معارف الهية ( 48 ) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
03/03/2024
الدرس ( 48 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر التعرض لجملة من تعاريف المدارس البشرية للامامة الالهية، وتقدم : انها تعاريف منحطة وقاصرة وهابطة جدا ، و يرد عليها عدة اشكالات ومؤاخذات ، تم التعرض في الدرس السابق الى الاشكال والمؤاخذة الاولى والثانية ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى : المُؤاخذة الثَّالثة : عدم شمول إِمامة أَهل البيت ^ الإِلهيَّة لسائر العوالم إِنَّها حصرت دور إِمامة أَهل البيت ^ الإِلٰهيَّة وولايتها ومهامِّها ومسؤوليَّاتها وشؤونها وإِدارتها وتدبيرها ويد تصرُّفها ، ودور الإِمام من أَهل البيت ^ وولايته ومهامِّه ومسؤوليَّاته وشؤونه وإِدارته وتدبيره ويد تصرُّفه بنشأتنا الأَرضيَّة هذه ـ أَي : عَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ـ . لكن : الثَّابت في بيانات الوحي المتواترة ـ منها : ما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) ـ إِمتداد إِمامة أَهل البيت ^ الإِلٰهيَّة وهم في هذه النشأة الأَرضيَّة ، بل وفي جملة العوالم ـ سوآء أَكان في هذا العَالَم أَو في العوالم السَّابقة أَو اللاحقة ـ ويتصرَّفون وهم ^ في عالمهم في سائر عوالم الخلقة والوجود والإِمكان غير المتناهية ، ويتصرَّفون صلوات اللَّـه عليهم في كافَّة المخلوقات غير المتناهية أَيضاً ، ويديرون ويُدبِّرون أُمورها وشؤونها وأَحوالها ، وما يَرد إِليها وما يَصدر منها ، ولا تخرج عن شؤونهم ^ ومسؤوليَّاتهم وتصرُّفاتهم مثقال حبَّةٍ من خردلٍ من عوالم الخلقة والوجود والإِمكان ومخلوقاتها غيرالمتناهية ، ولا أَصغر من ذلك ولا أَكبر ، ولا تحجبهم صلوات اللَّـه عليهم القيود والظروف والأَحوال ، ففي نشأتنا الأَرضيَّة هذه وهم صلوات اللَّـه عليهم يعيشون بيننا ، ويأكلون ويشربون ويمشون في الأَسواق ، ويُمارسون حياتهم الطبيعيَّة : مسؤولون ^ عن مُطلق العوالم غير المتناهية ؛ وعن كافَّة المخلوقات غير المتناهية أَيضاً ، ويديرونها إِدارة اللطيف للأَغلظ ، ويتصرَّفون فيها تصرُّف اللطيف في الأَغلظ كيف يشاء ، ولهم ^ اليد العليا في الرَّفع والوضع والتَّغيير ، والتصرُّف بما يشآؤون ، ولا يعزب عن إِرادتهم ^ ومسؤولياتهم وتصرُّفاتهم في طُرِّ العوالم وجملة المخلوقات مثقال ذرَّة في السماوات والأَرضين ولا أَصغر من ذلك ولا أَكبر ، بل هم صلوات اللَّـه عليهم داخلين في جميع شراشر وجزئيَّات تلك العوالم وسائر المخلوقات دخول اللطيف في الاغلظ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارجين عنها لا بالمفارقة والمزايلة ، وأَقرب إِليها من حبل وريدها ؛ كُلُّ ذلك بإِذنٍ وقوَّةٍ ومددٍ وعطاءٍ وفضلٍ ومِنَّةٍ من اللَّـه ـ المسمَّىٰ ـ جلَّ شأنه. إِذَنْ: الإِمام من أَهل البيت ^ وإِنْ كان يعيش بيننا ، لكنَّه مسؤول مسؤوليَّة إِلٰهيَّة عن جملة عوالم الخلقة والوجود والإِمكان ومخلوقاتهاغير المتناهية ـ كحاله × في سائر العوالم السَّابقة واللاحقة ـ ويدير ويُدبِّر أُمورها وشؤونها ، يتصرَّف فيها خلافةً للَّـه ـ المُسَمَّىٰ ـ تقدَّس ذكره صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، بمددٍ وتأييدٍ ، وقوَّةٍ وعطاءٍ منه تعالىٰ ذكره. المُؤاخذة الرَّابعة : الإِمام × مُجَرَّد ناقل وحي إِنَّهم جعلوا الإِمام من أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم مُجرَّد ناقل ... وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار .