الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (597) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (597) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

09/09/2025


الدَّرْسُ (597) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (203) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « نُكْتَةُ ابتلاءات بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ » ؛ فإِنَّه وَمِنْ كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة تعرُّض بعض الأَنبياء عَلَيْهِم السَّلاَمُ السَّابقين إِلى الابتلاءات ، منهم : النَّبيّ آدم عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فإِنَّه لَـمَّا عُرضت عليه بعض مقامات وشؤون أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ توقَّف فعوقب بابتلائه المعروف وأُخرج من الجنَّة ، وعفي عنه بعد أَن رجع واستغفر وتاب ، لكنَّه لم يُجعل من أَنبياء أُولي العزم عَلَيْهِم السَّلاَمُ بسبب تُوَقِّفه .وكذا النَّبيّ أَيوب عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؛ فابتُلي بالمرض وسائر ابتلاءاته إِلى أَنْ تاب فأدركته السعادة بأَمِير الْمُؤْمِنِين وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وعلى هذا قس حال النَّبيّ يونس عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فأبتُلي بالحوت ، وحُبس في بطنه إِلى أَنْ تاب وقَبَل ولاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والدليل الْأَوَّلِ : 1ـ بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، منضمّاً إِليه بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قال : « إِنَّ اللَّـه تعالىٰ عرض ولاية عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ على أَهل السَّماوات وأَهل الأَرض فقبلوها ما خلا يونس بن متى ، فعاقبه اللَّـه وحبسه في بطن الحوت ؛ لإنكاره ولاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حتَّىٰ قبلها » . قال أبو يعقوب(1) : «فنادىٰ في الظلمات أَنْ لا إِلٰه إِلَّا أَنْتَ سبحانك إِنِّي كنت من الظالمين لإنكاري ولاية عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ » . قال أبو عبد اللَّـه : فأنكرتُ الحديث فعرضته على عبداللَّـه بن سليمان المدنيّ فقال لي : « لا تجزع منه ؛ فإنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خطب بنا بالكوفة ، فحمد اللَّـه تعالىٰ وأَثنىٰ عليه ، فقال في خطبته : « فلولا إِنَّه كان من المُقِرِّين للبث في بطنه إلى يوم يُبعثون » . فقام إِليه فلان بن فلان وقال : يا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ؛ إِنَّا سمعنا اللَّـه(2) : [فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ] . فقال : أُقعد يا بكّار ؛ «فلولا إِنَّه كان من المُقِرِّين للبث ... إلى آخِر الآية »(3) »(4). 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، مُخاطِباً سلمان (رضوان اللَّـه عليه) : « ... يا سلمان ، أَنا الَّذي دُعيت الأُمم كُلِّها إِلى طاعتي فكفرت فعُذِّبت بالنَّار ... » . قال سلمان : ... وأَنتَ قصَّة أَيُّوب وسبب تغيُّر نعمة اللَّـه عليه . فقال أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : « أتدري ما قصَّة أَيُّوب ، وسبب تغيُّر نعمة اللَّـه عليه ؟ قال : اللَّـه أعلم وأَنْتَ يا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ . قال : لَـمَّا كان عند الانبعاث للنطق شَكَّ أَيُّوب في ملكي ، فقال : هـذا خطب جليل وأَمـر جسيم . قـال اللَّـه (عَزَّ وَجَلَّ) : يا أَيُّوب أَتَشكُّ في صورة أقمته أَنا ؟ إِنِّي ابتليتُ آدم بالبلاء فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم عليه بأَمرة الْمُؤْمِنِين ، وأنت تقول : خطب جليل ، وأَمر جسيم ؟! فوعزَّتي لأُذيقنَّك من عذابي أَو تتوب إِلَيّ بالطَّاعة لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ أَدركته السَّعادة بي ؛ يعني : أَنَّه تاب وأذعن بالطَّاعة لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وعلى ذرِّيَّته الطَّيبين عَلَيْهِم السَّلاَمُ»(5). 3ـ بيان تفسير الإِمام الباقر (صلوات اللّٰـه عليه)، ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أَبو يعقوب ـ هذا ـ وأَبو عبداللَّـه الآتي ذكره من أَصحاب رواة وإسناد هذا الحديث الشريف. (2) في المصدر: (إِنَّا سمعنا اللَّـه يقول). (3) الصافات: 143. (4) بحار الأَنوار، 26: 333 ـ 334/ح16. تفسير فرات الكوفي: 94. (5) بحار الأَنوار، 26: 292 ـ 293/ح52. كنز جامع الفوائد: 264 ـ 265. وفيه: (أَنَّه تاب إِلى اللَّـه)