الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف الهية ( 52 )تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

معارف الهية ( 52 )تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

07/03/2024


الدرس ( 52 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ولازال الكلام في البحث السابق الواقع تحت عنوان ( القران الكريم بجملته يحوم حول امامة اهل البيت عليه السلام ) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى المطلب التالي : ومن ثَمَّ مَا ورد في بيان قوله تقدَّس اسمه : [لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ](1)برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على قاعدة معرفيَّة قرآنيَّة أَصيلة ، حاصلها : (أَنَّ الغاية والغرض الأَصلي في كلِّ ما ورد من قصص كُمَّل المخلوقات في القرآن الكريم : إِشارة إِلى سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم). وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الاخرى ، منها : بيان الإِمام الباقر × : «... بل فينا ضَرَبَ اللّٰـهُ الأَمثال في القرآن ، فنحن القرىٰ الَّتي باركَ اللّٰـه فيها ...» (2). فمقصود القرآن الأَصلي والجدِّي والغائي من ذكر أَحوال وشؤون وقصص النَّبيّ : (آدم ، ونوح ، وإِبراهيم ، وموسىٰ ، وعيسىٰ) وسائر الأَنبياء والرُّسُل ، والأَوصياء والأَصفياء ^ ، وكُمَّل النساء كـ : (حوآء ، ومريم ، وآسِيَة) ليس نفس هذه الذوات المُقدَّسة ، بل مخلوقات أُخرىٰ أَقدس ؛ أَوَّلها إِنشاءً وخلقةً ، وأَعظمها شأناً ورفعةً ، وأَرفعها مقاماً ، وأَخطرها هولاً ومسؤوليَّةً وإِدارةً ودوراً في عوالم الوجود والإِمكان والخلقة غير المتناهية ، وأَعلاها شأواً وقدسيَّةً إِلٰهيَّة ؛ وهم : سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت الأَطهار صلوات اللَّـه عليهم. فما ورد في بيان وصيَّة سيِّد الأَنبياء ’ : مقام (مريم الكبرىٰ) ، كنعتٍ ومقامٍ من نعوت ومقامات فاطمة الزهراء صلوات اللَّـه عليها حينما أَخذ بيدها حال إِحتضاره ووضعها بيد أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليهم ، وقال : «يا عَلِيّ ، هٰذه واللَّـه سيِّدة نساء أَهل الجنَّة من الأَوَّلين والآخرين ، هٰذه واللَّـه مريم الكبرىٰ...»(3) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ (مريم) الَّتي ذُكرت في بيانات القرآن الكريم ليست هي المراد والمقصود الأَصلي والجدِّي والغائي ، وإِنَّما هي قنطرة وتذكرة ؛ ومَثَل مُقدَّس ومطهَّر للمقصود النهائي : (فاطمة الزهراء صلوات اللَّـه عليها). وكذا حال آسِيَة بنت مُزاحِم ؛ فإِنَّها وإِنْ كان مِـمَّن كملن واصطفين ، لكنَّها ذُكرت في بيانات القرآن الكريم كمَثَل ضَرَبَه اللَّـه (عزَّ وجلَّ) لِـمَنْ قتلها فرعون عصرها (عثمان) : السيِّدة رقيَّة بنت سيِّد الأَنبياء صلَّىٰ اللَّـه عليهما وعلى آلهما ؛ فإِنَّها الأَعظم شأناً ، والأَرفع مقاماً. وعلى هذا قس : أَحوال وشؤون ومقامات سائركُمَّل المخلوقات الواردة في بيانات القرآن الكريم ؛ فإِنَّ الغاية النهائيَّة منها الإِشارة إِلى أَحوال أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم وشؤونهم ومقاماتهم. بعد الإِلتفات : إِلى أَنَّ المراد الجدِّي في الكلام : أَعظم دلالة دائماً من المراد الإِستعمالي. وهذا يدلُّ على مدىٰ عظمة وخطر وهول حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، وعلوّ شؤونهم ومقاماتهم. ومن ثَمَّ ورد في بيان ... وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يوسف : 111. (2) بحار الأَنوار ، 24 : 232 ـ 233/ح1. احتجاج الطبرسي : 178. (3) بحار الأَنوار ، 22: 484/ح31. الطرف : 29 ـ 34.