الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (569) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (569) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

11/08/2025


الدَّرْسُ (569) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (196) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « أَنواع الإِحاطة » ؛ فإِنَّ الإِحاطة على أَنحاء ثلاثة : أَحدها : الإِحاطة الْمَادِّيَّة الجغرافيَّة . وهذه لا تُحيط إِلَّا بالسَّطح والظَّاهر فقط . وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى النحو التالي : ثانيها : الإِحاطة الماديَّة غير الجغرافيَّة . وهذه تُحيط بالظَّاهر والباطن ، لكنَّها تبقىٰ ماديَّة وجسمانيَّة ولها مقدار . ومجالها : إِذا كان المُحيط من عَالَم المادَّة وعَالَم الأَجسام اللَّطِيفَة . مثالها : إِحاطة الأَشعَّة البنفسجيَّة أَو الحمراء أَو فوقها أَو تحتها بالأَجسام الأَغلظ . لكن : هناك نواقص في هذه الإِحاطة ، فضلاً عن الإِحاطة الماديَّة الجغرافيَّة ؛ منها : أَوَّلاً: أَنَّ الاحاطة الماديَّة غير الجغرافيَّة ـ فضلاً عن الجغرافيَّة ـ مهما علت وبلغت لا بُدَّ أَنْ تكون ناقصة ، فإِحاطة الأَشعَّة والطَّاقات بالأَجسام الأَغلظ وإِنْ كانت أَكمل نسبيّاً من إِحاطة الجسم الكبير بالصَّغير ، لكنَّها تبقىٰ ناقصة ؛ لأَنَّ عناصر وذرَّات الأَشعة والطَّاقات وإِنْ نفذت في الأَجسام والمواد الأَغلظ ، لكن نفس الأَجسام والمواد الأَغلظ تتكوَّن من لطائف ماديَّة ، وما إِنْ تتساوىٰ درجات اللَّطافة في مواد الأَشعَّة والطَّاقات مع درجات اللَّطافة في المواد الصَّاعدة للأَجسام فلا تنفذ ولا تُحيط تلك الأَشعَّة والطَّاقات بتلك الدَّرجة من الأَجسام ، وتمرُّ على سطوح تلك المواد فيصير لقاء سطح بسطح . إِذَنْ : الدُّخول والنُّفوذ المادِّي الجغرافي ، بل والدُّخول والنُّفوذ المادِّي غير الجغرافي من أَضعف أَنواع الدُّخول والنُّفوذ ؛ لعدم حصول تشابك حقيقي ، بل تلوُّن سطوح . ثانياً : أَنَّ بعض الُمحيط وإِنْ كان حاضراً في جانب من جوانب الُمحاط ، لكنَّه ليس بحاضر في الجوانب الأُخرىٰ ؛ فإِحاطة الأَشعَّة وسائر القوىٰ الماديَّة والطَّاقات بالجسم الأَغلظ وإِنْ كانت نافذة وحاضرة في أَحد جوانبه لكنَّها لا تكون نافذة وحاضرة في جوانبه الأُخرىٰ ؛ لأَنَّ هذه القوىٰ والطَّاقات بعدما كانت من عَالَم الأَجسام والمادة ، وطبيعة هذا العَالَم أَنَّ بعض جوانبه تغيب عن جوانبه الأُخرىٰ . وهذا بخلاف نفوذ وحضور واحاطة المجرَّدات التَّامَّة كنفوذ وحضور واحاطة الباري ـ الُمسمَّىٰ ـ تقدَّس ذكره ونفوذ وحضور واحاطة الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ومرادفاتها العقليَّة الإِلٰهيَّة ـ طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ـ فإِنَّ جملة ابعاض المُحاط وأَجزاءه وذرَّاته وشراشره وشؤونه وأَحواله حاضرة لدىٰ المُحيط كنقطة واحدة ولا يغيب عنه شيء. ثالثها: الإِحاطة التجرُّديَّة ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار