مَعَارِف إِلْهِيَّة : (521) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
23/06/2025
الدَّرْسُ (521) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (153) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « ترابط تكويني وثيق بين أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ والقرآن الكريم » ؛ فإِنَّ الوارد في بيان ومعادلة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله الوحيانيَّة والمتواترة بين الفريقين : « يا أَيُّها النَّاس إِنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ؛ أَهل بيتي فتمسَّكوا بهما ولا تضلُّوا ، فإِنَّ اللَّطيف الخبير أَخبرني وعهد إِلَيَّ أَنَّهما لن يفترقا حتَّىٰ يردا عَلَيَّ الحوض»(1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ عدم تمكُّن السالك لجادَّة الحقّ الأَخذ بأَحد الثقلين وترك الآخر . ثُمَّ إِنَّه يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات في المقام : أَنَّ المراد من كلمة (حتَّى) الواردة في هذا البيان الشريف وغيره من بيانات الوحي وأَبواب الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « عَلِيٌّ مع القرآن ، والقرآن مع عَلِيٌّ ، ولن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض »(2) ليست الغاية والنهاية ، بل الوصول والاستمرار ، فيكون معنى حديث الثقلين ـ الْمُتَقَدِّم ـ : أَنَّ القرآن الكريم لن يفارق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَزْلاً وأَبَدًا ، أَي : سواء كان قبل عَالَمِ القيامة ، أم في عَالَمِ القيامة ، أم بعده . ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وَمِنْ ثَمَّ ورد بيان قوله تعالىٰ : [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (3) ، أَي : حَافِظُونَ للقرآن الكريم بمجموع أَهْل الْبَيْتِ الأَربعة عشر معصوماً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وعليه : فإِذا أَقَرَّ مخلوق بكافَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلَّا واحداً منهم كالحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه فلا يكون المصحف الموجود بين يديه وحیانیّاً ، بل تراثاً بشريّاً ؛ لتطرُّق الحِسّ إِليه ؛ بانقطاع سلسلة الوحي ، وحينئذٍ تعود المعضلة الَّتي ارْتَطَم بها الطرف الآخر للوَاجِهَة ، ولا تندفع إِلَّا بالِاعتقاد بجملة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ومن ثَمَّ ورد في بيان دعاء النُّدْبَة : « ... أَين وجه الله الَّذي إِليه يتوجَّه الأَولياء ، أَين السَّبب المُتَّصل بين الأَرض والسَّماء ... »(4)، وعلماء الأُمَّة وفقهائها وأَبدالها وأَوتادها ليسوا بأَسباب مُتَّصِلة بين الأَرض والسَّماء. وعليه : فَمَنْ تشدَّق بمقولة : « حسبنا كتاب الله »(5) لم ولن يتمكَّن من التَّحليق بالمُصْحَفِ الشَّريف عن الحِسِّ ، لا من حيث سنده ، ولا من حيث دلالته وإِنْ كانتا قطعيَّتين وحُجَّتين ؛ لأَنَّ حُجِّيَّتهما ليست بالوحيانيَّة، بل نتاج بشري يبقىٰ ملازماً للحِسِّ لا يفارقه، وهو في معرض الخطأ والِاشتباه. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج، 1: 216. (2)بحار الانوار ، 34 : 35 . (3) الحجر: 9. (4) بحار الأَنوار، 99: 107. مصباح الزائر: 230 ـ 234. (5) بحار الأَنوار، 22: 472 ـ 473/ح21. مناقب آل أَبي طالب، 1: 202ـ 203