الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (520) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (520) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

22/06/2025


الدَّرْسُ (520) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (153) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « ترابط تكويني وثيق بين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والقرآن الكريم » ؛ فإِنَّ الوارد في بيان ومعادلة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الوحيانيَّة والمتواترة بين الفريقين : « يا أَيُّها النَّاس إِنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ؛ أَهل بيتي فتمسَّكوا بهما ولا تضلُّوا ، فإِنَّ اللَّطيف الخبير أَخبرني وعهد إِلَيَّ أَنَّهما لن يفترقا حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض»(1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ عدم تمكُّن السالك لجادَّة الحقّ الأَخذ بأَحد الثقلين وترك الآخر . ثُمَّ إِنَّه يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام : أَنَّ المراد من كلمة (حتَّى) الواردة في هذا البيان الشريف وغيره من بيانات الوحي وأَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « عَلِيٌّ مع القرآن ، والقرآن مع عَلِيٌّ ، ولن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض »(2) ليست الغاية والنهاية ، بل الوصول والاستمرار ، فيكون معنى بيان الثقلين أَنَّ القرآن الكريم لن يفارق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَزْلاً وأَبَدًا . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ومِمَّا تَقَدَّمَ يَتَّضِحُ : أَنَّ المصحف الشَّريف إِذا عُزِل عن أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فلن يكون وحياً مُنزلاً ، فالحافظ له ليس علماء الأُمَّة ، ولا فقهائها ، ولا مُفسِّريها ، ولا الصَّحابة والتَّابعين ـ وإِلَّا كان نتاجاً بشريّاً . وحُجِّيَّة العلماء وإِنْ كانت ثابتة ، لكنَّها ليست مصدراً ومنبعاً وحيانيّاً ـ ، بل مَنْ كان له اتِّصال بالله عَزَّ وَجَلَّ مباشرة ، وهو: مجموع المعصومين الأَربعة عشر من أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن صالح بن سهل ، قال : « كُنْتُ جالساً عنده فقال لي إِبتداءً منه : يا صالح بن سهل ، إِنَّ الله جعل بينه وبين الرَّسول رسولاً ، ولم يجعل بينه وبين الِإمام رسولاً ، قال : قلت : كيف ذاك ؟ قال : جعل بينه و بين الإِمام عموداً من نور ؛ ينظر الله به إِلى الإِمام ، وينظر الإِمام به إِليه ، فإِذا أَراد علم شيءٍ نظر في ذلك النُّورفعرفه»(3). ودلالته واضحة. وَمِنْ ثَمَّ ورد بيان قوله تعالىٰ : [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (4)، أَي: حَافِظُونَ للقرآن الكريم بمجموع أَهْل الْبَيْتِ الأَربعة عشر معصوماً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج، 1: 216. (2)بحار الانوار ، 34 : 35 . (3) بحار الأَنوار، 26: 134 ـ 135/ح10. بصائر الدرجات: 130. (4) الحجر: 9