معارف الهية ( 54 )تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
09/03/2024
الدرس ( 54 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر التعرض لجملة من تعاريف المدارس البشرية للامامة الالهية، وتقدم : انها تعاريف منحطة وقاصرة وهابطة جدا ، و يرد عليها عدة اشكالات ومؤاخذات ، تم التعرض الى الاشكال والمؤاخذة الاولى والثانية والثالثة والرابعة ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) الى المطلب التالي : وعليه : فإِذا لم يؤتَ بتعريفٍ كاشفٍ عن حقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة ؛ باعتبار: أَنَّها تنصيبٌ وفعلٌ من أَفعال السَّاحة الإِلٰهيَّة ؛ فلا يُلبّى العطش البشري لمعرفتها، ومعرفة خصائصها وشؤونها (1)، ولا تُحلُّ الإِشكالات والإثارات والتساؤلات المثارة عليها. وهذا أَمرٌ بالغُ الأَهميَّة والخطورة ، يدعو الباحثين إِلى إِعادة النظر والفحص والتنقيب ؛ فيما أَصحرت به بيانات الوحي الباهرة الوافرة ؛ عن حقيقة إِمامة أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم). وإِذا رجعنا إلى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كُلُّ واحدةٍ منها بعض خصائصها وفصولها وأجناسها ، وبضمِّ بعضها إلى الآخر يتجلَّىٰ التعريف المناسب. ومن هذا الطوائف الَّتي تُمثِّل كُلّ واحدةٍ منها ركناً من أَركان ماهيَّة وحقيقة إِمامة أَهل البيت ^(2): الإِمامة : بعثة إِلهيَّة الطائفة الأُولىٰ : ما دلَّ على أَنَّ الإِمامة الإِلٰهيَّة بعثة إِلٰهيَّة. ويُمثِّلها : بيان قوله تعالىٰ : [وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ](3).(4) ودلالته واضحة ، بعد الإِلتفات إلى أَنَّ عنوان : (المُلك) هو أَحد عناوين الإِمامة الإِلٰهيَّة. ثُمَّ إِنَّه ينبغي الإِلتفات : أَنَّ المستفاد من هذا البيان الشريف : أَنَّ الرسالات الإِلٰهيَّة لا تنحصر بالنُّبُوَّة ـ خلافاً لِـمَا تخيَّلته العامَّة وما ثبت في كُتُب مُتكلِّمي الفريقين ـ بل مُتنوِّعه ، أَحدها : (الإِمامة الإِلٰهيَّة) ، فإِنَّه وصفها بـ : (البعثة) ، ومعناها : مأموريَّة ورسالات وسفارة إِلٰهيَّة. الإِمامة الإِلهيَّة: (هداية إِيصاليَّة) الطَّائفة الثانية : ما دلَّ على أَنَّ أَهل البيت الأَطهار ^ هم : (الهداة). ..وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ،وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الإِلتفات : أَنَّ زيادة معرفة المخلوق بأَئمَّة أَهل البيت الأَطهار صلوات اللَّـه عليهم يوجب علو مراتبه ودرجاته ؛ وعلو تكامل جوهره. (2) يجدر الإِلتفات : قبل الخوض في هذه الطوائف إِلى ضابطة وحيانيَّة وعقليَّة ومعرفيَّة ؛ لمعرفة أَحكم محكمات القرآن الكريم والسُّنَّة الشَّريفة ، وهي : (أَنَّ بيانات الوحي المُتعرِّضة لأَركان وبنود وأَعمِدَة الدِّين تكون أَحكم ومن دون قياس من بياناته المُتعرِّضة لأَركان وبنود وأَعمِدَة الشريعة ؛ لأَنَّ الدين وحقيقته وحقائقه أَعظم وأَخطر من دون قياس من الشَّريعة وحقيقتها وحقائقها). (3) البقرة : 247. (4) لا بأس بالإِلتفات : أَنَّ إِمامة (طالوت) الإِلٰهيَّة انتقلت حال حياته إِلى النَّبيّ داود ×. وإِلى هذا يشير بيان قوله تبارك وتعالىٰ ـ المُفسَّر ببيانات أَهل البيت ^ـ : [وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ] [البقرة: 251].