معارف الهية ( 53 )تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
08/03/2024
الدرس ( 53 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ولازال الكلام في البحث السابق الواقع تحت عنوان ( القران الكريم بجملته يحوم حول امامة اهل البيت عليهم السلام ) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى المطلب التالي : وهذا يدلُّ على مدىٰ عظمة وخطر وهول حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، وعلوّ شؤونهم ومقاماتهم. ومن ثَمَّ ورد في بيان الإِمام الرضا صلوات اللَّـه عليه بحضور الخؤون ـ المأمون ـ العبَّاسي : إِنَّ اللَّـه عزَّوجلَّ لم يُسلِّم في القرآن الكريم على آل نبيٍّ قَطُّ إِلَّا على آل محمَّد ’. فانظر : بيانه صلوات اللَّـه عليه : «... فإنَّ اللَّـه عزَّوجلَّ أَعطىٰ مُحمَّداً وآل مُحمَّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أَحد كُنْه وصفه إِلَّا من عقله ، وذلك أَنَّ اللَّـه عزَّوجلَّ لم يُسَلِّم على أَحدٍ إِلَّا على الأَنبياء ^ ، فقال تبارك وتعالىٰ: [سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ](1) ، وقال : [سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ](2)، وقال : [سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ](3)، ولم يقل : سلام على آل نوح ، ولم يقل : سلام على آل إبراهيم ، ولا قال : سلام على آل موسىٰ وهارون ، وقال عزَّ وجلَّ : «سلام على آل يس» : يعني : آل مُحمَّد. فقال المأمون : قد علمت أَنَّ في معدن النُّبوَّة شرح هذا وبيانه ...»(4). وهذه الآية القرآنية الكريمة قد وردت بقرائتين : إحداهما : «إِل ياسين» ، والأُخرىٰ : «آل ياسين» ، وفي كلتيهما دلالة على المطلوب ، فإِنَّ (ياسين) أَحد أَسمآء سيِّد الأَنبياء ’ ، و (إِل) : الرحم ، كما ورد في بيان قوله جلَّ شأنه : [لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً](5) ، وتعني في اللغة : (آل) ، فكان معناهما واحداً ، فالتفت. ويُضاف لِـمَا تقدَّم : بيان قوله جلَّت آلاؤه : [أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا](6)؛ فإذا كان آل إبراهيم ^ أُعطوا ملكاً إِلٰهيّاً عظيماً ؛ فكيف بالأَخطر والأَعظم دوراً ومسؤوليَّة وهيمنة وإِدارة إِلٰهيَّة لطُرِّ العوالم وكافَّة المخلوقات : أَهل البيت : سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم. ومِنْ كُلِّ هذا يتَّضح : إِتفاق المسلمين على أَنَّ القرآن الكريم نصَّ : على أَنَّ لأَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم مقامات وشؤون فوق مقامات وشؤون سائر أَنبياء أُولي العزم ^. وعليه : فإِذا لم يؤتَ بتعريفٍ كاشفٍ عن حقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة ... وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الصافات : 79. (2) الصافات : 109. (3) الصافات : 120. (4) بحار الأَنوار ، 25: 220 ـ 233/ح20. أَمالي الصدوق : 312 ـ 319. عيون الأَخبار: 126ـ133. تحف العقول : 415ـ 436. (5) التوبة : 10. (6) النساء : 54.