مَعَارِف إِلْهِيَّة : (580) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
22/08/2025
الدَّرْسُ (580) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ المُتقدِّم : « أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء » (1) ، بل وبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » (2) ، فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من عنوان : (الخطِّ) عِدَّة وجوه ، منها : لا زال البحث في الوجه الأَوَّل ، وهو : أَنَّ المراد من عنوان : (الخطِّ) : الصِّراط والخطّ المُستقيم الفارد والحصري الموصل إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة. ، ووصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ثُمَّ إِنَّ الصِّراط تارة يكون صراط رحمة ونعمة ، مُوصِل إِلى رضا الرَّحمٰن ، ويُورِث سالكه الجنان ونعم الورد المورود ؛ وذلك إِنْ سلك المخلوق صراط الحقّ والنُّور والجمال والكمال ، صراط أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ فتكون نهاية لقائه في الجنان مع الله (عزَّ وجهه) ومع طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ؛ أَسماء وصفات الجمال والكمال الإِلٰهيَّة . وأُخرىٰ يكون صراط غضب ونقمة ، مُوصِل إِلى غضب ونقمة : (العزيز الجبَّار، وطبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ؛ أَسماء وصفات الجلال والغضب والانتقام الإِلٰهيّ) ، ويُورِث سالكه لظىٰ وبئس الورد المورود ؛ وذلك إِنْ سلك المخلوق صراط الِانحراف والضلال والخطيئة ، وخاض في الظُّلمات ، فتكون نهاية لقائه في جهنَّم مع الله (العزيز الجبَّار) وطبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصاعدة ؛ أَسماء وصفات الجلال والنِّقمة والغضب والإِنتقام الإِلٰهيّ . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله تقدَّس ذكره : [فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ](3). و (وجه الله) هم : أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ كما ورد ذلك في جمٍّ غفير من بيانات الوحي المتواترة ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... ونحن وجه الله ... »(4). ثانياً : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن المُفضَّل بن عمر ، قال : « ... فقلتُ له : يا بن رسول الله ، فَعَلِيّ بن أَبي طالب عَلَيْهِ السَّلاَمُ يدخل مُحبَّه الجنَّة ومبغضه النَّار أَو رضوان ومالك؟ فقال: ... يا مُفضَّل ... فَعَلِيّ بن أَبي طالب عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذاً قسيم الجنَّة والنَّار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، ورضوان ومالك صادران عن أَمره بأَمر الله تبارك وتعالىٰ ، يا مُفضَّل، خُذ هذا ؛ فإِنَّه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إِلَّا إِلى أَهله »(5). ودلالته ـ كدلالة سابقيه ـ واضحة. ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينابيع المودَّة ، 2 : 195. تفسير البصائر ، 1/ 24. (2) بحار الأَنوار ، 40 : 165. (3) البقرة: 115. (4) بحار الأَنوار، 25: 22ـ 23/ح38. رياض الجنان (مخطوط). (5) بحار الأَنوار، 39: 194 ـ 196/ح5. علل الشرائع: 65