معارف الهية ( 49 ) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام
04/03/2024
الدرس ( 49 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر التعرض لجملة من تعاريف المدارس البشرية للامامة الالهية، وتقدم : انها تعاريف منحطة وقاصرة وهابطة جدا ، و يرد عليها عدة اشكالات ومؤاخذات ، تم التعرض الى الاشكال والمؤاخذة الاولى والثانية والثالثة ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى : المُؤاخذة الرَّابعة : الإِمام × مُجَرَّد ناقل وحي إِنَّهم جعلوا الإِمام من أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم مُجرَّد ناقل وحي وشريط تسجيل ليس إِلَّا. لكن : الثَّابت في بيانات الوحي المتواترة ـ منها : ما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) ـ : أَنَّ ذواتهم ^ المُقدَّسة بحور وحي زخَّارة لا نهاية له أَبداً ، وترجمان مُعَبِّر لمعاني بحور الوحي وحقائقه الزخَّارة غير المتناهية. أَحد الفوارق بين أَهل البيت ^ وسائر كُمَّل المخلوقات ذوات أَهل البيت ^ ترسانة وحي إِلهيّ لا ينقطع أَبداً ولك أَنْ تقول : إِنَّ ترجمة الوحي والعبور من حقيقة من حقائقه إِلى حقيقة أُخرىٰ تتطلَّب من ممارسها أَنْ تكون ذاته ترسانة وحي وعلم لدنِّيّ ؛ ومعرفة إِلٰهيَّة لا نهاية لها ، تساوي ، بل تساوق الـمُترجَم ، وهذا لا يتمكَّن منه مخلوق قَطُّ ـ لا نبيّ مرسل ولا ملك مقرَّب ـ إِلَّا أَهل البيت ^. وهذا أَحد الفوارق بين أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم وسائر كُمَّل المخلوقات ، منهم : سائر أَنبياء أُولي العزم والملائكة المُقرَّبين ^ ؛ فإِنَّه مهما علا شأو وشأن سائر كُمَّل المخلوقات وارتفعت وارتقت مراتبهم ومقاماتهم وفضائلهم وكمالاتهم إِذا قيست إِلى مراتب أَهل البيت ^ ومقاماتهم وفضائلهم وكمالاتهم لابُدَّ أَنْ تكون محدودة ، بخلاف مراتب اهل البيت صلوات الله عليهم ومقاماتهم وفضائلهم وكمالاتهم ؛ فإِنَّها ليست محدودة ، ولا توجد نسبة رياضيَّة بين المحدود وغير المحدود ، فمهما بلغ المحدود فإِنَّه إِذا قيس إِلى غير المحدود يبقىٰ لا شيء وصفراً على جهة الشمال. وسيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) مزيد بيان ، وإِقامة الأَدلَّة على جميع ما تقدَّم بيانه ، فانتظر هنيئة. وبالجملة : هناك خطأٌ فاحشٌ أَرتكبته أَقلام كُتُب مُتكلِّمي ...وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى) ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين .