مَعَارِف إِلْهِيَّة : (530) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
02/07/2025
الدَّرْسُ (530) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (166) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الإِعجاز الْعِلْمِيُّ في أَدعية أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام تَحَدٍّ عِلْمِيّ لساحة البشر الْمَعْرِفِيَّة » ؛ فإِنَّ هناك تَحَدٍّ عِلْمِيّ وَ مَعْرِفِيّ مطروح في أَرْوِقَة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ البشريَّة في هذا العصر ، بل علىٰ مرِّ الدُّهور والأَزمان ، حاصله : أَنَّ مَنْ يُرسل الآن الصَّحيفة السَّجَّاديَّة وغيرها من سائر أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلى أَيِّ محفلٍ وأَيِّ مُختبرٍ عِلْمِيٍّ مُتخصِّص في علوم الرُّوح والمعنیٰ ؛ وإِلى المدارس البشريَّة المُتخصِّصة في تربية الرُّوح فسيجد : أَنَّ هذه الصُّروح الْعِلْمِيَّة وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة ليست لها القدرة والْمُكْنَة من الوصول إِلى ضِفَاف منظومة وقدرة وكفاءة وكمال ونظام هذه الأَدعية ، وليست لها القدرة والْمُكْنَة أَيضاً من الوصول إِلى شواطئ قدراتها وكفاءاتها وكمالاتها وأَنظمتها ونظمها ؛ وبالطَّرْحِ الموجود فيها . وهذا تَحَدٍّ عِلْمِيّ ؛ ومعاجز مشهودة ومطروقة علىٰ طاولة السَّاحة الْعِلْمِيَّةِ وَالْمَعْرِفِيَّة البشريَّة عبر جملة الدُّهُور والأَزمان ؛ فلیأت مَنْ يدَّعي خلاف ذلك بمنظومةٍ كاملةٍ ، بل بدعاءٍ فاردٍ ، بل بمقطعٍ واحدٍ ولو كان صغيراً في بناء وتوازن الرُّوح غیر مسروقٍ من بيانات هذه الصَّحيفة الشَّريفة وسائر بيانات أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وليعرضه للتقييم أَمام أَصحاب النقد الْعِلْمِيّ وَالْمَعْرِفِيّ والْعَقْلِيّ واللُّغَوِيّ . وإِلى هذا المعنىٰ أَشارت بيانات الوحي ، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان التالي : ثانياً : بيان قوله عزَّ قوله : [أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ* فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ](1) . ثالثاً : بيان قوله عزَّ من قائل : [أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] (2) . رابعاً : بيان قوله تبارك اسمه : [وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ* أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ](3) . خامساً : بيان قوله تبارك وتعالىٰ : [وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] (4) . ودلالة الجميع واضحة . ونُكْتَة الوحدة بين بيانات القرآن الكريم وبيانات أَدعية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وسائر بياناتهم واضحة ، فإِنَّ كُلّاً منها وحي إِلٰهيّ . فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بیان سيِّد الأَنبياء منضماً إِليه بيان أَمير المؤمنين (صلوات الله عليهما وعلىٰ آلهما) : « ... ولقد سَمِعْتُ رَنَّة الشَّيطان حين نَزَلَ الوحيُ عليه صلى الله عليه واله ، فقُلتُ : يا رسول الله ، ما هذه الرَّنَّةُ ؟ فقال : هذا الشَّيطانُ قد أَيسَ من عبادته ، إِنَّكَ تَسْمَعُ ما أَسمَعُ وَتَرَىٰ مَا أَرَىٰ ، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ، ولكنَّكَ وزيرٌ ، وإِنَّكَ لَعَلَىٰ خَيرٍ ... » (5). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الطور: 32ـ 34. (2) هود: 13. (3) يونس: 37ـ 38 . (4) البقرة: 23 . (5) نهج البلاغة، خ192: 329