معارف الهية ( 51 )تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
06/03/2024
الدرس ( 51 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر التعرض لجملة من تعاريف المدارس البشرية للامامة الالهية، وتقدم : انها تعاريف منحطة وقاصرة وهابطة جدا ، و يرد عليها عدة اشكالات ومؤاخذات ، تم التعرض الى الاشكال والمؤاخذة الاولى والثانية والثالثة والرابعة ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى : حقيقة إِمامة أَهل البيت ^ على طبقات غير متناهية القرآن الكريم بجملته يحوم حول إِمامة أَهل البيت ^ والحال أَنَّ مَنْ يُراجع بحور معارف الوحي الموَّاجة ، وراجع أَوَّلها وآخرها ، وتدبَّر في أَلفاظها ومعانيها وحقائقها ، والَّتي لا يُدرَك طرفها ، ولا يبلغ قعر بحورها الخضم الزاخرة ، والَّتي من تقدَّمها غرق في بحر الإِفراط ، ومن تأَخَّر عنها زهق في برِّ التفريط ، الَّتي لا تُخرِج إِلى عوجٍ ، ولا تُزيل عن منهج حقٍّ ، طريق الحقّ الأَبلج ، وصراط اللَّـه المُستقيم ، وأَراد التقاط درر الحقيقة ، ومشىٰ كما تشاء الصناعة العلميَّة والقواعد الأُصوليَّة ، وانبثق له نور الحقيقة ، وتجلَّىٰ عنه ظلام الجهل ، وانكشفت لديه الحكمة فسيصل إِلى منزلةِ جَبَلاً فنْداً ، وَحَجَراً صلداً ،لا يرتقيها الحافر ، ولا يوفي عليها الطائر ، وسيجد أَنَّ لحقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة الـمُتَمتِّع بها أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) مراتب ودرجات وطبقات غير متناهية أَبد الآباد ودهر الدُّهور ، غاية في الخطورة ، عجيبة وغريبة ، ومهولة جِدّاً ، بل القرآن الكريم بجملته يحوم حومها ، ويطوف طورها ، ويدور بأَكمله حول حقيقتها وماهيَّتها وشؤونها ؛ وحقيقة وماهيَّة وشؤون نبوَّة سيِّد الأَنبياء ’ ؛ وحقائق وماهيَّات أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) وشؤونها ، فهو كتابٌ سماويٌّ إِلٰهيٌّ لبيان : الهويَّة النَّبويَّة لسيِّد الأَنبياء ’ ، والهويَّة الولويَّة لأَهل البيت ^. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق × : «إِنَّ اللَّـهَ جعل ولايتنا أَهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكُتُب ، عليها يستدير مُحكم القرآن ، وبها نَوَّهت الكُتُب ، ويستبين الإِيمان ، وقد أَمر رسول اللَّـه ’ أَنْ يُقتدىٰ بالقرآن وآل مُـحَمَّد ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إِنِّي تارك فيكم الثقلين : الثقل الأَكبر ، والثقل الأَصغر ، فأَمَّا الأَكبر فكتاب ربِّي ، وأَمَّا الأَصغر فعترتي أَهل بيتي فاحفظوني فيهما ، فلن تضلُّوا ما تمسَّكتم بهما»(1). ودلالته واضحة. ومن ثَمَّ مَا ورد في بيان قوله تقدَّس اسمه : [لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ](2)برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على قاعدة معرفيَّة ... وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 89 : 27/ح29. تفسير العيَّاشي ، 1: 5. (2) يوسف : 111.