الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (585) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (585) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

27/08/2025


الدَّرْسُ (585) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ؛ فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من : (النقطة) أُمورٌ ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْأَمْر الثالث : ثالثاً : أَنَّ طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وطبقات حقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة هي الوسيلة والواسطة الحصريَّة ، والسبب والرباط الأَدنىٰ في قوس الصعود لولوج المخلوق وأَعماله ساحة القدس الإِلٰهيَّة ، والوسيلة أَيضاً والواسطة الحصريَّة والسبب الوحيد لتمتُّعه في قوس النزول بالفيض الإِلٰهي ، فمن دون الاِسْتِعَانَة بطبقات حقائقهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم) الصَّاعدة لن يتَمَكَّنَ مخلوقٌ الْبَتَّة ، أَبد الآباد ودهر الدُّهور ، ولن تَتَمَكَّنَ أَعماله في جملة العوالم من الوصول إِلى ساحة القدس الإِلٰهيَّة ، وكذا لن يتَمَكَّنَ الْبَتَّة من استمداد حوله وقوَّته وعطائه إِلَّا بعد نشب أَظفاره بطبقات حقائقهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم) الصَّاعدة والِاسْتِعَانَة بها ، شعر بذلك المخلوق أَم لا . وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «...فقال له أصحاب رسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ما أَسوأ حال هذا واللَّـه . قال رسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : أَوَ لَا أُنَبِّئكم بأَسوأ حالاً من هذا ؟ قالوا : بلىٰ يا رسول اللَّـه . قال : رَجُل حضر الجهاد في سبيل اللَّـه ، فقُتِلَ مُقبلاً غير مدبر، والحور العين يطَّلَّعن إِليه ، وخزَّان الجنان يتطلَّعون ورود روحه عليهم ، وأَملاك الأَرض(1) يتطلَّعون نزول حور العين إِليه ، والملائكة وخزَّان الجنان فلا يأتونه . فتقول ملائكة الأَرض حوالي(2) ذلك المقتول : ما بال الحور العين لا ينزلن إِليه ؟ وما بال خزَّان الجنان لا يردون عليه ، فينادون من فوق السماء السَّابعة : يا أَيَّتها الملائكة ، انظروا إِلى آفاق السماء ودوينها ، فينظرون فإذا توحيد هذا العبد وإِيمانه برسول اللَّـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وصلاته وزكاته وصدقته وأَعمال بِرّه كُلّها محبوسات دوين السماء ، قد طبَّقت آفاق السماء كلِّيّاً كالقافلة العظيمة ، قد ملأت ما بين أَقصىٰ المشارق والمغارب ، ومهابّ الشمال والجنوب ، تُنادي أَملاك تلك الأَثقال(3) الحاملون لها ، الواردون بها : ما بالنا لا تفتح لنا أَبواب السَّماء لندخل إِليها بأعمال(4) هذا الشَّهيد . فيأمر اللَّـه بفتح أَبواب السَّماء فتفتح ، ثُمَّ ينادي : يا هؤلاء الملائكة(5) أدخلوها إِنْ قدرتم ، فلا تقلَّهُم(6) أَجنحتهم ولا يقدرون على الارتفاع بتلك الأَعمال ، فيقولون : يا ربّنا ، لا نقدر على الارتفاع بهذه الأَعمال ، فيناديهم منادي ربّنا عَزَّ وَجَلَّ : يا أَيُّها الملائكة ، لستم حُمَّال هذه الأَثقال(7) الصَّاعدين(8) بها ، إِنَّ حملتها الصاعدين بها مطاياها الَّتي ترفعها إِلى دوين العرش ، ثُمَّ تقرّها في درجات الجنان . فيقول الملائكة : يا ربّنا ، ما مطاياها ؟ فيقول اللَّـه تعالىٰ : وما الَّذي حملتم من عنده ؟ فيقولون : توحيده لك ، وإِيمانه بنبيِّكَ . فيقول اللَّـه تعالىٰ : فمطاياها موالاة عَلِيّ أَخي نبيّي ، وموالاة الأَئمَّة الطَّاهرين ، فإِنْ أَتَت فهي الحاملة الرَّافعة الواضعة لها في الجنان . فينظرون فإذا الرَّجُل مع ماله من هذه الأَشياء ليس له موالاة عَلِيّ والطَّيِّبين من آله ومعاداة أعدائهم . فيقول اللَّـه (تبارك وتعالىٰ) للأَملاك الَّذين كانوا حامليها : اعتزلوها والحقوا بمراكزكم من ملكوتي ، ليأتيها مَنْ هو أَحَقّ بحملها ووضعها في موضع استحقاقها . فتلحق تلك الأَملاك بمراكزها المجعولة لها . ثُمَّ ينادي منادي رَبّنا عَزَّ وَجَلَّ : يا أَيَّتها الزبانية ، تناوليها وحطِّيها إِلى سواء الجحيم ؛ لأَنَّ صاحبها لم يجعل لها مطايا من موالاة عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ والطَّيِّبين من آله ، قال : فتُنادي(9) تلك الأَملاك ، ويقلب اللَّـه تلك الأَثقال أَوزاراً وبلايا على باعثها(10) ؛ لِـمَا فارقها عن مطاياها من موالاة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ . ونادت تلك الملائكة إِلى مخالفتهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وموالاته لأَعدائه ، فيسلِّطها اللَّـه عَزَّ وَجَلَّ وهي في صورة الأُسود على تلك الأَعمال ، وهي كالغربان والقرقس(11) ، فيخرج من أَفواه تلك الأُسود نيران تحرقها ، وَلَا يبقىٰ(12) له عمل إِلَّا أُحبط (13) ، ويبقىٰ عليه موالاته لأعداء عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وجحده ولايته فيقرّ (14) ذلك في سوآء الجحيم ، فإِذا هو قد حبطت أَعماله ، وعظمت أَوزاره وأثقاله ... »(15). ودلالته واضحة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في المصدر: (وأَملاك السماء وأَملاك الأَرض). (2) في نسخة: (حول). (3) في نسخة: (الأَعمال). وفي نسخة من المصدر: (الأَفعال). (4) في نسخة: (أَعمال). (5) في المصدر: (يا هؤلاء الأَملاك). (6) في المصدر: (فلا تقلها). (7) في نسخة: (الأَعمال). (8) في نسخة (الصاعدون). (9) في نسخة: (فتأتي). (10) في نسخة من المصدر: (على فاعلها). (11) في نسخة: (والقرقش). (12) في نسخة: (فلا يبقىٰ). (13) وفي نسخة: (إِلَّا حبط). (14) في المصدر: (فيقرَّه). (15) بحار الأَنوار، 27: 187 ـ 190/ح46. التفسير المنسوب إِلى الإِمام العسكري×: 27 ـ 29