّتها ، وفقرها الذاتي الخارم لجملة شراشرها ولكافَّة جزئيَّات وذرَّات حقائقها . ثانياً : ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع ضمير (وهي) : (نقطة باء الاستعانة) . مرجع ضمير (روحها) و (مركزها) : (باء الاستعانة) . (2) مرجع الضمير : (باء الاستعانة) .
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (584) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (584) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ؛ فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من : (النقطة) أُمورٌ ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْأَمْر الثاني : ثانياً : توجُّه ـ تكويناً ـ جملة العوالم وكافَّة المخلوقات غير المتناهية ، ومن دون تفاوت ـ مطيعة كانت تلك المخلوقات أَم عاصية ، شعرت بذلك أَم لا ـ إِلى أَمير المؤمنين وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، كتوجُّه جميع نقاط محور مركز الدَّائرة ـ من دون تفاوت ـ إِلى نقطة مركزها . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (585) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (585) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ؛ فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من : (النقطة) أُمورٌ ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْأَمْر الثالث : ثالثاً : أَنَّ طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وطبقات حقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة هي الوسيلة والواسطة الحصريَّة ، والسبب والرباط الأَدنىٰ في قوس الصعود لولوج المخلوق وأَعماله ساحة القدس الإِلٰهيَّة ، والوسيلة أَيضاً والواسطة الحصريَّة والسبب الوحيد لتمتُّعه في قوس النزول بالفيض الإِلٰهي ، فمن دون الاِسْتِعَانَة بطبقات حقائقهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم) الصَّاعدة لن يتَمَكَّنَ مخلوقٌ الْبَتَّة ، أَبد الآباد ودهر الدُّهور ، ولن تَتَمَكَّنَ أَعماله في جملة العوالم من الوصول إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة ، وكذا لن يتَمَكَّنَ الْبَتَّة من استمداد حوله وقوَّته وعطائه إِلَّا بعد نشب أَظفاره بطبقات حقائقهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم) الصَّاعدة والِاسْتِعَانَة بها ، شعر بذلك المخلوق أَم لا . وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «...فقال له أصحاب رسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ما أَسوأ حال هذا واللَّـه . قال رسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : أَوَ لَا أُنَبِّئكم بأَسوأ حالاً من هذا ؟ قالوا : بلىٰ يا رسول اللَّـه . قال : رَجُل حضر الجهاد في سبيل اللَّـه ، فقُتِلَ مُقبلاً غير مدبر، والحور العين يطَّلَّعن إِليه ، وخزَّان الجنان يتطلَّعون ورود روحه عليهم ، وأَملاك الأَرض(1) يتطلَّعون نزول حور العين إِليه ، والملائكة وخزَّان الجنان فلا يأتونه . فتقول ملائكة الأَرض حوالي(2) ذلك المقتول : ما بال الحور العين لا ينزلن إِليه ؟ وما بال خزَّان الجنان لا يردون عليه ، فينادون من فوق السماء السَّابعة : يا أَيَّتها الملائكة ، انظروا إِلى آفاق السماء ودوينها ، فينظرون فإذا توحيد هذا العبد وإِيمانه برسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وصلاته وزكاته وصدقته وأَعمال بِرّه كُلّها محبوسات دوين السماء ، قد طبَّقت آفاق السماء كلِّيّاً كالقافلة العظيمة ، قد ملأت ما بين أَقصىٰ المشارق والمغارب ، ومهابّ الشمال والجنوب ، تُنادي أَملاك تلك الأَثقال(3) الحاملون لها ، الواردون بها : ما بالنا لا تفتح لنا أَبواب السَّماء لندخل إِليها بأعمال(4) هذا الشَّهيد . فيأمر اللَّـه بفتح أَبواب السَّماء فتفتح ، ثُمَّ ينادي : يا هؤلاء الملائكة(5) أدخلوها إِنْ قدرتم ، فلا تقلَّهُم(6) أَجنحتهم ولا يقدرون على الارتفاع بتلك الأَعمال ، فيقولون : يا ربّنا ، لا نقدر على الارتفاع بهذه الأَعمال ، فيناديهم منادي ربّنا عَزَّ وَجَلَّ : يا أَيُّها الملائكة ، لستم حُمَّال هذه الأَثقال(7) الصَّاعدين(8) بها ، إِنَّ حملتها الصاعدين بها مطاياها الَّتي ترفعها إِلى دوين العرش ، ثُمَّ تقرّها في درجات الجنان . فيقول الملائكة : يا ربّنا ، ما مطاياها ؟ فيقول اللَّـه تعالىٰ : وما الَّذي حملتم من عنده ؟ فيقولون : توحيده لك ، وإِيمانه بنبيِّكَ . فيقول اللَّـه تعالىٰ : فمطاياها موالاة عَلِيّ أَخي نبيّي ، وموالاة الأَئمَّة الطَّاهرين ، فإِنْ أَتَت فهي الحاملة الرَّافعة الواضعة لها في الجنان . فينظرون فإذا الرَّجُل مع ماله من هذه الأَشياء ليس له موالاة عَلِيّ والطَّيِّبين من آله ومعاداة أعدائهم . فيقول اللَّـه (تبارك وتعالىٰ) للأَملاك الَّذين كانوا حامليها : اعتزلوها والحقوا بمراكزكم من ملكوتي ، ليأتيها مَنْ هو أَحَقّ بحملها ووضعها في موضع استحقاقها . فتلحق تلك الأَملاك بمراكزها المجعولة لها . ثُمَّ ينادي منادي رَبّنا عَزَّ وَجَلَّ : يا أَيَّتها الزبانية ، تناوليها وحطِّيها إِلى سواء الجحيم ؛ لأَنَّ صاحبها لم يجعل لها مطايا من موالاة عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ والطَّيِّبين من آله ، قال : فتُنادي(9) تلك الأَملاك ، ويقلب اللَّـه تلك الأَثقال أَوزاراً وبلايا على باعثها(10) ؛ لِـمَا فارقها عن مطاياها من موالاة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ . ونادت تلك الملائكة إِلى مخالفتهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وموالاته لأَعدائه ، فيسلِّطها اللَّـه عَزَّ وَجَلَّ وهي في صورة الأُسود على تلك الأَعمال ، وهي كالغربان والقرقس(11) ، فيخرج من أَفواه تلك الأُسود نيران تحرقها ، وَلَا يبقىٰ(12) له عمل إِلَّا أُحبط (13) ، ويبقىٰ عليه موالاته لأعداء عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وجحده ولايته فيقرّ (14) ذلك في سوآء الجحيم ، فإِذا هو قد حبطت أَعماله ، وعظمت أَوزاره وأثقاله ... »(15). ودلالته واضحة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في المصدر: (وأَملاك السماء وأَملاك الأَرض). (2) في نسخة: (حول). (3) في نسخة: (الأَعمال). وفي نسخة من المصدر: (الأَفعال). (4) في نسخة: (أَعمال). (5) في المصدر: (يا هؤلاء الأَملاك). (6) في المصدر: (فلا تقلها). (7) في نسخة: (الأَعمال). (8) في نسخة (الصاعدون). (9) في نسخة: (فتأتي). (10) في نسخة من المصدر: (على فاعلها). (11) في نسخة: (والقرقش). (12) في نسخة: (فلا يبقىٰ). (13) وفي نسخة: (إِلَّا حبط). (14) في المصدر: (فيقرَّه). (15) بحار الأَنوار، 27: 187 ـ 190/ح46. التفسير المنسوب إِلى الإِمام العسكري×: 27 ـ 29
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (586) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (586) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (200) / / خلوّ المقام وهذه الأَبحاث من شائبة الغُلُوّ / / لا شائبة ولا شبهة غُلُوّ في مقامات أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ ولخطورة هذه الأَبحاث المعرفيَّة والتَّوحيديَّة نُعيد ما ذكرناه سابقاً بشيءٍ من التَّفصيل ، فنقول : ثُمَّ إِعلم أَنَّه لا تُوجد في جملة هذه الأَبحاث وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) أَيّ شائبة غُلُوّ ـ وخروج عن الجادَّة والمنزلة الوسطىٰ الَّتي ليلها كنهارها جادَّة ومنزلة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وهي الديانة الَّتي من تقدَّمها مرق ، ومن تخلَّف عنها محق ، ومن لزمها لحق ، والَّتي لا تخرج إِلى عوج ، ولا تزيل عن منهج الحقّ ، ولا تجد لها بديلاً ، ولن تجد لها تحويلاً ، نعم ، هي دقيقة الوزن ، حادَّة اللِّسان ، صعبة التَّرَقِّي حتَّىٰ على الحاذق اللَّبيب ـ لأَنَّنا نعضُّ بضرس قاطعٍ على ضابطةٍ وقاعدةٍ معرفيَّةٍ وعقليَّةٍ بديهيَّةٍ ، مستفادة من بيانات الوحي ، ضربها وقنَّنها علماء المعقول في القرنين الأَخيرين في باب الغُلُوّ والتَّقصير ، سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) بيانها في بابها ، مضروبة للتمييز بين الغُلُوّ والتَّقصير في صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة (جلَّ ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وصفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وهي : « أَنَّ صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تقدَّس ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه تحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما منه الوجود) ، بخلاف صفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه فتحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما به الوجود) » . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (587) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (587) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (200) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « خلوّ المقام وهذه الأَبحاث من شائبة الغُلُوّ » ، وعنوان : « لا شائبة ولا شبهة غُلُوّ في مقامات أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّه لا تُوجد في جملة هذه الأَبحاث وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) أَيّ شائبة غُلُوّ ـ وخروج عن الجادَّة والمنزلة الوسطىٰ الَّتي ليلها كنهارها جادَّة ومنزلة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ لأَنَّنا نعضُّ بضرس قاطعٍ على ضابطةٍ وقاعدةٍ معرفيَّةٍ وعقليَّةٍ بديهيَّةٍ ، مستفادة من بيانات الوحي المعرفية ، ضربها وقنَّنها علماء المعقول في القرنين الأَخيرين في باب الغُلُوّ والتَّقصير ، سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) بيانها في بابها ، مضروبة للتمييز بين الغُلُوّ والتَّقصير في صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة (جلَّ ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وصفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وهي : « أَنَّ صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تقدَّس ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه تحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما منه الوجود) ، بخلاف صفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه فتحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما به الوجود) » .، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : فصفة : (عدم التناهي) والأَسماء ـ كالأَسماء الذاتيَّة الواردة في سورة الإِخلاص : (الأَحد ، والصمد ، ولم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أَحَد) ـ والأَفعال والكمالات والشؤون إِذا نُسبت وأُسندت إلى الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (جلَّ وتقدَّس) كصفات وأَسماء وأَفعال وكمالات وشؤون إِلٰهيَّة فالمراد منها : (ما منه الوجود) . أَمَّا إِذا نُسبت وأُسندت إِلى المخلوق كصفات وأَسماء وأَفعال وكمالات وشؤون مخلوقة فالمراد منها : (ما به الوجود) ، وحينئذٍ لا إِشكال ولا شبهة ولا شائبة غُلُوّ في المقام ؛ بعدما أُفيضت وتجلَّت وظهرت وانعكست في المخلوق من الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، فأين شائبة الغُلُوّ بعدما كان الجميع من ساحة القدس الإِلٰهيَّة. ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (588) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (588) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (200) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « خلوّ المقام وهذه الأَبحاث من شائبة الغُلُوّ » ، وعنوان : « لا شائبة ولا شبهة غُلُوّ في مقامات أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّه لا تُوجد في جملة هذه الأَبحاث وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) أَيّ شائبة غُلُوّ ـ وخروج عن الجادَّة والمنزلة الوسطىٰ الَّتي ليلها كنهارها جادَّة ومنزلة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ لأَنَّنا نعضُّ بضرس قاطعٍ على ضابطةٍ وقاعدةٍ معرفيَّةٍ وعقليَّةٍ بديهيَّةٍ ، مستفادة من بيانات الوحي المعرفية ، ضربها وقنَّنها علماء المعقول في القرنين الأَخيرين في باب الغُلُوّ والتَّقصير ، سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) بيانها في بابها ، مضروبة للتمييز بين الغُلُوّ والتَّقصير في صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة (جلَّ ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وصفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وهي : « أَنَّ صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تقدَّس ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه تحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما منه الوجود) ، بخلاف صفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه فتحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما به الوجود) » .، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : بل هذه الضابطة أُستحدثت في الآونة الأَخيرة وتوسَّعت بقاعدة وضابطة بديهيَّة أَيضاً ، أَكثر دِقَّة وغوراً وعمقاً ، وهي : « أَنَّ ما منه الوجود على ضربين : أَحدهما : (ما منه الوجود أَصالة وبالذات) . الآخر : (ما منه الوجود حكاية ومن الغير) » . والأَوَّل مختصٌّ ومنحصرٌ بـ : (الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة) أَزلاً وأَبداً . وإِلى هذا تشير بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله جلَّ قوله : [فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ](1). 2ـ بيان قوله عزَّ قوله : [اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا](2). ودلالتهما قد اتَّضحت . والثَّاني وجود ظلِّي وحاكٍ ، يأتي في الممكنات ، مفاض عليها من ساحة القدس الإِلٰهيَّة . نظيره : المرآة المنطبعة فيها صورة الشَّاخص الخارجي . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان قوله عزَّ من قائل الحاكي لخبر النَّبيّ عيسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في احتجاجه على بني إِسرائيل : [أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ](3). ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) صٓ: 72. (2) الزمر: 42. (3) آل عمران: 49
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (589) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (589) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (200) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « خلوّ المقام وهذه الأَبحاث من شائبة الغُلُوّ » ، وعنوان : « لا شائبة ولا شبهة غُلُوّ في مقامات أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّه لا تُوجد في جملة هذه الأَبحاث وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) أَيّ شائبة غُلُوّ ـ وخروج عن الجادَّة والمنزلة الوسطىٰ الَّتي ليلها كنهارها جادَّة ومنزلة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ لأَنَّنا نعضُّ بضرس قاطعٍ على ضابطةٍ وقاعدةٍ معرفيَّةٍ وعقليَّةٍ بديهيَّةٍ ، مستفادة من بيانات الوحي المعرفية ، ضربها وقنَّنها علماء المعقول في القرنين الأَخيرين في باب الغُلُوّ والتَّقصير ، سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) بيانها في بابها ، مضروبة للتمييز بين الغُلُوّ والتَّقصير في صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة (جلَّ ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وصفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وهي : « أَنَّ صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تقدَّس ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه تحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما منه الوجود) ، بخلاف صفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه فتحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما به الوجود) » . بل هذه الضابطة أُستحدثت في الآونة الأَخيرة وتوسَّعت بقاعدة وضابطة بديهيَّة أَيضاً ، أَكثر دِقَّة وغوراً وعمقاً ، وهي : « أَنَّ ما منه الوجود على ضربين : أَحدهما : (ما منه الوجود أَصالة وبالذات) . الآخر : (ما منه الوجود حكاية ومن الغير) » . والأَوَّل مختصٌّ ومنحصرٌ بـ : (الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة) أَزلاً وأَبداً . والثَّاني وجود ظلِّي وحاكٍ ، يأتي في الممكنات ، مفاض عليها من ساحة القدس الإِلٰهيَّة . نظيره : المرآة المنطبعة فيها صورة الشَّاخص الخارجي . وإِلى هذا النحو تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الثاني : 2ـ بيان قوله تقدَّس ذكره : [حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ](1). 3ـ بيان قوله تعالىٰ ذكره : [فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ](2). 4ـ بيان قوله جلَّ ذكره : [قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ](3). ودلالة الجميع واضحة . 5ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... يا أَيُّها النَّاس ، لعلَّكُم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إِلَّا مفتر ... أَنا موتم البنين والبنات ، أَنا قابض الأَرواح ... »(4). 6ـ بيانه (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) أَيضاً : « ... أَنَا أُحيي وأُميت بإِذن ربِّي ، أَنا أُنبئكم بما تأكلون ، وما تدَّخرون في بيوتكم بإِذن ربِّي ، وأَنا عَالِم بضمائر قلوبكم ، والأَئمَّة من أَولادي عَلَيْهِم السَّلاَمُ يعملون ويفعلون هذا إِذا أَحَبُّوا وأَرادوا ... »(5). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة ، ومضمونه نفس مضمون البيانات الوحيانيَّة المُتقدِّمة ، لاسيما البيان الأَوَّل ؛ فإِنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لَـمَّا كانوا أَشرف وأَكمل المخلوقات ، وأَعلاها وجوداً ومقاماً ورتبةً، وكانوا وسائط الفيض الإِلٰهي لجملة العوالم وسائر المخلوقات غير المتناهية فما أُعطي لسائر جملة المخلوقات من شرفٍ وعزَّةٍ وكمالٍ وفضلٍ ومقامٍ ورتبةٍ فبالأَولىٰ يُعطىٰ لهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) وزيادة ، وإِلَّا ففاقد الشَّيء لا يُعطيه . وهذا برهانٌ عقليٌّ بديهيٌّ . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَنعام: 61. (2) محمَّد: 27. (3) السجدة: 11. (4) بحار الأَنوار، 53: 45/ح1. (5) المصدر نفسه، 26: 1ـ7/ ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (590) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (590) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (200) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « خلوّ المقام وهذه الأَبحاث من شائبة الغُلُوّ » ، وعنوان : « لا شائبة ولا شبهة غُلُوّ في مقامات أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّه لا تُوجد في جملة هذه الأَبحاث وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) أَيّ شائبة غُلُوّ ـ وخروج عن الجادَّة والمنزلة الوسطىٰ الَّتي ليلها كنهارها جادَّة ومنزلة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ لأَنَّنا نعضُّ بضرس قاطعٍ على ضابطةٍ وقاعدةٍ معرفيَّةٍ وعقليَّةٍ بديهيَّةٍ ، مستفادة من بيانات الوحي المعرفية ، ضربها وقنَّنها علماء المعقول في القرنين الأَخيرين في باب الغُلُوّ والتَّقصير ، سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) بيانها في بابها ، مضروبة للتمييز بين الغُلُوّ والتَّقصير في صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة (جلَّ ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وصفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وهي : « أَنَّ صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تقدَّس ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه تحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما منه الوجود) ، بخلاف صفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه فتحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما به الوجود) » . بل هذه الضابطة أُستحدثت في الآونة الأَخيرة وتوسَّعت بقاعدة وضابطة بديهيَّة أَيضاً ، أَكثر دِقَّة وغوراً وعمقاً ، وهي : « أَنَّ ما منه الوجود على ضربين : أَحدهما : (ما منه الوجود أَصالة وبالذات) . الآخر : (ما منه الوجود حكاية ومن الغير) » . والأَوَّل مختصٌّ ومنحصرٌ بـ : (الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة) أَزلاً وأَبداً . والثَّاني وجود ظلِّي وحاكٍ ، يأتي في الممكنات ، مفاض عليها من ساحة القدس الإِلٰهيَّة . نظيره : المرآة المنطبعة فيها صورة الشَّاخص الخارجي . وإِلى هذا النحو الثاني تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان قوله عزَّ من قائل الحاكي لخبر النَّبيّ عيسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في احتجاجه على بني إِسرائيل : [أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] (1) ، وبيان قوله جلَّ ذكره : [قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ] (2). ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ومن ثَمَّ ما تمتَّع به النَّبيّ عيسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وسائر المخلوقات المُكرَّمة ؛ منهم : إِسرافيل وعزرائيل عَلَيْهِما السَّلاَمُ تمتَّع به أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وزيادة ؛ فيحيون ويميتون بفعلٍ أَلطف ، وأَعظم هيمنة ، وأَشدُّ سلطنة وقدرة وقوَّة على وفق القاعدة ؛ ومن دون أَيّ شائبة غُلُوّ في المقام . بل البراهين والبيانات الوحيانيَّة قائمة على ذلك . فلاحظ ، منها : 1ـ بيان الإِمام زين العابدين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن الثمالي ، قال : « قلتُ له : جُعِلْتُ فداك ، الأَئمَّة يعلمون ما يُضمر ؟ فقال : علمتُ واللَّـه ما علمت الأَنبياء والرُّسل ، ثُمَّ قال لي : أزيدكَ ؟ قلتُ : نعم . قال : ونزاد ما لم تزد الأَنبياء »(3). 2ـ بيان الإِمام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنَّ عيسىٰ بن مريم عَلَيْهِ السَّلاَمُ أُعطي حرفين كان يعمل بهما ، وأُعطي موسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَربعة أَحرف ، وأُعطي إِبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثمانية أَحرف ، وأُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، وأُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإِنَّ اللَّـه تبارك وتعالىٰ جمع ذلك كلّه لمحمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ (4)، وإِنَّ اسم اللَّـه الأَعظم ثلاثة وسبعون حرفاً ، أَعطىٰ(5) محمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اثنين وسبعين حرفاً ، وحجب عنه حرفاً واحداً »(6). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) آل عمران: 49 . (2) السجدة: 11. (3) بحار الأَنوار، 26: 55/ح114. بصائر الدرجات: 66. (4) في البصائر: (وإِنَّه جمع اللَّـه ذلك لمحمَّد ’ وأَهل بيته). (5) في البصائر: (أَعطىٰ اللَّـه). (6) بحار الأَنوار، 17: 134/ح11. أُصول الكافي، 1: 230. بصائر الدرجات: 57.
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (591) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (591) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (200) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « خلوّ المقام وهذه الأَبحاث من شائبة الغُلُوّ » ، وعنوان : « لا شائبة ولا شبهة غُلُوّ في مقامات أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّه لا تُوجد في جملة هذه الأَبحاث وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) أَيّ شائبة غُلُوّ ـ وخروج عن الجادَّة والمنزلة الوسطىٰ الَّتي ليلها كنهارها جادَّة ومنزلة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ لأَنَّنا نعضُّ بضرس قاطعٍ على ضابطةٍ وقاعدةٍ معرفيَّةٍ وعقليَّةٍ بديهيَّةٍ ، مستفادة من بيانات الوحي المعرفية ، ضربها وقنَّنها علماء المعقول في القرنين الأَخيرين في باب الغُلُوّ والتَّقصير ، سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) بيانها في بابها ، مضروبة للتمييز بين الغُلُوّ والتَّقصير في صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة (جلَّ ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وصفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه ، وهي : « أَنَّ صفات الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تقدَّس ذكره) وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه تحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما منه الوجود) ، بخلاف صفات المخلوق وأَسمائه وأَفعاله وكمالاته وشؤونه فتحكمها وواقعة في إِطار ضابطة : (ما به الوجود) » . بل هذه الضابطة أُستحدثت في الآونة الأَخيرة وتوسَّعت بقاعدة وضابطة بديهيَّة أَيضاً ، أَكثر دِقَّة وغوراً وعمقاً ، وهي : « أَنَّ ما منه الوجود على ضربين : أَحدهما : (ما منه الوجود أَصالة وبالذات) . الآخر : (ما منه الوجود حكاية ومن الغير) » . والأَوَّل مختصٌّ ومنحصرٌ بـ : (الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة) أَزلاً وأَبداً . والثَّاني وجود ظلِّي وحاكٍ ، يأتي في الممكنات ، مفاض عليها من ساحة القدس الإِلٰهيَّة . نظيره : المرآة المنطبعة فيها صورة الشَّاخص الخارجي . وإِلى هذا النحو الثاني تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان قوله عزَّ من قائل الحاكي لخبر النَّبيّ عيسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في احتجاجه على بني إِسرائيل : [أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] (1) ، وبيان قوله جلَّ ذكره : [قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ] (2). ومن ثَمَّ ما تمتَّع به النَّبيّ عيسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وسائر المخلوقات المُكرَّمة ؛ منهم : إِسرافيل وعزرائيل عَلَيْهِما السَّلاَمُ تمتَّع به أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وزيادة ؛ فيحيون ويميتون بفعلٍ أَلطف ، وأَعظم هيمنة ، وأَشدُّ سلطنة وقدرة وقوَّة على وفق القاعدة ؛ ومن دون أَيّ شائبة غُلُوّ في المقام . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / الإِماتة وسائر الأَفعال الإِلهيَّة على طبقات / وَمِنْ كُلِّ ما تقدَّم يتَّضح : أَنَّ الإِماتة على مراتب وطبقات ودرجات من حيث الغلظة واللطافة . أَحدها : ما يقوم به جنود عزرائيل عَلَيْهِم السَّلاَمُ . ثانيها : أَلطف وأشف ، وهي : ما يقوم به عزرائيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ . ثالثها : أَلطف وأَشف مِمَّا يقوم به عزرائيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وهي : ما يقوم به الاسم الإِلٰهي (المميت) ، وهو : أَحد طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وحقائق سائر أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة في مرتبة الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة . وهذا ما تُشير إِليه بياناتهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم) ، منها : ما تقدَّم ، ويضاف إِليها : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، مُخاطباً الحارث الهمداني : « يا حار همدان ، من يمت يرني ، من مؤمن أَو منافق قبلاً »(3) . وبيانه (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) أَيضاً ، عن عبد الرحيم القصير ، قال : « قلت لأَبي جعفرعَلَيْهِ السَّلاَمُ : حدَّثني صالح بن ميثم ، عن عباية الأَسدي أَنَّه سمع عليّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ يقول : واللَّـه ، لا يبغضني عبد أَبداً يموت على بغضي إِلَّا رآني عند موته حيث يكره ، ولا يحبّني عبداً أَبداً فيموت على حبِّي إِلَّا رآني عند موته حيث يحب . فقال أَبو جعفر عَلَيْهِ السَّلاَمُ : نعم ، ورسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ باليمين »(4). رابعها : وهي الأَلطف والأَشدُّ على الإِطلاق ، والمهيمنة على جميع ذلك ؛ ما يقوم به : (الـمُميت) ـ المُسَمَّىٰ ـ صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة . وعلى هذا قس الإِحياء وسائر الأَفعال والصفات والأَسماء والشؤون(5) . فأَين الغُلُوّ في المقام . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) آل عمران: 49 . (2) السجدة: 11. (3) بحار الأَنوار، 6: 181. (4) المصدر نفسه ، 39: 238/ح25. فروع الكافي، 3: 132ـ133. (5) هناك خلط حصل لدىٰ البعض بين الفاعل بالآلة ـ كحال عزرائيل وإسرافيل وجندهما عَلَيْهِم السَّلاَمُ ـ ، والفاعل بالتَّجلِّي ـ كحال الباري المُسَمَّىٰ (تعالىٰ ذكره) ، والأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة ؛ طبقات حقائق أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ وحكم بالوحدة. والحقُّ : أَنَّ بينهما فرق وبون شاسع ؛ فإِنَّ الفاعل بالآلة ناقص ؛ لإِحتياجه إِلى حركة ، وقرب وبُعد ، ومُوازاة ، ومباشرة ومعالجة . بخلاف الفاعل بالتَّجلِّي ؛ فإِنَّه أَكمل أَنواع الفاعل ، ولا نقص فيه ؛ ومن ثَمَّ لا يحتاج إِلى جملة ذلك . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في ردِّه على سؤال الزنديق : « ... فما هو؟ قال أَبو عبداللَّـه عَلَيْهِ السَّلاَمُ : هو الرَّبُّ ، وهو المَعْبُود ، وهو اللَّـهُ ... قال السَّائلُ : فيُعاني الأَشياء بنفسه ؟ قال أَبو عبداللَّـه عَلَيْهِ السَّلاَمُ : هو أَجَّلُّ من أَنْ يُعَانِيَ الأَشياء بمباشرةٍ ومعالجةٍ ؛ لأَنَّ ذلك صِفَةُ المخلوق الَّذي لا تجِيءُ الأَشياءُ له إِلَّا بالمباشرةِ والمعالجةِ ، وهو مُتعَالٍ نافِذُ الإِرادة والمشِيئَة ، فَعَّالٌ لِـمَا يَشاءُ » . أُصول الكافي، 1: 59ـ 61/ح6. ودلالته واضحة
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (592) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (592) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (201) / / حيلولة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مِنْ نشر علومهم عند مَنْ لا يتحمَّلها / ولأَجل الحيلولة من وقوع المخلوقات وفي طُرِّ العوالم ؛ في المحاذير المعرفيَّة العقائديَّة الجسيمة الخطيرة الفادحة ، القاصمة للظهر ، بل لا تبقي ولا تذر منع أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ نشر علومهم عند مَنْ لا يتحمَّلها ، بل سيرتهم قائمة على ذلك . فانظر : بيناتهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) ، منها : 1ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في وصيَّته لكميل بن زياد : « ... يا كميل ، كُلّ مصدور ينفث ، فمن نفث إِليكَ مِنَّا بأمرٍ أَمركَ بستره فإِيَّاك أَنْ تبديه ، فليس لَكَ من إِبدائه توبة ، فإِذا لم تكن توبة فالمصير إِلى لظىٰ . يا كميل ، إذاعة سرّ آل مُـحمَّد عَلَيْهِم السَّلاَمُ لا يقبل اللَّـه تعالىٰ منها ولا يحتمل أحداً عليها . يا كميل ، وما قالوه لكَ مطلقاً فلا تُعَلِّمه إِلَّا مؤمناً موفَّقاً ...»(1). ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 74: 270/ح1
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (593) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (593) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (201) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « حيلولة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مِنْ نشر علومهم عند مَنْ لا يتحمَّلها » ؛ فإِنَّه لأَجل الحيلولة من وقوع المخلوقات وفي طُرِّ العوالم ؛ في المحاذير المعرفيَّة العقائديَّة الجسيمة الخطيرة الفادحة ، القاصمة للظهر ، بل لا تبقي ولا تذر منع أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ نشر علومهم عند مَنْ لا يتحمَّلها ، بل سيرتهم قائمة على ذلك . فانظر : بيناتهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الثاني : 2ـ بيان الإِمام زين العابدين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون ، وأَنتم الكاملون البالغون ، اللَّـه اللَّـه لا تطّلعوا أَحداً من المقصِّرين المستضعفين على ما رأيتم مِنِّي ومن مُـحمَّد فيشنِّعوا عليكم ويُكذِّبوكم ... »(1). 3ـ بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... ما سترنا عنكم أَكثر مِمَّا أَظهرنا لكم ... »(2). 4ـ إِطلاق بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنِّي لأُحدِّث الرَّجُل الحديث فينطلق فيُحدِّث به عنِّي كما سمعه ؛ فأستحلُّ به لعنه والبراءة منه »(3). 5ـ إِطلاق بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، عن داود بن كثير ، قال : « قال لي أَبو عبداللَّـه عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يا داود ، إِذا حدَّثتَ عنَّا بالحديث فاشتهرت به فأنكره » (4). 6ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً، عن أَبي سعيد المدائني ، قال : « قال أَبو عبداللَّـه عَلَيْهِ السَّلاَمُ : اقرأ موالينا السَّلام ، وأَعلمهم : أَنْ يجعلوا حديثنا في حصون حصينة ، وصدور فقيهة ، وأَحلام رزينة ، والَّذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة ما الشَّاتم لنا عرضاً والنَّاصب لنا حرباً أَشدُّ مؤونة من المذيع علينا حديثنا عند مَنْ لا يحتمله »(5). ودلالة الجميع واضحة. إِنْ قلتَ : ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه، 26: 16/ح2. (2) بصائر الدرجات، 2: 224 ـ 226/ح1338 ـ 5. دلائل الإمامة، الطبري: 224 ـ 226/ ح151. الاختصاص: 271 ـ 272. (3) بحار الأَنوار، 2: 79/ح75. (4) بحار الأَنوار، 2: 75/ح51. (5) المصدر نفسه: 79/ح73
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (594) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (594) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (201) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « حيلولة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مِنْ نشر علومهم عند مَنْ لا يتحمَّلها » ؛ فإِنَّه لأَجل الحيلولة من وقوع المخلوقات وفي طُرِّ العوالم ؛ في المحاذير المعرفيَّة العقائديَّة الجسيمة الخطيرة الفادحة ، القاصمة للظهر ، بل لا تبقي ولا تذر منع أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ نشر علومهم عند مَنْ لا يتحمَّلها ، بل سيرتهم قائمة على ذلك . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : إِنْ قلتَ : إِنَّ ما تقومون به مشمول ببيانات الوحي هذه وغيرها ؛ فإِنَّه إِذاعة لسرِّ آل مُحَمَّد صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ونشر لبيانات وحيانيَّة نُهي الإِصحار بها وتداولها عند المُقَصِّرة ومَنْ لا يحتملها فضلاً عن المغرضين والنَّواصب وأَعداء أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ومن ثَمَّ وجب عدم التَّعَرُّض لها والتَّحَدُّث عنها . قلتُ : إِنَّ هذه البيانات الوحيانيَّة الشَّريفة ناظرة لحالة قبل النشر واشتهار وتفشي ما تعرَّضنا له من بياناتٍ وحيانيَّةٍ ، أَمَّا بعد أَنْ انتشرت واشتهرت وتفشَّت في الكُتُب وفي المصادر الحديثيَّة ـ كما عليه الحال في يومنا هذا ـ ووقعت في يدِ مَنْ هبَّ ودبَّ ، لاسيما المُغرضين والمُقصِّرة والمُستضعفين والنَّواصب وأَعداء أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وجب على مَنْ له المِكْنَة الدفاع عنها ، وبيان فلسفتها ونِكَاتها ونُتَفها الْعَقَائِدِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة وَالْمَعْنَوِيَّة وَالنَّقْلِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّة وَالْعَقَلِيَّة ، لتُدفع أَو تُرفع الشبهات والإِشكالات والتساؤلات الَّتي يمكن أَنْ تُثار ، بل وتُثار عليها ، وما يمكن أَنْ يُحوم حومها . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (595) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (595) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (202) / / طبقات تحمُّل علوم ومعارف أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات : أَنَّ ما أُعطي من علوم ومعارف إِلٰهيَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ على مراتب وطبقات غير متناهية ؛ فبعضها لا يحتملها إِلَّا مَنْ كَتَبَ اللّٰـه في قلبه الإِيمان . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنَّ أَمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إِلَّا مَنْ كَتَبَ اللَّـه في قلبه الإِيمان »(1). وبعضها الآخر لا يحتملها إِلَّا نبيٌّ مرسلٌ ، أَو ملكٌ مُقَرَّب ، أَو مؤمنٌ مُـمتحنٌ . فلاحظ : بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن جابر بن يزيد ، قال : « قال أبو جعفر عليه السلام يا جابر ، حديثنا صعب مستصعب أمرد ذكوان وعر أجرد لا يحتمله والله إلا نبي مرسل ، أو ملك مُقَرَّب، أو مؤمن ممتحن ، فإذا ورد عليك يا جابر شئ من أمرنا فلان له قلبك فاحمد الله ، وإن أنكرته فرده إلينا أَهْل الْبَيْتِ ، ولا تقل : كيف جاء هذا ؟ وكيف كان وكيف هو ؟ فإن هذا والله الشرك بالله العظيم »(2). وبعضها الثالث لا يحتملها لا نبيّ مرسل ـ كـ : النَّبيِّ إِبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ ولا مَلَك مُقَرَّب ـ كـ : جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ ولا مؤمن ممتحن ـ كـ : سلمان رضوان اللَّـه عليه ـ إِلَّا مَنْ شاؤوا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر : بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن أَبي الصَّامت ، قال : « إِنَّ حديثنا صعب مستصعب ، شريف كريم ، ذكوان ذكيٌّ وعر ، لا يحتمله مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، ولا نبيٌّ مرسَلٌ ، ولا مؤمن مُـمْتَحن . قلتُ : فَمَنْ يحتملهُ جعلتُ فداك ؟ قال : مَنْ شئنا يا أَبا الصامت . قال أبو الصَّامت : فظننتُ أَن للَّـه عباداً هُم أفضل من هؤلاء الثلاثة »(3). وبعضها الرَّابع لا يحتملها إِلَّا هم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) . فلاحظ : بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْه ، عن أَبي الصَّامت ، قال : « سمعتُ أَبا عبداللَّـه عَلَيْهِ السَّلاَمُ يقول : إِنَّ من حديثنا مالا يحتمله مَلَك مُقَرَّب ، ولا نبيٌّ مُرسَل ، ولا عبد مؤمن . قلتُ : فَمَنْ يحتمله ؟ قال : نحن نحتمله »(4). وإِلى كُلِّ هذا أَشارت بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « ... إنَّ عندنا سرّاً مِنْ سرِّ اللَّـه ، وعلماً من علم اللَّـه لا يحتمله مَلَك مُقَرَّب ، ولا نبيّ مُرسَل ، ولا مؤمن أَمتحن اللَّـه قلبه للإِيمان ، واللَّـه ما كلَّف اللَّـه أَحَداً ذلك الحمل غيرنا ، ولا استعبد بذلك أَحداً غيرنا ، وإِنَّ عندنا سرّاً من سرِّ اللَّـه ، وعلماً من علم اللَّـه أَمرنا اللَّـه بتبليغه ، فبلَّغنا عن اللَّـه (عَزَّ وَجَلَّ) ما أَمرنا بتبليغه ، ما نجد له موضعاً ، ولا أَهلاً ولا حمَّالة يحملونه حتَّىٰ خلق اللَّـه لذلك أَقواماً ؛ خُلقوا من طينةٍ خُلق منها مُـحمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وذرِّيَّته ، ومن نور خلق اللَّـه منه مُـحمَّداً وَذُرِّيَّته ، وصنعهم بفضل صنع رحمته الَّتي صنع منها مُـحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ؛ فبَّلغناهم عن اللَّـه (عَزَّ وَجَلَّ) ما أَمرنا بتبليغه ، فقبلوه واحتملوا ذلك ، وبلغهم ذاك عنَّا فقبلوه واحتملوه ، وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إِلى معرفتنا وحديثنا ، فلولا أَنَّهم خُلقوا من هذا لَـمَا كانوا كذلك ، ولا واللَّـه ما احتملوه . ثُمَّ قال : إِنَّ اللَّـه خلق قوماً لجهنَّم والنَّار ؛ فأَمرنا أَنْ نُبَلِّغهم كما بلَّغناهم فاشمأزوا من ذلك ، ونفرت قلوبهم وردوه علينا ، ولم يحتملوه ، وكذبوا به ... فطبع اللَّـه على قلوبهم وأَنساهم ذلك ، ثُمَّ أَطلق اللَّـه لسانهم ببعض الحقِّ ، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ؛ ليكون ذلك دفعاً عن أَوليائه وأَهل طاعته ، ولولا ذلك ما عُبد اللَّـه في أَرضه ، فأمرنا بالكفِّ عنهم ، والكتمان منهم ، فاكتموا مِـمَّن أَمر اللَّـه بالكفِّ عنهم ، واستروا عمَّن أَمر اللَّـه بالستر والكتمان منهم ، قال : ثُمَّ رفع يده وبكىٰ وقال : اللَّهُمَّ ، إِنَّ هؤلاء لشرذمةٍ قليلون فاجعل محياهم محيانا ، ومماتهم مماتنا ، ولا تُسَلِّط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم ؛ فإِنَّكَ إِن فجعتنا بهم لم تُعبد أَبداً في أَرضك »(5). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 2: 195/ح41. (2) المصدر نفسه : 208 /ح102 . (3) المصدر نفسه : 192/ح34. (4) المصدر نفسه : 193/ح36. (5) المصدر نفسه ، 25 : 385 ـ 386/ح44. المحتضر: 154 ـ 155
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (596) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (596) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (203) / / نُكْتَةُ ابتلاءات بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ / وَمِنْ كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة تعرُّض بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ السَّابقين إِلى الابتلاءات ، منهم : النَّبيّ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فإِنَّه لَـمَّا عُرضت عليه بعض مقامات وشؤون أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ توقَّف فعوقب بابتلائه المعروف وأُخرج من الجنَّة ، وعفي عنه بعد أَن رجع واستغفر وتاب ، لكنَّه لم يُجعل من أَنبياء أُولي العزم عَلَيْهِم السَّلاَمُ بسبب تُوَقِّفه . وهكذا النَّبيّ أَيوب عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فابتُلي بالمرض وسائر ابتلاءاته إِلى أَنْ تاب فأدركته السعادة بأَمِير الْمُؤْمِنِين وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وعلى هذا قس حال النَّبيّ يونس عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فأبتُلي بالحوت ، وحُبس في بطنه إِلى أَنْ تاب وقَبَل ولاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (597) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (597) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (203) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نُكْتَةُ ابتلاءات بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ » ؛ فإِنَّه وَمِنْ كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة تعرُّض بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ السَّابقين إِلى الابتلاءات ، منهم : النَّبيّ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فإِنَّه لَـمَّا عُرضت عليه بعض مقامات وشؤون أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ توقَّف فعوقب بابتلائه المعروف وأُخرج من الجنَّة ، وعفي عنه بعد أَن رجع واستغفر وتاب ، لكنَّه لم يُجعل من أَنبياء أُولي العزم عَلَيْهِم السَّلاَمُ بسبب تُوَقِّفه .وكذا النَّبيّ أَيوب عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فابتُلي بالمرض وسائر ابتلاءاته إِلى أَنْ تاب فأدركته السعادة بأَمِير الْمُؤْمِنِين وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وعلى هذا قس حال النَّبيّ يونس عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فأبتُلي بالحوت ، وحُبس في بطنه إِلى أَنْ تاب وقَبَل ولاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الْأَوَّلِ : 1ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، منضمّاً إِليه بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قال : « إِنَّ اللَّـه تعالىٰ عرض ولاية عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ على أَهل السَّماوات وأَهل الأَرض فقبلوها ما خلا يونس بن متى ، فعاقبه اللَّـه وحبسه في بطن الحوت ؛ لإنكاره ولاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حتَّىٰ قبلها » . قال أبو يعقوب(1) : «فنادىٰ في الظلمات أَنْ لا إِلٰه إِلَّا أَنْتَ سبحانك إِنِّي كنت من الظالمين لإنكاري ولاية عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ » . قال أبو عبد اللَّـه : فأنكرتُ الحديث فعرضته على عبداللَّـه بن سليمان المدنيّ فقال لي : « لا تجزع منه ؛ فإنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خطب بنا بالكوفة ، فحمد اللَّـه تعالىٰ وأَثنىٰ عليه ، فقال في خطبته : « فلولا إِنَّه كان من المُقِرِّين للبث في بطنه إلى يوم يُبعثون » . فقام إِليه فلان بن فلان وقال : يا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ؛ إِنَّا سمعنا اللَّـه(2) : [فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ] . فقال : أُقعد يا بكّار ؛ «فلولا إِنَّه كان من المُقِرِّين للبث ... إلى آخِر الآية »(3) »(4). 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، مُخاطِباً سلمان (رضوان اللَّـه عليه) : « ... يا سلمان ، أَنا الَّذي دُعيت الأُمم كُلِّها إِلى طاعتي فكفرت فعُذِّبت بالنَّار ... » . قال سلمان : ... وأَنتَ قصَّة أَيُّوب وسبب تغيُّر نعمة اللَّـه عليه . فقال أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : « أتدري ما قصَّة أَيُّوب ، وسبب تغيُّر نعمة اللَّـه عليه ؟ قال : اللَّـه أعلم وأَنْتَ يا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ . قال : لَـمَّا كان عند الانبعاث للنطق شَكَّ أَيُّوب في ملكي ، فقال : هـذا خطب جليل وأَمـر جسيم . قـال اللَّـه (عَزَّ وَجَلَّ) : يا أَيُّوب أَتَشكُّ في صورة أقمته أَنا ؟ إِنِّي ابتليتُ آدم بالبلاء فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم عليه بأَمرة الْمُؤْمِنِين ، وأنت تقول : خطب جليل ، وأَمر جسيم ؟! فوعزَّتي لأُذيقنَّك من عذابي أَو تتوب إِلَيّ بالطَّاعة لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ أَدركته السَّعادة بي ؛ يعني : أَنَّه تاب وأذعن بالطَّاعة لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وعلى ذرِّيَّته الطَّيبين عَلَيْهِم السَّلاَمُ»(5). 3ـ بيان تفسير الإِمام الباقر (صلوات اللّٰـه عليه)، ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أَبو يعقوب ـ هذا ـ وأَبو عبداللَّـه الآتي ذكره من أَصحاب رواة وإسناد هذا الحديث الشريف. (2) في المصدر: (إِنَّا سمعنا اللَّـه يقول). (3) الصافات: 143. (4) بحار الأَنوار، 26: 333 ـ 334/ح16. تفسير فرات الكوفي: 94. (5) بحار الأَنوار، 26: 292 ـ 293/ح52. كنز جامع الفوائد: 264 ـ 265. وفيه: (أَنَّه تاب إِلى اللَّـه)
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (598) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (598) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (203) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نُكْتَةُ ابتلاءات بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ » ؛ فإِنَّه وَمِنْ كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة تعرُّض بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ السَّابقين إِلى الابتلاءات ، منهم : النَّبيّ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فإِنَّه لَـمَّا عُرضت عليه بعض مقامات وشؤون أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ توقَّف فعوقب بابتلائه المعروف وأُخرج من الجنَّة ، وعفي عنه بعد أَن رجع واستغفر وتاب ، لكنَّه لم يُجعل من أَنبياء أُولي العزم عَلَيْهِم السَّلاَمُ بسبب تُوَقِّفه . وكذا النَّبيّ أَيوب عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فابتُلي بالمرض وسائر ابتلاءاته إِلى أَنْ تاب فأدركته السعادة بأَمِير الْمُؤْمِنِين وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وعلى هذا قس حال النَّبيّ يونس عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فأبتُلي بالحوت ، وحُبس في بطنه إِلى أَنْ تاب وقَبَل ولاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الثالث : 3ـ بيان تفسير الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وبيان نُكْتَة عدم جعل النَّبيّ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ من أَنبياء أُولي العزم عَلَيْهِم السَّلاَمُ : «في قول اللَّـه (عَزَّ وَجَلَّ) : [وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا](1) قال : عهد إِليه في مُـحمَّد والأَئمَّة من بعده فترك ، ولم يكن له عزم فيهم أَنَّهم هكذا ... »(2). 4ـ بيان الإِمام الرضا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وإِنَّ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَـمَّا أَكرمه اللَّـه (تعالىٰ ذكره) بإسجاد ملائكته له ، وبإدخاله الجنَّة قال في نفسه : هل خلق اللَّـه بشراً أَفضل منِّي ؟ فعلم الله (عَزَّ وَجَلَّ) ما وقع في نفسه ، فناداه : ارفع رأسَكَ يا آدم ، فانظر إِلى ساق عرشي ، فرفع آدم رأسه فنظر إِلى ساق العرش فوجد عليه مكتوباً : لا إِلٰه إِلَّا اللَّـه ، مُـحَمَّد رسول اللَّـه ، عَلِيّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيِّدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنَّة . فقال آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يا ربّ ، مَنْ هؤلاء؟ فقال (عَزَّ وَجَلَّ) : من ذُرِّيَّتك ، وهم خير منكَ ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتكَ ولا خلقتُ الجنَّة والنَّار ، ولا السَّماء والأَرض ، فإِيَّاك أَنْ تنظر إِليهم بعين الحسد فأُخرجكَ عن جواري . فنظر إِليهم بعين الحسد ، وتمنَّىٰ منزلتهم ، فتسلَّط الشَّيطان عليه حتَّىٰ أكل من الشَّجرة الَّتي نُهي عنها ، وتسلَّط على حوَّاء ؛ لنظرها إِلى فاطمة عَلَيْها السَّلاَمُ بعين الحسد حتَّىٰ أَكلت من الشَّجرة كما أَكل آدم ، فأخرجهما اللَّـه (عَزَّ وَجَلَّ) عن جنَّته ، وأَهبطهما عن جواره إِلى الأرض »(3). ودلالة الجميع واضحة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) طٰه: 115. (2) بحار الأَنوار، 11: 35/ح31. علل الشرائع: 52. (3) بحار الأَنوار، 26: 273/ح15. عيون الأَخبار: 170
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (599) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (599) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (204) / / مقامات كُمَّل المخلوقات لا تُعطى إِلاَّ بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ إِنَّ كمَّل المخلوقات ـ منهم : الملائكة المُقرَّبين ، والأَنبياء والمرسلين ، والأَوصياء والأَصفياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ ـ لم يُعطوا المقامات والكمالات الْإِلَهِيَّة ولم يُفضَّل بعضهم على الآخر إِلَّا بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وبقدر تحمُّل قابليَّاتهم لأَسرارهم . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الحديث القدسي ، عن ربِّ العزَّة (تقدَّس ذكره)، مخاطباً سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... وَإِنِّي جعلتكم محنة لخلقي ، أَمتحن بكم جميع عبادي وخلقي في سمائي وأَرضي وما فيهنَّ ؛ لأَكمل الثواب لمن أَطاعني فيكم ، وأَحلّ عذابي ولعنتي على مَنْ خالفني فيكم وعصاني ، وبكم أُميِّز الخبيث من الطَّيِّب ... »(1). ودلالته قد اتَّضحت ؛ فإِنَّ جملة المخلوقات ، منهم : كافَّة الملائكة لا سيما المُقرَّبين ، وجميع الأَنبياء والمرسلين ، وسائر الأَوصياء والأَصفياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ لم يُعطَ أَحدٌ منهم مقاماً ـ كـ : مقام : المقرَّبيَّة ، والنُّبُوَّة والرسالة ، والوصاية والاِصطفاء ـ ولا كمالاً ولا فضيلة ، ولا شأناً إِلٰهيّاً البَتَّة في هذا العَالَم ، وفي العوالم السَّابقة واللَّاحِقَة ، ولم يُمَيَّز خبيثٌ عن طيِّبٍ إِلَّا بعد الابتلاءات والاِمتحانات في قدر معرفته بـ : أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وطاعته لهم ، ومدىٰ تحمُّله لأَسرارهم ومعارفهم . 2ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 18: 399 ـ 400/ح101
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (600) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (600) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (204) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مقامات كُمَّل المخلوقات لا تُعطى إِلاَّ بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّ كمَّل المخلوقات ـ منهم : الملائكة المُقرَّبين ، والأَنبياء والمرسلين ، والأَوصياء والأَصفياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ ـ لم يُعطوا المقامات والكمالات الْإِلَهِيَّة ولم يُفضَّل بعضهم على الآخر إِلَّا بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وبقدر تحمُّل قابليَّاتهم (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) لأَسرارهم وعُلُومهم ومَعَارِفهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الثاني : 2ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... والَّذي نفسي بيده ، ما استوجب آدم أَنْ يخلقه اللَّـه وينفخ فيه من روحه ، وأَنْ يتوب عليه ، ويردَّه إِلى جنَّته إِلَّا بنبوَّتي والولاية لِعَلِيّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ما أَرىٰ إِبراهيم ملكوت السَّماوات والأَرض ، ولا اتَّخذه خليلاً إِلَّا بنبوَّتي والإِقرار لِعَلِيّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما كلَّمَ اللَّـه موسىٰ تكليماً ، ولا أَقام عيسىٰ آية للعالمين إِلَّا بنبوَّتي ومعرفة عَلِيّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما تنبَّأ نبيٌّ إِلَّا بمعرفتي ، والإِقرار لنا بالولاية ، ولا استأهل خلق من اللَّـه النظر إِليه إِلَّا بالعبوديَّة له ، والإِقرار لِعَلِيّ بعدي ... »(1). 3ـ بيانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم أَيضاً : « ما تكاملت النُّبوَّة لِنَبِيٍّ في الأَظلَّة حتَّىٰ عرضت عليه ولايتي وولاية أَهل بيتي ، ومُثِّلوا له فأَقَرُّوا بطاعتهم وولايتهم »(2). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة. 4ـ إِطلاق بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 40: 95 ـ 97/ح116. كتاب سليم: 168 ـ 170. (2) بصائر الدرجات، 1: 161/ح300 ـ 7.
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (601) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (601) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (204) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مقامات كُمَّل المخلوقات لا تُعطى إِلاَّ بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّ كمَّل المخلوقات ـ منهم : الملائكة المُقرَّبين ، والأَنبياء والمرسلين ، والأَوصياء والأَصفياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ ـ لم يُعطوا المقامات والكمالات الْإِلَهِيَّة ولم يُفضَّل بعضهم على الآخر إِلَّا بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وبقدر تحمُّل قابليَّاتهم (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) لأَسرارهم وعُلُومهم ومَعَارِفهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الرابع : 4 ـ إِطلاق بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أَنَا مُنزل الملائكة منازلها ... أَنَا صاحب الهبات بعد الهبات ولو أَخبرتكم لكفرتم ... أنَا المعطي ، أَنا المبذل ، أَنا القابض يدي على القبض ... »(1). وهذا أَحد تفاسير هذا البيان الشَّريف. 5ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ما نُبِّئ نبيّ قَطُّ إِلَّا بمعرفة حقِّنا ، وبفضلنا على من سوانا »(2). ودلالته قد اِتَّضحت ؛ فإِنَّ مقام النُّبُوَّة لم يُعطَ لنبيٍّ قَطُّ إِلَّا بعد معرفته في العوالم السَّالفة بحقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ومعرفة : حقّهم وحقوقهم وبفضلهم على جملة المخلوقات وفي جميع العوالم غير المتناهية. 6ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ... فَمَنْ أَراد اللَّـه أَنْ يُطَهِّر قلبه من الجنِّ والإِنس عرَّفه ولايتنا، ومن أَراد أَنْ يطمس على قلبه أَمسكَ عنه معرفتنا... واللَّـه ، ما استوجب آدم أَنْ يخلقه اللَّـه بيده ، وينفخ فيه من روحه إِلَّا بولاية عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وما كلَّم الله موسىٰ تكليماً إِلَّا بولاية عِليّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، ولا أَقَام اللَّـه عيسىٰ بن مريم آية للعالمين ، إِلَّا بالخضوع لِعَلِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، ثُمَّ قال : اجمل الأَمر: ما استأهل خلق من اللَّـه النظر إليه إِلَّا بالعبوديَّة لنا »(3). ودلالته واضحة. 7ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، الوارد في حقِّ جَدَّته فاطمة الزهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا : « ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مشارق أَنوار اليقين، الخطبة الافتخارية: 165 ـ 166. (2) بحار الأَنوار، 26: 281/ح28. بصائر الدرجات، 1: 51. (3) بحار الأَنوار، 26 : 294/ ح56. الاختصاص: 250
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (602) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (602) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (204) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مقامات كُمَّل المخلوقات لا تُعطى إِلاَّ بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّ كمَّل المخلوقات ـ منهم : الملائكة المُقرَّبين ، والأَنبياء والمرسلين ، والأَوصياء والأَصفياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ ـ لم يُعطوا المقامات والكمالات الْإِلَهِيَّة ولم يُفضَّل بعضهم على الآخر إِلَّا بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وبقدر تحمُّل قابليَّاتهم (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) لأَسرارهم وعُلُومهم ومَعَارِفهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل السابع : 7ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، الوارد في حقِّ جَدَّته فاطمة الزهراء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا : «... وهي الصِّدِّيقة الكبرىٰ ، وعلى معرفتها دارت القرون الأُولىٰ»(1). ودلالته قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ مقامات كُمَّل المخلوقات ـ كـ : الملائكة المُقرَّبين ، والأَنبياء والمرسلين ، والأَوصياء والأَصفياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ ـ وغيرهم وكمالاتهم وشؤونهم لم تعطها يد ساحة القدس الإِلٰهيَّة لهم في العوالم السَّابقة ـ وهي الأَساس ـ إِلَّا على قدر معرفتهم بـ : مراتب طبقات حقيقة فاطمة الزهراء صلوات اللَّـه عليها ، وبـ : مقاماتها ، وكمالاتها ، وفضائلها ، وشؤونها . ولوجود تفاوت في معرفتهم بها فُضِّل بعضهم على الآخر. 8 ـ بيان الإِمام الحسن العسكري صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... فالكليم أُلبس حلَّة الإِصطفاء لَـمّا عهدنا منه الوفاء ...»(2). ودلالته قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ النَّبيَّ موسىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نال الاِصطفاء والنُّبُوَّة والرِّسالة ؛ وسائر المراتب والمقامات الإِلٰهيَّة ؛ لَـمَّا عهد أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ منه الوفاء والإِخلاص لهم . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 43: 105/ح19. (2) بحار الأَنوار، 26: 364 ـ 365/ح50
مَعَارِف إِلْهِيَّة : (603) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
الدَّرْسُ (603) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (204) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مقامات كُمَّل المخلوقات لا تُعطى إِلاَّ بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ » ؛ فإِنَّ كمَّل المخلوقات ـ منهم : الملائكة المُقرَّبين ، والأَنبياء والمرسلين ، والأَوصياء والأَصفياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ ـ لم يُعطوا المقامات والكمالات الْإِلَهِيَّة ولم يُفضَّل بعضهم على الآخر إِلَّا بقدر معرفتهم بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وبقدر تحمُّل قابليَّاتهم (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) لأَسرارهم وعُلُومهم ومَعَارِفهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل التاسع : 9ـ بيان زيارتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « ... حتَّىٰ لا يبقىٰ مَلَك مُقرَّب ، ولا نَبِيّ مُرْسَل ، ولا صِدِّيق ولا شهيد ، ولا عَالِم ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ، ولا جبَّار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إِلَّا عرَّفه جلالة أَمركم ، وعظم خطركم ، وكبير شأنكم ، وجلالة قدركم ، وتمام نوركم ، و صدق مقاعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلَّكم ، ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصَّتكم لديه ، وقرب مجلسكم منه...»(1). ودلالته قد اِتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ أَحد فلسفات هذا العرض وعلله في بداية الخلقة ، والتعريف بمقامات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وكمالاتهم وشؤونهم وذلك لاِختبار وامتحان جملة المخلوقات ؛ ليُعطىٰ كُلّ ذي قابليَّة حقَّه وشأنه في المسؤوليَّات المستقبليَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ) بحار الأَنوار ، 99 : 152