معارف ألهية(38)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ
22/02/2024
الدرس : (38 ) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم أَجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ »، ومر أَنَّه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، وعن المُقدِّمة الثالثة في الدرس (11 ـ 20 )، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وعن المُقدِّمة الرابعة في الدرس (21 )، وكانت تحت عنوان : ( حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة فوق الصفات والأَسماء الحسنى ) ، وعن المُقدِّمة الخامسة في الدرس (22 ـ 37 )، وكانت تحت عنوان : (تجلِّي الصفات والأَسمآء الإِلهيَّة في حقائق أَهل البيت عليهم السلام ) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى ) في هذا الدرس الى المُقدِّمة السَّادسة ؛ فنقول : / المُقدِّمة السَّادسة: / / هيمنة المخلوق المُتقدِّم وعلوّ كمالاته/ ثُمَّ إِنَّ المخلوق المُتقدِّم والسَّابق رتبةً : مَـمَرٌّ للفيض الإِلٰهي للمخلوق المُتأَخِّر ، واللاحق رتبة ، ومحيط به ، ومهيمن عليه. وهذا التقدُّم والتأخُّر ، والسبق واللحوق ليس بزماني ، بل رتبي وعوالمي. وهذا ما يُشير إِليه بيان القاعدة المعرفيَّة القائلة : «أَنَّ كُلَّ مقامٍ مُتقدِّمٍ مهيمن على المقام المُتأَخِّر ، ومقتضىٰ الهيمنة علو كمالات المُهَيْمِن». وعليه : فيكون رأس هرم طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة أَرفع كمالاً ، وأَعلىٰ مقاماً ، ومَمَرَّ فيضٍ للصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ فضلاً عمَّا دونها ، ويتصرَّف فيها ، ومُهَيْمِن ومسيطر عليها ومحيط بها ، ونافذ فيها وفي جميع شراشر وجوداتها نفوذ اللطيف في الأَغلظ ؛ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارج عنها خروج اللطيف عن الأَغلظ ؛ لا بالمباينة والمزايلة. وهناك قاعدة معرفيَّة عقليَّة أُخرىٰ ، من خفايا المباحث المعرفيَّة العقليَّة، تذكر في أَبواب المعارف ، وهي : أَنَّه : «كلَّما ازدادت اللطافة : انعدمت النِّسَب والحُجُب والفواصل والأَبعاد ، واشتدَّ العلم والوجود والحضور ، واشتدَّت الإِحاطة والقدرة ، وكانت نِسبة جميع ما دون شديد اللطافة من العوالم والمخلوقات إِليه نِسْبَة واحدة ، لا سيما إِذا كان شديد اللطافة هو الجوهر المُجرَّد ؛ لأَنَّ نسبته إِليها نِسْبَة تقوُّم». وهذه معادلة فوق العلوم الرياضيَّة. ومنه يتَّضح : حال طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة ، لا سيما رأس هرمها بلحاظ ما دونها من مخلوقات عَالَم السرمد والأَزل ؛ عَالَم الصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ فضلاً عمَّا دونها. / المُقدِّمة السَّابعة: / / أَنواع الإِحاطة/ ثُمَّ إِنَّه ينبغي الإِلتفات : أَنَّ الإِحاطة على أَنحاء ثلاثة : ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار