معارف الهية ( 50 ) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
05/03/2024
الدرس ( 50 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر التعرض لجملة من تعاريف المدارس البشرية للامامة الالهية، وتقدم : انها تعاريف منحطة وقاصرة وهابطة جدا ، و يرد عليها عدة اشكالات ومؤاخذات ، تم التعرض الى الاشكال والمؤاخذة الاولى والثانية والثالثة والرابعة ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى : وبالجملة : هناك خطأٌ فاحشٌ أَرتكبته أَقلام كُتُب مُتكلِّمي المدارس الإِسلاميَّة الأُخرىٰ ، انسحب على بحوث كثير من مُتكلِّمي الإِماميَّة ؛ فإِنَّهم زعموا : إِختصاص بحث الإِمامة الإِلٰهيَّة بالقيادة الإِعتباريَّة ؛ ومن باب علم: السياسة والقانون وما شاكلهما( )، وهي كما ترىٰ لهجة خدعة ، ظاهرة التَّكليف ، بيِّنة التوليد ، تخطب على نفسها أَنَّها فخفخة قول مِـمَّنْ داخله الشَّكّ ، واستولىٰ عليه الرَّيب ، وأَباطيل خُيِّلت لهم ، وخُلطت عليهم ، ومفتريات اختلقوها من تلقاء أَنفسهم ، وظنون فاسدة ، وتوهُّمات كاذبة أَملتها عليهم أَنفسهم الأَمَّارة بالسوء ، فعميت بصائرهم ، وتاهت أَفكارهم، وسفهت أَحلامهم ، بل كالشَّمس بلا حجاب وستار أَنَّها على غير أَصلٍ فنيٍّ وقاعدةٍ صناعيَّةٍ ، فيكون منهج خُدعة ، مخالفٌ لِـمَا قامت عليه بيانات الوحي الظافرة الباهرة. ومعناه : إِنكار سعة أَدوار إِمامة أَهل البيت ^ الإِلٰهيَّة ، وتأثيراتها الخطيرة والمهولة جِدّاً ، وسعة أَدوار أَئمَّة أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) وتاثيراتهم؛ الَّتي لا تصل إِليها عقول الخلائق ، كغرائب شؤونهم وأَفعالهم وأَحوالهم الَّتي لو جُمعت في كفَّة ، وجُمعت شؤون وأَفعال وأَحوال جملة الخلائق في كفَّةٍ أُخرىٰ لرجحت عليها كما يرجح العرش على الذَّرة ، بل لو قيس كُلّ ما جاءت به جملة سائر المخلوقات ؛ وجملة شؤونها وأَفعالها وأَحوالها من بداية الوجود والخلقة إِلى ما لا نهاية له إِلى شؤون اهل البيت صلوات الله عليهم وأَفعالهم وأَحوالهم لكان لا شيء وصفراً على جهة الشمال ؛ لأَنَّ ما يصدر من جملة سائر المخلوقات لابُدَّ أَنْ يكون متناهياً ، وما يصدر من أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) غير متناهي أَبد الآباد ودهر الدهور ـ كما ثبت في محلِّه ـ ولا توجد نِسبَة رياضيَّة بين المتناهي وغير المتناهي ، فدائماً يكون فعل المتناهي صفراً بالقياس إِلى غير المتناهي ، وإِلَّا ـ أَي : لو أُعطي المتناهي قيمة ولو كانت ضئيلة جِدّاً كالواحد بالمليار ـ لانقلبت ماهيَّة غيرالمتناهي وصارت متناهية ، وبطلان إِنقلاب الماهيَّة من أَوضح الواضحات ، بل هو خُلف الفرض. ومن ثَمَّ نشأ من تلك التعاريف خرق اتَّسع على الراقع ؛ فبان الصبح لذي عينين ، ونشأت منها تشكيكات وشُبهات ، وإِشكالات وتساؤلات لا زالت قائمة إِلى يومنا هذا. حقيقة إِمامة أَهل البيت ^ على طبقات غير متناهية القرآن الكريم بجملته يحوم حول إِمامة أَهل البيت ^ والحال أَنَّ مَنْ يُراجع بحور معارف الوحي الموَّاجة ، وراجع أَوَّلها ... وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ) ينبغي الالتفات : أَنَّه يجب أَنْ لا تُقرأ الظواهر السياسيَّة في حياة المعصوم × وسيرته التأريخيَّة بقراءة تاريخيَّة وسيرويَّة وسياسيَّة وقانونيَّة بحتة ، بل لابُدَّ من قراءتها بقراءة عقائديَّة ومعرفيَّة ، ومن البُعد العقائدي والمعرفي الإِلٰهي أَيضاً ؛ وذلك لوجود جانب غيبيّ ؛ وجهة تكوينيَّة إِلٰهيَّة غير متناهية فيه ×.