الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (582) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (582) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

24/08/2025


الدَّرْسُ (582) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ، فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من عنوان : (الخطِّ) عِدَّة وجوه ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الوجه التالي : الوجه الثَّالث : أَنَّ طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّاعدة ـ باعتبار أَنَّها الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ، كالذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة من هذه الجهة ـ مُحيطة بجملة عَالَم الإِمكان والوجود ومخلوقاته غير المتناهية وشؤونه وأَحواله من بداية الخلقة إِلى ما لا نهاية له ، وليست لتلك العوالم والمخلوقات حول وقوَّة واستمداد وغنىٰ واستمرار إِلَّا بطبقات حقيقته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) الصَّاعدة ، وإِلَّا ـ أَي: لولا تلك الطبقات ـ لتفرَّط نظام عَالَم الخلقة ومخلوقاته وانمحىٰ، كاحاطة الخطّ المحيط بدوائر محيط مركز الدائرة ، وليست لها حول وقوَّة واستمداد وغنىٰ واستمرار إِلَّا به ، وإِلَّا لتفرَّطت تلك الدوائر وكانت اعدام . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان زيارته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) : « ... السَّلام عليك يا أَمير المؤمنين عَلِيّ بن أَبي طالب سيِّد الوصيِّين وحُجَّة ربّ العالمين على الأَوَّلين والآخرين ... والحُجَّة على جميع الورىٰ في الآخرة والأُولىٰ ... والحُجَّة على جميع مَنْ خلق الله ... وعين المُهيمن المنَّان ، ووليّ الملك الدَّيَّان ... السَّلام عليكَ يا ... عَالم الخفيَّات ... وعارف الغيب المكنون ، وحافظ السِّرّ المصون ، والعَالِم بما كان ويكون ... السَّلام عليكَ عماد الجبَّار ... يا مشهوراً في السَّماوات العُليا ، ومعروفاً في الأَرضين السَّابعة السُّفلىٰ ... وعارف السِّرّ وأَخفىٰ ، السَّلام عليك أَيُّها النَّازل من عليين ، والعَالِم بما في أَسفل السَّافلين ... يا مَنْ حظي بكرامة ربّه فجلَّ عن الصِّفات ، واشتقَّ من نوره فلم تقع عليه الأَدوات ... واجتهد في النصح والطَّاعة فخوَّله جميع العطيَّات ... أَشهد بذلك يا مولاي ... أَنَّكَ ... اجتباكَ الله لقدرته فجعلك عصا عزِّه ... فأَنت عينه الحفيظة الَّتي لا تخفىٰ عليها خافية ... وقلبه الواعي البصير المُحيط بكُلِّ شيءٍ ... بأَبي أَنتَ وأُمِّي يا أَمير المؤمنين ... مُفوِّض أَمري إِليكَ ، مُتوكِّل فيه عليكَ ... فعندها ... يأمن المُتوكِّل عليكَ ... أَشهدُ أَنَّك تراني وتبصرني ، وتعرف كلامي وتجيبني ، وتعرف ما يجنَّه قلبي وضميري ... »(1). 2ـ بيان زيارة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « ... السَّلام عليكم يا أَهل بيت النُّبوَّة ... ساسة العباد ، وأَركان البلاد ... والحُجَّة على مَنْ في الأَرض والسماء ، والآخرة والأُولىٰ ... »(2). ودلالتهما قد اِتِّضحت . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 97: 347ـ 352/ح34. المزار الكبير: 97ـ 101. (2) بحار الأَنوار، 102: 148