الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف ألهية(36)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف ألهية(36)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

20/02/2024


الدرس : (36 )/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم أَجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ »، ومر أَنَّه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، وعن المُقدِّمة الثالثة في الدرس (11 ـ 20 )، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وعن المُقدِّمة الرابعة في الدرس (21 )، وكانت تحت عنوان : ( حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة فوق الصفات والأَسماء الحسنى ) ، ووصلنا في الدرس (22 )الى المُقدِّمة الخامسة ، وكانت تحت عنوان : (تجلِّي الصفات والأَسمآء الإِلهيَّة في حقائق أَهل البيت عليهم السلام ) ، والى ما تقدم من بحث في هذه المقدمة تشير كثير من بيانات الوحي ، نذكر(إِنْ شآء الله تعالىٰ) ثلاثة منها، وصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى البيان الثَّالث : البيان الثَّالث : ما ورد عنهم صلوات اللَّـه عليهم : «لنا مع اللَّـه حالات : هو هو ونحن نحن ، وهو نحن ونحن هو»(1). ودلالته قد اتَّضحت أَيضاً ، ولا غبار عليها ؛ فإِنَّه بعد ما كانت طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة خالصة وفانية في حكاية ذيها ، ولا تُري نفسها ، بل محكيَّها : (الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة) انعكست وظهرت وتجلَّت فيها جملة صفات وأَسماء وكمالات وشؤون الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ (تعالىٰ ذكره) ، صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة ، فصار بلحاظ تلك الطبقات : «هو (جلَّ شأنه) هم (صلوات اللَّـه عليهم) ، وهم (صلوات اللَّـه عليهم) هو (جلَّ جلاله)». نظيره : الصورة المرآتية بالقياس إِلى محكيِّها ؛ (الشَّاخص الخارجي). لكن : حيث إِنَّ هناك شيئاً لا يمكن أَن يتَّصفون عليهم السلام به وهو: الأُلوهيَّة، مضافاً : أَنَّه (عزَّ وجلَّ) هو : الخالق والمعبود ، وهم صلوات اللَّـه عليهم : مخلوقين وعبيد ، ويضاف إِليه : أَنَّ صفاته وأَسمائه وكمالاته وشؤونه بالنِّسْبَةِ إِليه (جلَّ وعلا) أَصالة وبالذَّات ، بخلاف صفاتهم صلوات اللَّـه عليهم وأَسمائهم وكمالاتهم وشؤونهم ؛ فإِنَّها حكايةٌ، ووجود ظلِّي ، ومن الغير كان : «هو هو (جلَّ اسمه)» ، و «هم هم صلوات اللَّـه عليهم». فتدبَّر جيِّداً ، واغتنم تربت يداك ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مصباح الهداية : 114