مَعَارِف إِلْهِيَّة : (555) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
28/07/2025
الدَّرْسُ (555) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (187) / / التَّعامل مع معارف أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ / التَّقصير أَشَدُّ جرماً ومُؤاخذة وانحطاطاً من الغُلُوِّ / يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّنا نتعامل في هذه المسائل والمطالب المعرفيَّة مع علوم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومعارفهم وعقائدهم ، وهي جسيمة وعظيمة وخطيرة جِدّاً ، بعض مراتبها لا يحتملها مَلَكٌ مُقرَّب ـ كـ : جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم(1) ـ ولا نبيٌّ مرسل ـ كـ : النَّبيِّ إِبراهيم عَلَيْهِ السَّلاَم ـ ولا مؤمنٌ مُمتحن ـ كـ : سلمان رضوان الله عليه ـ . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن أَبي الصَّامت ، قال : « ... إِنَّ حديثنا صعب مُستصعب ، شريف كريم ، ذكوان ذكيٌّ وعر ، لا يحتمله مَلَكٌ مُقَرَّب ، ولا نَبيٌّ مُرْسَلٌ ، ولا مؤمنٌ مُمتحنٌ . قلت : فَمَنْ يحتمله جُعِلْتُ فداك؟ قال : مَنْ شئنا يا أبا الصامت . قال أبو الصامت : فظننتُ أَنَّ للّٰـه عباداً هم أَفضل مِنْ هؤلاء الثلاثة »(2). ودلالته واضحة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لَا بَأْسَ بالْاِلْتِفَات إِلى أَنَّ اسم (جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم) مأخوذ من الجبروت والجبر ، ولهما معنيان : الأَوَّل : الغضب والقدرة . فلذا كان جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم مظهراً لغضب اللّٰـه تعالىٰ وقدرته وبطشه وجبروته ؛ ومن ثَمَّ جرىٰ العذاب الإِلٰهيّ لكثير من الأَقوام السَّالفة ـ كقوم لوط ـ على يديه . الثَّاني : جبر النقص بالكمال ، ومن ثَمَّ كان جبرئيل عَلَيْهِ السَّلاَم يمدُّ الأَنبياء والأَوصياء عَلَيْهم السَّلاَم بالوحي والْعِلْم اللَّدُنِّيّ ، بل ويمدُّ غيرهم من موارد جبر الكائنات . (2) بحار الأَنوار، 2: 192/ح34